أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - مصدرية الوعي الفكر اولا














المزيد.....

مصدرية الوعي الفكر اولا


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 02:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان الفكر كمصدر للوعي لابد له من عوامل بنائية تجعل هذا الفكر رشيد أي يقوم بالوعي على الحقيقة لا على الطوارئ والأهواء.ومن الأخطاء الشائعة أيضاً البدء بالحركة قبل الفكر، فمن الخطأ أن نتحرّك دون أن نُعطي لأنفسنا مساحة ووقتًا للتفكير فيما سنُقبل عليه من الأمر، وكم نكتشف أحيانًا إساءة تقديرنا لأمر ما، ونُؤكِّد أنّنا لو أخذنا قدرنا من التفكير لكان أفضل. وكذلك إهمال مراجعة قُدرتنا على التفكير الإيجابي لتقويمه: قد نُهمل أحيانًا تعلّم هذه المهارة أو مراجعة وتصحيح قدرتنا عليها، مع أنّنا لا نستطيع أن نُعالج أيّة مُشكلة، ولا أن نلج إلى مرحلة المعالجة لها بما تقتضيه من أولويات البدء ومراحل التدرّج، وأدوات الحل، إلا عن طريق إصلاح الفكر، والذي سيُؤثّر بالتأكيد على سلوكنا في الحياة, هذه المتحصلة تنبغ أولا من ملائمة الوعي بالفكر إلى حقيقية ذاتية الإنسان التكوينية والكيفية وهي منضبطة منتظمة لا يصيب نظام الذاتية من خلل إلا ينعكس ذلك على الإنسان ككل وجودي فمثلا تعريف المرض عند الأطباء هو اختلال في كيميائية العناصر الأساسية للمادة وتوازناتها في التركيب فأي خلل في هذا التوازن لابد ان يصيب الإنسان بمرض ,أما تعريف الإصابة هو خروج النظام البايلوجي الوظيفي عن المحددات الضابطة لعملها فمثلا في حالة المرض ومنها الأمراض العصبية بعيدا عن مظاهرها هي في الحقيقة اختلال في توازن الفيتامينات والأملاح والإنزيمات الداخلة في تكوين جسم الإنسان بموجب تقدير محفوظ ومدروس لذلك تتم المعالجة من خلال إعادة التوازن المفقود ثم تصحيح السلوك تبعا لتصحيح التوازن,أما الإصابات الفيزيلوجية فمردها اختلال في العمل الفسيولوجي للأعضاء البدنية والأجهزة الوظيفية ويتم التصحيح بإعادة هذه الأجهزة والأعضاء للعمل وفق النظام التكويني للجسم.
والفكر كما يقول السيسولجيون وعلماء النفس ما هو إلا انعكاس لتركيب الجسم وان العاهات والنواقص التكوينية تؤثر في تكوين العقل البشري فمثلا ان الذي يصاب بعاهة جسدية تبقى هذه العاهة مؤثرة على طرق التفكير لديه من خلال السعي الدائم للتعويض عن هذه العاهة فيكون التفكير منصب دائما لديه للتغلب عليها أو التغلب على مظهريتها بالإخفاء أو الادعاء بمعاكستها فيصبح أسير العاهة كمركب نقص لديه.
من هذا نستنتج ان الفكر السليم محكوم بانضباطية الجسم البشري وانتظام هذا الجسم لابد ان يكون الفكر كمنتج معنوي له منضبط ومنتظم بقواعد محسوبة ثابتة ابتدأً وهذه الضرورة تنفي عن الفكر السليم الانفلات والفوضوية وإرجاع أصول التفكير وأساسياته وقواعده للغرائز والحاجات لأنها هي بالأصل غير منضبطة وغير فاعلة إلا في خلال قوانين النفع والضرورة المصلحية فان تعدتها انفلتت إلى فضاء العبث واللا هدفيه.
مرحلة الإيمان، وهي ان تؤمن بالحقائق الدينية الكبرى إيمان (وعي) لا إيمان فهم.. وبالإيمان تخرج من مستوى الفهم، والتقدير العقلي لقضية الوجود الإلهي، واليوم الآخر، وارتباط الخلق ببارئه إلى مستوى الوعي ودخول القضية إلى القلب، والمعايشة الروحية، واستشعار الهداية والطمأنينة{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحجرات14.
ان التركيز على الوجود الإنساني الذي هو الحقيقة اليقينية الوحيدة في رأي الوجوديين الغربيين،واعتبار انه لا يوجد شيء سابق عليها، ولا بعدها، وتصف الإنسان بأنه يستطيع أن يصنع ذاته وكيانه بإرادته ويتولى خلق أعماله وتحديد صفاته وماهيته باختياره الحر دون ارتباط بخالق أو بقيم خارجة عن إرادته، وعليه أن يختار القيم التي تنظم حياته,هذا التركيز يؤدي إلى هدم حقيقية الإنسان ذلك الموجود العظيم والحاقة بحيوانية تتركز على إنكار ما لا يمكن إنكاره فإذا كان الفكر صانع ومبرمج الوجود الإنساني فمن صنع الفكر أساسا سيقولون(يتحدد الوعي في المقاربة العلمية بكونه نشاطا عقليا يرتد إلى النشاط العصبي للخلايا الدماغية. فسواء كان هذا النشاط العقلي تفكيرا أو انفعالا أو شعورا أو وعيا بالذات فهو في آخر المطاف نشاط عصبي مشروط فيزيولوجي وهذا ما يتأكد من خلال الوظيفة التمثلية) للعقل في علاقته مع الأشياء الخارجية. كما يتأكد أيضا من خلال الطابع المادي للصور العقلية من منطلق أن هذه بمثابة نتائج أو مفعولات للعمل الدينامكي المتعلق بالخلايا والسيالات العصبية.)(مفهوم الوعي مصدر سابق),وهذا القول ليس تبيانا للمكون الأصلي الذي كون وخلق هذه الخلايا العصبية فلا يمكن ان يكون الجزء خالق أو موجد الكل وبأقل الاحتمالات لا يمكن ان يكون الجزء أكثر أهمية من الكل لان الجزء في جميع الحالات إنما ينتفع بوجوده من خلال الكل الذي يعطيه مبررات الوجود والبقاء حتما,فمثلا ما قيمة العقل بلا بدن وما قيمة البدن بدون المكان والزمان وما قيمة البدن والزمن والمكان من دون عالم محيط منتظم يهيئ الأسباب والمبررات الوجودية للفرد ,وأخيرا ما أهمية هذا الوجود بدون غائية تاريخية,أنها أسئلة توجه لمن زعم ان الفكر مناقض للوجود.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقام التسليم
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج1
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج2
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج1
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج2
- الدكتور علي الوردي وإشكالية الحكم على العقل
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة
- الدين نحن
- ما هو الدين
- مصادر القوة ومضاعفات التفرد
- الانفصام بين الصورة والأصل ج2
- الانفصام بين الصورة والأصل ج1
- خصيصة الأبدية للفكر الرسالي
- آدم الإنسان والحيوان شبيه الإنسان
- حوارية الخلق والجعل في النقل المقدس ,دراسة في قصدية النص
- تطور فكر التطرف وعلاقته بتنامي الفكر السياديني الإسلامي
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج2
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج1
- الهروب من الفكر والتفكر تهرب من مواجهة الحقيقة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - مصدرية الوعي الفكر اولا