أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - من الذي خلق الاخر علي صورته ،الاله ام الانسان؟















المزيد.....

من الذي خلق الاخر علي صورته ،الاله ام الانسان؟


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 21:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتفق معظم الاديان السماوية علي فكرة ان الله او الاله هو من خلق الانسان
علي صورته ،بينما ترفض في ذات الوقت اي فكرة تسعي لا ثبات النقيض. في
التراث الاسرائيلي نجد بان يهوة اله اليهود يخلق الانسان علي صورته بل ويمنح
ذاته الكثير من الصفات الانسانية كما انه يعترف في بعض النصوص بانه خلق
ادم علي صورته وادم كما هو معروف ابو البشرية وهذا بالضرورة يعني ان كل
البشر كما ابيهم يشبهون يهوة الذي هو الههم بينما تؤكد نصوص تراتية اخري
"قال الرب نجعل الانسان علي صورتنا كشبهنا". اما التراث الاسلامي فهو
الاخر يتبع ذات النهج ؛ففي القران ايات تؤكد بصورة غير مباشرة ان الله
خلق الانسان علي صورته . كما ان كثير من الصفات التي يصف بها اله الاسلام
ذاته نجدها صفات انسانية خالصة .فالمكر علي سبيل المثال من الصفات التي
يتصف بها اله الاسلام ،حيث يؤكد هذا الاخير ذلك ويعلن "ويمكرون والله خير
الماكرين" ولكن اذا ما تاملت مليا في الامر تجد بان صفة المكر صفة
انسانية خالصة ولا علاقة لها بالاله . كما ان ذات الاله يشبه البشر في
كثير من الجوانب المادية ،فهو كما الانسان يمتلك بعض الاعضاء البدنية
التي قد تعتبر حكرا علي البشر منها علي سبيل المثال الايدي ،حيث يتوعد
ذاك الاله مناهضيه ويقول لهم بان " يديه غير مغلولتين" . ولإن لم تنص
النصوص القرانية صراحة علي ان الله خلق الانسان علي صورته الا ان هنالك
احاديث منسوبة لمحمد نبي الاسلام تؤكد ذلك بصورة قاطعة ،بل ويؤكد ذاك
الشخص حسب حديث رواه ابو هريرة : "خلق الله آدم على صورته، وطوله ستون
ذراعا، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك النفر - وهم نفر من الملائكة جلوس -
فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك.....،" و في حديث اخر "إذا
قاتل أحدكم أخاه، فليتجنب الوجه. فإن الله خلق آدم على صورته."


كما ان ذات الامر ايضا ينطبق علي المسيحية التي تؤيد فكرة ان الله خلق
الانسان علي صورته . ولا يختلف التراث المسيحي كثيرا عن التراث اليهودي
وخاصة انهما كانا يؤمنان باله واحد .ولكن اذا ما اتصف اله اليهود بالبطش
والعنف فان الامر عند اله المسيحين خلاف ذلك .فهو يميل في بعض الاوقات
للمحبة والتسامح .وهنالك وجه شبه كبير بين المسيح والهه كما ان الاول
يؤكد بانه في الثاني والثاني فيه . ولكن يبرز السؤال :هل صحيحا ما يذهب
اليه هؤلاء ،اي بمعني اخر هل خلق الاله الانسان علي صورته ام العكس .

للاجابة علي هذا السؤال سنلجأ الي تقليب بعض صفحات التاريخ التي تؤكد لنا
بان فكرة الاله ظلت تتطور وترتقي علي الدوام ،فاله الانسان البدائي علي
سبيل المثال ليس هو اله الانسان المعاصر .وهنالك فرق شاسع بينها .فاذا
كان الاول غير مشخصا فان الثاني قد تم تشخيصه . فالانسان البدائي وإن كان
يعترف بوجود اله الا انه في ذات الوقت لم يقم بتشخيص او وضع صفات معينه
علي الهه . فالاله عنده مجرد قوي غفلة تتحكم في تسيير و تغيير قوانين
الكون . ولكن مع مرور الزمان وتطور الانسان تطورت فكرة الالوهة .فمن قوي
غفلة اتخذ الاله اوصافا بعينها . ومن اله غير مشخص اصبح يتخذ صورا محددة
.فتارة يتجسد في هيئىة انسان وتارة اخري في هيئة مخلوق خرافي ذو قدرات
خارقة .فهو الذي ينزل المطر ،ويحارب الشر، ويوفر للانسان احتياجاته الي
ان توج الامر بصورته الحالية التي تشبه كثيرا صورة الانسان. ففي تراث
ديانات الشرق الادني مثلا نجد بان الهة تلك الديانات تؤكد بانها خلقت
الانسان علي صورتها .حيث يشير انكي اله سومر علي سبيل المثال انه امر
بخلق الانسان علي هيئته .

وعندما برزت الاديان السماوية للوجود اتبعت ذات النهج بل وايدت ذات
الفكرة .كما ان الهتها تؤكد هي الاخري بانها خلقت ادم الذي يعتبر ابا
للبشرية خلقته علي صورتها.

قلنا بان فكرة الاله مرت بعدة مراحل كما انها ظلت تتطور علي الدوام الي
ان وصلت الي ما هي عليه الان . كما ان الاله ظل لفترات طويلة غير مشخصا
فهو عبارة عن قوي غفلة حسب ما اشرت سابقا ولكن يبرز السؤال مرة اخري الي
ماذا يشير ذلك ،اي بمعني اخر الي ماذا يشير ارتقاء فكرة الالوهة وتطورها
،يشير ذلك الي ان الانسان هو من خلق الاله علي صورته وليس العكس . فلو
كان الاله هو من خلق الانسان علي صورته لما ظلت صورته تتغير باستمرار
.ولما ظل اله الانسان البدائي دون تشخيص ، وهذا التشخيص تم علي ايدي
الانسان وهو ما يدعم فرضية انه من خلق الاله علي صورته لا العكس.

هذا من جانب ، اما الجانب الاخر فان المتامل للامر يدرك جيدا بان الاله
ليس سوي انسان متفوق او ما يطمح ان يكونه ذاك الانسان وهذا بالضرورة يعني
بان ما نسميه الها ليس سوي تصورات الانسان عن ذاك الاله . اي بمعني اخر
الله ليس الله بحد ذاته وانما هو تصورات الانسان المسلم عن ذاك الله هذا
بدوره يعني ان الصورة المعروفة عن الذي يفترض ان يكون الها ليس سوي نظرة
الانسان له .هذه الصورة هي من صنع الانسان بالتأكيد وطالما ان الانسان هو
من وضع تصور محدد عن الاله فهذا يعني بانه من خلق ذاك الاله علي صورته
وليس العكس .

كل انسان يضع تصورا معينا عن الهه ،لذلك تجد الهة الناس تختلف باختلاف
افكارهم ورغباتهم ،فالاشرار يخلقون الها شريرا اما الاخيار فهم بالتأكيد
يفعلون خلاف ذلك بل ويجعلون من الاله خيرا لكن هذا لا يعني ان الاله مثل
ذلك انما هي صورته التي وضعها الانسان له حسب ما قلت في وقت سابق.

ترتبط صورة الاله او تطور فكرة وجوده بوجود الانسان.فغياب هذا الاخير
يعني بالتاكيد اختفاء صورة الاله المعروفة عندنا .فاذا كان الحيوان علي
سبيل المثال يمتلك بعض المقومات البشرية من عقل ولغة فهو سيخلق الهه علي
صورته بل ويجعله في هيئة حيوان غض النظر عن شكله او نوعه.

وقد اثر اختلاف افكار وامال ودرجة وعي الناس بصورة كبيرة علي شكل الهتهم
.فاله الانسان البدائي يختلف عن اله الانسان المعاصر،والاله الخاص
باليهود يختلف عن ذاك الخاص بالمسيحين والذي يختلف هو الاخر بدرجة كبيرة
عن ذاك الخاص بالمسلمين وان كان هؤلاء "اي :المسلمين ،اليهود والمسيحين"
يقولون بان الله خلق ادم ابو البشرية علي صورته ما يعني بان الانسان خلق
علي صورة ذاك الله . غير ان اختلاف شكل الهتهم يدحض صحة ما يذهبون اليه
بل ويؤكد بصورة قاطعة بان الانسان هو من خلق الاله علي صورته وليس العكس
.محمد هو الذي جعل اله الاسلام نرجسيا وظالما ومحبا للعنف والاكراه خلافا
لما يقوله القران .كما ان ذات الامر ينطبق علي كل مؤسسي الاديان الاخري.



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة الاسلام
- الاستغلال السئ للدين ..محمد والمسلمين نموذجا
- هل الاسلام دين شمولي
- هل ساعود الي حظيرة الاسلام مرة اخري
- تبريرات واهية
- السر وراء نجاح الدعوة المحمدية
- ارادة الله هي ارادة الانسان
- ما خفي في الربيع العربي
- حول مشروع السودان الجديد
- الثورة لايمكن ايقافها
- الحرب هي الحرب غض النظر عن مكان اندلاعها
- باي معيار تم تفضيل المسلمين
- لا شي يُميز محمد عن الاخرين
- التجميل وحده لا يكفي
- اما الاسلام او العالم
- نحو تعريف افضل -للخير والشر ..الصواب والخطأ-
- غياب الدليل والراي الاخر يدحض صحة الكثير من القضايا والروايا ...
- نحن -ماضويين- والتقدم لا يكون -بالماضوية -
- تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان
- الردة العظمي والانهيار الاعظم


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - من الذي خلق الاخر علي صورته ،الاله ام الانسان؟