أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - حكومـــة وحــدة وطنية أم حكومـــة طائفية قومية ضيقة ؟















المزيد.....

حكومـــة وحــدة وطنية أم حكومـــة طائفية قومية ضيقة ؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التيار الوطني الديمقراطي لم يكن حمّال أوجه للانتهازية والمصلحية الانانية

بعد حوالي ثلاث اشهر تمخضت الاشكالات والخلافات والصراعات على ولادة الحكومة الجديدة برئاسة السيد الجعفري رئيس حزب الدعوة الاسلامي وعضو قائمة الإئتلاف الشيعي المدعوم من قبل المرجعية وعلى رأسها السيد السيستاني.
ان جميع التصريحات التي أطلقها السيد الجعفري وغيره من مسؤولي الإئتلاف بخصوص حكومة وحدة وطنية أوحكومة للوفاق وطني لمعالجة الاوضاع بشكل جيد والاصرارعلى مشاركة جميع مكونات الشعب ذهبت ادراج الرياح بل بالعكس فقد كرس النفس الطائفي القومي الضيق متخطياً اهم تيار وطني هو التيار الديمقراطي العراقي وفي مقدمته الحزب الشيوعي العراقي المعروف بصراعه وتاريخه النضالي الطويل خلال 71 عاماً ضد الدكتاتورية وغيرها من الحكومات التعسفية السابقة وبهذا اثبتت صحة ما أشرنا اليه في تفسيراتنا السابقة حول الانتخابات وما جرى من تجاوزات لا ديمقراطية ولا قانونية وسكوت المفوضية المستقلة للأنتخابات عليها!!
ان النهج غير الطبيعي الذي مارسته قائمة الإئتلاف واجندتها قبل واثناء الانتخابات دل على انها كانت تسعى دوماً وبأي طريقة للاستحواذ على اكبر عدد ممكن من النواب في الجمعية الوطنية العراقية وبأي طريقة والمتمثلة بعشرات الخروقات القانونية والفتاوى وصراخ أئمة الجوامع والتهديد بالنار والجحيم الذي ينتظر فقراء الناس من العراقيين اذا لم يصوتوا لها وكأنهم يعيشون الآن في الجنة فضلاً عن تسلكات ميليشيات طائفية اسلامية والعديد من الشرطة التابعين لها والتهديدات التي مورست من قبل واثناء العملية الانتخابية لكي تفرض منهجها وطريقة تفكيرها وكأنها نسيت انها كانت تصرخ مستغيثة من سياسة النظام الشمولي البائد وتسلكات اجهزته الامنية وكانت وقتذاك تطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة ودولة القانون وحقوق الانسان ولكنها في غمضة عين راحت تمارس نفس الاساليب التعسفية السابقة التي مورست ضد الشعب العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية والاسلامية المعارضة ولكن بنفس واسلوب مخفي ..
هذه هي الحقيقة قد توضحت امام انظار الشعب العراقي وفي مقدمتها المحاصصة وتقسيم الغنائم والتسابق على الكراسي والمكاسب ودائماً بحجة الوطن والشعب العراقي، فأين هي حكومة الوحدة الوطنية التي استمروا لثلاثة اشهر يغنون بها ؟ وما هو هدف تلك التصريحات المغناة ؟ باعتقادنا كان ذلك عبارة عن تهدئة الخواطر وجعل المتابعين والمهتمين بالوضع العراقي الذين يرون في الوحدة الوطنية في هذه الظروف عبارة عن سد منيع امام القوى الارهابية والمتربصين لافشال العملية السياسية والخلاص من الاحتلال تحت اي شكل واي تسمية ممكنة حقاً، وقد تضاربت تلك التصريحات المراوغة كلعبةٍ والهدف من خلفها ترتيب الاوضاع على حساب الناخب العراقي الذي خدع بالشعارات والفتاوى فوزعت المناصب الوزارية للارضاء وليس الاهتمام بالمصلحة العاملة وهذا التوزيع الغريب جعلنا نفكر مليون مرة كيف سيجري التعامل مع الملفات المطروحة والملحة امام الحكومة الجديدة ولم يبق من الزمن سوى بضع شهور ثم لمصلحة من غيب تيار له حضور واسع في المجتمع العراقي هو التيار الوطني الديمقراطي هذا التيار الذي يعرفونه جيداً ويعرفون مدى تأثيره على العملية السياسية واذا كانت الانتخابات قد فرزت مغالطات كثيرة احبطت نتائجها الكثيرين فانها لن تستمر الى الابد واذا كانت المفوضية المستقلة للانتخابات ومهزلة معاقبتها لثلاث قوائم على رأسها اتحاد الشعب بينما تغاضت عن الكثير من السلبيات والخروقات فأنها لن تستطيع ان تنفرد في المستقبل بامور البلاد مثلما يحدث الآن فحتما ستزول الظروف الاستثنائية الراهنة وتبرز مهام ومهمات جديدة وهنا سيكون لكل طرف موقف سيكشف عنه إن اراد او لم يرد.
