أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - سليم نزال - عندما اجبرت اسرائيل على الانسحاب من لبنان














المزيد.....

عندما اجبرت اسرائيل على الانسحاب من لبنان


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 03:59
المحور: ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
    


عندما اجبرت اسرائيل على الانسحاب من لبنان

سليم نزال

من المؤسف ان تمر هذه المناسبه العظيمه بقليل من الاحتفاء الذى اعتقد ان مرده حاله الصراع فى سوريا التى قلبت البوصله ووضعت سوريا و ربما المشرق كله فى نفق من الصعب معرفه نهايته.

و لهذا النصر فى راى قيمه استراتيجيه و تاريخيه و معنويه بحيث كانت المره الاولى التى نرى قوات اسرائيل و عملاءها يفرون مذعورين امام المقاومه كما لم يحصل من قبل فى تاريخ الصراع مه الصهاينه.

كما اعتقد ان هذه المناسبه العظيمه تكتسب اهميه خاصه للجيل الذى انتمى اليه , و هو جيل ذاق مراره الهزائم و الاندحارات و بات تواقا بالفعل ان يرى مرحله العد العكسى التى بدات فى من ايار عام 2000.
فى تلك الفتره ما بين عامي 1999 و 2000 ذهبت لللاقامه عام فى لبنان من اجل بحث كنت اشتغل عليه و كان يتطلب منى ان اقرا مراجع عربيه ليس من الصعب ايجادها فى لبنان.

كان صباحا لن انساه طيله عمرى.قصت مكتب صديقى المحامى نعمه جمعه سكرتير الجمعيه اللبنانيه لحقوق الانسان.لم يكن هناك موعد مسبق لانى كنت عاده اتردد بشكل شبه يومى على مكتبه مبكرا قبل ان يبدا المراجعون فى التوافد الى المكتب.

و الاستاذ نعمه من اكثر الداعمين لقضيه فلسطين التى ضحى الكثير لاجل الدفاع عنها.كما انه من بلده بنت جبيل المحتله التى قدمت الكثير الشهداء فى الصراع مع اسرائيل.

. كان كل شىء كان يدل انه يوما عاديا كسواه من الايام فقد جلسنا نتحدث كالعاده فى قضايا و هموم بلادنا.
لكن بعد حوالى الساعه سمعنا هرجا و مرجا و اصوات سيارات تطلق زمامير مدويه ثم جاءت سكرتيره الاستاذ نعمه لتقول لنا كلمة كانت من اسعد الكلمات التى سمعتها فى حياتى. لقد انسحبت اسرائيل من لبنان!
نظرنا الى بعضنا و نكاد ان نكون غير مصدقين. اشرق وجه الاستاذ نعمه كما لم اره من قبل حيث انه لم يرى بلدته المحتله من العام 1978. ففى ذلك العام احتلت اسرائيل جنوبى لبنان فى ما يعرف بعمليه الليطالى و احتلت اكثر فى غزوها صيف عام 1982 الذى وصل حتى العاصمه بيروت.

لكن المقاومه استمرت رغم ظروف الصراعات الداخليه فى لبنان سواء فى مرحله الحركه الوطنية اللبنانيه و المقاومه الفلسطينيه ام فى مرحله المقاومه اللبنانيه التى يتزعمها حزب الله.
بعد وقت قصير دق جرس الهاتف عند الاستاذ نعمه الذى هب واقفا ليقول الان اريد الذهاب الى بنت جبيل!
خرجت من مكتبه و انا لم ازل اسمع اصوات الفرح الغامر فى كل مكان.و فى طريقى عرجت على مكتبه الطليعه التى تديرها السيده مها و هى امراه يساريه مثقفه.قالت مها و الفرح واضح فى وجهها و نحن نشاهد مواكب السيارات تتجه الى الجنوب بلا انقطاع ( اليوم كل منا يتمنى ان يكون من قريه من الجنوب!)

