المجتمع العراقي والثقافة النقدية للشباب

علي حسين علاوي الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 00:02
المحور: المجتمع المدني
    

قبل ان نوضح مايمر به المجتمع العراقي من ازمات ورؤية الشباب فيها ، لابد اولا ان نشير الى تعريف الثقافة والنقد ... تعرف الثقافة على أنها مجموعة من العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها ويمتثل لها أفراد المجتمع . ذلك أن الثقافة هي قوة وسلطة موجهة لسلوك المجتمع ، تحدد لأفراده تصوراتهم عن أنفسهم والعالم من حولهم وتحدد لهم ما يحبون ويكرهون ويرغبون فيه ويرغبون عنه كنوع الطعام الذي يأكلون ، ونوع الملابس التي يرتدون ، والطريقة التي يتكلمون بها ، اما تعريف النقد فهو التعبير المكتوب او المنطوق عن سلبيات وايجابيات افعال او ابداعات او قرارات يتخذها الانسان او مجموعة من البشر في مختلف المجالات ، وتكون فيها مكامن القوة والضعف واقتراحات للبحث عن الحلول . وقد يكون النقد في مجال الادب والسياسة والسينما والمسرح وفي مختلف المجالات الاخرى .
وكل فرد من افراد المجتمع له رؤيته الخاصة فيما يجري حوله من تغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية و.......الخ ،لنأخذ مثلا رؤية الشباب في الواقع الاجتماعي في المرحلة الحالية و الكل يعلم ان هذا الواقع يعيش في ازمات دورية متواصلة وعلى مختلف الصعد ، سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية ........ الخ ، هذه الازمات كلها مرتبطة مع بعض بحكم وظائفها المشتركة ازاء المجتمع ، واذا حدث اي خلل في اي من هذه الازمات سوف يؤثر مما لاشك فيه على الازمات الاخرى ...... وبالتالي ينعكس هذا الخلل سلبا على واقع المجتمع العراقي ، وللاسف الشديد الكثير من الشباب العراقي من اللذين لا يدركون اهمية هذا التأثير يتجاهل ما يحصل ولا يدرك اهمية هذا الترابط الجدلي بحيث يترك او يجزء الامور كلا على حدة وكأنها تجري بشكل ايجابي يسهل حل الازمة او لا يعتبرها اصلا ازمة موجودة ....... فعلى سبيل المثال اي قرار يصدر من الحكومة او البرلمان او وزارة ما .... يراها ايجابية تعمل على تحسين الواقع الاجتماعي ومن خلال هذا القرار حسب رأيه سيكون الوضع افضل ... مثل هكذا شباب بالطبع يميلون او يؤيدون وباتجاه ضيق وغير مدروس هذا القرار لانه جاء من قبل اشخاص وبدوافع كثيرة منها الانتماء الطائفي او الديني او العشائري او الحزبي .... فبالتأكيد يفضلوهم على الاخرين ويعتبرونهم افضل من الجميع .. في حين هكذا قرارات في مجتمعنا تكون عادة غير صحيحة ومضرة جدا لا تعمل الا على تراجع الواقع الاجتماعي او السياسي ، لان حقيقة الصراع الطائفي والعنصري على السلطة والنفوذ وتقاسم المغانم .... هو السبب الرئيسي في تعقد الازمات واستمرارها في البلد ، هذه الرؤيا لا يفهمها الشباب القاصرين في الوعي لانهم لا يمتلكون ثقافة نقدية او تفكير نقدي سليم يساعد على ادراك المصلحة العامة ، وبالتالي فأن الجانب الطائفي او المذهبي هو الذي يشغل تفكيرهم ...... لهذا يتطلب من الشباب العراقي دراسة الاوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية ومجمل الاوضاع الاخرى لكي تكون لديهم ثقافة نقدية بنائة وسليمة يستطيع من خلالها البحث عن الحلول والتفكير الصحيح الذي لا يميل الى طائفة او مذهب او دين معين ...... وكل هذا من اجل مصالح الناس المشتركة ومصالح المجتمع العراقي .... ولذلك يجب ان يساهم الشباب في بناء ثقافتتهم من خلال المطالعة والقراءة المستمرة لكي يتسنى لهم الرؤية النقدية وبناء ثقافة فكرية رصينة ، وبالتالي سيدركون اهمية دورهم في بناء الوطن والمجتمع .

#علي_حسين_علاوي_الساعدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات