أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - زهير ماعزي - الشارع أم المؤسسة؟ في الحاجة لجبهة اجتماعية بأفق سياسي














المزيد.....

الشارع أم المؤسسة؟ في الحاجة لجبهة اجتماعية بأفق سياسي


زهير ماعزي

الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 23:06
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لأن المغرب ليس استثناء تراجعت نسبة المشاركة في الإنتخابات، وأعداد المواطنين المنخرطين في الأحزاب السياسية، على غرار باقي الدول، حتى أضحى الجميع يتكلم عن أزمة الديمقراطية التمثيلية. كما تقلصت جحافل العمال المشاركة في تظاهرات فاتح ماي وتدنت نسبة التنقيب الى مستويات مخيفة.
لم تعد المشاركة السياسية تقتصر على النشاط الذي يقوم به الأفراد والجماعات في إطار التنظيمات الحزبية، والتصويت او التمثيل والتعيين في الهيئات التشريعية والحكومية، فكثيرا ما تكتشف الجماعات أن هذا الإطار لا يستطيع الإسهام في تحقيق أهدافها ومقاصدها (*)، أي أن المؤسسات التقليدية (حزب، نقابة..) لا تستطيع في شرطنا الحالي انجاز مهام التغيير الاجتماعي والسياسي.
من جهة أخرى، وفي مقابل طريق الإصلاح والعمل من داخل المؤسسات، هناك طريق الثورة، أي الحركة الجماهيرية الواسعة والمنظمة، بهدف إحداث تغيير جذري سريع، يؤدي الى استبدال نظام بنظام اخر. غير أن الثورات صعبة الحدوث، وذات كلفة غالية، وغير مضمونة النتائج، لذلك لا يحقق الثوريون أي توسع ملحوظ وسط الجماهير.
وبين أزمة المؤسسات ورفض الجماهير للعمل الثوري، تسللت الحركات الاجتماعية وتعاظمت أدوارها، نتيجة لعجز المؤسسات التقليدية وقصورها عن التصدي لأشكال محددة من المخاطر التي تهدد المجتمعات البشرية (*) كانتشار الأسلحة النووية وتهديد البيئة وانتهاك حقوق الصحة والتشغيل وسرقة الثروات المحلية، ونتيجة أيضا لضعف وسائل الدفاع الذاتي للمجتمعات امام انعكاسات العولمة ونفوذ الحكومات البرجوازية والتحكم في الإعلام ومخاطر التسلط.
إن الحركات الإجتماعية عبارة عن مجموعات ليست بالضرورة متجانسة، تهدف إلى تحقيق مصلحة عامة أو الوصول إلى أهداف مشتركة من خلال العمل خارج المؤسسات التقليدية التي نامت في عسل الوساطة بين الدولة والمجتمع. إنها تقترح نفسها، بل تفرض نفسها طريقا ثالثا بين الثورة والمؤسسة، وتذكرنا ان لا معنى للإصلاح ان لم يكن جذريا.
فهل بوسع الحركات الاجتماعية أن تكون بديلا للمؤسسات التقليدية؟
في المغرب، تنمو هذه الحركات الاجتماعية بسرعة خارج الوصاية الحزبية والإديولوجية، ذات تنظيم مرن، من الصعب مراقبتها او توقع حدوثها، استدامتها غير مضمونة، وأحيانا تنتج نقيضها ومعارضيها، كما قد تكون فئوية أو مناطقية أو عابرة للطبقات ومعولمة.
إن الحركات الاجتماعية اليوم تصيب الفاعل المؤسساتي، حزبيا كان أم نقابيا، بالقلق، فبالنسبة له قيادتها هم مجموعة من الشباب "الإفتراضي"، عديم الخبرة وبلا ذاكرة ولا مشروع، من السهل تطويعه و"شرائه". كما لا يرى فيها إلا منافسا بسبب قدرتها على التعبئة والحشد الجماهيري وتوجيه طاقة المجموعة، إنها مرآة تفضح أوهام التمثيلية والقدرة على ممارسة التأطير والتأثير والإستقطاب، وتكشف عورته امام الدولة التي يخاف ان تستغل هذا الحراك للتخلص منه ومن مطالبه، وحتى من خدماته.
من الجهة الأخرى، تتعمق ازمة الثقة، ويرى قادة الحركات الاجتماعية ان الزعامات التقليدية بيروقراطية ومنتهية الصلاحية بيولوجيا، وأنها تشكل عائقا مزاحما أمام تحقيق الذات والتموقع، فيبدأ التدافع. كما يعتقدون في الحركات الاجتماعية أن الزعامات التقليدية متواطئة، وتواطئهم هو سبب ضياع مصالح المجموعات وحقوقها، وأن المؤسسات تحولت إلى (كوميساريات)، أي أداة طيعة في يد منتهكي الحقوق (مخزن، حكومة، باطرونا، إقطاع، شركات متعددة الجنسيات..) تقوم بأدوار الضبط والإحتواء، وبالتالي فالمؤسسات القائمة ليست صالحة إلا لتأجيل التغيير، أي خدمة النقيض.
وفي نظرنا، يجب فتح المزيد من قنوات الحوار وإعادة التفكير في العلاقة الممكنة بين المنظمات الديمقراطية والحركات الاجتماعية، وهذه بعض الأفكار التي قد تساعد على ذلك:
أولا: الخصام بين الفاعلين التقليديين والحركات الاجتماعية (أصحاب الحقوق) لن تفيد إلا النقيض الرئيسي (منتهكي الحقوق).
ثانيا: ضعف المؤسسات التقليدية ليست بسبب تنامي الحركات الاحتجاجية، بل ان ظهور الحركات الاجتماعية هو نتيجة (أو مؤشر) لضعف المؤسسات التقليدية.
ثالثا: أن الحركات الاجتماعية غالبا ما تتطور في اتجاهين، إما ان تنشأ مؤسساتها ومنظماتها، وإما أن تتنظم في إطارات موجودة.
رابعا: وحتى لا تكون الحركات الاجتماعية بديلا، المطلوب الان من الفاعلين التقليديين هو توفير بينة استقبال مغرية لقادة الحركات الاجتماعية، وربح رهانات الدمقرطة والمأسسة والتجميع من اجل مؤسسات قادرة على التأثير والتأثر.
واليوم، وفي ظل نظام اقتصادي مجحف يغتال العدالة الاجتماعية في المغرب وحكومة رجعية تحميه، تبدو الحاجة ماسة لجبهة اجتماعية بأفق سياسي (**)، تمكن من تأطير وتنقيب العمال وتعبئة الحركات الاجتماعية وانتخاب سياسيين مدافعين عن حقوق العمال ومنتجين لبدائل ومشاريع مجتمعية جديدة.
ويبقى شرط إنجاز هذه المهمة، إلى جانب تحديث المؤسسة، هو العودة إلى الرسالة المؤسسة والموحدة لمنظماتنا الديمقراطية، أي المطالبة بتوزيع عادل للثروة والسلطة داخل المجتمع عبر الاستمرار في التعبير عن مصالح الفئات والشرائح المستضعفة داخله.
مراجع:
(*) sociology, Antony Gidens, 4th edition
(**) تقرير الندوة الدولية حول الاقتصاد العادل والحركات الاجتماعية على ضوء الربيع العربي، المؤتمر الوطني الثاني للمنظمة الديمقراطية للشغل ODT.



