أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية وبداية متاهة الانسان وليس سينما اللاحدث















المزيد.....

الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية وبداية متاهة الانسان وليس سينما اللاحدث


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 15:00
المحور: الادب والفن
    


الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية وبداية متاهة الانسان وليس سينما اللاحدث
عندما نتحدث عن الصرخة لمايكل أنجلو أنتونيوني،فنحن نتحدث فعليا عن بداية حقبة الافلام الكبيرة عند هذا المبدع الايطالي الكبير،الذي ربما يتربع على عرش السينما الايطالية ولا يشاركه في هذه المكانة سوى فليني ولكن من زاوية اخرى ومن منظور آخر ولروسيليني حكاية اخرى....
ونحن هنا لا نهمل مخرجين ايطاليين آخريين كبار على شاكلة-ونذكرهم من وجهة نظرنا على الترتيب-لوكينو فيسكونتي وبيير باولو بازوليني وفيتوريو دي سيكا-ولكن يظل أنتونيوني خاصة من حقبة فيلم الصرخة وحتى فيلم المسافر طعما آخر يميزه عن أي مخرج ايطالي آخر....
الصرخة ومنذ ظهوره بدا متميزا محلقا فوق سينما واقعية انتهت واصبحت لا تعرف ما تريد،فأطلق عليه النقاد بالواقعية النفسية الداخلية،وسنأتي لشرح سبب هذه التسمية التي هي بسيطة فعليا لاحقا وفي وقتها...
والصرخة من الممكن اعتباره رباعية مع المغامرة والليل والكسوف،كما أنه من الممكن اعتباره فيلما مستقلا بذاته،والخيار الأخير يبدو أفضل،لأنه كحالة سينمائية وسردية يمكن اعتباره بداية وحدة ومتاهة الانسان ولكن ليس سينما اللاحدث....
السيدة ارما تتلقى خبرا بأن زوجها قد مات منذ 3 اسابيع في سيدني،وألدو متورط معها في قصة حب منذ سبع سنوات،ولكن بعد موت الزوج ترفض ارما الزواج من ألدو بدعوى أنه اصغر منها سنا.
وبعد أن يصفع ألدو ارما في مكان عام صفعا قويا مبرحا،يقرر ألدو أن يهاجر في رحلة تطهرية بحثا عن هدوء داخلي،والفيلم يبدأ بأخذ مسار سينما الطريق والذي يصح بقوة أن نصف فيلم الصرخة بها....
الينا صديقة قديمة لا يعرج عندها مطولا...هي حبيبة قديمة و مع قبلة جاءت في موقف خاطئ من الدو لابنتها تنتهي بسرعة المحطة الأولى في هذه الرحلة خاصة أن الينا تعرف ارما وستسمع منها ما حدث مؤخرا....
شخصية الدو تتمتع بهدوء خارجي حاد الامر الذي لا نستطيع أبدا أن نصدق بأنه معكوس على حالته الداخلية،واكبر دليل على ذلك هي الرحلة التي يخوض ألدو في غمارها الآن،والرحلة شبيه نوعا ما بفيلم المسافر كناية ومضمونا،وإذا كانت الرحلة سوف تقود البطل(جاك نيكلسون) في فيلم المسافر إلى حتفه فمصير كلا البطلين واحد...
يتعرف ألدو بعد تجواله التائه لمدة ثلاثة شهور على فيرجينيا التي تمتلك محطة وقود في طريق سفر وتعيش مع والدها مدمن الخمر والخرف...هنا يستقر ألدو مع فرجينيا مع ابنته روزيتا التي تحلم بالاستقرار،والجدير بالذكر بأننا لا نعرف أي شيء عن خلفيات زوجة ألدو السابقة ولا عن سبب طلاق كل منهما كما أن أنتونيوني لا يريد اغطاءنا أي مفتاح لذلك....
نلاحظ أن أنتونيوني يعطينا الحدث المركزي ومع بداية الفيلم،لذلك فنحن نخرج فيله هذا من سينما اللاحدث،وعندما يطلق النقاد على فيلم الصرخة وصف(الواقعية الداخلية النفسية) فهذه ليست إلا كنايات مبطنة أراد أنتونيوني من خلالها اقحام نفسه في هذا التيار...
نحن نعرف أن الواقعية لم تكن أي عناية لأي شيء من الممكن أن يدعى بالداخلية،ولكن مناقشة أنتونيوني وافكاره في ظل طبقة عاملة معدمة وفقيرة جعل من المجدي إطلاق لفظ واقعية على فيلم تحايل على الواقعية بطريقة مكشوفة جدا..فالفيلم شئنا أم أبينا في اساسه السردي ومنطقه في تسلسل الأحداث مبني أولا وأخيرا على قصة حب....
روزيتا دائما ما تسأل والدها عن والدتها...كم عمر زالدتي فعليا الآن؟ ولكن ألدو متردد بالاجابة
هنا علينا أن نستطلع قليلا عنوان الفيلم(الصرخة)....الوحدة الخانقة لكل شخصياته...
ارما وحيدة بعد موت زوجها-على الرغم من انها كانت تنتظر موته-وهي في نفس الوقت ترفض الارتباط بألدو وفيرجينا تعيش وحيدة مع والدها الخرف وزوج متوفي وبعض من متسكعين الطريق،وعندما تقود الظروف ألدو للعمل في محطة فيرجينيا نجده فير قادر أبدا على الاستقرار مخلصا لأي امرأة...
