أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رافد علاء الخزاعي - حرب المقدسات القادمة















المزيد.....

حرب المقدسات القادمة


رافد علاء الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 00:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حرب المقدسات القادمة
إن مصطلح حرب المقدسات مصطلح قديم منذ نشؤ الحروب على هذه المعمورة والمراد به هو الاحتجاج وحمل السلاح حتى الاستشهاد من اجل حماية المعتقد المقدس والحفاظ عليه.
وحرب المقدسات أو ما يطلق عليها بالعرف العسكري الحرب المقدسة هو شعار يعطي هالة للمقاتلين والمحاربين في قدسية قضيتهم وإعطائهم السبب ألاعتقادي أو الشرعي للجهاد حتى التضحية بالنفس وهو ليس نتاج لحظوي أني وإنما من خلال ترسيخ عقائدي ممتد عبر أجيال وممارسات اجتماعية وعقائدية ودوما حطاب هذه الحرب هم الشباب المعبئ فكريا وعقائديا لهذا النوع من الحروب التي يكون فيها الانتقام بحدود لا توصف من اغتصاب وقتل وتمثيل بالجثث حتى يشمل بقر الحوامل ويكون الهدف المنشود هو الجنة وحواريها والخمر حسب المعتقد الديني والاثني فلذلك ترى جميع الأديان التوحيدية وغير التوحيدية تقوم على الحرب والقتال من اجل نشر المقدس ماعدا الديانة الصابئية. وكانت الحروب الرومانية و الأشورية والاخيمنية هي فرض السيطرة عبر الإلهة وحروبها فهكذا كان كورش ولاسكندر المقدوني وأشور بنيبال وغيرهم من قادة الحروب الكونية الأولى في البحث عن الذات المقدسة. وأول تعابير الحرب المقدسة كانت عبر الحرب اليهودية الأولى في الوصول إلى ارض الميعاد والسيطرة على ارض الكنعانيين كما ذكر في كتاب العهد القديم والتوراة وما اخبرنا به القران وهي حرب بشر بها نبينا موسى عليه السلام عقودا عديدة ولكنها لم تتحقق إلا في عهد طالوت وقتل نبينا داود لجالوت (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) وهكذا نرى استحضارات الحرب المقدسة في تعاليم جالوت من عبور النهر وعدم الشرب من مائه وهذا ما يسمى الاختبار المعنوي للحرب المقدسة وبعدها الحروب الأخرى الممتدة عبر التاريخ من حرب أبرهة الحبشي من اجل تهديم الكعبة ولتأخذ بعد انتشار الإسلام بعدا مقدسا أخر حيث سمى تطهير الكعبة من الأصنام بالفتح بدون قتال به دلالات لاستعدادات الحرب المقدسة التي يجب إن نتوقف عندها وكذلك في فتح القدس وتسليم مفتاحها إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب . وليستمر التاريخ لتدخل الحروب المقدسة ضمن التاطير السياسي المغلف بالدين المقدس فالحروب الصليبية قامت على حماية المقدسات واحتلال العراق في الحروب الصفوية العثمانية قامت على حماية المقدسات , وهكذا بعد إنشاء الكيان الصهيوني على ارض فلسطين تاجر قادة العرب بمشاعر الأمة من اجل المعركة المرتقبة في تحرير القدس وكان الاتهام الجاهز لمعارضيهم هو العمالة لإسرائيل فإيران أرادت اجتياح العراق تحت شعار الطريق إلى القدس وصدام أسس جيش عرمرم تحت مسمى جيش القدس وهكذا ألقذافي وغيره من الحكام تحت شعار الجميع في خدمة القدس ولتأخذ في زمن العولمة في جر العرب إلى حروب المقدسات من خلال رسوم كارتونية لمخبول مجند من قبل الماسونية العالمية تسيء للنبي صلوات الله عليه وعلى اله الأطهار وسكير يحرق القرآن في إحدى ولايات أمريكا وهذه فكرة ابتدعتها الماسونية ونظر لها تحت مسمى صراع الحضارات بالمعنى الأدق هو المفكر اليهودي: (صموئيل هنتنجتون) أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد الأمريكية وأستاذه هو المؤرخ اليهودي (برنارد لويس) المؤسس للفكرة، وقد صاغ (هنتنجتون) أطروحته لأول مرة في شكل مقالة نشرت في صيف عام 1993 م في دورية (فوريجن أفيرز)، وكان ذلك بعد سقوط الاتحاد السوفييـتي وانتـهاء الحـرب البـاردة التـي رأى الغـرب بعدها أنّ عـدوه الشـيوعي قـد تـوارى، ليبدأ البحث عن عدو جديد، ثم ألَّف (هنتنجتـون) كتابًا في الموضوع ذاته بعنوان (صدام الحضارات... إعادة صنع النظام العالمي) والعنوان نفسه يشي بأنّ الأمر ليس مجرد نظرية، بل هو إستراتيجية بل توجه نحو صنع سياسة عملية. فقد تضمن أفكارًا هي أقرب إلى الخطط، وفرضيات يراد تحويلها إلى حتميات. وهكذا أشار بوش انه احتل العراق وبغداد