أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - قراءة في حوار د. خضر سليم البصون مع أبيه -2 –















المزيد.....

قراءة في حوار د. خضر سليم البصون مع أبيه -2 –


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في حوار د. خضر سليم البصون مع أبيه -2 –

1)- قراءة أولى: يهود العراق مكوّن عراقي أم جالية يهودية؟(*1)
ستتمحور هذه القراءة حول ملاحظتي السابقة، أسباب إعادة كتابة قراءتي لحوار الدكتور خضر الاول مرات عدة.!للوهلة الأولى بدا لي ان السبب المهم يعود لقراءتي لحواره الثاني المعنون اعلاه.

فبتأملي لحواره الهادئ ، وجدت نفسي أعيد نفسي،أعيد ذات عذابات روحي: هلعها، أحزانها، غربتها. أجتر خيبات الأمل بلا حساب، وبعيدا عما أقرأ. أحسست أني اكتب بلا موضوعية وبتكرار ممل، تحت سطوة سخط وحزن ويأس آسره لا ترحم. مقابل قراءة لحوار حلم جميل وهادئ يحكي عن عائلة يهودية بغدادية غمرها الفرح لصدور كتاب يخلد أب كتبه قبل أربعة عقود ومات قبل ان يرى كتابه النور: ("الجواهري بلسانه وبقلمي " للأديب الراحل سليم البصون). اللعنة ! هل يوائم حزن وسخط ما أكتب لفرحتهم الغامرة وحلاوة حلم خضر؟

يقيناً ان أسباب سطوة أحزان مهجّر عصري لها مدلولات وقرائن قد تبررها. فما تركته ورائي هناك في وطن العبث، من متعلقات جميلة، حيّة من لحم ودم، علقت بروحي وأخلت بتوازني، وما زالت هناك تبعات أخرى، والتفاتات ذاكرة مشتتة مؤرقة، تستغرق وقت غربتي وتفكيري، ففي أحسن أحوال توقي للكتابة، أجد سردي يختلف تماما عن مجرد أن تسرد محاكماتك للتاريخ وتفضح عوراته وتمضي. وحتى جلد الذات فيما بيننا مُختلف تماما. فنحن مستغرقون وغارقون في عذاباته الآن . ربما نجلدها عن حماقات سابقة كنا قد شاركنا يوماً بشكل ما فيها، أو غفلنا عنها في نكد لهاثنا المضني لعيشنا..في حين ان خضر يتحدث بهدوء ودون غضب،عن عذابات ماضٍ حُسم أمرها وأمر تاريخها أيضاً. عذابات خضر، باتت تاريخ آخر جرى ووُدع بهدوء.. مثل سوناتا لنستلوجيا حلم أبيه " كم كنتِ جميلة يا ليالي العذاب".

لعل أساي ويأسي مبرران، غضب لا إرادي، يُصعب السيطرة عليه. مثلا وأنا أكتب، ، كيف أُفسر ان تهطل عليّ فجأة فكرة ، نبوءة معاصرة خانقة، لمّتها زفرة روح شاعر مجيد كمظفر النواب.؟! نبوءة أكثر قسوة وحدة عما أكتب. نبوءة ندبَ فيها مظفر "وطننا الأم " وشعبه. نبوءة توقعها قبل أربعة عقود أيضاً! يا لمتلازمة زمن الحزن والقهر العراقي ! لكن !هل موضوعها حقاً، يلاءم هدوء ما أنا مستغرق فيه.؟ هل هو موائم لسلاسة وبساطة ما كتبه خضر.؟ لذا، أعدْتُ كتابة مقالي مرة أخرى. وفشلت أيضا، بقى نقدي على حاله، أسير نكد عراقيَّتي و يمثل سأمي وأساي الآني بامتياز، فاعتذرت من خضر، رغم اني بقدر ما، كنت قد خففت العيار، حذفت منه ما قد يعكر مزاجي أكثر: حذفت نص نبوءة النواب الماثلة أمامي الآن:

