أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد: - سيدة أيار - إدانة صارخة للضوابط الاجتماعية في إيران














المزيد.....

المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد: - سيدة أيار - إدانة صارخة للضوابط الاجتماعية في إيران


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 09:54
المحور: الادب والفن
    


قبل الخوض في تفاصيل (سيدة أيار)، الفيلم الروائي الطويل الذي أثار جدلاً غير مسبوق في الوسط الثقافي الإيراني لابد من التوقف عند أبرز المحطات الشخصية والفنية في حياة هذه المخرجة المبدعة رخشان التي تصطف إلي جانب أسماء إخراجية إيرانية مهمة مثل سميرة مخملباف وغيرها من المخرجين الإيرانيين الذين بدأوا يلفتون أنظار العالم ويوحصدون الجائزة تلو الأخري في أبرز المهرجانات السينمائية في العالم. المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد من مواليد طهران عام 1954، وهي خريجة المعهد العالي للسينما في طهران. بدأت حياتها الفنية كاتبة للنصوص، ثم عملت لاحقاً في التلفزيون الإيراني. أخرجت عدداً من الأفلام الوثائقية قبل أن تقدّم فيلمها الروائي الطويل (بدون حدود) عام 1989. ثم أخرجت فيلمها الطويل الثاني (سيدة أيار)، ثم جاء فيلمها الثالث (تحت جلد المدينة) ليتوج مسيرتها الفنية برصيد نوعي من الأفلام الجادة التي حازت اهتمام النقاد والجمهور علي حد سواء. وقد عرض فيلماها الأخيران في مهرجان روتردام الذي يحتفي كل عام بعرض بعض الأفلام غير العربية المدعومة من قبل صندوق هيبرت بالس. لابد من الإشارة أولاً إلي أن هذا الفيلم لا يحكي قصة نمطية تتسلسل أحداثها من البداية إلي الوسط فالنهاية، وإنما نشهد تدفق عددٍ كبير من المواقف والأحداث عبر الزمن السينمائي (88) دقيقة، خلافاً للزمن الحقيقي الذي يمتد إلي سنوات طوالا. سيدة أيار في الفيلم هي فروّخ كِيا مخرجة، ومنسقة وثائقية، ومصورة في الوقت ذاته. تبلغ الثانية والأربعين من عمرها، وهي مطلقة، لم يظهر زوجها طوال أحداث الفيلم، فقد ظل الغائب الحاضر الذي نراه، ونسمعه من خلال تداعيات الأحداث، وذكريات المرأة فروخ الذي لا يحطم وحدتها سوي ابنها ماني، الشاب الذي يساعدها في تصوير اللقاءات مع نماذج مختلفة من الشرائح الاجتماعية الإيرانية. تزوجت فروخ عام 1977، وانفصلت عن زوجها الذي كانت تحبه ذات يوم، لكننا لم نقع علي الأسباب الحقيقية لطلاقها، فهي مهتمة بحياة ولدها الوحيد، وقد كرست نفسها لرعايته، وخدمته، والاهتمام بكل تفاصيله الصغيرة. وبالرغم أن ماني هو شاب ظريف، ولا تبدو عليه إمارات الانحراف إلا أنه يخرج ذات يوم للقاء بعض أصدقائه من دون أن يفصح عن تفاصيل هذا اللقاء الذي بدا مريباً بالنسبة للأم، فقد أقلته بسيارتها إلي منزل أحد الأصدقاء الذي يجتمعون فيه علي أن تعود إليه في الساعة العاشرة ليلاً رغم أنه اعترض علي هذا التوقيت المبكر في العودة. يرن الهاتف فنفهم أن سهرة الشبان ليست بريئة، وإنما كانوا يتعاطون المخدرات، وربما يمارسون نوعاً من المحرمات التي لا يقبل بها المجتمع الإيراني في ظل الظروف القائمة، أو المفروضة عليه. من هنا فإن الفيلم يرصد الكثير من الظواهر الاجتماعية، وربما جاء التركيز علي التعاطي مع المرأة الإيرانية التي تعاني من قسوة القانون الإيراني المتعلق بالزواج والطلاق والحرية الشخصية وما إلي ذلك. وقد أجرت فروخ العديد من اللقاءات مع نسوة إيرانيات من مختلف الأعمار يسلطن الضوء علي مشاكلهن الاجتماعية التي لا تحتملها فروخ في كثير من الأحيان، وهذه اللقاءات أو الحوارات المصورة تدين النظام الإيراني، وتتصدي للتقاليد الاجتماعية التي لا تطرأ عليها التغييرات المناسبة التي تنسجم مع روح العصر، وتبدلات المرحلة الراهنة. ففي الوقت الذي تنهمك فيه فروخ في التعاطي مع مشاكل الآخرين، إلا أنها بين الحين والآخر