أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى حميد مجيد - ملاحظات عن ترجمة الدكتور حسين علوان حسين لمعلقة إمريء القيس















المزيد.....

ملاحظات عن ترجمة الدكتور حسين علوان حسين لمعلقة إمريء القيس


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 18:57
المحور: الادب والفن
    



القراءة الأولى لترجمة الدكتور حسين علوان حسين لمعلقة إمريء القيس إلى اللغة الإنكليزية أفْضَت لي بشعورٍ كما لو إنه لم يستغل تماماً أو يستنفذ الإمكانات البلاغية الواسعة التي تتيحها المعلقة للمترجم لصياغتها شعرياً صياغة أولية جيدة دون إلحاق الكثير من الضرر بمعانيها وان السبب في ذلك قد يعود إلى إلتزامه الصارم بإيصال المعاني الدقيقة إلى درجة إضافة الشروح التي هي من حصة الهوامش إلى متن النص المترجم ، في حين هي ليست أصلاً في النص العربي وليست أيضاً ضرورية جداً أو لا يوجد بديل بلاغي لتلافيها دون الإخلال بالمعنى.

هذا ما تراءى لي أو توصلت إليه من قراءتي الأولى ولكي أدقق إستنتاجي أو تصوري بشكل ملموس وعملي شرعتُ ، معتمداً أحياناً على الترجمة نفسها ، بمحاولات لترجمة إفتراضية لبعض الأبيات لأكون على تماس مباشر بالصعوبات التي واجهت المترجم والمناخات التي أحاطت بعملية الترجمة فتبين لي أن المعلقة ، نظراً لبلاغتها المرهفة والكثيفة وإكتناز مفرداتها القديمة وتراكيبها اللغوية للمعاني والصور والدلالات والإيحاءات ، فإنها تضع المترجم فعلا بما يشبه المتاهة من المفردات والحروف والتعابير والصيغ ، وكمٍ يبدأ ولا ينتهي من الإحتمالات والخيارات مما يجعل خروجه بخيار واحد ومفردات محددة لصيغة واحدة أو بديل شعري ولغوي نهائي أمر محفوف بمصاعب جمّة ويحتاج إلى حسم ينبغي أن يمليه منهج واضح ومحدد ، وكنت من آن لآخر أعود إلى صياغات الدكتور المترجم فأشعر برصانتها وقوة الأسس المنهجية التي قامت عليها والهيكل العام الذي يجمعها وليزداد شكي بصواب إستنتاجي الأول.مع ذلك إستخلصت أيضاً أن المترجم ، ورغم إجهاده وسعيه وإخلاصه في محاولته لإيصال معاني ومقاصد الشاعر وأفكاره على حقيقتها وبحيادية إلى القاريء الإنكليزي ، فإنه ، ومن وجهة نظري ، قد وقع في بعض الهنات وأغفل ترجمة بعض المفردات أو لم يدقق تماماً في معانيها قبل ترجمتها وهذا أمر مفهوم ووارد في أي ترجمة .ولكي يكون تناولي ملموساً سأدرج فيما يلي بعض العينات من الترجمة ثم أعقبها بملاحظات توضح ما ذهبت إليه:


قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا
وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ

"Stand you here, my companions two,
Let s weep upon remembrance true,
Of love and her abandoned abode,
At the bending ridge of finest sand,
Between Addakhulee and Hawmalee.
Then Toodhiha and Al-Miqraatee,
Whose ruins are still unobliterated,
Though south and north wind alternated.
You ll see the dung of desert antelopes,
On yards and plains like pepper seeds.

وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا
بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ

مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً
كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْـدُ عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ
كَمَا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ


Early in morns I speedily dash - as all the birds
Are still at rest in their ground nests -
Mounting high a hairless horse that hunts
By binding with spells the wildest beasts.
Attacking, retreating-;- advancing, retracting
Always dashing with sinewy habit
Like a block of rock by torrent tossed off a summit.
Dark and brown, with tufts sliding aside
His withers as drops of rain on stone glide.

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ
عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي


A night like waves of sea,
Whose curtains drew on me,
With every sort of sadness
To test my grace of patience.


الملاحظات :


١-;-. لقد إستخدم المترجم لغرض بلورة وضبط وتوصيل المعاني لمفردات ليست من صلب النص الأصلي بل ما يفترض أن تكون من حصة هوامش الشروحات ، يمكن متابعتها حسب تسلسل الأبيات مثل:

here/my companions/true,of love/her abandoned/rige/all/rest in their ground/high/by bending with spells the wildest/Always dashing with sinewy habits

٢-;-. لقد أدى ذلك إلى تفاوت وزيادة في عدد الأبيات الإنكليزية التي تقابل كل بيت شعر عربي يتكون من صدر وعجز ، فتمت ترجمة البيت الأول - صدر وعجز - مقابل خمسة أبيات في النص الإنكليزي ، وبعضها مقابل ثلاثة أبيات وبعضها بيتين .

