أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محسن أخريف - ناعوت: العِلميةُ والهندسةُ أثرتْ مساحاتِ التأمّل الشعري لدي















المزيد.....

ناعوت: العِلميةُ والهندسةُ أثرتْ مساحاتِ التأمّل الشعري لدي


محسن أخريف

الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 09:59
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاورها الشاعر محسن أخريف/المغرب

لم تُشهر فاطمة ناعوت نصوصها إلا حين أصبح إيمانها بضرورة ذلك راسخا، فأصدرت في زمن قياسي أربع مجموعات شعرية، ورغم هذا التواتر في النشر فقد حظيت المجموعات، أو أغلبها، بقراءات نقدية ومتابعات صحفية مهمة، في هذا الحوار نستجلي العالم الشعري للشاعرة، وكذا نظرتها إلى علاقة الشعر بالنقد وعلاقته بالإنترنيت.


• تلقيت تعليما علميا، وتخرجت مهندسة معمارية، ثم اتجهت للكتابة بشكل شبه كلي، ألهذه الدرجة تؤمين بجدوى الشعر..هل مازال للشعر جدوى ؟ وما هي دوافعك لكتابته ؟
"للشعر ضرورة، ليتني أعرف لمَ!"، علّ سؤالا شبيها بسؤالك هو ما وُجه لجان كوكتو حتى يجيب بقولته تلك. لكن يبقى أن نسأل:ضرورة لمن؟ للقارئ ؟ للشاعر ذاته؟ للوجود؟ لقيم الجمال في الوجود؟ ربما لكل ما سبق. دراستي العلمية لم تكن على حساب الشِّعر، بل ربما أثْرَت العلميةُ والهندسةُ مساحاتِ التأمل الشعري لدي. حين طلب أستاذنا في الجامعة أن نصمم "بوابة لجهنم"، اندهشنا، لكننا لم نتوقف كثيرًا أمام غرابة الامتحان وخضنا الأمر تأهبًا للدهشة الأكبر حين قام د. فاروق الجوهري، المعماري الأشهر، بالشطب على كل تصميم حمل ملامح الاتزان والهارموني والانتظام الهندسي الجميل، إذ بوابة جهنم لابد لها أن تكسر كل توقّع وتتجاوز كل خيال يطرحه المنطق والقانون والعقل. عرفت وقتها أن الخيال أوسع من الوجود، وأن بداخل كل عقل بشري عوالم رباعية وخماسية ... الأبعاد. الإنسان يحمل في عقله، الذي لا يزيد عن قبضة يد، آفاقا لا حدود لأبعادها. دراستي للفيزياء علمتني أن تشريح النواة بمداراتها وإلكتروناتها وبروتوناتها يتطابق مع الكون المترامي بمجرّاته ومجموعاته الشمسية والنجمية. إذًا في حبة الرمل الصغيرة ملايين الأكوان والوجودات. نظريات الهندسة وطرائق تحليلها وإثباتها ذكرتني بعلم المنطق والفلسفة وذكرتني بمحاورات أفلاطون وجدل سقراط مع تلاميذه. كل الأمور والمعارف التي مرت بي أكدت حقيقة واحدة: أن الكون واحد ومتعدد، والمعرفة واحدة ومتعددة. ويأتي الشعر ليمثل تاج المعارف الإنسانية جميعها، المعرفة التي تعي المنطق كي تحطمه، وتسن القانون كي تخترقه. الشعر يسمح لنا بمصالحة العالم على كل ما يحمل من جمال وقبح وعجائبية، ويسمح لنا أن نصالح ذواتنا بكل ما فيها من انقسامات. نعم، للشعر ضرورة وجودية من أجل جمال العالم. وأنا أكتب لأن العصفور يغني والوردة تتفتح والشرنقة تنكسر لتخرج الفراشة.

• تولين أهمية واضحة لخواتم نصوصك. وكأنك تستجيبين لرؤية الناقد العربي القديم في الاهتمام بخواتم القصائد كونها الأخيرة التي تبقى في الأذهان، كيف تنظرين إلى هذه المسألة ؟
قصائدي تحفل بمناطق صمت كثيرة. مثلما الواجهة المعمارية تعتمد إيقاع "الكتلة والفراغ"، تعتمد قصيدتي إيقاع الكلمة والسكوت. أنتظر من قارئي أن يتعامل مع مساحات الفراغ في قصيدتي ليطرح رؤاه ودلالاته الخاصة حسب مكونه المعرفي الخاص. القارئ المدرّب على فن قراءة الشعر، فالقراءة فن، يلتقط المفاتيح التي يلقيها الشاعر داخل قصيدته ويفكك شفرتها ليخرج بتأويله مغاير. وفي خاتمة قصيدتي كثيرًا ما يكمن المفتاح الرئيسي أو Master Key الذي بوسعه فتح استغلاقات النص كاملا. أعوّل على نهاية القصيدة ليس لأنها سوف تبقى في الأذهان، لأنني لا أروم لقارئي أن يحتفظ بمحض كلمات في ذهنه بعدما يفرغ من قصيدتي، أنا أراهن على (حالة) تتبناها القصيدة، لو التقطها القارئ تكون قد نجحت القصيدة وأتت ثمرتها.

