أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - أردوغان... كما تدين تدان














المزيد.....

أردوغان... كما تدين تدان


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 09:09
المحور: كتابات ساخرة
    


ظن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه عندما فتح مجاله الجوي والبحري والبرّي لاستقبال من أراد العبور لسوريا عبر أراضيه للقتال ضد النظام أن ذلك سيعفيه من المسؤولية أو المساءلة القانونية للدعم الكبير الذي يلقاه من الخارج وخاصة من أقرانه أمريكا وإسرائيل وقطر، وخاض مغامرة لم يحسب عواقبها ونتائجها جيدا، واندفع وتحمّس نحو إسقاط النظام في سوريا بخطاباته النارية ودعمه للإرهاب وتشجيعه للشباب بمختلف أعمارهم للجهاد في سوريا كما يزعم، وسانده في ذلك وزير خارجيته أحمد داوود أوغلو غير أن عبد الله جول الرئيس التركي بدا حذرا ولم يطلق من القنابل شيئا، ربما لأنه فضّل الصمت وفهم أن الرياح التغيير ربما تقتلعه.
واعتقد أردوغان أن الأمور تجري كما يشتهي، وأن الرياح تتحرك كما يريد، وبلغ به الغرور والعُجب بالنفس حدّ الاعتقاد بأنه صار مثل سيدنا سليمان حينما خصه المولى عز وجلّ بمعجزات كثيرة ميّزه عن بني قومه ونسي المسكين أن لا نبيّ بعد النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، نسي أنه إنسان فقير يحتاج إلى من هو أقوى منه، نسي أن الدائرة يمكن أن تدور، وأن الأيام دول، وأن الكرسي لا يدوم لبشر، استنجد بمن ظن أنهم أصدقاء، ولكن ربما سيخذلونه كما فعلوا من قبل مع بن علي في تونس والقذافي في ليبيا ومبارك في مصر وقبل كل ذلك مع صدام في العراق.
حسب أن شعبه راض عليه وعن أدائه الحكومي، وأن له شعبية كبيرة تسانده، وأن له غطاء كاف من الدول الكبرى، كل ذلك يبدو أنه لم يشفع له، فثار الشعب التركي وانتفض بعد صبر كبير وتحمّل للقرارات التي ترمى في البرلمان على أساس أنها لا تمسّ لأن أردوغان الامبراطور العثماني الجديد قد صادق عليها، ويبدو أنه يجني الآن ثمار ما فعل بجيرانه، وبشعبه الذي أدرك حجم المشكلة وأدرك أن النار ربما تلحقه، وقد ذكرت ذلك في مقالة سابقة وحذرت أن من كانت له يد في سوريا وزعزعة استقرارها هوى ووقع في الجُبّ، كان ووزير خارجيته من أشد المحرضين على الحرب في سوريا، ومن أشد المشجعين للإرهابيين للدخول في هذا البلد الآمن على نفسه فلا رجل استطاع أن يعيش ولا امرأة استطاعت أن تحمي نفسها ولا طفل عاش طفولته بسلام، الكل عاش في خوف ورعب فاجأ البلاد واختلط فيه الحابل بالنابل ولم يعد يدري ما الذي يجري في سوريا؟
كما يبدو لي أيضا أن من فجّر الأحداث في تركيا اليوم هم بقايا الذين سمحت لهم أنقرة بالعبور نحو سوريا للقتال، وهم أولئك الذين فضّلوا البقاء هناك ربما لحسابات بينهم وبين تركيا جاؤوا ليعلّموا تركيا أن من يصدّر الإرهاب لا بد أن يعاقب، وأن تهييج الشارع في هذا الوقت بالذات من أسهل الطرق، إذ يبدأ من شرارة ثم سرعان ما تصبح نارا يصعب السيطرة عليها، تغذّيها الخلافات الداخلية، ويساندها كل معارض لأداء أردوغان وكلّ من قلبه كره على الحكومة وكلّ من كانت له حقوق عليها ولم يمارسها وكل من حكمت عليه ظلما وعدوانا، هؤلاء ربما فضّلوا البقاء في تركيا ونقّبوا في مشاكلها، واستفزّوا شعبها لينتفض ويعلن حربه على أردوغان، وها هو الإعلام بكل أجنحته يفرشها في تركيا لتصوير أي حركة ضد الحكومة من قول أو فعل، فما عساه أن يفعل أردوغان.
قال إن تركيا ليست بلدا عربيا حتى يصير فيها الربيع، ذكرتني هذه المقولة بمقولة حسني مبارك حينما بدأت الشرارة في مصر، قال حينها إن مصر ليست تونس، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، لئن كانت سفينة مبارك قد أعطبت وهي الأثقل في الشرق الأوسط فليس مستبعدا أن تعطب سفينة أردوغان، إن تركيا اليوم وغيرها من الدول التي تساند وتدافع عن الحريات ربما تصير كبقية البلدان التي حركتها مياه لا تعرف حدودا وضعها أردوغان أو غيره من الساسة العظام.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي
- سوريا على خطى النصر
- كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ
- العربية قناة تافهة
- ماذا تفعل العربية وأختها الجزيرة؟
- رؤساء بلا هيبة
- بكاء الطفل .... متعة
- أمي... قرة عيني
- أمي .. قرة عيني
- في رحاب الفكر
- وقاحة جنسية
- البراءة تتألم
- قد شغفها حبّا
- وكشفت عن ساقيها
- لغة القتل تتواصل
- ثقافة التغريب
- قصتي مع ذبابة
- ماذا لو تنحى بشار الأسد
- معركة الاستمتاع


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - أردوغان... كما تدين تدان