أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عيسى حدادين - المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” واستمرار الحرب على الفقراء















المزيد.....

المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” واستمرار الحرب على الفقراء


عيسى حدادين

الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 12:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من الحرب على الفقر إلى الحرب على الفقراء، تتشكل بوصلة المنتدى الاقتصادي العالمي، فمن الترويج الوهمي لتقديم الحلول لتوزيع الثروة العادلة على المجتمعات إلى الفعل الحقيقي لتقديم الحلول لمشاكل النظام الرأسمالي العالمي. هكذا تبنى استراتيجيات هذا المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يصفه منظموه بأنه منظمة غير حكومية غير ربحية في الوقت الذي يشترطون فيه دخلا سنويا لا يقل عن مليار دولار لمن يرغب بعضوية هذا المنتدى.

easy cash advance and secure !


قصة “دافوس”

تأسس المنتدى الاقتصادي العالمي المعروف بمنتدى دافوس في العام 1971 على يد الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال السويسري كلاوس شواب في محاولة منه لبناء الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت بمدينة دافوس السويسرية. وتطور بعد ذلك ليشمل جميع الشركات الكبرى على مستوى العالم المعروفة بالشركات العابرة للقارات.

وقد عقد هذا المنتدى لأول مرة خارج مدينة دافوس في العاصمة الأمريكية واشنطن في العام 2002 بعد اعتداء 11 سبتمبر 2001 ومن ثم انطلق ليعقد في عدة مناطق أخرى من العالم مثل أمريكا اللاتينية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.

وعلى الرغم من العناوين البرّاقة التي تزيّن ندوات ومحاضرات هذا المنتدى والتي تتحدث عن التنمية المستدامة للمجتمعات النامية وتطوير قدراتها واستثمار مواردها البشرية والطبيعية إلا أننا نجد أنه من المتعذّر على أي شخص طبيعي أو اعتباري المشاركة في هذا المنتدى إلا إذا دفع رسوم تتعدى ستة آلاف دولار مقابل حضور ثلاثة أيام المنتدى. وتصل رسوم الإشتراك السنوي إلى 12500 دولار بينما تتجاوز إلى 250 الف دولار للمشاركة في وضع أجندة المنتدى لدورة واحدة ويبقى المنتدى غير ربحي.

إن الشركات العالمية العابرة للقارات تواجه في ظل النظام الرأسمالي العالمي خطر الإنهيار في كل دورة ركود اقتصادي عالمي ناتجة عن طبيعة النظام الرأسمالي المحكوم بآليات العرض والطلب والمنافسة الشديدة في ما يسمى بالسوق الحر. لذلك أوجدت هذه الشركات هذا المنتدى كأحد مؤسساتها العالمية التي تعمل على إدارة الأزمات وتوفير الحلول التقنية بأدوات التحليل والدراسات العلمية الاقتصادية. وهذه الحلول تعالج فقط أزمات ومشاكل الشركات العملاقة – وليس أزمات العالم بكافة مكوناته – وموقعها على هيكل العلاقات الإنتاجية ضمن نمط الإنتاج الرأسمالي إلا بما ينسجم مع تحقيق مصالح هذه الشركات.

من المعروف أن الشركات العابرة للقارات هي التي تدير كبرى الدول الرأسمالية بما تمتلكه من سيطرة على القرار السياسي الاقتصادي وحتى العسكري. فدولة عملاقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر عليها شركات النفط والتأمين والسلاح وشركات الأدوية العملاقة وصناعة السيارات وشركات الإعلام والسينما وغيرها من الشركات وكذلك الحال في بريطانيا وفرنسا والمانيا. إضافة إلى السيطرة على القرار السياسي والاقتصادي من قبل هذه الشركات في هذه الدول أنشأت هذه الدول منظمات دولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمات أخرى عديدة تمثل نادي الكبار حول العالم، لتستطيع تنظيم شؤونها وتوسيع مدى السيطرة على دول العالم الفقيرة، بفرض سياساتها الاقتصادية بأدواتها المعروفة وعلى رأسها القروض التي تثقل اليوم كاهل معظم دول العالم الثالث.

