مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova
(Marwan Hayel Abdulmoula)
الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 18:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في اليمن صعدة هي مركز جماعة الحوثي ,الجماعه التي أصبحت تجاهد بكل الوسائل لتقود التيار الزيدي إلى الحكم مستندة على إرث فكري سلالي حيث ان صعدة ظلت حتى اللحظه الاخيره أقوى مراكز الملكيين المدعومين من السعودية خلال ثورة 26 سبتمبر ولكن لا يعني ذلك إلتقاء الوهابية مع الزيدية أو تعاطفا معهم فالسعوديه لا تتصرف وفق آيدولوجية دينية معينة فالدين هناك مجرد وسيلة فإن كان دعم الزيدية للإبقاء على النظام السعودي ضروريا فلن يترددوا في دعمهم , ولكنهم الان يعرفون ان احد اهم أهداف الحركة الحوثية هو السعي إلى إقامة دولة او اقليم كبير يحمل شكل الدوله الحوثيه الزيديه الاثناعشريه على الحدود السعوديه وعلى طريقة حزب الله في لبنان .
معروف عن حسين بدر الدين الحوثي أنه دخل في خلافات مع علماء الزيدية ، خلاف دار بين مدرستين الحوثيه ومراجع الزيدية في اليمن إلا أن فكر القوة الحوثي غلب قوة الفكر الزيدي ما دفع التيار المعتدل إلى اتباع الحركه مع ارتفاع صوت الحوثيين بعد توفر الارضيه التي قدمت أموالاً باهظة ودعما بالسلاح والخبراء , وتعاظمت قوة الحركه الحوثيه حتى اصبحت صعده وماحولها خاضعه لها واختفاء اي مظاهر للدولة اليمنيه هناك , وقد كان النظام السابق يستخدم الحوثيين كادأة لتخويف خصومه السياسيين خاصه التجمع اليمني للإصلاح فكانت النتيجه سته حروب الاف القتلى والجرحي ومشردين , حرب شارك فيها الاصلاح مع المخلوع صالح وتورط الكل بعد ذلك في تلك الحرب واتهمت الحركة الحكومة السعودية بدعم النظام اليمني والجماعات الجهادية السلفية بالأموال لقمع المذهب الزيدي وإتهام اخر للحكومة اليمنية بالسماح للجيش السعودي بالتدخل في الحرب وإختراق الحدود اليمنية وكانت الحكومة السعودية رسميا لم تبد إرتياحا لوجود حراك شيعي مسلح على حدودها وشنت الصحف والإعلام السعودي حملة على الجماعة متهمة إياهم بتنفيذ أجندات إيرانية والتحول الى الزيدية الإثنا عشرية , وقد تسببت جماعات الحوثي التي سيطرت على محافظة صعدة اليمنية المتاخمة لحدود منطقة جازان من البحر والى حدود عسير ونجران في جعل تلك الحدود محل خطر امني حقيقي يهدد أمن ونظام السعودية وانقسم وقتها المجتمع اليمني بين مؤيد للحوثي ورافض له.
ان قيام السلطات السعوديه بحملة ترحيل للعماله اليمنيه ليس إلا بداية تحول اولا في طبيعة العلاقات اليمنيه السعوديه احادي الجانب ومن الطرف السعودي تخوفاً من وجود استخباراتي وعناصر حوثيه خطره من بين الوافدين , ثم البدء في المرحلة الثانيه التي تستدعي التجهيز للدخول في حرب لإقتلاع الحوثيين من جذورهم بدعم من الجيش اليمني ودول اوربيه ومسلمه ستعمل السعوديه على استخدام الدين والمذهب لحشد اكبر عدد من المقاتلين السُنه تحت قيادة الجيش السعودي , وستشتري شيوخ القبائل اليمنيه كالعاده لضمان وقوفهم معها ودعمها وحتى لايحصل الحوثي على دعم من المذهب الزيدي بكامله له و مستغله في نفس الوقت وضع الحوثي المحاصر في مناطق مغلقه اي منطقه مقطوعة التواصل جغرافيا مع الدول الذي من الممكن ان تدعمه بالمال والسلاح والمقاتلين .
