أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - رؤية في نص الكرسي الهزاز/ منية الحسين / عايده بدر















المزيد.....

رؤية في نص الكرسي الهزاز/ منية الحسين / عايده بدر


عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


الكرسي الهزاز
منية الحسين

هناك في تلك الزاوية من الشُرفة الخلفية للمنزل وبين عرائش الياسمين المتهادية شذا ،
أدمنتْ التمدد على الكرسي الهزّاز..عن سبق إصرار ترمي مسامعها عند الجيران؛
فقد أدمنت التنصُت على كلمات الغزل التي يصبها جارها في أذن زوجته صبًا كل ليلة
تثملها نبرة صوته المخملية ويدغدغها ذاك الهمس الناعم الذي برعم أحاسيسا ظلت مدفونة
لسنيٍن طويلة تحت ثلوج حياتها الزوجية المتجمدة..
تتحسر تارة على حالها وحال زوجها"الرجل الخشبي" الذي يعمل طوال الليل ويعود
على مشارف النهار جثة هامدة،لاينظر إليها ..لا يُكلمها إلا شاكيا..أو لائما.. أو آمرا ناهيا
ثم يأكل ويغط في النوم..ويصحو ليأكل ثم يذهب لعمله مجددا
حتى يوم عطلته يؤثر قضائه مع أصدقائه على المكوث معها، يتركها وجدران تتشعب أنفاسها..
ويح هذا الرجل الذي حولها لآلة مُفرغة يمخرها الصدأ والخواء ،
كَفَن أنوثتها برماد مشاعره ومشاعرها
وتارة أخرى ...
تخلع ثياب الحزن فوق رمال الحرمان ..تُبحر بعيدًا..بعيدًافي انثيالٍ من هديلٍ دافئ
يُذيب تجاعيد ثلوجها ويُغرِق أوراقها اليابسة بالندى ؛فتغترف منه حدّ اللارتواء
تتفتح كوردة يانعة يُطوِقها الشوك من كل الجهات لكنها تعيش الحلم لمنابت النُخاع،
وفجأة وهي متمددة على كرسيها الهزاز تختمر نغما ل تَدُكَ أوتاد الصمت القاني
وتُطعم الرغبات الخرساء رن جرس الباب ؛ فقامت وفتحته على عُجالة
فإذا به جارها !! بكل تهذيب يستأذن للدخول لإجراء مكالمة هامة لأن هاتفه مُعطل
وهي لم تُمانع بل وأغلقت الباب بعد دخوله..يعلو وجهها ابتسامة أشرقت من صميم قلبها
هو الآن أمامها صوتا وصورة..الحلم الحريري متجسدا أمام عينيها بكل تفاصيله الساحرة
تلتهمه بنظرات تهفو لِصَهر قوافل الحنين المُكدسة فوق خاصرة الليالي التي أمضتها هناك
هائمة مع طيفه فوق قمة الوهج
انتبه الرجل لنظراتها وبادلها الشغف بشغف وحين أراد الخروج
مدّ يده ليصافحها ؛ فتسربت إلى جسده قشعريرة تُزلزل بدنها ..
شعر أن ثمة فاتنة بقربه تسكب كل فتنتها في كفه
وبجرأة شديدة , اقترب الرجل من وجنتها هامسا في أذنها"أنتِ أجمل امرأة رأتها عيني"
وهي مستعذبة غزوه لها !!!
هو يقترب..ويقترب..ويقترب ، وهي تسقط ..وتسقط..وتسقط ،وفي غَمرة السقوط ...
جلجل صوت الحق مؤذنا للصلاة
انتفضت المرأة من فوق الكرسي الهزاز .. وأخذت تفرك جفنيها بقوة ..
تتحسس جسدها , تدعك عينيها التي تدلت هلعًا..مشطت المكان بنظراتها الغاضبة، لاأحد..لاأحد
رددت الآذان .. استغفرت الله واستعاذت به من الشيطان الرجيم ؛فسكنت نفسها والتقطت أنفاسها المتقطعة
أمسكت بالكرسي بغِلظة ونحرت عليه كل الأحلام العَفِنة..كل المشاعر المُحرمة
هشمت فوقه أدوات التنصت الخبيثة والليالي الملوثة بالخطيئة ثم ألقت به من الشرفة
أغلقت باب الشُرفة المشرع على قعر جهنم وأحكمت إغلاقه ثم أرخت عليه الستائر السوداء السميكة
هرولت إلى غرفتها وارتدت أجمل ثيابها فبدت كبدر ليلة تمام
جلست تنتظر زوجها الحبيب وهي ولأول مرة قابضة على كبد الحقيقة ضميرها يصرخ في أعماقها ويُسائلها..
"منذ متى لم ترتدي هذه الثياب الشفافة التي اشتراها لكِ زوجك وتركتيها في الخزانة قوتا للعِتة؟
منذ متى لم تتخضبي بالعطر الفرنسي الذي عتقهُ لكِ ؟
منذ متى لم تنزعي العصابة البغيضة التي تتوجين بها رأسكِ, وتُصففي شعركِ؟
منذ متى......؟منذ متى.........؟ منذ متى.................؟".
/
زهرة برية"منية الحسين"