إحتلال فكري واقتصادي ناعم

لكن السؤال؛ ما جدوى تأسيس منظمة مثل المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس في ظل وجود كل هذه المنظمات والمؤسسات؟

للإجابة على هذا السؤال من المفيد لنا معرفة عناوين بعض نسخ هذا المنتدى، فهي تندرج تحت عناوين التكيف والمرونة أو التنمية المستدامة وتهيئة الظروف المناسبة للإستثمار، والتي تدل على طبيعة هذا المنتدى والاهداف المطلوب منه .

على رأس هذه الأهداف هو تكييف العالم الثالث الفقير، ليستطيع استقبال منتجات الشركات العملاقة العابرة للقارات والأهم من ذلك تطبيع وتطويع دول العالم الفقيرة المتخلفة تكنولوجيا وعلميا واقتصاديا، لتستطيع الإنخراط في السياسة الاقتصادية الرأسمالية العالمية ودمجها في هذا النمط الفكري والإنتاجي التابع لهذا النهج العالمي ذي القطب الواحد الخاضع للمركز الرأسمالي العالمي.

لقد تعلمت الرأسمالية العالمية ما لم تستطع المجتمعات، التي تتبنى نمط الإنتاج الإشتراكي تعلمه، فتعلمت قوى الرأسمالية العالمية أنه لم يعد يكفي فرض سياساتها الاقتصادية التوسعية بالقوة من الخارج بأدواتها السياسية العسكرية الاقتصادية، بل كان يتوجب عليها عمل إزاحة متصاعدة في الوعي العالمي المناهض للثقافة الرأسمالية، ليتم أخذه إلى مكان جديد يسلب شخصيته القومية المحلية المتميّزة ليتقمّص شخصية عالمية عامة متكررة متشابهة لا يمكن التفريق فيها بين عربي أو إفريقي أو أسيوي أو أمريكي في أي من بقاع العالم، إلا من خلال ما يمتلك من ثروة أو وما يعانيه من جوع. ويتم ذلك غالبا من خلال عملية انتقالية مستمرة تعمل على محو أي علامات قومية فارقة مقابل شخصية عالمية بقالب واحد بملامح باهتة تشبه إلى حد بعيد صناعة الدمى البلاستيكية الجميلة المتشابهة الجامدة التفاصيل والالوان والملامح.

هذه العملية تدعى في قاموس الشركات العابرة للقارات ب ( culture adaptation ) أي التطويع الثقافي، وهي عملية دؤوبة مستمرة تسعى إلى تعديل الذوق العام لمجتمع ما تدريجيا ليتحول إلى العالمية، ومثال ذلك نجد أن سلسلة المطاعم الأمريكية كنتاكي، المنتشرة حول العالم تقدم وجباتها السريعة في كافة دول العالم حسب مذاق ناتج عن خلطة خاصة جديد بالنسبة للعالم، مع إضافة بعض العناصر المحلية للوجبة كنوع الخبز أو كمية ونوع البهارات ليتمكّن أفراد المجتمعات المختلفة تقبله بسهولة أكبر، لتستطيع هذه السلعة اختراق الأسواق العالمية ولتصبح هذه الوجبة وجبة شعبية في جميع أنحاء العالم. وهذه العملية تسري على كافة مناحي الحياة من المأكل إلى المشرب والملبس وحتى تسريحة الشعر والإكسسوارات ولوازم البناء والهواتف المحمولة والكثيرغيرها. بذلك نجد أن هناك عمليات كبيرة مستمرة تجري حول العالم هدفها تزوير الوعي العالم وإلغاء الطابع الخاص لكل مجتمع وفرض حاجات وهمية ثانوية غير حقيقية، لتصبح حاجات أساسية لأفراد مستلبين إلى حد الإدمان، لتشكّل آفة مرضيّة سارية على مستوى العالم.

