أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - التحديات الامنية في المنطقة















المزيد.....

التحديات الامنية في المنطقة


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل التحديات الامنية في اكثر من بلد عربي مسألة خطيرة تقتضي العمل الجاد والاهتمام المخلص بها ومواجهتها بما يخدم الأمن والاستقرار والطمأنينة والوحدة الوطنية وحقوق الانسان والتنمية ومستقبل الاجيال وثرواتها. وهذه كلها هي الاهداف المقصودة والموضوعة في المخططات الساعية الى التخريب والدمار وتدهور الأمن وكبح التطورات الاجتماعية والاقتصادية سواء في بلد معين او في كل البلدان المبتلية بتلك الاخطار. وهنا لابد من تحديد ماهيتها وأساليبها واستهدافها وأدواتها المحلية والخارجية وكيفية مجابهتها بما يوقف استمرار خطرها ويمنع امتدادها.
تنتج التحديات الامنية في أي مكان عن عوامل او دوافع او توجهات وبيئة حاضنة لها، وتوفر ذرائع لها، سواء مشروعة او مصطنعة او مستغلة لأسبابها. ولا تخرج عنها وقد تدفع لها ظروف قاهرة داخلية وتستغلها قوى خارجية تعزف عليها وتستثمرها في مشاريع استراتيجية، ربما لم تكن لها قدرة عليها، ولكن التخادم او التعاون فيها يفيد ضمنا او يعمل عليها في اطار مخططات ابعد منها. وما اكثرها الان في المنطقة؟!.
عوامل التحديات الامنية او دوافعها تستند الى فشل الانظمة والحكومات في المنطقة في التنمية الشاملة والحكم الرشيد واستخدام الثروات الوطنية بما يخدم الشعب ويوفر له الخدمات الرئيسية وحقوق الانسان المعروفة في الحريات والعمل والعيش بكرامة، مما اعطى توجهات القوى والمنظمات العدوانية او الارهابية بكل اصنافها فرص التغلغل واستثمار البيئة الملائمة لمشاريعها وتقبل شعاراتها ورهاناتها وتهديدها للسلم الاهلي وبناء المجتمع وتقدمه. وهي ذرائع قد لا تكون مبررات كافية إلا انها حجج يبنى عليها وتستغل اسبابها في صناعة التحديات الامنية وديمومتها. وتوسع التحديات الامنية على اكثر من صعيد، سياسي او اقتصادي او اجتماعي او ثقافي وغيره. مما يجعل منها اخطارا جدية وتهديدات فاعلة لها تداعياتها الواسعة وانعكاساتها المركبة. وكلها تشكل في النهاية تحديات جسيمة لا يمكن الصمت عليها او التنكر والإنكار. انها قائمة عريضة ومتواصلة ومرتبطة بسلاسلها الامنية ومشاريع القائمين بها وادوراهم المنتظمة او تنافسهم في اقتسام المنطقة واستغلالها، بما يعجل في التهديدات والتحديات القائمة والكامنة، ويجعلها منطقة صراع من جهة، ومنطقة نفوذ واستغلال من جهة ثانية، ومنطقة تجريب واختبار للتنازع والاستخدام المتعدد الاشكال والوسائل من جهة اخرى.
تتحول اية قضية الى تحد واضح وخطر امني بارز في أي بلد عربي، من قبل القوى الخارجية، خصوصا المتربصة، او من خلال ضعف وتواطؤ السلطات والأنظمة المتحكمة. وتعكس ممارساتها طبيعتها اولا، وتقدم مجالا واسعا وبيئة حاضنة لقوى الارهاب والتخريب والفساد ثانيا، وتواصل في غفلتها او تراخيها عن المواجهة الفعلية والإخلاص في الادارة للازمات المختلفة امكانيات استمرار التحديات وتطوراتها الى حدود الاختراق والتهديد المصيري للأمن والاستقرار والطمأنينة للشعب وثرواته ومستقبله. ولعل في التجارب المعاشة حاليا في اكثر من بلد عربي دليلا على ما وصلت اليه تلك التحديات والتهديدات والحالات. كما ان قابلية التخادم الرسمي مع التهديدات او في تنفيذها من قبل بعض القوى او السلطات الثرية في المنطقة وتجهيز بيئات الدعم والتحريض لها يظهر مدى هشاشة الاوضاع المختلفة في المنطقة وإمكانية تعرضها لتلك التحديات والتهديدات على مختلف الأصعدة، المعلومة والمكتومة.
