أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم تيروز - ألاعيب الاتجاه المعاكس المفضوحة















المزيد.....

ألاعيب الاتجاه المعاكس المفضوحة


ابراهيم تيروز

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 08:45
المحور: الصحافة والاعلام
    


هو حقا الاتجاه المعاكس لإتجاه الحقيقة او للاقتراب منها

ان من يتابع حلقات الاتجاه المعاكس قد لا ينتبه كثيرا للعديد من الالاعيب التضليلية المتعمدة التي ينتهجها معدو البرنامج، و التي تدل بحق على مدى رغبتهم في صناعة رأي معين، دون ترك ادنى فرصة للرأي الآخر للتعبير عن نفسه. وهذا مابات يلمسه الجميع في تعاطي قناة الجزيرة مع العديد من القضايا و خاصة ما يتعلق بالشأن السوري أو نظيره البحريني أو المصري... و هذا يتناقض تماما مع فكرة برنامج الاتجاه المعاكس تلك الهادفة الى اتاحة الفرصة لموقفين سياسيين حتى يتصارعا بشكل عادل أمام المشاهد بصورة تخول لهذا الاخير الخروج بحكم اقرب الى المصداقية و الموضوعية. و لهذا السبب ربما كان من الاولى تسمية البرنامج ب"الاتجاهين المتعاكسين" او "الاتجاه و الاتجاه المعاكس" لكن يبدو ان التعديل الذي تعرض له الاسم لم يكن بهدف انتقاء تسمية اسهل على اللسان و انما اختيرت عن وعي و قصد و اصرار... و لعل الالاعيب المكشوفة ادناه ستثبت ذلك.

ندعو القارئ الكريم حتى لا يكون كلامنا بهذا الصدد مجردا الى مشاهدة الحلقة الاخيرة من البرنامج و التي خصصت لمناقشة دخول حزب الله الى القصير قصد المشاركة في الحرب الدائرة هناك... و لعل استخدام كلمة مناقشة هنا مضلل للغاية لان المتتبع للحلقة سيكتشف انها مهاجمة من جهة واحدة لطرف يكاد يكون غائبا أو مغيبا... و الامر هنا لا يتعلق بهذه الحلقة وحدها بل هي ظاهرة دأب هذا البرنامج على تجسيدها باستمرار.


http://www.youtube.com/watch?v=a9ZPvXifQio

اول الاضاليل هي موضوع الاستفتاء الذي افتتحت به الحلقة و الذي كان موضوعه : هل صار حزب الله عدوا للعرب و المسلمين بعد تدخله في سوريا؟؟؟ نعم أم لا؟؟؟
فالمصوت هنا اما ان يقول بان حزب الله عدو، او انه سينفي كونه كذلك دون ان تتاح له الفرصة للتعبير مثلا عن ان حزب الله بالنسبة له صديق او اكثر من الصديق، و دون ان تتاح له الفرصة كذلك للتصويت فيما يتعلق بتسمية الطرف المقابل و تحديد العدو الحقيقي بالنسبة له: ألا و هو جبهة النصرة ومجموع الجماعات التكفيرية... امام هكذا موضوع للتصويت سيميل مؤيدو حزب الله في العالم الاسلامي أو العربي الى العزوف عن المشاركة، لانهم سيشعرون بان التعبير عن رأيهم سيكون منقوصا، و سيتخلى عنه أيضا كل من يرى في جبهة النصرة و في الجماعات التكفيرية عدوا حقيقيا يجب التحالف ضده مع حزب الله حتى وان كان لا يبادله الود, و كل هذا يعني ان الحلقة انطلقت ومنذ البداية عرجاء حتى مع افتراض نزاهة معالجة بيانات التصويت. و في جميع الاحوال يراد من نتيجة التصويت اعطاء ايحاء للمتلقي البسيط ان الاغلبية الساحقة باتت اليوم ضد حزب الله في تحركه الاخير، مما سيشعره ان ادنى تفكير في الانتقال الى الضفة الاخرى من الموقف أو الرأي سيكون حماقة و غباءا و جنونا لا يوجد فوقه جنون. و ذلك لان المرء يميل عادة و بقوة الى تبني المواقف التي يعتقد ان الناس مجمعة عليها حتى لايتعرض لعدم القبول الاجتماعي...