ثم قالت العقبال عندكم ايها الفلسطينيين!.بعد عام تقريبا توفيت مها فى حادث سير و انا لا انسى تلك النقاشات الجميله معها كما لا انسى انها وضعت مكتبتها و مكتبه اصدقاء لها تحت تصرفى و هو معروف لن انساه.

على الرغم من ان الانسحاب الاسرائيلى كان فجائيا لكن اذا امعنا النظر فى تلك المرحله سنرى ان مثل هذه الاحداث لها مقدماتها و سنجد ان مقومات الانتصار كانت متوفره بالفعل.

ففى تلك المرحله كانت ضربات المقاومه تزداد كما و نوعا وقد بدا التذمر يزداد فى صفوف الاسرائيليين بسسب ازدياد خسائرهم و بدات تظهر معارضة متزايده تجلت فى حركات احتجاج مثل حركة الامهات الخ . كما استفادت المقاومه من تجارب المقاومتين الفلسطينيه و الوطنيه التى سبقتها.اضف الى ذلك عوامل اخرى مثل انتهاء الصراعات الاهليه فى لبنان و الالتفاف الشعبى اللبنانى و ان بدرجات متفاوته حول مشروع المقاومه اضافه للدعم الايرانى و السورى لها.


فى اليوم التالى اتفقت مع بعض الاصدقاء ان نذهب الى جنوبى لبنان . كان امامنا الاف السيارات المتوجه الى جنوبى لبنان على الاغلب من اهالى الجنوب الذين هجروا المنطقه بعد الاحتلال.كانت مشاهد فرح متصله بحيث انى لم ازل حتى الان نادما اننا لم ناخذ معنا كاميرا فيديو لنصور ذلك اليوم العظيم.
كان امرا رائعا مشاهده الاليات الاسرائيليه التى تركوها وراءهم و بقيت ذكرى تخلد هذا الانتصا العظيمر.

و لما وصلنا على الحدود كان الاف الناس يمشون بزهو و فرح على الشارع المحاذى لفلسطين المحتله.ووسط هذا الفرح الغامر شاهت منظر حزينا من الصعب نسيانه.كان لعجوز فلسطينى يشير لاحفاده الى قريتهم الواقعه خلف الحدود.كان وجه العجوز مضيئا و هو يتحدث و يتطلع الى قريته.

سال صديق و نحن نتطلع الى الرجل و احفاده. هل من الممكن تخيل كيف ستكون مشاعرنا عندما ياتى اليوم الذى نعود فيه الى فلسطين؟



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو حوار و مصالحه تاريخيه مع الحضارات المجاوره للعرب
- لماذا هذا الانخفاض الكبير فى مشاهده قناه الجزيره؟
- عن المجدرة والسنه و الشيعه و المسيحيين !
- الاخطار الاستراتيجيه التى تتعرض لها القضيه الفلسطينية
- هل تتحمل الثقافه العربيه المسوؤليه فى انفجار المجتمعات العرب ...
- اشكاليه الهويه لدى الفلسطينيين
- من نظام شمولى علمانى الى نظام شمولى دينى
- انهيار مرحلة باكملها
- اشكالية الفتاوى السياسية
- حركة التغيير العربى و الافاق المجهوله!
- اشكالية انهيار النظام العربى القديم!
- غاندى فى ذكرى ميلاده ال 143 ! .
- نحو فهم افضل لما يجرى فى سوريا مقاربة انثروبولوجية
- صلاة من اجل الالهه ساراساواتى الهة المعرفة و الفن و الموسيقى ...
- سوق مزايدات لانتاج ثقافة الكراهية!
- على جسر نهر درينا)) رد هام على مقولة صراع الحضارات!
- ؟ لماذا لم يصل الربيع العربى الى البلدان الملكية العربية
- من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!
- فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.
- نحو مقاربة منهجية للربيع العربى


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - سليم نزال - عندما اجبرت اسرائيل على الانسحاب من لبنان