(..... يا جمهوراً في الليل، يداوم في قبو مؤسسة الحزن... سنصبح نحن يهود التاريخ... ونعوي في الصحراء بلا مأوى... هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية؟!... هذا وطنٌ أم مبغى..! )).- وتريات ليلية-
كيف تحققت نبوءة تبادل أدوار ملهاة مسخرتنا الإنسانية !؟ هل هو مكر التاريخ الذي يغوص فيه خضر ليعرف هويته اليهودية؟ أم المكر الإلهي بأقسى صوره.؟ أم سياقهما معاً في تكرار مساخر السبي والتهجير العراقي!.
حينها اعتذرت عن اختلاف سياق نظرتينا، لكشف "شكو ماكو" عراقيتنا المشتركة..أنا من جانبي ادعوكم لقراءة حوار د. خضر الثاني المفيد الذي لا يخلو من السخرية السوداء، بعدها أظنكم ستعذروني ، وستجدون ان إسقاطات سأمي الحادة تلك ورغم الحذف، جاءت انعكاساً لإسقاطات خضر. وإن بعض ومضاته دعتني لإعادة قراءاتي:
واحدة من إضاءات خضر، كانت خارج غوره الأكاديمي في معاجم وقواميس لغتينا "الساميتين" العبرية والعربية، وبعيدة عن بحثه لتفسير معنى "المكون اليهودي أو الجالية"، وخارج جذور مرادفاتها وتبدلاتهما عبر التاريخ ( لها قراءة ثانية ) وجدت أن واحد من اختيارات خضر الموفقة جدا، هي التي عززت ثقتي بيأسي وأسفي أكثر: كيف لم يقرأ ساستنا وقادتنا العظام ! على مر العهود المبادة، خطاب الملك فيصل الأول المأساوي اليائس عام 1921 ؟؟(*2) كيف لم يأخذوه صراطا، ومحمل الجد!؟أليسوا هم قادة وطنيون من نفس وطن سمو جلالته ؟ لقد فضح فيصل فيه كل عورات المجتمع العراقي، وأشار الى مكمن العلة والمعلول، وأصل الشرور والبلوى، وسبب مآزقنا الوطنية : السياسية والاجتماعية. لخصها: أباطيل الدين والفقه والقبلية وثقافة البداوة السائدة. تأسفت بعدها كوني لم استخدم مفردات مظفر الأكثر بذاءة وحدّة.!!

كذلك كان حال نشيد خضر الأخير، بلسمَ روح وجرحِ العراقيين الخارج من أعماق روح"جواهرنا العظيم" . نشيد مسيرة عراقية عسيرة، ليس له علاقة بما حكاه خضر عن تراتيل التوراة، وترانيم يهود بابل عبر حلم عودتهم لأورشليم القدس. كان نشيدنا الوطني بحق. نشيد تبناه خضر لختام حلمه، على ان يسمعه بصوت أبيه الملتاع وهو ينشده في مارشه الأخير:

أي طرْطرا تطرْطري ..تقدمي تأخري
تشيّعي تسنـَّني ...تهوَّدي تنصَّري
تكردي تعربي تهاتري بالعنصري
خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت ان تنقري

هكذا إذن كان مسك ختام حلم خضر الهادئ جداً!! فقد أغرقنا بوابل من حمم سخطه وحزنه وأسفه وأساه الداخلي، فجرها كلها دون أيّة شكوى، فرقعها على مهل، بلسان الجواهري.. خاتمة جميلة، طرْطرَ ت كل رموز المجتمع العراقي الوثنية المخادعة. وطرطرت قداسة كل أيقونات ثقافتنا الزائفة السائدة.
لعلها زفرة روح مرّة كزفرة سأمي، ختم خضر بها ، لا سِفر يهود العراق المرير فحسب.! بل سِفر كل العراقيين المأساوي الأمرّ عبر تاريخنا المشترك.
سؤالي المعاصر:من نكون نحن إذن يا جلالة فيصل الأول !! : " هناك أمة منشغلة في تفسير الأحلام و و و.. وأمة مشغولة بتحقيقها "
يتبع- قراءة ثانية" يهود العراق مكون أم جالية يهودية"

(*1)- حوار د. خضر الثاني ايلاف
http://www.elaph.com/Web/opinion/2013/5/812161.html

(*2) - جزء من خطاب الملك فيصل الاول 1921: "أقول وقلبي ملآن أسىً إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد تكتلات بشرية خيالية، خالية من أي فكرة وطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة، سمّاعون للسوء ميالون للفوضى، مستعدون دائماً للانتفاض على أي حكومة كانت، فنحن نريد والحالة هذه أن نشكل شعبا نهذبه وندرّبه ونعلمه، ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظروف يجب أن يعلم أيضا عظم الجهود التي يجب صرفها لإتمام هذا التكوين "



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في حوارات دكتور خضر مع أبيه سليم البصون.. -1
- الحرية للمفكر-الجاسوس- أحمد القبانجي !؟
- هل تستحق الاعتقال، تساؤلات السيد أحمد القبانجي..!؟
- تظاهرات السلطة، نهج طائفي!!
- حزب الدعوة .. تحولات فكرية لقيادة المرحلة!!
- الدكتور العيساوي،، وتطييف السياسة
- بدل كتم أفواه المفسدين، كُتم صوت -البغدادية- !!
- - شرف الله - بين النزاهة والتكليف الشرعي!
- تسقيطات سياسية، أم تحسين سمعة!؟
- على مَن وماذا ! تراهن حماس !؟
- للفضائح أجنحة وسلة واحدة !!
- مع إلغاء -فساد- البطاقة التموينية، لكن بلا مجاعة!!
- نادي الثلاثاء وعفيفة اسكندر!
- -اريد الله يبين حوبتي بيهم- وداعا عفيفة اسكندر !
- -عروس الانبار وقدس كردستان- قنابل دستورية موقوتة !
- الطفلة روان و- ديوجين- مصباح الفكر- (*)
- في -المفاخذة - فقط، تلتقي أفخاذ أولاد العمومة !
- التمرير واللعب في الوقت الضائع!!
- قانون العفو العام و-دولة القانون-، سلة واجدة !
- نداء مثقف: تبني يوم ل- شارع المتنبي- !؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - قراءة في حوار د. خضر سليم البصون مع أبيه -2 –