اوضاع اي بلد عربي الان توضح مدى التحديات وتغلغل الاعداء وأدواتهم فيها، الى درجة التصريح بتدهورها والإقرار بالمخاطر منها، ومحاولات تشخيصها او الاعلان الرسمي بوجودها دون التفكير فيها ووسائل المواجهة لسيناريوهاتها التي لم تعد سرية او عسيرة على الفهم والإدراك. ان كل هذه التحديات تتحملها سياسات الحكومات والسلطات المتحكمة في البلدان العربية، فهي التي قدمت المجال الحيوي والتسهيلات اللوجستية لأعدائها اساسا في التنفيذ والتدريب والتخطيط لتلك التحديات واستغلالها الى اقصى الحدود التي تعتاش عليها وتعبر عنها واقعيا وتاريخيا. اذ ان قوى الامبريالية التي طردت بتضحيات جسيمة من شعوب تلك البلدان، خصوصا التي تحولت الى جمهوريات، لم تفوّت فرصة عودتها من أية نافذة يمكنها الاستفادة منها. وقد حصلت على كثير من النوافذ والأبواب المشرعة لها، سواء من سياسات تلك الانظمة وممارساتها التدميرية، او من تخادم انظمة وسلطات وأدوات محلية وإقليمية مرتبطة بتلك المخططات والمشاريع الاستعمارية. وما كشف عن كثير منها يكفي استدلالا وتوثيقا تاريخيا وأخلاقيا. كما ان بعض من يتخادم اليوم مع تلك القوى الامبريالية لا يخفي ذلك، بل يجاهر به، وقد يسعى الى الاحتماء به وسيلة اخرى من استمراره في سياساته وممارساته المعروفة. او استخدامه ثأرا لما حصل في تلك البلدان من تحولات وتغييرات تمس ما يخدع فيه ويحرض عليه.
تنوع التحديات الامنية وصولا الى اخطارها الفعلية يتطلب تنوعا واقعيا في التصدي لها ومواجهتها بما يخدم الشعوب العربية ويحد من سيناريوهات المخططات والمشاريع الصهيو امريكية وحلفائها الاوروبيين وبعض العرب، السادرين معها في هذه الظروف المعقدة. وتتجاوز التحديات وسيناريوهاتها امن واستقرار المنطقة وقضاياها الرئيسية. وأخطارها لا تتوقف عند حدود واضحة. ولا تنتهي بما يظهر على السطح احيانا من تفاوتات واختلافات في الرؤى والمصالح الضيقة. انها تحديات خطيرة تعمل على تفتيت القضايا العربية وتقسيم المنطقة وتدمير الهويات الفاعلة فيها، وتخريب علاقاتها البينية ومساعيها الى التقدم والبناء الانساني، والهيمنة على ثرواتها وطاقاتها، وزراعة الكراهية والحقد والتفرقة والفتنة الطائفية والعرقية فيها. وهي بهذه المعاني تصب كلها في خدمة اعداء الشعوب ومصالحهم الحقيقية، ولا تؤمن للشعوب والبلدان أي استقرار او تنمية او تطور وتغيير ايجابي يكرس الامن والاستقرار والسلم.
فضحت ثورة التقنية والاتصالات اغلب تلك التحديات ومشاريعها وقدمت خدمات كبيرة لمعرفتها وتحديد اخطارها وكشفت الجهات العاملة او المنفذة والداعمة لها. كما انها اعطت وضوحا للشعوب وحركاتها الوطنية في الحراك والانتفاض وتعزيز الكفاح الوطني وتطوير مهمات التحرر والتقدم والتغيير.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصمة عار لا تمحى
- الاول من ايار.. عربيا
- عشر سنوات.. الانسان موقف
- عشر سنوات.. والعراق جريح
- بعد عامين.. الى اين؟
- قمة تقسيم العالم العربي
- عدم الانحياز وحكم القانون
- الوحدة الوطنية صمام الاستقرار
- غائب وغالب
- صراع القهر وعبد الصبور
- إدريس والعالم
- تنوير العقل عبر ثقب إبرة
- يتكلمون بغير ألسنتهم..!
- الشاعر عبد الوهاب البياتي
- حدود مستباحة
- أمريكا: كشف المستور
- غائب طعمة فرمان... روائيا
- بعد كل تلك السنوات العجاف
- محاكمة بوش وإدارته، درس ضروري
- في رحاب الجواهري


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - التحديات الامنية في المنطقة