أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مختار سعد شحاته - حين يكتب التاريخ.















المزيد.....

حين يكتب التاريخ.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 21:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


العرب ومرض التنظير:
يعيش العالم العربي هذه الأيام مرحلة تاريخية شديدة الخطورة، يرى البعض فيها ممن يسيطر عليهم جين التفاؤل من الشباب؛ يرى بابا قد فُتح نحو مزيدًا من الحريات ومستقبل أكثر إنسانية في ظل دولة ديمقراطية تؤمن بحق الجميع في العيش والحرية والعدالة الإنسانية والاجتماعية. بينما يراها البعض الآخر لا تزيد عن كونها حالة من الفوضى المخطط لها، ويحلو لهم التغني بنظريات المؤامرة العجيبة، والتى لا توجد في حقيقتها سوي في رؤسهم وخيالاتهم المريضة، وهو ما يزكيه قراءاتهم الساذجة للواقع والأحداث، أو سيطرة هلاوس العظمة التي سيطرت على جين الشرق العربي لسنوات خلت. هذا المناخ الذي ترتع فيه أفكار شديدة الحدة والعصبية، فتأخذ من فكرها المتشدد سلاحًا للتبرير لكل تلك السقطات والمزالق التي يتم جرّ المجتمع العربي كله نحوها، وما عليك سوى تأمل مصطلحات مثل "جهاد المناكحة"، و"القصاص"، وغيرها، وهنا لست بصدد الحديث عن موقفي الفكري أو العقائدي من المصطلحات، قدر ما يهمني النظر نحو مدلولاتها وسوء الفهم حولها، بعدما سيطر على عالمنا العربي مرض جديد هو التنظير لكل شيء، وهو ما صار يستفزني بشكل شخصي بحت.

الرجال والحق من يُعرف بالآخر:
ترى في الطرف الآخر من المشهد العربي برمته، بعض المنتفعين والمنتمين لأنفسهم فقط، فترى منهم من يدعي بطولة مزيفة جوفاء، ويغفل أو يتغافل وينسى ان التاريخ لا يرحم حين يتم كتابته كتابة محايدة متى حدث، وهكذا تتبدل المواقف الوطنية بسرعة الصارخ، لتزيد الوضع التباسًا وعبثية، وهو ما يزيد أدلة هؤلاء المؤمنيين بنظرية الفوضى ونظريات المؤامرة الكونية، ويجعلون من مواقف هؤلاء المتلونيين دليل صدق خزعبلاتهم الاستنتاجية، فقط تأمل مواقف البعض منهم على الساحة العربية بشكل عام، على المصرية بوجه الخصوص، تأمل من بقى على المبدأ ثم ارصد بالمواقف والشواهد من كانت مصلحته هي الأساس، وأن كل الأشياء قابلة للتفاوض عليها، حتى لو كان الوطن ذاته، ومستقبل أجيال عديدة قادمة، ثم تذكر المقولة العربية، وتامل الحق والرجال وقل لي من يُعرف بمن اليوم؟.

اليوتيوب والتاريخ بلا دين:
الأن يختلف الأمر حين تتابع بعض هؤلاء ممن لا يعرفون لكل حياتهم مبدا أو عقيدة، سوى الحفاظ على بريقهم، وهو بريق خدّاع، لا يزيد عن كونه سرابًا يحسبه الظمآن ماء، فمتى بلغه العطشى للري، كُبكبوا في خيبتهم وصدمتهم بهذا السراب المخادع، وهو دور يتقنه الكثير ممن تستر بستار الورع والتدين، في كل الجهات بين الأسلمة والتنصير، في الطرفين الكثير مما لا يعدو كونه سرابًا شديد الزيف، ولا يعوزني هنا الشواهد بل مجرد الأسماء والكيانات، ولتُعد معي على ذاكرة التاريخ ومقاطع "اليوتيوب" وأرشيف الصحف مواقفهم، فقط راجع مواقف قيادات كنسية وقيادات تيارات متأسلمة متأخونة أو وهابية، وهو ما يجعلك لا تندهش من تبدل المواقف بهذه السرعة، فكلهم لا خلاق له غير البقاء حيث يوجد. وللحقيقة هنا لا أقدر على تخطي موقف "العريفي" و"محمد حسان" و"وجدي غنيم" -والمسبوقون على الدوام بلقب "فضيلة الشيخ". تأمل موقفهم من مصر وحاكمها الآن وما يحدث فيها، وموقفهم منذ شهور قليلة، ولا تنس بعض قادة الكنيسة، وعلى رأسها من جلس على كرسي الباباوية، لن تجد غير ما يرغمك على التقيؤ عليهم وعلى مواقفهم الحربائية.