بإشارة من الرب وما تمركز الجيش الأمريكي في أور له دلالات واضحة والحرب في أفغانستان بأمر الرب من اجل تطهير الأرض من الأشرار بعد إن ربت ودربت أمريكا جيل كامل بأموال الخليج وحكامه جيل مغسول دماغه بفكر ظلامي على حرب المقدسات في عملية الجهاد بتحرير أفغانستان من الروس الكفرة وابتدعت أمريكا في إثارة النعرات المقدسة في تدمير التراث الهندوسي في أفغانستان وتدمير الكثير من المساجد الشيعية وهكذا راقت الفكرة لهم لتطبقها في العراق لتأجيج الفتنة الظلامية في تفجير القبتين للمرقد العسكري الطاهر في سامراء لتشعل في العراق حرب طائفية أطفئت بتكاتف الشعب وقوة نسيجه الاجتماعي وانتقلت إلى سوريا لتجرب نوع أخر من حرب المقدسات بنبش القبور المقدسة لتعيد للذاكرة العربية التاريخ الزاخر بالفتن الطائفية وتحويل الهلال الخصيب (العراق وسورية ولبنان) إلى هلال دموي للتحضير إلى معركة هرمجتون (ارمجدون) المرتقبة في الفكر الدين للأديان التوحيدية الثلاث وهكذا كما وصل للعراق الآلاف ما يسمى بالمجاهدين والفدائيين العرب في حلم اللقاء برسول الله صلى الله عليه واله وسلم في تفجير أنفسهم في عباد الله الفقراء بدل من قوات الاحتلال الأمريكي وهذا يطرح التساؤل المشروع في الانسحاب الأمريكي من العراق وبدء ما يسمى بالربيع العربي ومعه ينتشر الانفلات الأمني وتبرز إلى الساحة الصراع الاثنية والدينية والقومية من خلال الاعتداء على المساجد والحسينيات والكنائس ومحلات العبادة على ساحة هذه البلدان وكان نبش قبر الصحابي حجر بن عدي هو انهيار وتسقيط مبدءا الدفاع عن الصحابة في الفكر السلفي المغذي للفكر التكفيري ,
إن حرب المقدسات في سوريا انبرى ثلة من الشباب العراقي للتطوع في الدفاع عن المراقد المقدسة وهو ليس جديد على العراقيين وخصوصا إذا عرفنا ما قدم العراق من شهداء على الساحة العربية في فلسطين وسوريا والأردن ومصر والجزائر واريتريا وقد شيعت جماهير ميسان سبعة من الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن الدفاع عن مرقد السيدة زينب التي تعني الكثير في الفكر الشيعي والعراقي وخصوصا بعد الترسيخ العقائدي للجيل الجديد عن المأساة الزينبية في المأتم الحسينية وان العمارة كانت سباقة في تقديم الشهداء حيث يحمل أجمل شوارعها شارع كورنيش عواشة اسم الشهيد براق طالب الذي استشهد في إحدى العمليات الفدائية الفلسطينية في الأرض المحتلة ومن العمارة ميسان أعلن عن تشكيل ألوية جديدة للدفاع عن المقدسات في سوريا وكان الخطاب الذي ألقاه الممثل عن أهل الحق خطابا شاملا طالب فيه أولا في التفاوض ودفع شر القتال وإنهم مخولون حسب موتمر القمة الإسلامية والعربية واليونسكو في الدفاع عن الآثار الإسلامية المقدسة وهو لفته ذكية لإعطاء الجهاد المقدس الشرعية القانونية.
ولكن السؤال الذي يطرح بقوة من المستفيد من نشر الصراع بين المسلمين في ظل غياب الخطاب الديني الهادي والواعي للمسالة وانتشار الفضائيات المدفوعة الثمن من اجل تأجيج هذا الصراع الدموي الذي يرهن مقتدرات الأمة ويضيع ثرواتها ومواردها المادية والبشرية وينشر العنف والفكر الإجرامي لإلهاء الأمة عن واجبها الأول وهو بناء الانسان هذا المقدس الأول على الأرض وهو أداة البناء من اجل بناء مجتمع العدالة الاجتماعية الذي تظلله الرفاهية والتنمية المستدامة .
الدكتور رافد علاء الخزاعي



#رافد_علاء_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 5 حزيران وصمة عار في جبين السياسة العربية
- ألمرأة والنخلة رمز العطاء
- ولادة قيصيرية الى العراق
- ستيراد مرحاض ياباني
- الغرق في اللحم الابيض المتوسط
- خميس دامي
- ألفقراء وحدهم من يحبون ويضحون للوطن
- ايس كريم
- عندما يعجز البشر تحلها الكلاب
- الصوم عن القتل
- البعوضة والحرامي مشتركات كثيرة
- خال الجهال لا تزعل علينا
- علاس عزرائيل
- حلم الطيران نحو الشمس(رسالة الى عباس بن فرناس)
- شهادة وفاة موقعة بانتظار ميت
- عيد عمال العراق في غياب العدالة الاجتماعية الشاملة
- مضى عامان روحك لاتفارقني
- رئيس وزراء اليابان وعليوي
- صورة وتعليق
- علج بنكهة الديمقراطية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رافد علاء الخزاعي - حرب المقدسات القادمة