أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل حبه - الفائدة من أن تصبح ثوراً














المزيد.....

الفائدة من أن تصبح ثوراً


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 21:26
المحور: الادب والفن
    


الفائدة من أن تصبح ثوراً
الكاتب الإيراني الساخر حامد عبدي
تعريب عادل حبه
طلب أحد المعلمين من تلامذته أن يكتبوا إنشاءاً حول "فوائد الثور"، ونقدم للقارىء الكريم نص ما كتبه أحد التلامذة:
بعد توجيه السلام وتقديم الشكر لمعلمنا العزيز وكل القائمين على إدارة المدرسة لجهودهم القيمة والتي بدونها ما كانت تتاح لنا تلك الفرص التي ننعم بها الآن.
والآن اتناول القلم وأدون هذا الإنشاء.
بالطبع من الواضح والمؤكد إننا لو ألقينا نظرة على ما حولنا لوجدنا أن للثور فوائد كثيرة.
لقد امعنت التفكير في ذلك وتوصلت إلى استنتاج هو أن أهم فوائد أن يكون الإنسان ثوراً هو أنه لم يعد إنساناً، بل ثوراً فحسب، رغم أن هذا الاستنتاج يجب أن يدرج في آخر الإنشاء .
تعالو لنفكر ولو للحظة وكأننا ثيران لنتبين فائدة أن نكون ثيراناً. فعلى سبيل المثال لا يحتاج الزواج عند الثران إلى كل هذا الضجيج والجهد والهدر بالمال، فلا يثير القلق الثور أن تبقى ابنته عانساً. كما لا ينزعج من أن يختار أبنه عروسته، وأن لا يحصل هو على هذه العروس. ولا يساور القلق الثور رب العائلة من توفير الجهاز لابنته عندما تذهب إلى عش الزوجية، وأن يشعر بالخجل أمام جيرانه. ولا يضطر الثور من أجل توفير جهاز أبنته إلى حرث مساحة أكبر من أرض صاحبه، أو أن يتلاعب من أجل تسديد هذا المبلغ.
ولا تحتاج بنت الثور إلى أن تلجأ إلى الحيل والمكر من أجل كسب ود ذكر الثيران كي يطلب يدها، لأن هناك الكثير من الثيران الذين يتنافسون على كسب ود ابنة الثور. ومن ناحية أخرى لا تعبر أية انثى من الثيران عن عدم رغبتها في الزواج بذريعة استمرارها في الدراسة. ومتى ما يتم الزواج فلا نجد كل هذه المراسيم والضجيج والخطوبة والمهر وطلب اليد ومراسيم الحنة وحمل العروس على التخت أو تحته والقيام بشهر العسل ومن ثم التهديد بالطلاق بعد هذا الزواج بين الحين والآخر.
إن الثيران حيوانات نجيبة وخجولة ولها عينان سوداوان وواسعتان وجميلتان. ويصف الشاعر هذه العيون بالكلمات التالية:
أم العيون السود لماذا لم نعد نرى الصفاء
أم العيون السود تحدثي بصراحة إن لم يعد قلبك معنا
ولا تقلق الثيران من دفع إيجار البيت. ولا تخاف أن تطرد منه. والثيران مخلوقات عاقلة جداً بحيث أنها لا تقضي كل سنوات عمرها من أجل المشاركة في امتحانات القبول في الجامعات. ولا تشغل بالها الغيرة والحسد.
إن الثيران حيوانت مفيدة وغير طفيلية في المجتمع. فهل شاهدتم ثوراً مصاب بالاعتياد بالمخدرات. وهل شاهدتم ثوراً يقف عند رأس الزقاق ويشاكس بنات الحارة، فللثيران أخوات وأمهات.
إننا نستفيد من حليب ولحم وجلد وحتى معدة الثيران وامعائها. ولقد أشار معلمنا إلى أنه يجري الاستفادة من بعض اعضاء الثران لصنع وسائل الزينة عند النساء، وهب ممارسة قبيحة.
إننا حتى من حوض الاستخمام الكبير العائد للثور. بالله عليكم هل رأيتم عاطلاً عن العمل؟ وشاهدتم ثوراً يرتكب النميمة ضد صاحبه؟ وهل رأيتم ثوراً ينهال بالضرب على زوجته؟ أو أن تقوم انثى الثور بالتعدي على زوج أختها مخاطبة إياه .. تعلم... انت ثور من هذه الثيران.
إن الثيران لا تحتاج إلى سيارة ويدفع مبلغ 12 مليون تومان لشرائها ، إضافة إلى الرشوات التي تقدم إلى الوسطاء كي يستلم سيارته التي قد تتعرض إلى الحريق أثناء سيرها في وسط المدينة. ولا تجد أي ثور يسعى إلى تحطيم قلوب الآخرين. هل رأيت ثوراً يضرب ابنته. في مجتمع الثيران لا تجد للفقر مكاناً فيه. وليس هنك أب تفاوت طبقي، ولذا لايخجلون من زوجاتهم وابنائهم. ولا يصب القلق أي ثور حزناً على مصير رفيقه، ولا يتعرض إلى الكآبة. ولا يتعاطى الثور الرشوة ولا الاختلاس مما يلحق به العار والخجل أمام عائلته وأقرانه. كما لا يرتكب الثور معصية الخيانة ولا يقوم باستفزاز الثيران الآخرين أو يغمرهم بأكاذيبه.
ولا تجد أي ثور يبالغ في تناول العلف بحيث يصاب بالتخمة ولا يستطيع النوم ويبقى ساهراً حتى الصباح. ولا يرتكب أي ثور جريمة قتل ثور آخر على الاطلاق.
واذا اردنا الاستطراد بتعداد فوائد الثيران، فسوف يدق جرس حصة الانشاء ولا يستطيع التلامذة الآخرين قراءة انشاءهم. باعتقادي إن اهم فائدة للثيران هو أنهم ليسوا بشراً... ملابسنا من الثور وغذاؤنا من الثور، إضافة إلى الحليب والزبدة والقشطة كلها من الثور. ولكنك لا تجد الثور يقول أنا... بل نحن!!.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نغيّر العالم أحاديث عن ماركس والماركسية
- النفط والغاز وراء العبث الطائفي السني الشيعي ونزيف الدم في ا ...
- أعداء سنة وشيعة...هذا الوطن حنبيعه!!
- نجمة حمراء في سماء العراق
- أريك جون آرنست هوبسباون في ذروة المجد
- حملة ايمانية من طراز جديد!!!
- على النخب القومية في إقليم كردستان العراق أخذ العبر من دروس ...
- على النخب القومية في إقليم كردستان العراق أخذ العبر من دروس ...
- على النخب القومية في إقليم كردستان العراق أخذ العبر من دروس ...
- وشهد شاهد من اهلها
- اضواء على وجهات نظر محسن كديور حول حقوق الانسان ولاسلام
- المرأة في الحياة الاجتماعية
- بماذا يطالب العرب في إيران
- لقاء مع الأمين العام للحزب الشيوعي الباكستاني
- وزارة لتقييد المرأة والنيل من حقوقها وليست للدفاع عنها
- حنين إلى ماض امبراطوري أكل الدهر عليه وشرب
- علام هذا الإصرار على الإساءة إلى هذه الملحمة التاريخية
- تصريحات وقحة تحتاج الى ادانة وطنية وليس الى ردود فعل طائفية
- مبدأ الفصل بين السلطات واستقلال القضاء وموقف النخب السياسية
- العراق بحاجة الى نهج علمي وكفاءات وخبرات استثنائية للخروج من ...


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل حبه - الفائدة من أن تصبح ثوراً