لقد أظهرت الاحداث والتطورات الجديدة مؤشر انتهاج سياسة طائفية متزاوجة مع النفس القومي الضيق وهي تحمل تطورات اخرى على النطاق الميداني بمحاولة تكريس الطائفية كمنهج وسلوك سياسي وتشجيع الانقسامات الداخلية وتفتيت القوى كما انها لا تعالج بشكل جذري مشاكل الجماهير الشعبية الكادحة وفي مقدمتها البطالة وارتفاع اسعار المواد المعاشية وازمة السكن والارتفاع الجنوني المحيّر لمواد البناء والايجارات وشراء البيوت والاراضي وتدهور الخدمات وزيادة تلويث البيئة والتخلص من الازمات المفتعلة التي تخص القطاع النفطي واتساع ظاهرة الفساد الاداري الذي ينخر مؤسسات الدولة الجديدة وتسلل عناصر النظام الشمولي المعروفين بولاءاتهم للنظام السابق واستمرار تردي الوضع الامني بشكل جدي وتواجد المليشيات الدينية الطائفية العلنية والسرية وضغوطاتها وتهديداتها للمواطنين مثلما كان حال منظمات البعثفاشي من فدائي صدام والفرق الحزبية واجهزة الامن والمخابرات وغيرها من ادوات الارهاب والضغط والتهديد وهذا ما يسر السياسة الامريكية التي تؤمن مستقبل تواجدها لأطول فترة زمنية ممكنة.
ان من يهمه انجاز مهام المرحلة الراهنة وتقريب يوم الخلاص من الارهاب والاحتلال عليه ان يكون صريحاً في توجهاته السياسية فنحن لسنا في سوق للمزاد او البورصة يلعب فيها الذكي على الناس لعبته ليفوز باكبر قدر ممكن من المنفعة المادية المصلحية، نحن امام مسؤولية تاريخية ستكون مؤشراً على مدى مصداقية القوى التي تريد الخير للبلاد وكان الاجدر بهم واقصد " القائمتين الكبيرتين " تشكيل الحكومة مبكرين كقوائم فائزة بغض النظر عن الطريقة التي اتبعت وهو من حقهم لأنهم الاكثرية في الجمعية الوطنية وليس عن طريق المحاصصات الطائفية والقومية الضيقة وبذلك يختصرون الوقت الطويل الذي دفع بالقوى الارهابية وعصابات القتل الصدامية الى تنشيط وضعها واعمالها الارهابية المجرمة لعرقة عملية هذا التشكيل مما ادى الى عشرات الضحايا الذين سقطوا مضرجين بدمائهم الزكية بسبب الاهمال وعدم الجدية في تحمل المسؤولية وكان بالامكان خلال هذه المدة المنسية زمنياً انجاز الكثير من وعودهم الانتخابية وفي مقدمتها الوضع الامني ومعالجة اوضاع الجماهير الكادحة والتهيئة للانتخابات القادمة، وغيرها من المهمات الملحة وباعتقادنا بانه وبالرغم من محاولات تهميش التيار الوطني الديمقراطي فان هذا التيار وليس من أجل الاستئزار او المناصب العليا او المكاسب الانانية انما من اجل مصلحة الوطن والشعب سيقف بكل قوة مع كل ما هو ايجابي في عمل الحكومة مثلما سيفعل في الوقت الراهن مع هذه الحكومة الحالية لحرصة على نجاح العملية السياسية وخدمة لمصالح الجماهير الشعبية المتضررة الاولى من هذه الاوضاع المأساوية وفي الوقت نفسه سيكون عيناً ساهرة على مصالحها يقف بالضد من السلبيات التي لا تخدم البلاد.
الوقت مازال مبكراً على اصدار الاحكام السريعة الانفعالية إلا اننا نقول بصراحة مؤذية للبعض لكنها مفيدة للمستقبل: ان الضغط واستخدام الاساليب غير الديمقراطية أو تهميش وتخطي دور التيار الوطني الديمقراطي لا يمكن ان يخدم العمل السياسي الآني ولا المستقبلي ولا التوجهات لبناء دولة ديمقراطية تعددية فدرالية تحترم حقوق الانسان ويطبق فيها القانون على الجميع كبيرهم او صغيرهم سياسياً ووضع الدستور الدائم الذي يجب ان تراعى فيه جميع اطياف وقوميات ومكونات الشعب، وفي الوقت الذي سندعم التوجهات الإيجابية للحكومة الجديدة في سعيها لحل المشاكل المحيطة بالبلاد في مقدمتها الوضع الامني وتحسين اوضاع الجماهير الكادحة وغيرها من المشاكل الاخرى والتي يعاني منها شعبنا العراقي على الرغم من المدة القصيرة جداً فاننا ننبه الذين يحاولون تناسي الماضي ونذكّرهم لعلها تنفع الآن : التهميش والاضطهاد والارهاب والملاحقات والاساليب غير الانسانية وغير القانونية وغيرها من ادوات القهر والتعسف استعملت في الماضي ضد هذا التيار الوطني الديمقراطي لكن ماذا بقى من اولئك الاوغاد وآخرهم نظام القتلة البعثفاشي ؟. وكيف اصبحوا ؟. الجميع يعرف النتيجة وفي مقدمتهم الساسة الجدد الذين يحكمون العراق، وماذا جرى لهذا التيار التيار الوطني الديمقراطي النظيف وكيف اصبح ! دليل لا يقبل التأويل على عفونة طريقة الضغط والارهاب ومحاولة تحجيم الآخرين بالوسائل والاساليب القديمة لأن هذا التيار تمتد جذوره في اعماق الجماهير الشعبية العراقية الكادحة ثم انه كان ومازال نظيفاً بوطنيته وحبه للعراق ولم يكن حمّال اوجه للسياسة الانتهازية والمصلحية في اي يوم من الايام



