أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - اليهود والعصفور















المزيد.....

اليهود والعصفور


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 10:38
المحور: حقوق الانسان
    


قصة قرأتها وأعدتُ كتابتها:

كل إنسان ينظر للأشكال وللأبعاد وللقضايا الإنسانية والنقدية بوصفها مشاكل من زاويته الخاصة ومن أبعاد مختلفة عن كل شخص ...وكان هناك فيما مضى عصفور يعيش على شجرة ويهودي قريبٌ منه يراقبه في ذهابه وإيابه وغدوه ومساءه,واليهودي يخاف على العصفور من الحجارة الطائشة أو الرصاصات الطائشة أو الأنفس المريضة التي لا تحب أن ترى شيئا جميلا...إنه عصفور جميل يقف فوق شجرة متوسطة الارتفاع ويغرد العصفور فوقها بصوت جميل يثير النفس الشجية ويبعث الشعراء والفنانين على حمل أدواتهم للإبداع في رسمه ونحته,ويفتح لأصحاب البطون الكبيرة كروشهم فيفكرون بقتله وبأكله وبمصادرة بيته وأثاثه باعتباره قد أصبح بيتهم وأثاثهم,ولكن اليهود والأمريكان لن يسمحوا بذلك.

ومر على هذا العصفور أناسٌ من جنسيات مختلفة,والكل يترك تعليقا على العصفور فقال
الفرنسي الذي يهوى الغناء والطرب:سأغنى مع صوت زقزقة ورفرفة هذا العصفور فذهب ليغني مع العصفور ويقلد صوته وهو منتشي جدا,ومن ثم ذهب في حال سبيله حين تعب من الغناء ومن التغريد..,ذهب الفرنسي وما زال اليهودي ينفق الكثير من الوقت ومن المال وهو يراقب العصفور خوفا عليه من المخربين.

فجاء من بعد الفرنسي ,الاسباني, يرقص بفرحٍ بسرور على أنغام صوت العصفور الواقف على الغصن الميّاد الذي يميل فيه شمالا ويمينا,واليهودي المحترم يريد حماية العصفور.
ومن بعد ذلك جاء الايطالي ليرسم هذا العصفور لوحة فنية كبيرة فمزج الألوان وحرك الخطوط وفتح رؤية جديدة للموضوع كله وكتب حكاية جديدة من خلال إضافة ألوان جديدة لم يرها الفنان على أرض الواقع ولكنه تخيلها وتمثلها جدا وأحس بوجودها,ويا لروح الفنان التي ترى ما لا نراه نحن الأناس العاديون!!..

ثم من بعد ذلك كله تُرك المجال هذه المرة للهندي الذي لم يرقص ولم يغنِي ولم يكن محبا للرسم,ولكن جمال العصفور وإيحاءاته المتكررة جعلت روح الهندي تتخيل هذا العصفور بأنه هو الخالق للجمال وللسعادة ولطيب الإقامة في ذاك البلد الذي يقف فيه العصفورُ على شجرة فترك الهندي كل شيء خلفه وبدأ بعبادة هذا العصفور وبدأ بتكوين قصة جديدة عن الخلق وعن بداية الكون وكيف كان هذا العصفور موجودا منذ بدأ الإله بتكوين الأشجار والأنهار والبحار والبراكين وصلى الهندي تحت شجرة العصفور صلاته الطويلة وصل أتباعه من خلفه وقدموا القرابين ليرضى عنهم الإله وقام الهندي بتحريم ذبح العصفور وبتكفير كل من يقتل هذا العصفور والتأم حوله الناس من كل حدب وصوب والتف من حوله السياح الذين جاءوا من أماكن وبلدان وقارات مختلفة ليشاهدوا هذى العصفور,وتمركز مخيم صيفي حول مركز عبادة العصفور من إحدى الجامعات الأمريكية لدراسة هذه الظاهرة الجديدة ودراسة أصحاب الديانة الجديدة. .

أما بخصوص ما يهم الصيني فقد كان جائعا جدا وهذا من سوء حظ العصفور فلم يكن الصيني يفكر في أي شيء سوى ملئ بطنه بالطعام ليأكل هذا العصفور على نار هادئة,ففي وقت الجوع ينسى كل شخص ما يحلم به ذلك أن حرارة الجوع ملهبة وبسببها يتشتت الإنسان في أفكاره ويتبعثر جدا في تخيلاته ولا يستطيع أن يرسم أو يرقص أو يرسم.