دافوس وعالمنا الثالث

لنعود مرة أخرى لمنتدى دافوس وإلى طبيعة المشاركين في هذا المنتدى الذي أصبح يعقد أكثر من مرة في العام الواحد في أكثر مكان، لنعرف كيف يتم تنفيذ الأهداف ومتابعة الإنجازات ولنأخذ نسخة دافوس الأردن في البحر الميت.

لقد شارك في هذا المنتدى بنسخته هذا العام أكثر من 800 شخصية سياسية واقتصادية جلّهم من دول العالم الثالث (حوالي 60 دولة) وتحديدا من منطقة الشرق الأوسط ووشمال إفريقا، إضافة إلى المنظمين للمنتدى من ممثلي الشركات العالمية العملاقة وممثلي الدول الكبرى وإسرائيل. ومن الملفت للنظر عند التدقيق في أسماء المشاركين أن الحكومة الإخوانية المصرية مشاركة بأربعة وزراء، هم: وزير التخطيط الدكتور عمرو دراج ووزير القوى العاملة خالد الأزهري والسياحة هشام زعزوع والإستثمار يحيى حامد، إضافة إلى المستشار السلفي للرئيس المصري الحالي عماد عبد الغفور، هذا الأخير الذي صرّح بأنه يعمل على تغيير الصورة السلبية للإسلام من خلال المشاركة بهذا المنتدى .

هذه المشاركة الرفيعة المستوى لإخوان مصر وسلفيتهم، تدل على النهج الذي يتبعه هذا المنتدى للدخول إلى المجتمعات العربية والعالمية وإعادة تشكيلها من جديد، بما يتناسب مع النموذج الاقتصادي الرأسمالي العالمي. فالهدف الأساسي كما ذكرنا سابقا هو تطويع المجتمعات المختلفة لتنخرط في المشروع الرأسمالي العالمي وخير وسيلة لفعل ذلك هو استخدام رجال الاقتصاد والسياسة المحليين لعلمهم بتفاصيل مجتمعاتهم ولقدرتهم على التأثير فيها، ولا يفوقهم في هذه القدرة غير رجال الدين السياسي. وهنا يكمن دور منتدى الإقتصاد العالمي دافوس والحاجة له حيث يعمل من داخل المجتمعات المختلفة، ليتم تجهيزها لحاجاتها الوهمية، لإستقبال صندوق النقد الدولي الذي يفرض سياساته من الخارج، ليستجيب لتلبية هذه الحاجات المصطنعة وبذلك تكتمل دائرة التبعية ودورة المال العالمي لنهب ثروات العالم لصالح المركز الرأسمالي العالمي.

في النهاية لابد من الإشارة إلى مواظبة إسرائيل على المشاركة في هذا المنتدى بمستوى تمثيل عالي تصل أحيانا إلى رأس الدولة الصهيونية، والتي تنسجم مع دور إسرائيل كجزء من أو كذراع للنظام الرأسمالي العالمي في المنطقة. ولا يمكن فهم دورها خارج هذا السياق .

وإن كنا نرفض زيارة رئيس دولة الكيان الصهيوني شمعون بيريز إلى الاردن لما تمثله هذه الزيارة من سياسة التطبيع مع العدو الصهيوني، التي ينتهجها النظام الاردني، منذ نشأته على حصته من الأرض الناتجة من قسمة سايكس بيكو ، فعلينا أن نعي وأن نمارس مستوى أعلى من الرفض لسياسة النظام الرأسمالي العالمي المتمثل في هذا المنتدى الذي يعقد للمرة السابعة، ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة ليستمر في حربه اللاأخلاقية علينا وعلى الفقراء في هذا العالم.



#عيسى_حدادين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عيسى حدادين - المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” واستمرار الحرب على الفقراء