القراءة / عايده بدر

منية الحبيبة مرحبا بحضورك الذي يثري الروح و المكان
" الكرسي الهزاز " يستدعي على الفور تلك الراحة التي يجلبها حين يحملنا بعيدا عما حولنا ،،، هو كرسي مثبتتة دعائمه أرضا لكنه يطير بنا نحو أفكار تأخذنا ، نسافر من فوقه و نحن جلوس حركته التي تمنح الخدر لأعصاب مؤرقة الحنين
هي ،،، تعودت تلك الجلسة التي تمنحها ما ليس بيدها حتى أنها تناست ما سبب عدم وجود ما تشتهي بين يديها ، نسيت أن دورها في حياة الرجل اقتصر على دور ربة الأسرة و ربما الام و فقط و تناست أن العلاقة بين روحين هي ما تفضي لعلاقة كاملة صحيحة البنيان
هو ،،، الرجل الخشبي يقيم ليله بنهاره متناسيا أن هناك روح تشاركه الكثير فأوجز مسيرة حياته بين عمل و بيت و عمل و بيت و لا وجود لها هي سوى ركن من أحد الأركان
هما ،،، الزوجان العشيقان ربما اكتملت لهما الحياة كما ترى بطلتنا هنا بدليل هذه الجنة التي يعيشان فيها سويا و هي بدورها تتنصت على جنتهما و تسترق السمع فيشتعل الخيال لديها و تذوب مع هنات الحنين الذي تفتقد مذاقه ،،، و لربما كانت حياتهما حياة عادية لكنهما أدركا سر نجاح الحياة في أن يكمل كل منهما الآخر دون نقصان
لدينا مشهد متكامل الاركان لا يعبر فقط عن لحظة تطول أو تقصر ، لكنه يحمل في طياته و بين ثناياه حكايا كثيرة يدونها حنين مفقود و رغبة متقدة و سوء فعل نابع من عدم التفكير باتزان حتى نضع ايدينا على اساس المشكلة التي تؤرق كثيرا من بيوتات الشرق ،، تلك الحياة التي لا تبصر المرأاة فيها نفسها جيدا فتضيع عليها فرصة أن تعيش و تحيي من معها في حياة لو أدركت أبعادها ستجعل من الكوخ الصغير جنة ، و ذلك الرجل الشرقي الذي يهمل في كثير وقت أي جوانب للحياة غير عمله ظانا منه أنه هكذ فقط يجعل أسرته تعيش حياة سعيدة ،،، الأمر يتطلب كثيرا من الموازنة بين الجنسين لآنهما شريكان حياة واحدة
القصة مكتملة الاركان سردية بامتياز و جاءت ختمتها رائعة و جدا تحمل الكثير من النصح بأسلوب راق و متميز لولا أنك نثرتها في وسط الصفحات كما االشعر لو كانت تبدا من يمين الصفحة لكانت ستضفي الشكل الاجمل لسردية رائعة تستحق التوقف عندها و خاصة أن كاتبتها امرأة لم تخجل من أن تكشف عن أحد العيوب التي كثيرا ما تقع المرأة فريستها بهدف السعي وراء تقديم الحل الامثل لمثل هذه العيوب
أعجبني كثيراا تلك اللقطة المصورة باتقان لمشاعر المرأة حين استيقظت من وقع حلم نقل ما كان في اللاوعي إلى هيئة الوعي فأدركت سريعا مدى عبث هذه اللحظات التي ظنتها يوما تقدم لها الحياة في حين أنها أوهام كانت ستقضي على سعادتها لو استمرت تعيش بها
هذه الحركية التي شعرنا بها تتقمص الكلمات فتصور مشهد االيقظة في داخل المرأة مستتبعة صوت يأتيها من الخارج يؤثر على غفلتها لتستيقظ و هنا - كنت أود لو لم يكن لهذ الصوت الذي ربما حضر هنا معنا في اشارة من الكااتبة للتمسك بالدين هو ما يجعل الانسان يشعر بالراحة النفسية و لعل هذا تفسيري لصوت الآذان الذي صاحب لقطتنا هنا - لكن كنت أود لو كانت اليقظة أتت بفعل من دااخلها هي دون محرك خارجي كصوت الآذان أو ما يشبهه أظنها كانت ستفضي لدلالة بقوة هذه المرأاة النفسية لكن لربما أفكر بنفس عقل الكاتبة هنا أنها أرادت تصوير مدى ضعف هذه المرأة المسكينة التي استسلمت للضعف و التخاذل و جاء الصوت ليوقظ بداخلها ما كان مختبئا من العقل و التفكير و الإذعان لصوتها هي الداخلي فبدأت تدرك جيدا أين يكمن موضع الخلل في حياتها ،،، فنحن لا نستطيع أن ننتظر عطاء دون مقابل و من يبدا ليس مهما بقدر أن يتم البدء بالفعل نحو خلق حياة أسعد
كل المحبة و التقدير للحرف الرائع
عايده بدر
5-6-2013



#عايده_بدر (هاشتاغ)       Ayda_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية في نص ليالي اغتصاب زينب / مجدي السماك / عايده بدر
- رهان اللغة في حنجرة الليل / جوتيار تمر / عايده بدر
- لما نسيناهم ذكرونا هم بأنفسهم
- سلبية العلاقة بين المرأة و الرجل من خلال قصة - امرأتان و حلم ...
- موعد ،،،
- في انتظار البحر
- يقين
- شرف ،،، ق ق ج
- لنؤمن في بدية فصل الشتاء
- لا أشبه أحدا
- أغنية لملح الليل
- هذيان منتصف ساعة الوجد
- نحو السماء ،،،
- ل ننادي على عيد لحب لربما يسمعنا
- في عيد الحب ،،،
- قراءة في قصيدة - نداء الجرح - للمبدعة هيام مصطفى قبلان / عاي ...
- رسالة على قارعة الطريق
- وجوه مكشوفة
- قراءة في نص - أنثى القلق - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر
- قراءة في نص أوراق الصفصاف / أملي القضماني / عايده بدر


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - رؤية في نص الكرسي الهزاز/ منية الحسين / عايده بدر