غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 19:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بــرنــامج كـلـمـات مـتـقـاطـعـة
ســوريا؟.. هل يجب التدخل؟...
SYRIE ?...Faut-il intervenir ?...
بهذا السؤال باشر الصحفي والإعلامي الفرنسي المعروفYves CALVI سؤاله إلى كل من ضيوفه, خلال برنامجه المسائي على القناة التلفزيونية الرسمية France2 وهم :
Hubert VEDRINE وزير خارجية سابق, مستشار رئاسي ووزير خارجية أيام الرئيس Mitterrand
Pierre LELLOUCHE نائب فرنسي يميني ووزير أوروبي سابق
Nathalie NOUGAYREDE مديرة جريدة Le Monde
Rony BRAUMAN يساري إنساني معروف,من أول مؤسسي أطباء بلا حدود, وحاليا مدرس علوم سياسية في جامعة السوربون.
وأخيرا السيدة رندا قسيسRanda KASSIS والتي تسمي نفسها لاجئة ومعارضة سـورية. وهي تدعى كثيرا كنجمة إلى جميع وسائل الإعلام الفرنسية منذ أكثر من سنتين.
بعد تقديم هذه الشخصيات السياسية المعروفة.. باتجاهاتهم المختلفة... طرح عليهم مقدم البرنامج السيد كالفي, هل يجب التدخل.. أو أن نتدخل في سوريا.. وخاصة بعد مائة الأف قتيل.. مضيفا وباستعمال المواد الكيميائية.. حتى يظن المشاهد البسيط أنهم ماتوا جميعا بالغازات السامة المستعملة من قبل السلطات السورية الرسمية... وأعطى مطولا الحديث فرديا لكل من المدعوين.. فأفاض كل منهم بلباقة سياسية ومرونة إعلامية, ولكن دون أي التزام مباشر, منتظرا كل منهم بيان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية, الذي كان يجب أن يصدر بين دقيقة وأخرى, مساء البارحة حول موضوع السلاح الكيميائي واستعمالاته.. ولكن بيان الرئيس الأمريكي لم يصدر حتى هذه اللحظة من يوم الثلاثاء 11 حزيران 2013.. هناك تردد... هــنــاك تــردد... طبعا حول الجهة المقاتلة على الأرض السورية التي استعملت هذا السلاح, والتي وقعت الدولة السورية على منعه منذ أول أيام استقلالها, على جميع المعاهدات الدولية بهذا الخصوص... السيدان فيدرين ولولوش حاما حول التشكيك, تاركين المشاهد بين الشك واليقين.. أما مديرة لوموند فكانت متأكدة من عملية مراسليها اللذين بقيا مدة شهرين مع المقاتلين النصرويين والقاعديين في سوريا, وهما اللذان جلبا المساطر التي قدمها لهما هؤلاء المقاتلون الجهاديون الٍإسلامويون.. دون التحقيق بشكل مثبت عن مصدر هذه المواد الكيميائية المستعملة... أما روني برومان, أدهشني بصمته الغير معتاد, رغم محاولاته الضائعة بتوسيع الموضوع عن الشرق الأوسط, وانعدام الديمقراطية بكل من تركيا وقطر والسعودية. وهي الدول الرئيسية التي تدعم مقاتلي المعارضة السورية بالمال والمقاتلين والمال والسلاح والإعلام...دون التطرق مباشرة إلى مظاهرات الشارع في جميع المدن التركية ضد حكومة رجب طيب أردوغان وسياسته وحكومته.