أما بخصوص الإنكليزي فإنه لم يكن يحلم بشيء واعتبر العصفور خارجا عن القانون ومعتديا على الحدود فأفزع العصفور وبدأ بإطلاق النار عليه,فما كان من العصفور إلا أن يهرب بعيدا ويلجأ إلى شجرة جديدة تعطيه نعمة الأمن والأمان تماما كما ذهب السوريون إلى الأردن بحثا عن الأمن والأمان والاستقرار.
وهنا يظهر دورا لأمريكي فتخرج مظاهرة من قلب العاصمة واشنطون بالمطالبة بحق الهندي في عبادة العصفور وتوفير الحماية للهندي خوفا من أن يعتدي عليه المسلم أو السيخي أو البوذي, وتناقلت أخبار هنا وهناك عن أحقية مجلس الأمن الدولي بتوفير الحماية للأقليات الدينية والعرقية ومن بينها الأقليات الهندية الجديدة التي تعبد العصفور...ويطالبُ الأمريكان بنشر بطاريات صواريخ جديدة على الحدود بين الهندي وبين بعض الذين يعتبرون الهندي ضالا عن الطريق ,ومن ثم يصنع الأمريكي فيلما (أكشن) عن حياة هذا العصفور يصورون فيه قصة الهجرة الطويلة التي مر فيها العصفور عبر مراحل طويلة من التاريخ المرير....ومنذ أن باضته أمه وتم تصوير الفيلم عن جميع الأشخاص الذين مروا بهذا العصفور,وعن تجربة العصفور الجديدة مع الحياة وكيف ثابر وتعب جدا في حياته حتى نال الشهرة والنجومية وحقه في تقرير مصيره وحقه في ممارسة شعائره وطقوسه وحقه في التعبير عن وجهة نظره ووجهة نظر شركائه في قضية الرأي والرأي الآخر.

المصري يعتبر نفسه وريث الأمريكي في الإنتاج السينمائي فلا يدع الموضوع يمر هكذا مر الكرام فيقلد الفيلم في كل حركاته ويجعل منه قصة جديدة بنكهة جديدة.

أما اليابانيون فقد كرروا شكل العصفور من خلال نحته الكترونيا وإضافة جميع الأصوات الجميلة إلى صوته,وأصبح هذا العام اللعبة التي يتزايد عليها الطلب,والآن تجدونها في أيدي الأطفال أينما ذهبتم ومكتوب عليها :صُنعَ في اليابان).


اليهودي : هامت به العواطف فأكثر من البكاء على سجادة الهندي الذي عبد العصفور,وتحسر اليهودي على أيام سليمان النبي والملك والإنسان واجتر اليهودي حكاية الهُدهد وفكر بإقامة علاقة وطيدة بين اليهود وبين الهند وعبدت(عبيد) العصفور في الوقت الذي اعتبرت فيه بعض الجهات العربية بأن عبدت(عبيد) العصفور في الهند ما هم إلا شلة من عبدت الشيطان ولا بد من ملاحقتهم ومنعهم من إقامة طقوسهم..,ويشعر بآلام العصفور,ومن ثم يرفع شكوى إلى الأمم المتحدة مطالبا بحماية العصفور من الطامعين في أرضه, ثم يخشى على العصفور من ترك وطنه والرحيل عنه بعيدا ولأن اليهودي ذاق مرارة الغربة والتهجير والطرد من الأوطان فإنه لا يريد بأن يتكرر هذا الموضوع مرة أخرى,ويحن إلى إرسال المساعدات الإنسانية إلى العصفور,وتستجيب الجمعيات العالمية كالصليب الأحمر ولجان الإغاثة الدولية والكل يرسل ببطانيات ومراوح وصوبات إلى أرض العصفور,إضافة إلى مواد غذائية,ومساعدات إنسانية عاجلة جدا ريثما يتم تسوية القضية مع الذين يريدون قتل العصفور وشرب دمه على وجبة غداء,واليهودي ليس كما تبث عنه وسائل الإعلام فهو صاحب قلب كبير لأنه ذاق مرارة العيش خارج وطنه الأم ولهذا لا يريد تكرار المشهد أمامه,وهذا التعاطف مع العصفور موقف تُشكر عليه الجهود الإسرائيلية التي ترمي إلى تحقيق الأمن والأمان والسلامة العامة لإسرائيل ولجيرانها المحترمين الذين يحيطون بها من كل جانب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين تذهب ثرواتنا الوطنية؟
- من يتحمل المسئولية؟
- القلب الطيب
- وجودي وعدمه واحد
- الإسلام دخل الجامعات وأفسدها
- المسيحيون في الأردن
- المسيحية طريقة حياة
- المسيحية في عالم آخر
- غرائب المثقفين1
- هل أمريكيا دولة عظمى؟
- عيد ميلادي 2
- الابيقورية
- إسرائيل ليست مزحة
- الإنسان طيب وشرير في نفس الوقت
- المشاعر والأحاسيس من وجهة نظر رواقية
- درس من الإنجيل
- الغنوصية
- الاستثمار في الإنسان
- الحلاج الفقير الذي تكرهه الناس
- الحج عن المعضوب


المزيد.....




- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - اليهود والعصفور