أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العولمة والإنسان الكوني _ج3














المزيد.....

العولمة والإنسان الكوني _ج3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 21:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العولمة والإنسان الكوني _ج3
إن ارتباط الهوية الذاتية من جهة بالذاكرة و الوعي، ومن جهة أخرى بالإرادة،وذلك تبعا للمنظور الذي يتم منه وفيه البحث عنها هو الإعلاء الحقيقي من قيمة الأنا الإنسانية،أي الكائن العاقل والأخلاقي الذي يدخل في علاقات مع الغير،مبنية على التضامن واحترام الكرامة الإنسانية وأن خضوع هذه الأنا لشروط موضوعية تحت ظرف ما،لا ينفي قدرتها على المبادرة و الفعل و التباعد،فالأنا حرة بحرية مشروطة،تتأكد عبر الاختيار الحر والطبيعي والتضحية والمسؤولية بوعيها بالموضوع بالأخر بالعالم المحيط بالنتائج التي ستؤل إليها التجربة وما يتمخض منها وما يبنى عليها من أفكار تتجدد وتتبدل تبعا لتطور الزمن ومستحصل التغير اللازم أبدا.
إن العولمة بهذا الشكل المفاجئ بالظهور والمتسارع خارج حدود السيطره عليه بالوعي والتأمل والذي طرحت به نفسها سوف تصطدم بقوى وقيم تنبع من نفس المنظومة التي أنتجتها لأن,ولأن عوامل الإنهياز حتمية فيها من خلال تبني القطبية الواحدة وإلغاء الأخر,وأن للعولمة أستحقاقات تأتي لا حقا لها كما حدث مع ظهور الحداثة وتشكل فكرة ما بعد الحداثة بمفهومها التفكيكي وإعادة القراءة وفق قوانين الحداثة نفسها التي مهدت لمرحلة ما بعد الحداثة,إن مصير العولمة اليوم مرتبط بقدرتها على الحفاظ على أحادية القطب وهو ما مشكوك فيه مع تزايد نمو وتسارع هذا النمو لصالح قوى اقليمية ودولية مؤثرة وظهور مجتمعات أقتصادية صارت تزاحم وتنافس هذه القطبية الواحدة وإعادة إنتاج للوعي الشرقي وخاصة الصيني الروسي وتحدي النمور الأقتصادية التي أستفادت من العولمة وحولته من مصدر للجذب نحو الغرب إلى مصدر تدخلي مؤثر في مفاصل الغرب الإقتصادية .
تقول الباحثة كوثر خليل في نقدها للكونية وما جلبته كحس نفسي عانت منه الإنسانية من خلال التركيز على فوبيا الأخر وبعدها الأخلاقي التي جعلت من العالم اليوم عالم أكثر خشونة وأقل دفأ في علاقته وفي ما يفرض من حس طبيعي بالأشياء((إن الكونية في بُعدها المدني تظل مسؤولية ذات شِق وجودي و آخر مادي إنها تعني الإضطلاع بوجودنا كبشر مسؤولين عن قيم إنسانية أساسية مثل محاربة الظلم والفساد و الإعتراف للآخر بنفس الحق في الحياة و الكرامة واُحترام رأيه والمدافعة عنه حتى عند الإختلاف معه ،إنها الإرتفاع عن مصالح ذاتية مادية للحد من الخلل في توزيع الثروات في العالم و اُعترافٌ لصاحب الأرض بِحقـّه مقابل الخطاب الإستعماري الذي يلتهم كل شيء ويشرّع الظلم بغايات موهومة مثل جلب الديمقراطية للعالم الثالث وكأن الديمقراطية مجرد مظلة تحمينا من المطر)) .
لم تكتفي الباحثة في إبراز معاناة الشرق بثقافته الروحية ومعاناته من الإلحاد المادي وخشونة تعامله مع الأخر تحت مسمى الكونية بل ترى أن الحس الإنساني لم يتبلور فقط في ظل الحداثة والعولمة بل أن أسمى الأفكار والنظريات التي أرتقت بالإنسان ولدت من رحم المعاناة من فيض الألم الروحي وحتى الثورة الأمريكية لم يصنعها الفلاسفة ولا المثقفون في البروج العاجية صنعها صراع الإنسان المضطهد من أجل الحرية والتطور((أليست الأقليات المسحوقة في العالم وفي الدولة الواحدة هي التي تصنع الفن الجميل والبصمة الإنسانية والفكرة الراقية؟ أليس السجين في سجنه أكثر حرية من السجين الذي لا يعلم حتى أنه سجين و لا يجتهد للخروج إلى النور و تحطيم أغلال البهرج والأنانية واحتقار من هو "أضعف" منه؟ و إذا كانت الكونية التي يقدمها الإعلام تعني"فوبيا" الآخر والسعي إلى اُمتصاص هويته والتحكم بعقله وإذا كانت الكونية تعني الهوية المائية والذوبان في الآخر فبـِئسَ الخَلَفُ نحن للبشرية و لن نجني من إدارة ظهورنا لما أنجزه أسلافنا إلا أن ننسى مِشيَتَنا و نقلد "المِشيَة الكونية ")) .
هذه الصرخة المدوية التي لم تجد صدى لها عند الأنا المتعالية عند من رسم حدود الكون الجديد لابد أن تؤثر في الأسس التي أشادها الغرب والشمال بتبجحة بالحرية والفردية التي ضمن من أنها تعني له أن يتحكم بحركة الزمن عند الأخر بل حلم أنه أمتلك قوانين الحركة من خلال تملكة لسيرورة القوة الأقتصادية التي تراكمت عبر الحداثة وما بعدها والبنيوية وأخير عالم العولمة الكونية,هذا البنيان الذي يبدو اليوم في أكمل عافية,عوامل التنشئة الأولى له ستكون هي عوامل الإنهيار والزوال التدريجي له تأكيدا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة والإنسان الكوني _ج4
- مصدرية الوعي الفكر اولا
- مقام التسليم
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج1
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج2
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج1
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج2
- الدكتور علي الوردي وإشكالية الحكم على العقل
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة
- الدين نحن
- ما هو الدين
- مصادر القوة ومضاعفات التفرد
- الانفصام بين الصورة والأصل ج2
- الانفصام بين الصورة والأصل ج1
- خصيصة الأبدية للفكر الرسالي
- آدم الإنسان والحيوان شبيه الإنسان
- حوارية الخلق والجعل في النقل المقدس ,دراسة في قصدية النص
- تطور فكر التطرف وعلاقته بتنامي الفكر السياديني الإسلامي
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج2
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج1


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العولمة والإنسان الكوني _ج3