أما ثاني الاعيب فيصل القاسم لظهر الموضوعية و الحياد فتكون ايضا في عملية صياغة الاسئلة الموجهة لاجوبة الضيفين، و على رأس هذه الاسئلة تلك التي تعتبر عنوانا للحلقة وموضوعا لها . فهنا ايضا توجه الاسئلة نحو نصف خشبة المسرح و ليس الى الخشبة ككل. فهو هنا يبدأ بالاسئلة التي هي في الحقيقة أجوبة و مواقف يراد التأكيد عليها في صيغة اسئلة استنكارية...و توظف هنا كل ما في اللغة من طاقة للشتم و الجلد مثلما توظف قوة نبرة الصوت موحية او مشكلة مصدر ايحاء قوي بمصداقية مايقال. أما من حيث المضمون فتحصر هذه الاسئلة الخلاف في اتهام الطرف المراد جلده دون ان تثير ادنى شيء يمكن ان يدفع للتوجس او للتساؤل عن دور خصومه. و في المقابل تأتي الكفة الأخرى من الأسئلة مخالفة تماما لكل ماسبق ذكره، لان اللغة تصبح خجولة و الصوت يخفت بقدرما، و مضمون الاسئلة يصبح دفاعيا محضا دون ان يصل الى مستوى الهجوم أو الكيل بنفس المكيال لخصوم حزب الله و الذين هم هنا الجماعات التكفيرية و الارهابية، تلك التي مولتها و جهزتها وسلحتها ووجهتها الدول التي تعادي الدولة السورية و على رأسها فطر التي يستفيء القاسم بظلها. بل هذه الجماعات لا يعبر عن وجودها حتى الا بتعبير فضفاض في هذه الاسئلة الافتتاحية، هذا في الوقت الذي كان ينتظر ان تجلد بذات اللغة و بذات الصوت و بذات قوة المضمون كما فعل مع حزب الله في الدفعة الاولى من الاسئلة . ألم يكن على القاسم لظهر الحقيقة ان يصفهم على الاقل ببنات اعمالهم: حفرة القبور وشاقو الصدور و اتباع المفتي الفتان و العرعور... لماذا يسمي الاشياء حينا ويتركها حينا آخر نهبا للتعويم و الغموض؟؟ اليس لترجيح كفة على اخرى ؟؟ راجعوا مقدمة البرنامج و ستكتشفون ما اقول.

أما اذا نحن تتبعنا بقية مجريات الحلقة فأول ما سيثير انتباهنا ان الرجل يسمح لاحد الضيفين و هو ذاك الذي تذكرني رنة صوته باللكنة التي يتصنعها من كانوا يمثلون ادوار الصهاينة في مسلسل رأفت الهجان، بأن يسترسل في الكلام دون ان يضايقه ببنت شفة، و في المقابل لا يترك الضيف اللبناني ذي الصلة البعيدة بحزب الله يكمل جملة مفيدة واحدة، وراجعوا الحلقة كاملة ان شككتم فيما اقول. و اكثر من هذا وذاك فالاسئلة المطروحة على ممثل ما اسموه بالجيش الحر هي دائما ضربات جزاء يدعى الى قذفها نحو مرمى حزب الله، و بدل ان تكون الاسئلة المقابلة للضيف الآخر بالمثل فإنها على العكس من ذلك، لا تكون الا ضربات جزاء اضافية و عديدة ترمى دفعة واحدة مع فرق واحد فقط هو ان القاسم هو نفسه من ينفذها فلايكون على الضيف سوى ان يتلقاها الى جانب ضربات الجزاء التي سمح لخصمه بقذفها تجاهه. هكذا يكون فيصل الفضيحة غير عادل البتة فيما يطرحه من أسئلة مادام يرمي دائما الورود لأحد الضيفين في حين يرمي للآخر الجمر. و حتى عندما تنبه الضيف الثاني باكرا لهذا المكر الخبيث و صار يهاجم مباشرة في الضفة الاخرى ، لجأ حينها القاسم الى سلاح المقاطعة القاسم لكل جملة مفيدة مطالبا بالالتزام بالسؤال، أي بالسؤال كما هو مصوب تجاه طرف محدد و ليس مسموحا أبدا باعادة تصويبه حتى و ان كان المنطق السليم يقتضي ذلك. لأن ذلك في نظر مقدم المهزلة يجر الى الحديث عن أطراف أخرى ليست موضوع النقاش... عجيب أمر هذا البرنامج عجيب،و كأني به يدعونا الى مشاهدة مباراة في الملاكمة يحجب أحدطرفيها عن المشاهدة بستار بحيث لا يظهر ابدا دوره في المنازلة... و قد لا يكون ذلك عجيبا لاننا بالفعل في الاتجاه المعاكس فقط و لسنا امام الاتجاهين المتعاكسين في ظل التجرد و الحياد.



#ابراهيم_تيروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجال بمنتدى الاسكندرية على هامش نشر مقال بالحوار المتمدن بصد ...
- نحو دليل عملي وعقلاني لانجاز درس في مادة الفلسفة بالتعليم ال ...
- أين يجد كل إنسان خير وصادق نفسه في العلاقة بدولة سوريا اليوم ...
- قراءة أولية في الورقة التأطيرية لتنمية الجنوب
- في الوصل كإمكانية بين حملة السلاح ضد الدولة السورية و خدمة ا ...
- و عادت القنوات السورية الى سماء البث
- قناة دوزيم و دورها في صناعة الانفصال، محاكمة اكديم ازيك و من ...
- لأجل ضمان تعليم مغربي وطني حقيقي
- مفهوم -الحق- في فلسفة حنا أرندت السياسية
- في البحث عن فلسفة لمركز الجنوب للدراسات الاستراتيجية
- محاور استراتيجية للتدخل قصد اصلاح التعليم بالمغرب
- سجال فكري على هامش الازمة السورية بمنتدى مكتبة الاسكندرية
- بنكيران : راسب في امتحان الباكالوريا...؟
- كيف انقطعت عن تدخين لفافة -الماهية سابقة على الوجود- ؟؟
- نحو ثورة كوبرنيكية في تدريس الفلسفة
- نحو هندسة ديالكتية لبناء فلسفة حقيقية للمؤسسات المدنية.
- مالمواطنة؟
- سجالات على هامش اعتصام اساتذة الصحراء خريجي المدارس العليا، ...
- رسالة مستعجلة الى المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم بالمغرب
- نحو هندسة ديالكتية لدرس الفلسفة


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم تيروز - ألاعيب الاتجاه المعاكس المفضوحة