أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مؤيد احمد - الحكومة المؤقتة الحالية، حكومة تشديد السيناريو الاسود















المزيد.....

الحكومة المؤقتة الحالية، حكومة تشديد السيناريو الاسود


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 10:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



ان الحكومة العراقية المؤقتة المتمثلة، ولحد الان، بالهيئة الرئاسية للدولة، هي بالاساس حصيلة تحالف رجعي بين الاسلاميين الشيعة والقوميين الاكراد تحت رعاية امريكا وقواتها في العراق.

لا يمكن ان تكون هذه الدولة الا دولة تجسد تناقضات الوضع الحالي بكامل ابعادها. انها بالاضافة الى كونها دولة قومية وطائفية تشكل كذلك جزءا من ستراتيجية امريكا وسياساتها في العراق ومرتبطة اسمها بالدمار والحرب والهيمنة والرجعية التي تقودها امريكا في العالم والمنطقة.

ان هذه الدولة التي يراسها جلال الطالباني وابراهيم الجعفري بوصفهما ممثلي حركتين رجعيتين، الحركة القومية الكردية والتيار الاسلام السياسي الشيعي، هي نتاج توازن معين فيما بين القوى المتصارعة على المصير السياسي في العراق. ان امريكا وباستنادها على هذه القوى لتشكيل الدولة والحكومة تريد ان تؤمن استراتيجتها وسياساتها في العراق وتديم بالاحتلال. كما وان التحالف الرجعي فيما بين الاسلاميين الشيعة والقوميين الاكراد يحركها سياسات ومصالح قومية وطائفية مغرقة في الرجعية ويستهدف ابعاد الجماهير في التدخل في الحياة السياسية.

في الظاهر تظهر الدولة المؤقتة الحالية كانها الرد على مسالة فراغ الدولة في العراق وانهاء فترة معينة من الحياة السياسية فيه باتجاه الاستقرار. غير ان حقيقة الامر هي ان معضلات المجتمع الاساسية وقضية انشاء وترسيخ دولة ترد على تلك المعضلات باقية في مكانها،لا بل تخيم عليها ظلام اكبر. في الحقيقة ان هذه الدولة وبهذه الخصائص القومية والمحاصصاتية والطائفية ليست الا بداية لتعميق اكثر للازمة السياسية الحالية وازدياد ابعاد عدم الاستقرار والفلتان الامني وتوسيع رقعة الصراعات الطائفية والقومية.

لحد الان لم يتم تشكيل الحكومة المحاصصاتية الرجعية بسبب الصرعات الجارية على الحقائب الوزارية، كما وتتزايد ابعاد الاستياء من الاوضاع الحالية وتشمل اكثر فاكثر اوسع قطاعات الجماهير وخاصة في وسط العراق. هذا، وان العمليات الارهابية مستمرة والفلتان الامني لا يزال يضرب من الاعماق حياة الملايين من الناس في العراق وتتوسع دائرة المجازر بحق السكان الابرياء في سياق تطور خطير في الاوضاع وحدوث حرب الطائفية والدينية في اماكن مختلفة في العراق.

هذه الحكومة والاحتلال تشكلان ابعادا هيكلية لسيناريو الاسود الحالي شانها شان ظهور تيارات الاسلام السياسي المختلفة، التي تسفك بدماء المواطنين يوميا وتهاجم على ابسط مقومات الحياة المدنية في العراق، والانبعاث في القوى القومية العربية الرجعية واشتداد الحقد القومي والطائفي وبدء الحرب الطائفية الحالية وغيرها. فقوى السيناريو الاسود الحالي ومكوناتها تشكل اجزاءا مترابطة فيما بينها وتشكل كلا واحدا لا ينفصل واحد عن الاخر. فهذا التراجع المفروض على الحياة المدنية في العراق والدمار الجاري لبنيان المجتمع بدا اول ما بدء بشكلها الحالي بسبب الحرب علىالعراق والاحتلال. وبكلمة ان السيناريو الاسود الحالي خلقها بالاساس الحرب علىالعراق و احتلالها. فبالتالي ان الحكومة الحالية لا يمكنها ان تكون الا عاملا لتشديد هذه المعضلات والتناقضات والاستمرار بسيناريو الاسود. فمن يريد ان يجد حلا لكل هذه الاوضاع يجب ان يرى الصورة كلها اولا وان يناضل من اجل فرض تراجع جدي شامل على كل تلك القوى المشاركة في خلق هذا السيناريو .

ان مايسمى بـ "المقاومة" المسلحة هي حركة ارهابية تقودها وتنظمها الان احدى اشد القوى الفاشية في تاريخ المعاصرالتي هي الاسلاميين البن لادنيين والقوميين العرب الفاشيين والبعثيين. انهم يستغلون الاستياء الشعبي العارم بوجه الاوضاع لخدمة سياساتهم واهدافهم اللانسانية. انهم قوى سيناريو الاسود الحالي فيجب التخلص منهم و فرض تراجع شامل عليهم كي تتنفس الجماهير بحرية . انهم يواجهون الطائفية الشيعية ايديولوجيا وسياسيا بالقوموية العربية و "الامة العربية" و"الامة الاسلامية"، اي الفاشية الاسلامية والعربية بافضح صورها والتي اثبتت بربريتهما بحق الجماهير في العراق والمنطقة .

