خالد الضاري
الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 23:08
المحور:
الادب والفن
لطالما أعتقد الكثير بأنهم أشخاص فاشلين فلا يجدَ نفعا مقارنة بالقلائل الناجحين من أقرانهم , فمنهم من أصبح مجرم , ومنهم من أصبح عامل تحت جناح الناجحين , ومنهم من أكتفى بالجلوس , ودوامة اليأس والحزن ولوم النفس وتأنيب الآخرين في فشلة , تحوم في طيات فكرهه بل أصبح الأمر يتطاول نحو الله (عز وجل), والتشكيك في عدالته العادلة , بلا شك , والتي لولاها لما كانت هناك حياة على الأرض بين بنو البشر ، بل تصبح الحيات قانون أخرق يتطاول فيه الغني على مفردات الفقير ,
لقد أثبتت الدراسات بأن هناك شخصا من بين كل أثنين لا يحب العمل الذي يقوم بهي ! !
هل تتخيل ذالك ! ! ولماذا يكون بعض الناس أكثر نجاحا من غيرهم ؟ ولماذا يبدو أن البعض لدية موهبة ومعرفة يستدعيها وقت اللزوم ليبلغ طموحة وغايته ؟ هذه الأسئلة تتوارى على مسامع الكثير أن لم تكن متواجدة في أذهانهم سلفا , هل حدث أن سمعت أحدهم يقول "أن الناجحين هم كذالك بسبب الحظ ؟ " أن هذا الكلام صحيح لحد ما , فالقلائل الناجحون لديهم حظ كبير فعلا , ببساطة هم الذين صنعوا هذا الحظ لأنفسهم , لأنهم عاشوا حياتهم من أجل أهدافهم فبذالك تصبح لديهم مستويات مرتفعة والتي من خلالها يتجاوزون المهام التي تقع على عاتقهم بكل بساطة , ويدخلون أنفسهم في مغامرات أكثر من الأشخاص العاديين ويتعلمون من أخطائهم في مجال عملهم ويتميزون بالصبر والمثابرة , أن الأشخاص اللذين يمتلكون الدافع والمهارة والالتزام والانضباط والصبر يتميزون عن غيرهم بشتى المجالات , سأروي أليك قصة عن الدوافع :
يحكي ان هناك شاب ذهب الى أحد حكماء الصين ليتعلم سر النجاح وسأله :" هل تستطيع أن تذكر لي ما هو سر النجاح ؟" فرد علية الحكيم بهدوء قائلا : "سر النجاح هو الدوافع ؟" فسأله الشاب : " ومن أين تأتي هذه الدوافع ؟" فرد علية الحكيم : " من رغباتك المشتعلة ؟ " وباستغراب سأله الشاب " وكيف تكون عندنا رغبات مشتعلة ؟ " وهنا أستأذنه الحكيم لعدت دقائق وعاد ومعه وعاء كبير مليء بالماء , وسأل الحكيم الشاب : " هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة ؟ " فأجابه الشاب بلهفة " طبعا " فطلب منة الحكيم أن يقترب من وعاء الماء وينظر فيه , نظر الشاب الى الماء عن قرب وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ووضعها داخل وعاء الماء ! ! ومرت عدت ثواني ولم يتحرك الشاب , ثم بدء يخرج رأسه من الوعاء ببطء , ولما بدء يشعر بالاختناق بدء يقاوم بشده حتى نجح في تخليص نفسه وأخرج رأسه من الماء ثم نضر الى الحكيم وسأله بغضب : " ما هذا الذي فعلته " فرد عليه الحكيم وهو ما زال محتفظ بهدوء وابتسامته سائلا : " ما الذي تعلمته من هذه التجربة " فقال الشاب : " لم أتعلم شي " فنضر أليه الحكيم قائلا : " لا يا بني لقد تعلمه الكثير " ففي الثواني الأولى أردت أن تخلص نفسك من الماء ولكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذالك , وبعد ذالك كنت دائما راغبا في أن تخلص نفسك فبدأت بالتحرك والمقاومة , ولكن ببطء حيث أن دوافعك لم تكن قد وصلت لذروتها , ولكن بالاستمرار لقد تولدت لديك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك , وقد نجحت في ذالك , وأضاف الحكيم الصيني الذي لم تفارقه ابتسامته وهدوئه , " اذا كانت لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد ايقافك . . ." فالمهارة كذالك هي قوة بحد ذاتها تستند الى المعرفة , سواء كانت معرفة الشيء أو معرفة المصدر للمعلومات عنة .
يقول جيم رون : " البحث عن المعرفة هو أحدى الخطط للوصول الى السعادة والرخاء " وكذالك قولة : " وجود المعرفة أو انعدامها يمكن ان يشكل مصيرنا "
أما فرانسيس بيكون يقول : " المعرفة هي قوة بحد ذاتها " , المعرفة هي قوه وبمقدار المعرفة التي لديك يمكنك ان تكون ناجح بل مبدع ولديك فرص كثيرة لتكون سعيد , فبدون الانضباط ليس هنالك معنى للمعرفة , يقول : روبرت شولر " لأ تجعل أبدا أي مشكلة تصبح عذرا , كن منضبطا لكي تحل المشكلة " وكذالك يقول : الكاتب الأمريكي جيم رون " اذا كان هناك عاملا ضروريا للسعي الناجح في سبيل السعادة والرخاء , فهذا العامل هو الانضباط الذاتي , فهو الذي يحتوي على مفاتيح أحلامك وهو الجسر الذي يربط بين أفكارك وانجازاتك وهو أساس كل نجاح . . .وعدم وجوده يقودك الى الفشل ". وقال هانيبال : " اذا لم نجد طريق النجاح فعلينا أن نبتكره " وقد قال المليونير تشارلز جيفينس : " المثابرة تقضي على المقاومة "
فهل أيقن الفاشلون بأنهم على حق كونهم فاشلين وليس هناك داعي لمناشدة ضمائرهم أو تحميل الاخرين المسئولية , وهل تعلموا في حياتهم واكتسبا المعرفة ؟ ؟ أم دفعوها بالدافع الباطني ؟ أم التزموا في شيئ ؟ ؟ فليس هناك حق لهم بأن يبدوا ناجحين في حياتهم , وأختم بقول توماس أديسون : " كثير من حالات الفشل في الحيات كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام "
خالد الضاري/ذ ي قار
#خالد_الضاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