أما الـ Dessert بهذه السهرة النقاشية والتي لم تكن حيادية على الإطلاق, عندما أعلن صحفي الندوة السيد كالفي بأن المحققة الدولية كارلا ديلبونتي صرحت أن استعمال المواد الكيميائية في سوريا, والذي طبل له الإعلام العالمي الموجه بغزارة, لديها بعض الشكوك أن قوات جبهة النصرة هي التي استعملته ضد المواطنين السوريين, حتى تثير انفعالا عالميا ضد السلطات السورية, انبرت مديرة لوموند, الجريدة الفرنسية المعروفة التي تدير حملات مركزة باتجاه واحد ضد السلطات السورية منذ أكثر من سنتين.. انبرت بامتعاض قائلة أن الموظفين الدوليين المحيطين بالسيدة ديلبونتي قد عارضوها بهذا الاتجاه...علما أن السيدة ديلبونتي هي رئيسة لجنة التحقيق. وهذا مما تغافل عنه موجه البرنامج بالصمت وعدم متابعة الموضوع... فضاعت الطاسة.. وتركز الاتهام ــ كالعادة ـ على السلطات السورية.
والـDessert الشهي الثاني والأخير كان تصريحات السيدة قسيس المعارضة النجمة, والتي خلال السهرة كلها لم تكن أكثر من الديكور النسائي النجمة للمعارضة السورية, والتي صرحت شــارحة أن غالبية المعارضين والمقاتلين هم من المتمسكين بالعلمانية. وهم يقاتلون في جميع المدن والقرى السورية تحت شعار العلمانية.. كما أضافت أنها تتشارك مع بعض المنظمات الكردية السورية, برسم خطوط جغرافية الدولة الكردية المستقبلة على الأرض في شمال سوريا. وهذه مسطرة من المساطر النجومية اللامعة بهذه المعارضة الهيتروكليتية السورية, والتي بعد ثمانية وعشرين شهرا من التحركات والخطابات والتفجيرات وأكوام وأكوام من المليارات القطرية والسعودية.. تبقى بلا رأس ولا ذنب.
كنت أنتظر من هذه السيدة التي تمثل المعارضة الـ SOFT والتي لم تعط أي تفسيرعن قتلة الغلام, بائع القهوة ذا الخمسة عشر عاما في مدينة حلب, والذي عذبته ثم قتلته عناصر من خلافة الشام والعراق, لأنه رفض أن يبيع بالدين زبونا.. إذ انه يرفض أن يبيع بالدين حتى للنبي محمد لو عاد إلى حلب.. دون محاكمة. دون دفاع. دون أية رحمة إنسانية... هذه هي علمانية السيدة رندا قسيس, نجمة المعارضة الأنيقة الجميلة.. المتأنقة اللامعة في الصالونات الباريسية...حاملة بيرق المعارضة والموضة...
أراها رغم معرفتها وتجربتها الدمشقية والباريسية, وأنا أتابع المزيد الممكن من مداخلاتها الإعلامية, أنها لم تتجاوز دور الديكور..
كنت أنتظر من هذه السهرة التلفزيونية, بعضا من وضوح الآراء وقليلا من الحياد.. والحياء...ومزيدا من تضارب الآراء ومقابلتها, حتى يستطيع المشاهد الفرنسي العادي, أو من يرغب تفهما بسيطا حقيقيا لما يجري على الأرض السورية.
سهرة تلفزيونية فرنسية إعلامية أخرى, تضاف إلى مئات الحلقات والترتيبات والتمثيليات الإعلامية المفبركة المصطنعة, ذات الاتجاه الواحد.. والتي يمكن أضافتها إلى تصنيفات أسلحة الدمار الشامل الذي يحاك من سنتين وأكثر ضد سوريا وشعبها...
من المخطط؟؟؟... وما هي الدوافع والمدفوعات؟؟؟... وإلى أين؟؟؟... أســئــلـة وبرامج تدوخ ملايين المشاهدين.. وتبعدهم عن الحقائق والسياسات والمصالح والاستراتيجيات الحقيقية... وحلقة بعد حلقة... وجريدة إثر جريدة.. نرى أن غالب الإعلام الغربي ــ مع الأســف الشديد ــ خاضع كما في جميع البلاد التي يقال عنها أنها ذات حكومات غير ديمقراطية... تسير وتنشر وتفبرك وتعلم وتذيع حسب البيع والعرض والطلب... بيعا وشراء حسب حاجات الزبون المشتري الذي يدفع...
بــالانــتــظــار........
للقارئات والقراء الأكارم كل مودتي واحترامي.. وأصدق تحية مـهـذبـة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