إذا الصرخة هي صرخة ضد الوحدة البشرية،ومن هذا المنظور يكون فيلم الصرخة مقدمة لثلاثية متاهة الانسان ولكنه ليس من ضمنها،ولنلاحظ شيئا آخر....لنلاحظ أن كل شخصية في الفيلم في مقابلها شخص متوفي...
ألدو شخصية هادئة كثيرا وبالكاد ينطق بالكلمة وشخصيات أنتونيوني القادمة ستكون كذلك مع مسحة من مرض نفسي أو تفكير غميق غير طبيعي...والموسيقى التصويرية التي يستخدمها أنتونيوني في الفيلم تقول أن هناك شيئا أكبر من العمل أو البحث عن عمل...الخ بالنسبة لألدو....
يخوض ألدو في علاقة حب مع فيرجينيا،وفي مشهد غرام بينه وبين فيرجينيا تصدم روزيتا عند رؤية هذا المشهد عرضياوفيرجينيا تحاول التبرير والدو يلوذ بالصمت وفعليا تنتهي علاقتهما الآن.
....هنا ستتعمق الوحدة أكثر
سوف تعود روزيتا إلى والدتها التي قلنا سابقا بأننا لا نعرف عنها شيئا وبالتالي يصبح ألدو من ناحية موضوعية وحيدا وفيرجينا تعود وحيدة أيضا ووالدها يلاقي نفس المصير التي نشأت بينه وبين روزيتا علاقة صداقة.
شخصيات الفيلم تمر من الوحدة إلى الوحدة....
تبدأ علاقة جديدة مع أندريانا...أندريانا تعيش في كوخ وحيدة على الشاطئ،فقيرة معدمة وتعيش حياتها سائحة أو متشردة نشعر عندما نصطدم بها لأول مرة بانها امرأة خفيفة إلى أبعد درجة...هي امرأة وحيدة بكل ما تعنيه الكلمة كانت متزوجة ذات مرة وحبلت ولكنها الآن بلا زوج وبلا أطفال وبلا طعام....
هناك كوخ تسكنه ومعه فقر وجوع....عي سمات واضحة للواقعية
قلنا أن الدو لا يستطيع أن يكون مخلصا لأي امرأة....عندما يعود بعد رحلته هذه إلى بلدته يفاجأ باحتجاجات شعبية لأن الملاك بدأو بمصادرة كل شيء...احتجاجات وشرطة وواقعية وجرافات تستعد للهدم أو للصدم،ولكن أين ألدو من كل هذا...؟!
عندما يرى ارما تحمل مولودا ينتحر من اعلى برج مصنع وارما تنظر اليه...لقد ظن بأن المولود لها ولكنه ليس كذلك فعليا...
كل هذا التركيز على الدو،والتتابع الدرامي والحبكة العبقرية التي ابعدت الفيلم عن الميلودراما باستثناء لحظاته الأخيرة ،والمشهد الأخير تحديدا يعتبر تقريرا وسقوطا ميلودراميا غير متوقعا مع قوة ونضج الفيلم/كما ان الانتحار كان حلا سهلا لشيء يدعى بمتاهة الانسان،ويمكن من خلاله أن نبسط الفيلم أكثر...كل هذا يحعلنا نقول بأن فيلم الصرخة ليس بمستوى فيلم المغامرة زلا حتى فيلم الليل أو الكسوف ولكنه البذرة التي أنشأت فيما بعد الصحراء الحمراء...
المشاهد الأخيرة للفيلم كانت ممزوجة بمشاهد احتجاجات صافية والمشاهد لهذا الفيلم لن يهتم بمصير هذه الاحتجاجات بالقدر الذي سوف يهتم بمصير ألدو.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود
- حلم أريزنا 1993(امير كوستاريكا): .شخصيات هشة تنتظر الموت بشغ ...
- فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أن ...
- أنتونيوني حاول أن يكون واقعيا في قصة يعرف هو نفسه بأنها لأتص ...
- الشباب والحاجات (مايكل أنجلو أنتيوني)1952:سينما وعظية في قصة ...
- مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنج ...
- باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة
- الحياة معجزة 2005(امير كوستاريكا):عن كوستاريكا المخرج المفعم ...
- البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خي ...
- فاني والكسندر1983(أنغمار بيرغمان):الفيلم الأخير فعليا في مسي ...
- سوناتا الخريف1978(أنغمار بيرغمان): مباراة في الأداء بين ليف ...
- الدكتور سترنجلاف:أو كيف أتعلم أن أتوقف عن القلق واحب القنبلة ...
- تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of A ...
- بيضة الأفعى 1977 (أنغمار بيرغمان):سرد غير مقنع لتاريخ يفتقر ...
- وجها لوجه 1976(انغمار بيرغمان):بين بيرسونا ومواجهة النفس وال ...
- النافذة الخلفية 1954(الفرد هيتشكوك):فيلم عن البطل الواحد...م ...
- نوتوريوس(سيء السمعة 1964)الفريد هيتشكوك:حبكة بوليسية مقدمتها ...
- ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك
- كل هؤلاء النسوة 1964 للمخرج الكبير أنغمار بيرغمان :استراحة ب ...
- Devil’s Eye1960أنغمار بيرغمان:رواية مسرحية محملة بافكار صاغه ...


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية وبداية متاهة الانسان وليس سينما اللاحدث