أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - ابناء الطغاة قدر مضاف الى عذاب الشعوب














المزيد.....

ابناء الطغاة قدر مضاف الى عذاب الشعوب


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ابناء الطغاة قدر مضاف الى عذاب الشعوب


القاضي منير حداد
ابتلي العراق، مطلع تشكل الدولة الملكية الحديثة، بصباح.. نجل رئيس الوزراء المثالي نوري السعيد، وابتلي في العهد الجمهوري المنهار، بعدي الوريث البشع لطغيان ابيه.. المقبور صدام حسين، ومثلهما علاء حسني مبارك في مصر وبشار حافظ الاسد في سوريا.
الطغاة لا يكتفون بما يؤسسون له من شر، يحاولون ان يجذروه في المجتمعات التي ابتليت بهم، انما يستحضرون ادواته النابعة من مكامن شوهاء في ذواتهم.
على الرغم من السياقات الدستورية الحقة، التي ارسى دعائمها رئيس الوزراء الاسبق نوري السعيد.. ابان الحكم الملكي في العراق؛ الا ان استهتار نجله صباح؛ شكل ثغرة سلوكية في عائلته، ما زالت تسم تاريخه، بميسم لا يليق بنوايا الرجل ومنهجه الاجرائي الذي ارتقى من خلاله بالعراق الملكي، حتى اشرق حاضرا بين الدول العظمى، لولا ان صرحا حضاريا اسست له الملكية، تهاوى على ايدي العسكر، من 14 تموز 1958 الى 9 نيسان 2003.
فضلا عن صلافة صباح، ظهر على الناس صدام حسين، بوريثه عدي، الذي لم يبقِ سلوكا شائنا لا يليق بانسان محترم، الا وفعله.. كثير من سلوكيات عدي يربأ بنفسه عنها ابن الزبال وليس ابن رئيس الجمهورية.
اولى واهم هذه السلوكيات، هي إذلال الناس من موقع القوة؛ بما لا يليق برجولته؛ فالاستقواء على الضعفاء من شيم الجبناء، مثلما اجبار البنات على مبادلته الحب، لا يليق بشاب يوقر وسامته فلا يفرض نفسه على امرأة تخافه من دون حب ولا استلطاف.
حينها لا يصح ان نقول عنه سوى (غم الزلم!) لارتضائه اهانة انسان لا يستطيع الرد عليه، واغتصاب فتاة لا تريده؛ وكلاهما سلوكان يهين بهما رجولته، التي سفحها القدر في ما بعد اثناء محاولة الاغتيال التي نجى منها معوقا وفاقد الرجولة.
علق يومها صديق: سبحان مبير الظلمة، يعطيهم جزاءهم في المناطق التي يعتدون بها على اعراض الناس.
وبنفس شراهة صباح نوري السعيد وعدي صدام حسين، للجنس الذي يهينون به رجولتهم، وليس دونجوانية اريحية، غالبا ما يفوقهم بها ابناء الفقراء، وهم يقهرون كبرياء اولاد المسؤولين بوسامة وذكاء دراسي متفوق وشخصية ذات كاريزما حاضرة، تقزم استعراضاتهم؛ فيلجأون الى قوة الحماية وسطوة السلطة؛ مؤكدين تفاهة شخصيتيهما المتهافتتين، وهما لا يترفعان عن منافسة المشردين في البارات والخمارات وملاهي الدرجة العاشرة؛ لأنها مستوياتهم الحقيقية من داخل ذواتهم، مهما اضفت عليهم السلطة من هيبة مفتعلة، تزول مع اي عارض استثنائي.
وهذا ما لمسته من حضور المطلوبين في المحكمة الجنائية العليا؛ بازلام النظام، اذ بدو تافهين بما لايمكن تصديق انهم حكموا العراق خمسة وثلاثين عاما بهذه الشخصيات التافهة؛ وانتهيت الى ان السلطة تمنح الضعيف قوة وتظهر الجاهل بمظهر المثقف والغبي ذكيا والجبان شجاعا.
اما علاء ابن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك؛ فلم يبق مشروعا يسترزق منه عباد الله الا واستحوذ عليه باسم رديفه احمد عز؛ دأبا على عادة خير الله طلفاح الذي عرف باستيلائه على اراضي وبيوت ومزارع بل وبنات البيوت التي تضيفه، بوضاعة.