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقـــوق الشعوب والقوميات المفقودة في ايران
- عبد الرحمن مجيد الربيعي ووظيفته الجديدة القديمة
- الحلــم المـــلازم
- متى تتشكل الحكومة ويحاكم صدام حسين وزمرته؟ متى تأخذ العدالة ...
- اختلاف وتضارب الآراء حول طريقة كتابة الدستور العراقي الدائم
- التحليلات حول سقوط النظام الشمولي - طالما الوالي الأمريكي -
- الوجـــه المظلم في الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي في مدينة ا ...
- عزْلـــــة العــــراق والعراقيين شعار صوفي
- الدستور الجديد وحقوق القوميات وحرية المعتقدات الدينية في الع ...
- لائحــــة حقوق الإنسان والإغتيال السياسي للنساء
- قـــوى اليسار الديمقراطي ما لها وما عليها في الانتخابات القا ...
- قلـــق مشــروع
- عدنـــــــــــــان كــــــــان
- حول الجنسية.. لماذا التهجم على الكرد واحزابهم وعلى احزاب اخر ...
- مؤشر خطر من قبل التطرف الديني في الاعتداءات على حرية الطلبة ...
- ذكرى حلبجة القديمة
- السيد علي السيستاني ومنح الجنسية العراقية
- جائزة نوبل والتحفظ على الاكراد
- الحكومة العراقية الجديدة ومستلزمات المرحلة الحالية
- التداخل العذري لهمس النداء


المزيد.....




- اصطدم بعضهم بالسقف وارتمى آخرون في الممر.. شاهد ما حدث لأطفا ...
- أخفينها تحت ملابسهن.. كاميرا مراقبة ترصد نساء يسرقن متجرا بط ...
- عجل داخل متجر أسلحة في أمريكا.. شاهد رد فعل الزبائن
- الرئيس الإيراني لم يتطرق للضربة الإسرائيلية بخطاب الجمعة
- وزير خارجية بريدنيستروفيه: نحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مض ...
- مخاوف على حياة 800 ألف سوداني.. تحذيرات من ظهور جبهة جديدة ب ...
- -الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو- – الغاردي ...
- العراق... ضحايا في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. وا ...
- كوريا الجنوبية.. بيانات إحصائية تكشف ارتفاع نسبة الأسر المكو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - حكومـــة وحــدة وطنية أم حكومـــة طائفية قومية ضيقة ؟