الثورة مستمرة:
لعل دعوت الآلاف للنزول إلى الشارع يوم 30 يونيو هذا الشهر، يثير البعض، ويحفز الآخر، أو لعله يفرج الهم كما يعتقد البعض، أو يزيد الطين بلة كما يخاف الآخر، لكن ما لا يمكنه أنه قد أعاد زمام الأمور إلى صاحبها الأصلي والحقيقي، أعاد المقاليد إلى الشارع المصري، وشباب الثورة فاعلها الحقيقي المبني على الدوام للمجهول، وهو ما كشف نقاب الكثيرين ممن تأخونوا أو تحالبوا أو غمسوا سيرتهم المشبوهة في الأخونة حتى الثمالة، كما كشف في المقابل رائحة الفشل والإحباط من ملابس شباب الثورة بعدما كادت الرائحة تسكن جلودهم وتغزو روحهم الداخلية، فقط كانت فكرة شاب مصري استثمرها في إعادة الروح إلى جسد الشارع المصري، ليكشف بعدها التاريخ مواقف الجميع بين الفهم والوطنية، وبين العبث والأنانية والسلطوية. وهنا لا يعنيني الحديث أو الدعوة إلى الانضمام إلى التظاهرات قدر ما يعنيني أن أعرف أن الروح قد عادت إلى صاحب جسدها وصاحبها الحقيقي إلى الشباب في الشارع المصري الثائر، وهو ما يجعل بريق الكلمة "الثورة مستمرة" يكون مبررا حين يزهو من جديد في داخل الكثيرين ممن عرفوا كيف كان الحلم حقيقة في ثورة تحقق إنسانية أكثر انحيازًا نحو الوجود الإنساني المجرد بما له من حق العيش والحرية والإبداع والعدالة، ولا تنحاز أبدًا إلى فكر مغلوط جعل من أسسه نفي الآخر وإلغاء وجوده الإنساني في نهاية الأمر، بتبريرات الهوس على السلطة عند البعض.

الشعب الأزرق:
سيكتب التاريخ يوما من يحترم إنسانية الشعوب وعقولها وعقائدها، وسيُدين كل هؤلاء الذين حدثونا عن نصرة الدين أو هجمات التنصير أو الرسوم المسيئة أو حتى هؤلاء الذين ادعوا الاضطهاد، أو تاجروا بأقليتهم أو بعرقهم أو حتى بفكرهم، يوما ما سيكتب تاريخ المنطقة من ينتصر للإنسانية بحياديته فقط، وإن انحاز سيكون انحيازه نحو إنسانية الأمم والشعوب، يومها لن يرحم هؤلاء ولا هؤلاء، من شغلهم حق تحرير مدينة القدس، وتنطع وتاجر بالقضية، بينما ملايين يموتون على امتداد النظر في العراق وسوريا و الصومال وفي كل عالمنا العربي تمارس الإبادة والتصفية الجسدية بدم بارد أمامهم، لا تجفل قلوبهم أو يطرف لهم جفن، وهو ما ينبهك لغفلتهم المتعمدة حين يُباد شعب بأكمله مثل شعب "أزواد الطوارق الزرق" في الشمال المالي، وتبقى ضمائرهم مدانة بالعلم والتراخي عن نصرة الحق الإنساني، دون انتباه لكفاح هذا الشعب، الذي تأمر عليه الجميع علانية وفي الخفاء حين ظهرت مناجم اليورانيوم وحقول الغاز والبترول واحتاطي المعادن في جباله وصحراء المنطقة، نعم تم التآمر دون تفريق بين ادعاءات عقائدية ممن تسمى بجبهة الجهاد الإسلامي وتنظيمم المجاهدين أو ممن ادّعى الدفاع عن حقوق الإنسان بتدخلات عسكرية مفضوحة مثلما فعلت فرنسا ودعمتها في الخفاء كيانات كاملة كالناتو والولايات المتحدة الامريكية، كل هؤلاء تآمرا على شبّ يحرم من حق تقرير مصيره، بل ويُمنع على العالم معرفة خيراته وثرواته ليظل منهوبا في الخفاء، تستغله قوى الرأسمالية في استنزاف مرير وخفي لمقدرات "الشعب الأزوادي"، وهو ما يبرر لك صعوبة قضية هذا الشعب، والذي علّم العالم القديم أصول الكتابة بما قدمه من كتابات على الزرابي القديمة للأزواديين، والتي علموها للمصريين الفراعنة حين هاجروا نحو الوادي المصري في فجر التاريخ، فتعلمها كهنة الفراعنة وطوروها كأساس للكتابة الفرعونية القديمة.
يا كل العالم سيأتي يوم يكتب التاريخ بوعي محايد، لا بقلب المنحاز، أو عقل المنتهز المستغل.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عم موسى ليس نبيًا.. قصة قصيرة.
- تهيس.. فيلم بالعامية المصرية من 3 مشاهد
- بين رابعة العدوية وشفيقة الجرجاوية
- -شفيقة- و-رابعة- كلتاهما شهيدة العشق.
- في صعيد مصر.
- حين تبت يدا أبي لهب.
- تمردوا يرحمكم الله.
- رسالة الأحلام.. عامية مصرية.
- بين الامتنان والانبساط.
- ابنة الربيع
- رسالة خاصة إلى النيل.. نص أدبي.
- محطة سيدي جابر بعد التطوير.
- أنا نبيُ.
- أنا قابل .. عامية مصرية.
- ال Nickname : هوجة ولا ثورة؟
- محطات للوجع.. قصة قصيرة.. إلى شاعر العامية الرائع/ محمد بهاء ...
- ريبورتاج المدينة.. موهبة ووعي مبدع.
- بائعة الطماطم.. قصة قصيرة.
- ويل الوطن.. ويل ليه -أغنية-.
- كيف نرى؟


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مختار سعد شحاته - حين يكتب التاريخ.