علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 17:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لنقارن تحذير الرئيس المصري مرسي الحاسم للحكومة الأثيوبية حول سد "النهضة" على نهر النيل الأزرق من أنّ جميع الخيارات مفتوحة للتعامل مع هذا السد "بما فيها تدميره بالقوة المسلحة طبعا"، بالسياسات الجبانة للحكومات العراقية في عهد نظام صدام حسين أو في العهد الحالي. فبدلا من تحذير وتهديد تركيا بأن استمرارها ببناء السدود على دجلة الفرات من طرف واحد سيواجه بالقوة دفاعاً عن النفس تستمر الحكومات العراقية بتقدم الهدايا والرِشى للحكومة التركية فتزيد من ضخ النفط العراقي نحو الموانئ التركية وتترك خطوط التصدير عبر الدول العربية مغلقة. وتفتح باب الاستثمارات والتبادل التجاري وهو من طرف واحد أمامها حتى قفزت من أقل من مليار دولار قبل الاحتلال إلى عشرين مليار حاليا، وكان أردوغان يريد الصعود بها إلى 70 مليار.
باستثناء تهديد الرئيس الراحل أحمد حسن البكر لنظام حافظ الأسد بتدمير سد "طبقة" بعد قطع المياه عن الفرات وخضوع الأسد للتهديد فقد سلكت الحكومات العراقية سلوكا جبانا وخاليا من الوطنية بل ويمكن وصفه بالمتواطئ مع العدوان التركي "والإيراني فيما يخص روافد دجلة".
إنّ تدمير العراق وتحويله الى صحراء جرداء كان و سيبقى هدفا عمليا لإسرائيل وحلفائها، هذه "الأغنية" باتت محفوظة عن ظهر قلب، ولكن، هل أصبح تدمير هذا البلد هدفا لنظام المحاصصة الطائفية القائم اليوم فيه، مثلما كان هدفا لنظام المقابر الجماعية بالأمس؟!
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