أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - دويُّ الكلمة














المزيد.....

دويُّ الكلمة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 01:57
المحور: الادب والفن
    


استطاعت الكلمة، وعلى امتداد التاريخ، أن تكون حامل الوعي الإنساني، وأداة تطوره، في خدمة مصلحة البشرية، إلى تلك الدرجة التي لا يمكننا فيها أن ننظر إلى العلامات الحضارية في مسيرة العالم، من دون أن يكون للكلمة دورها في ذلك، بمستوييها الشفاهي، التواصلي، والإبداعي، في آن، حيث أن الكلمة هي العلامة الفارقة بين الإنسان، وما حوله من الجمادات، وحتى الكائنات التي تسير وفق قوانين، وأنظمة، خاصة لا يمكنها الخروج عنها، إلا ضمن إطار جد محدود، كي تكون الكلمة أداة الفيلسوف، والمفكر، والشاعر، والمسرحي، والروائي، والقاص، كما هي أداة العالم واضع النظرية، ومكتشف الاختراعات المتواصلة، مثلما المعماري، والموسيقي، بل وحتى الرسام الذي تدخل الكلمة بين أدوات تلقيه، وإحساسه بلوحته وألوانها، و هلمجرا في كل عوالم الإبداع، والفن، والحياة، مادام أنه لا يمكننا تصور حياة جميلة من دون هذه الكلمة...

وإذا كانت الكلمة، على هذا القدر من المنزلة، والدور، فإنه- وعلى امتداد التاريخ- كانت هناك كلمتان، كلمة تجسد فعل الخير، وأخرى تجسد فعل الشر، حيث تمتلك الأولى كل مقومات مصداقيتها، ووضوحها، وجمالها، وألقها، مقابل الكلمة الأخرى التي تحاول إمحاءها، وارتداء ما لانهاية لها من الألوان البراقة، الخلبية، الجاذبة، وإن كان واقع كنهها ليبدو من قبل المتلقي ذي الأذن النظيفة، والبصيرة الثاقبة، حيث في روحه ما يكفي من موشورات تبين الحقيقي من الزائف، الملون بشكل دم القلب، وذبذبات الروح من المطلي بحبر النفاق، وريق الدجل، وبريق الكذب.

وقد وجد كثيرون من الخبراء والباحثين المعنيين، في انتشار الصورة الإلكترونية، تهديداً كبيراً لحضور الكلمة، وتحدياً لدورها، ونسفاً لفرادتها، منذ أولى كلمة منطوقة استخدمها الإنسان الأول، ومروراً بآخر كلمة تورق على شجرة اللغة، وهو ما أثر على كثيرين، و بوتائر أعلى، حيث انكفأت أصواتهم، في ما يتعلق بأمات القضايا الكبرى، لاسيما بعد أن بات هدير الطائرات التي تلقي البراميل المتفجرة، أو توزع الغازات الكيميائية، وفق قوننة الاستخدام المدروس، وهدم البيوت فوق رؤوس أبنائها، كي تتذوق الأسرة الواحدة وجبة الموت الجماعي، في إطار محو مدن كاملة، أو بلد كامل من الخريطة التي لا يهم القاتل إن صغرت على مقاس مجرد كرسيه، المحمي، بالجثث، والجماجم، وعدسات أبراج المراقبة في العناوين التي ترعى كل الدمار، والتهجير، واقتلاع الإنسان من مكانه، وهو ما يمكن تحديده في بقعته الأكثر نزفاً في إهاب ربيع المنطقة الذي تنصرف إرادات رعاة الحروب ، و صناع الأهوال، والمآسي، و تجار الدماء محو نسغه، و يخضوره، وتحويله إلى مجرد أمثولة لكل من يخرج عن قواعد اللعبة المرسومة في دهاليزهم، لئلا تخرج أدوات هاتيك اللعبة عن أيدي المهرجين واللاعبين الكبار.

وهنا، فإننا أمام مشهد واضح الملامح، لا اختلاف في قراءته، وتسمية هندسته، ومهندسيها، وإعادة كل أثر فيه إلى صاحبه، حيث هوية القاتل، وهوية الضحية، وجوقة النظارة، بيد أننا لما نزل نرى، رغم كل هذا الهتك المعلن، أن الكلمة لما تزل غير قادرة أن تشبه مرايا روح المتكلم، في لحظة تجليها، كي تسمي كل الأشياء بمسمياتها، وإن كانت تمتلك كل قدرتها على الدويِّ، والتحرك في الاتجاهات كافة، منتصرة للضحية في وجه الجلاد، مسهمة في إيقاف هذا النزف الاستفزازي في الجسد الكوني الكبير، من خلال ضمِّ الألف إلى لامها، في كلمة"لا" في وجه كل ما يجري هناك...!؟.
إبراهيم اليوسف

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان والهيئات الحقوقية الدولية في الع ...
- معشوق الخزنوي صوت لاينطفىء
- دم الكاتب
- الكاتب وأسئلة المكان:
- أسماء متفق عليها: إليهم يزلزلون زنانزينهم........!
- هزيمة المثقف وأسئلته الجديدة
- ثلاثتهم والآخرون..!
- سايكولوجيا الحرب:
- موت الكتابة بين الواقع والوهم
- ساعة دمشق:1
- ساعة دمشق:
- أسئلة اللغة:
- الكتابة في زمن الثورة.1.:*
- الكتابة في زمن الثورة..:
- الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ1
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ
- مانيفست المدينة مانيفست البطل..!
- هكذا بدأ بشارالأسد يومه هذا**
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوارمع إمبراطورة ...


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - دويُّ الكلمة