كما ان الطائفية والقوموموية الفيدرالية والمحاصصاتية التي تمثلها قوى يمينية اخرى من القوميين الاكراد والاسلاميين الشيعة، ستتلقى دفعة قوية اثر تجسيدها رسميا على صعيد الدولة والحكومة وستزيد بالتالي من سعة الهوة القومية والتقسيم الطائفي والقومي للمجتمع. فالطائفية الشيعية السياسية بمعناها الواقعي تعني ترسيخ الدكتاتورية على نمط دكتاتورية الجمهورية الاسلامية في ايران وفتح الابواب على مصراعيها للاقتتال الطائفي والقومي والذي بدء تظهر بوادره الماسوية خلال هذه الايام . هذا، وان الفيدرالية القومية التي تدعو لها القوميين الاكراد والذين يتباهون اليوم بتحقيقها من خلال تمتع جلال الطالباني بموقع الشخص الاول في الدولة العراقية، هي ايضا باعثة على تشديد الهوة القومية والاميتازات القومية وازدياد الحقد القومي بين العرب والاكراد و التركمان وفتح الطريق امام مجازر لاحقة في حالة تغيير في توازن القوى.

فيما يخص دوافع امريكا وسياساتها في العراق فانها واضحة وهي تغازل و تدعم هذه القوى القومية والطائفية وتتحالف معها كي تديم بسياساتها في العراق والمنطقة وتديم بالاحتلال على حساب دمار الجماهير وسلب ابسط حقوقها من التمتع بنظام سياسي تشارك هي في انشائه بحرية. وبالتالي ان الحكومة الحالية امتداد لهذه التناقضات والصراعات الجارية بين القوى اليمينة البرجوازية الفاعلة في العراق، فنشرالاوهام حول تحقيق الديمقراطية والحرية اثر تاسيس هذه الدولة لا يمكن ان تكون الا اكاذيب حيث ان الديمقراطية والحرية تتناقض من حيث الجوهر مع خصائص دولة مقامة على اسس قومية واسلامية.

ان معضلة الدولة وطابعها وكيفية تنظيم الحياة السياسية في العراق لا يمكن ان تخرج عن دائرة صراع ومساعي القوى الاجتماعية والتيارات السياسية الفاعلة وصراع الطبقات الاجتماعية المتخاصمة فيه. فالاحتلال وتواجد القوات الامريكية في العراق يؤثرعلى هذا التوازن او تحافظ عليه غير انه لا يشكل بديلا عن ذلك الصراع.

اننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي طرحنا بديلنا العملي لهذه الدولة الذي هو ارساء حكومة غير قومية وعلمانية تحقق الحريات والحقوق للجماهير كي تكون بوسعها اختيار نظامها السياسي بحرية فيما بعد. ومن اجل ذلك بادرنا بتأسيس منظمة " مؤتمر حرية العراق" ليجمع في اطاره كل من يرى نفسه شريكا في اهداف هذه المنظمة ومساعيها لانهاء هذه الاوضاع الماساوية.

فبوجه النظام الراسمالي وماسي الوضع الحالي هناك قوة ثالثة سياسية واجتماعية في الساحة، هناك حزبنا والمنظمات الجماهيرية والعمالية والنسوية والطلابية التي تناضل من اجل اخراج المجتمع العراقي من هذه الدائرة المسدودة من الدمار والماسي. اننا قوى قطب انساني نمثل الاكثرية في هذا المجتمع فلا يمكن انهاء سيناريو الاسود الحالي دون تطور قوى هذا القطب و كسب الاقتدار السياسي والعسكري اللازم لفرض التراجع على قوى اليمين البرجوازي. فالحكومة الحالية مدانة ويجب حلها عن طريق تحقيق مبادرة الجماهير السياسية وابدالها بحكومة تختارها الجماهير. اننا لسنا وحيدين في الساحة هناك جبهة عالمية متعطشة للحرية و الانسانية معنا.



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة مؤيد احمد في المؤتمر الثاني لاتحاد المجالس و النقابات ا ...
- حديث مؤيد احمد في مراسيم الذكرى السنوية الثانية لمنصور حكمت ...
- اغتيال رفيقنا العزيز محمد عبدالرحيم وصمة عار كبيرة على جبينك ...
- لا، للقوات الامريكية في العراق وحكومتها الانتقالية
- راية 1 ايارهي الجواب على ما يجري في العراق ايضا
- الشيوعية هي الحياة ليس هناك أمر في المجتمع لا يهم الشيوعية ا ...
- قانـون -ادارة الدولة العـراقية- تقيـيـد اسلامي وقـومي للمجتم ...
- مهزلــة -شيوعية- الحـزب الشيوعـي العراقـي - ردٌ على عبد الرز ...
- تفجيرات بغداد الانتحارية جرائم ارهابية ضد المواطنين!
- يوم اعلان انهاء اعتصام العاطلين عن العمل في بغداد
- تشكيل مجلس وزارء ديني وقومي خطوة رجعية اخرى باتجاه لبننة الع ...
- مسارالاوضاع ومسالة السلطة في العراق
- في ذكرى رفيقنا العزيز منصور حكمت
- كفى انتظارا لادارة عنصرية و فاشلة ! يجب توفير الخدمات الحيات ...
- بصدد: اللجنة التحضيرية لتشكيل المجالس والنقابات العمالية في ...
- ذكرى يوم العمال العالمي، تواجه الطبقة العاملة في العراق مهما ...
- من يدعو اليوم للحرب ، ينوي قمع الجماهير بعد سقوط النظام!
- التظاهرات العالمية ضد الحرب وافتضاح دور المعارضة القومية -ال ...
- لنقوي الحركة العالمية المناهضة للحرب !
- الحركة المناهضة للحر ب، وآفاق تطورها !


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مؤيد احمد - الحكومة المؤقتة الحالية، حكومة تشديد السيناريو الاسود