• حين نتأمل تجربتك نجدها مفارقة للشواعر العربيات خاصة في مسألة التوسل اللغة، ألا تجدين أن لغتك صارمة، وهل هذا مرتبط بالإحساس الذي عبَّرت عنه تجاه اللغة العربية في قصيدة "تشكيلات مراوغة" من ديوانك "قطاع طولي في الذاكرة "؟
أتفق معك في أنني حتى الآن لم أستطع القبض على لغة أكثر بساطة للتعبير عن مزاجي الشعريّ. ولا أدري إلى أي مدى أثّرت دراستي العلمية في هذا الشأن، لكنني أظن أن عشقي للغة العربية ومكامن عبقرية أسرارها، التي لا يمر يوم حتى أكتشف الجديد فيها، هو السبب الرئيس وراء فرط احترامي لها وتوسلي لغةً خاصة بي من أجل الحفاظ عليها رفيعةً عن طريق عدم الانزلاق في الدارج منها واليوميّ. أنا مؤرقةٌ بالخوف على انحدار وانحسار اللغة العربية عبر الزمن وعبر اثنتين وعشرين دارجة عربية. ربما تلك نزعةٌ كلاسيكية قد تُحسب عليّ من قِبل النقاد لكنها تبقى تيمتي الكتابية ووجهة نظري في الشأن الشعري واللغوي. أما في قصيدة "تشكيلات مراوغة" فقد تناولت قصور اللغة بعامة، كل لغة فوق الأرض، عن المقدرة المطلقة للتعبير عما يدور بأذهاننا. اللغة اختراع عبقري لا شك، لكن الفكر البشري شيءٌ مُعجز يفوق قدرات اللسان والحرف.

• هل تطلعين على إنتاج الشاعرات العربيات ؟ كيف تقييمين ما يكتب من طرف النساء حاليا على مستوى الشعر ؟
هناك شاعرات عربيات حققن منجزًا مميزًا وحقيقيًا، وعلى الطرف الآخر ثمة شاعرات يخلطن بين البوح بالخاطرة ولواعج النفس وبين القصيدة.

• في قصيدتك : "قبل أن يهبط الحكماء من الأوليمب" تقولين هذا السطر الشعري : "لن يروق للنقاد هذا !" . كيف تنظرين إلى علاقة النقد بنصوصك تحديدا ؟
الشاهد أن هذه القصيدة، مثل كثير من قصائدي، تحفل بلمحة من الساركزم والسخرية، وجليٌّ ما بهذا القول من مزحة أيرونية وكأن الشاعر يحفل بمقولات النقاد فيكتب تبعا لرؤاهم النقدية. وجليٌّ أيضًا أن سؤالك لا يخلو من مكر جميل في محاولتك جذبي لمنطقة الكلام عن تداعي الحركة النقدية العربية الراهنة. أما الحقيقي في الأمر أنني، مثل كل شاعر، لا يحفل مطلقا بما سوف يقوله النقاد عن كتاباته، لأن الحال هذه تشبه وضع العربة أمام الحصان. أنا أكتب وأنت تكتب وهم يكتبون ثم يأتي النقد، إن كان ثمة نقد، في مرحلة تالية لينظّر لما كتبنا ويدشن المدارس الشعرية.

• ألا ترين أن جوهر ومفهوم الشعر حاليا يثير الكثير من الاختلافات حول كنهه أكثر من أي وقت مضى، حيث أننا أمام شعريات لا تشترك إلا في رفض بعضها البعض ؟
هذا من نكد الزمان والقدر. الكلام في الشأن الشعري معظم الوقت خارج القضية الشعرية ذاتها. وربما آن الآوان كي تضع الحروب أوزارها قبل أن يفوت الآوان. قصيدة النثر بما تحمل من ثراء وتعدد وطرائق جديدة للولوج إلى جوهر الشِّعر "النشط" بتعبير فاليري أربكت كثيرا من النقاد وأعجزتهم فاختاروا الطريق الأسهل لحل الأمر وتنحوا عن الساحة واكتفوا برمي السهام عن بُعدٍ. وكنتيجة لهذا، وربما كسبب أيضًا، كانت السبيل مفتوحة لكثير من المتشاعرين الذين أساءوا فهم مصطلح " الكتابة عبر النوعية" لإدوار الخراط فظنوا أن كل كتابة سطحية وركيكة هي قصيدة نثر. الحل برأيي يكمن في عكوف النقاد بصبر وموضوعية خالصيْن على دراسة الأعمال الجيدة والرديئة على السواء من أجل تنظير عربي حقيقي للقصيدة الجديدة.

• ألا ترين أن القارئ قد تغير، وأننا أصبحنا أمام قارئ متعجل منبهر بالضوء وبالألوان المشعة من جهاز الكمبيوتر أكثر من انبهاره بضوء الكلمات ؟
القارئ برأيي الخاص قد مات بالفعل، ولا عزاء للشعراء والفلاسفة. القارئ الكلاسيكي الذي أعنيه هو من كان يجد متعته القصوى بين دفتي كتاب هو له المرجع الأول والأخير في الحياة. ما تصفه أنت، على نحو مهذب، بالقارئ المتعجل هو محض متلقٍ لثقافة ضوءية استهلاكية تتعامل مع حواسه أكثر مما تتعامل مع وعيه وإدراكه ومخياله. أعتذر عما في قولي من عدمية وقنوط لكنه من أسف ما أرى الآن. وكثيرا ما أتساءل أين هو القارئ الافتراضي الذي نكتب له؟ ربما هو موجود لم يزل، هكذا يقول قانون الاحتمالات. لكن الحتمي في الأمر أن طاقة الكلمة، حسب العقاد، قد خفُتت وضعُفت لصالح طاقة اللون والحاسة.

• أي خط من خطوط الكتابة على الكمبيوتر أقرب إليك ؟
أكتب فونت Simplified Arabic لأنه الأسهل في القراءة، لكنني أعتبر "خط الحر" فاتنا لتشابهه مع الخط البشري وخطي أنا تحديدًا.



#محسن_أخريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محسن أخريف - ناعوت: العِلميةُ والهندسةُ أثرتْ مساحاتِ التأمّل الشعري لدي