في البدايه ستعلن الحكومه اليمنيه والسعوديه عن تشكيل دوريات مشتركه بريه وبحريه للحد من ظاهرة التهريب والقرصنه وبدعم سري من الغرب ودول عربيه ومسلمه وخاصه تلك القلقه من تمدد وانتشار الحركات والدول التي تقيم علاقات قويه وشراكه مع ايران وسيكون دور تلك الدوريات هو الحد من وصول الاسلحه الخارجيه والافراد الى جماعة الحوثي وستعمل دوائر الاستخبارات على رصد حركة الاموال والسلاح القادمه من خارج اليمن الى الحوثيين وقطعها عنهم , فقد كان قرار مجلس التعاون الخليجي الاخير بإجراء التحريات وجمع المعلومات لحصر مصالح حزب الله في دول الخليج وذلك تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها بما في ذلك الاستثمارات والأعمال التجارية والاقتصادية والأنشطة التي تأخذ غطاء الأعمال الخيرية والحسابات البنكية والتحويلات المالية والأشخاص الذين ينتمون إليه ماهي إلا حيله للالتفاف عن التوجه الخفي اصلاً لهذه الدول الا وهو رصد انشطه الحوثي كامله وتبادل المعلومات عن تحركاته من جميع الاتجاهات قبل الانقضاض عليه , من يصدق اجرأت دول الخليج إن كانت بالفعل موجهه ضد حزب الله وهو في نظر تلك الدول حزب شيطاني تابع لايران العدو التي تحتل جزر تابعه لدوله خليجيه وهي الإمارات (جزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى) كما ان ايران متهمه في احداث البحرين وتسيطر على العراق حدود المملكه الشماليه وهي مركز تواجد ايراني مريح هناك, وكذلك وجود ايران على حدودها الجنوبيه من جهة اليمن الحدود مع جماعة الحوثي وهي جماعه متهمه باثارة المشاكل الطائفيه وتسعى لإنشاء دوله شيعيه اثناعشريه على حدود السعوديه تتبع ايران , إذن كيف ستسمح دول الخليج لحزب مثل حزب الله بممارسة الاستثمار وتحريك روؤس الاموال في دول تتهمه بالارهاب والطائفيه وبتبعيته الكامله لايران والحرس الثوري هناك و, خاصتاً بعد مشاركة الحزب في القتال مع قوات الاسد وباستباحة سيادة الدوله اللبنانيه التي على ارضها استثمارات خليجيه كبيره , واتهامه كذلك بتدريب وتجهيز الحوثيين , ولكن الهدف ليس حزب الله بل هو ابعاد الانظار عن الهدف الحقيقي وهو حركة الحوثي التي ستكون هدف مشروع حسب تقديرهم بسبب خطورة الحركه وتواجدها على الحدود السعوديه والتي تعمل على تسليح ذاتها لتكوين جيش خاص بها سيكون قوة خطره في المستقبل على وجود النظام السعودي.
مالم يفهمه الحوثيين حتى اللحظه هو ذلك الفخ الذي نصب لهم الا وهو تركهم في التمادي والتعدي على حدود المواطن والدوله وفي نفس الوقت السماح لهم بالمشاركه في الاجتماعات والمنتديات السياسيه في اليمن ماهي إلا حركة القصد منها ضرب عصفورين بحجر من جهه جعل الحوثي ينتهك حرمات الدوله كي يظهر الحوثيين على اساس انهم فوضوين مغول يسعون الى السلطه عن طريق السلاح والقتل ومن جهه اخرى تعلن الدوله في وقت لاحق انها منحتهم حق المشاركه في العمليه السياسيه ولكنهم رفضوا ولم يستجيبوا لمطالبها ومطالب الاحزاب السياسيه والمجتمع اليمني , ولذلك يجب محاربتهم واقتلاعهم , الحرب القادمه معهم ستكون مصيريه وفاصله فالمشاركين كثير واقوياء وبتكنلوجيا عاليه والاموال حاضره والشيك مفتوح المهم هو ان الحرب لابد ان تكون حاسمه تنهي وجود الحوثيين في اليمن.
#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)
Marwan_Hayel_Abdulmoula#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