وبشار الاسد، مارس نوعا من (جمهورية وراثية) ادت بسوريا الى الخراب الذي آلت اليه الآن، وهو متمسك بالحكم، حتى لو ظل رئيسا على باب بيتهم فقط.
يبدو ان حالة الطغيان، تستحضر مستلزماتها التكميلية، التي من ابرز علاماتها الابناء الذين يجدون حياة الشعوب مباحة لهم، فنمير ادهام.. نجل ابن اخي صدام، كان يمشي في الشوارع ويقتل، حتى انه قتل ستة عشر شخصا في احد الملاهي، اتضح في ما بعد انهم بعثة دبلوماسية اجنبية، ولو كانوا عراقيين (جا) غض النظر صدام عنهم؛ لكنه هذه المرة، حكم عليه بالسجن في ابي غريب ستة اشهر داخل سويت رئاسي فاخر، يخرج منه الى الملاهي، ويعود فجرا يحتضن حسناء فارعة، وحراس السجن يخدمونه.
هذه العقوبة.. ستة اشهر في سويت رئاسي مفتوح، تلقاها نمير لأن الستة عشر الذين قتلهم اجانب وليسوا عراقيين!
اذن للشر اهله، يشكلون منظومة مكتفية بذاتها، تصدر ما هي اهله للآخرين الواقعين في نطاق اشتمالها؛ لأن الاناء ينضح ما فيه، مثلما جهنم، يقال لها: هل امتلأتِ؟ وتقول: هل من مزيد!
الطغاة يحيلون بلدانهم الى جمر يستعر تحت اقدام الحفاة؛ فما لمح عدي بنتا او سيدة جميلة، الا وقتل زوجها او اباها و...
ربنا ما ضرنا صدام، ولكن ضرنا حلمك على صدام؛ فيوم عند ربك كألف سنة مما تعدون، حتى بلغ اليأس بالمصريين ابان حكم جمال عبد الناصر الذي اتسم بالجوع والحروب، مثل صدام حسين في العراق، انهم شعروا بان حياتهم مستباحة له ولاقاربه؛ وظنوه خالدا لن يموت.
وتلك حقيقة اعادت نفسها في مصر والعراق وسوريا ودول اخرى، حيث ما وكر غراب الطغيان والسلفية المتطرفة، اللتين تشكلان عنصرا مشتركا بين الطغاة؛ إذ يطرحون انفسهم حماة القومية والماضي التليد الى حد يحيل الحاضر جحيما ويفرط بالمستقبل، ينفلت من بين تداعيات الانهيار التي لخصها سلطان هاشم.. وزير دفاع صدام حسين، لحظة دخول الجيش الامريكي يحرر اعراض العراقيين من امتهان عدي لها: قصي دمر الجيش وعبد حمود دمر الدولة.
اذن اعوان الظلمة اشد فسادا من اسيادهم وهم يعيثون خرابا في صرح السلطة التي تجمل لهم سيئاتهم، وتبيح لهم استخذاء الناس وامتهان حرماتهم.. من حيث مالهم ومعتقداتهم واعراضهم.
لذا اتمنى على ابناء اي حاكم جديد، ان يتعظوا بما آل اليه حال عدي وقصي صدام حسين وعلاء وجمال حسني مبارك وما يدور من معارك طاحنة في سوريا بسبب بشار حافظ الاسد.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملفات المالكي دولة يتناسل الطغاة على ارضها
- المالكي
- الحكيم والصدر يجيئان بالحق ازهاقا للباطل
- جوع كلبك يتبعك
- رحل جواد الجلبي والرجال دول
- الاحداث كبيرة والرجال صغار
- الحكيم رابح وحيد في الانتخابات
- دولتا الكويت والعراق تؤسسان لحضارة الروح
- البريطانيون يكذبون والعراقيون يوهمون انفسهم بصدق جهاز كشف ال ...
- انفراط الدولة مجلس عشائر خيبة انتخابية لاحقة
- قبل ان يتربعوا على مجالس المحافظات دعايات المرشحين تكتظ بالف ...
- سنان الشبيبي بطل قومي بانتفاء الكولنيالية
- في عيد البعث المالكي يغتال باقر الصدر ثانية
- اقتحام الجرائد..
- القضاء المصري يحمي قمة الثورة من سفح الاخوان
- لعن الله حب الولد
- 150 ضابطا عراقيا استشهدوا لأجل الكويت
- تأجيل الانتخابات مسخ للحكومة
- المالكي يتفنن في صنع الاعداء
- اقتحام العدل تهميش لدولة آفلة


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - ابناء الطغاة قدر مضاف الى عذاب الشعوب