#زهير_ماعزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مخاطر تحزيب حركة 20 فبراير
- الحزب المغربي كمنتج لثقافة العزوف واليأس والعدمية
- الاتحاد الاشتراكي وتحالفات ما بعد الدستور
- عن الجيش الملكي هذه المرة..
- حركة 20 فبراير: رفع سقف النضالات نعم، رفع سقف المطالب لا
- لماذا حركة 20 فبراير؟
- تجربة شاب في العمل السياسي الشبيبة الاتحادية نموذجا
- خطر سياسة الهياكل العظمية
- حول السياسات العامة الموجهة إلى الشباب في المغرب
- التدوين والصحافة المهنية: من أجل علاقة صحية
- فاعلون في حقل الشباب
- كيف يمكن للسياسي أن يستعمل الإنترنت؟
- كيف تعاملت الأحزاب السياسية المغربية مع الانتخابات المحلية 2 ...
- الشباب ووحدة اليسار
- المهدي بنبركة هو المسؤول عن تفشي أنفلونزا الخنازير!


المزيد.....




- كتّاب ينسحبون من جوائز القلم الأميركي احتجاجا على -الفشل في ...
- مؤيدون للفلسطينيين يعتصمون في مزيد من الجامعات الأميركية
- “كيفاش نجددها” شروط وخطوات تجديد منحة البطالة الجزائر عبر ww ...
- تحذير من إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية ...
- إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية تستعد غد ...
- مطالب بالحفاظ على صفة موظف عمومي و بالزيادة العامة في الأجور ...
- “حالًا اعرف” .. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وأبرز ...
- غوغل تفصل عشرات الموظفين لاحتجاجهم على مشروع نيمبوس مع إسرائ ...
- رسميًا.. موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ونسبة الز ...
- التعليم الثانوي : عودة إلى جلسة 18 أفريل و قرار نقابي بإلغاء ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - زهير ماعزي - الشارع أم المؤسسة؟ في الحاجة لجبهة اجتماعية بأفق سياسي