تنتبه إلي مشكلتها الحقيقية، وحياتها الخاصة. فها هي تكتب الرسائل، وتدوّن المذكرات الشخصية التي لا يعرف عنها ماني شيئاً، وتظل مثل لغز عميق يؤرقه. تنهمك فروخ في حياتها الشخصية في متابعة تصوير حلقاتها الوثائقية، وتمارس الرياضة بين الحين والآخر، وتتحدث مع الدكتور رهبر في السر من دون أن يشعر ولدها ماني بهذه العلاقة التي تبدو غامضة. ينتهز ماني وجود والدته خارج المنزل فيهيئ لها مفاجأة عيد ميلادها الثاني والأربعين، إذ يوقد الشموع ويزيّن المنزل، ويجلب لها قرطين جميلين تضعهما في الحال في أذنيها، بينما تكون الأم قد هيأت هدية لولدها ماني، غير أن هذه الهدية هي بمثابة المفتاح لكل المغاليق والأسرار التي لا يعرفها ماني حتي هذه اللحظة. لقد أهدته صورها الشخصية مع زوجها الغائب عن الحياة العائلية، كما أعطته دفتر مذكراتها الذي يضم كل التفاصيل الغائبة عن ماني. في هذه اللحظة يرن الهاتف، فيفاجأ ماني متسائلاً هل دعوت أحداً بهذه المناسبة؟ أو هل كنت تنتظرين شخصاً ما؟ فتجيب بالنفي، لكن ماني يخرج منفعلاً، هارباً، تاركاً أمه تتخبط في وحدتها، وعزلتها، وأسرارها الشخصية، لم ترفع فروخ السماعة لتتركنا ساقطين في الحيرة، والفضول في معرفة الشخص الآخر. ماني تحاصره بعض المشاكل العويصة مع أحد أصدقائه الذين تلتقيهم الأم وتشجع خصمه علي حلها، وتسويتها نهائياً، وتفرح كثيراً حينما تراهما يتصافحان لتطمئن في النهاية علي حياة ولدها الوحيد الذي كان ضحية لعلاقة زوجية فاشلة لم تعمّر طويلاً. إن إخراج فيلم ينطوي علي هذه الإدانة هو دليل علي أن هناك هامشاً من الحرية في التصدي للقضايا الاجتماعية الحساسة، كما تتحدي القوانين التي شرعتها دولة الفقيه. تتميز رخشان بني اعتماد بأسلوب إخراجي لا يبعث علي الملل، فالأحداث تتوالي بشكل دقيق لا يتطابق فيه الزمن السينمائي مع الزمن الواقعي، والإيقاع ليس رتيباً، والأحداث مشوّقة، انتقادية، ناهيك عن شجاعة المخرجة التي ترفض التصالح مع هذا الواقع المتخلف الذي لا يعير وزناً للمرأة الإيرانية التي تُنتهك حقوقها الفردية من دون أن تحرك مؤسسات الدولة ساكناً.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيلي ستار كاووش لـ ( الحوار المتمدن):أنا ضد المحلية البح ...
- المخرج هادي ماهود في فيلمه الجديد - سندباديون - أو - تيتانك ...
- جهاد أبو سليمان في فيلمه التسجيلي - أستوديو سعد علي -: رؤية ...
- أول امرأة هولندية تُصاب بجنون البقر، وتسبب هلعاً جماعياً
- المخرج العراقي ماجد جابر في فيلمه التسجيلي الجديد - المقابر ...
- الفنانة التشكيلية حنان عبد الكريم في معرضها الأخير: من الرمز ...
- الروائي العراقي اليهودي شمعون بلاص لـ - الحوار المتمدن -:عند ...
- الروائي اليهودي العراقي شمعون بلاص لـ - الحوار المتمدن -: نز ...
- الفنان سعد علي في معرضه الشخصي الجديد - الحب في مدينة الليمو ...
- التشكيلي زياد حيدر لـ ( الحوار المتمدّن ): اللوحة بالنسبة لي ...
- حفل لسيّدة المقام العراقي فريدة في دار الأوبرا في مدينة نايم ...
- أكرم سليمان في فيلمه الجديد - هلو هولندا -: دقّة المخرج في إ ...
- المخرج جمال أمين لـ - الحوار المتمدن -: شعوب الشرق الأوسط هم ...
- المخرج جمال أمين لـ - الحوار المتمدن -: الفيلم التسجيلي هو ع ...
- جمال أمين لـ - الحوار المتمدن -: لو لم اكن مخرجاً وممثلاً، ل ...
- مهرجان السينما العراقية الثاني في لاهاي: ملامح جديدة لأفلام ...
- حدوس ثاوية
- المخرج العراقي ماجد جابر: الحيادية والتلقائية هما من مقومات ...
- المخرج هادي ماهود: علينا أن نستثمر هذه الحقبة لصناعة أفلام و ...
- المخرج هادي ماهود: الإنسان البسيط يتحدث على سجيته، ولا يتصنّ ...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد: - سيدة أيار - إدانة صارخة للضوابط الاجتماعية في إيران