٣-;-. ان هذا التفاوت في عدد الأبيات المقابلة والمعادلة لكل بيت شعري في المعلقة يشكل سمة من سمات المنهج الذي إتبعه المترجم في ترجمته الشعرية وهو ، التفاوت ،ليس بالضرورة أمراً مرفوضاً شرط أن يكون مبرراً وإستثنائياً ولكن من الصعب تبرير وجود تعبير يحتل بيتاً كاملاً في الترجمة الإنكليزية ولا يوجد له أصلاً ما يقابله في النص العربي :

Always dashing with sinewy habit

هذا التعبير لا يمكن بإعتقادي أن يكون ترجمة لمفردة واحدة معبرة عن حال هي - معاً - وهذه العبارة مكانها الإفتراضي في هامش النص المترجم بل وأن مثلها يمكن أن يكون مفيداً في هامش النص العربي وبصياغة عربية نظراً لمركزية هذا البيت ومفصليته وعمق دلالاته للقاريء الإنكليزي أو العربي على حد سواء.

٤-;-. مع هذه الزيادة غير المبررة في بعض التعابير هناك إغفال لم أستطع أن أجد سبباً يكفي لتفسيره في ترجمة مفردات مهمة مثل -هَيْكَــلِ - في وصف الشاعر لطول وحجم فرسه الكبير والرشيق فمفردة
high
لا يمكن أن تعوض عن مفردة وصفية أساسية في عجز البيت الشعري إختارها الشاعر لتكون قافية .من جهة أخرى كان من الممكن إختزال مفردتي
Dark and brown
في مفردة واحدة هي
dun
التي تعطي مقابلاً مشابهاً في المعنى أكثر حسماً ودقة لمفردة -كَمَيْتٍ-.

٥-;-.أرى أن المترجم قد نجح بشكل عام في إبتكار وخلق صياغة شعرية إنكليزية مهيبة ورصينة وجيدة للمعلقة ووفق المنهج البلاغي الذي إلتزم به على طول الخط بإستثناء بعض الأبيات التي بدت وكأنها تغرد خارج السرب والتي تذكر بالسونيتات الغنائية الشكسبيرية بقصرها وقافيتها وخفة وسرعة إيقاعها والسبب بإعتقادي هو إعتماد المترجم لقافية واحدة جمع بها بيتين قصيرين كان من الممكن أن يشكلا بيتاً واحداً:


ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ
عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي


A night like waves of sea,
Whose curtains drew on me,
With every sort of sadness
To test my grace of patience.


وأخيراً أحيي الصديق الدكتور حسين علوان حسين على جهده الكبير المخلص وعمله الإبداعي الجميل والممتع والمفيد للقاريء الإنكليزي أو حتى القاريء العربي وما ملاحظاتي هذه إلا ملاحظات قاريء متذوق للشعر يستأنس ترجمته أحياناً على أن تكون ملاحظات ناقد متخصص قد يرى الأمور من منظور دراسي أكاديمي آخر أكثر دقة وتفصيلاً وإنصافاً.

......................


رابط المعلقة مع النص المترجم يمكن الوصول إليهما في موقع الحوار المتمدن عبر هذا الرابط:

http://www.ahewar.org/eng/show.art.asp?aid=1563



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار ودّي مع شايلوك
- شايلوك يروم قتل لينين بدون قطرة دم !
- الغلام علي الدباغ يضحك من طارق عزيز ويستغفله
- أزمة الديمقراطية الفاشية في ضوء الإنتخابات العراقية
- قصائد غزل لماركس مهداة لزوجته جيني
- الزواج الغير ماركسي جداً لماركس
- ماركس والروهة وذكريات عن والدي
- قصتي مع آية الكرسي
- الماركسية من وجهة نظر خروف
- الشاعرة السويدية آني لوند
- إلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله
- مالك خازن جهنم ، لماذا لا يتبسم ؟
- في سرداب أسود تحت البيت الأبيض
- اللوحة الأخيرة لفان كوخ
- بتاحْ
- صورة الشهيد هيثم ناصر الحيدر
- القذافي وحلف الناتو بعيني نوستراداموس
- جميلتي أحلى من صلاة التراويح
- أقوال ومواعظ في جنازة قصيدة ثملة
- ياصديقي ، في الخراب ... للشاعر السويدي ستَجنيليوس


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى حميد مجيد - ملاحظات عن ترجمة الدكتور حسين علوان حسين لمعلقة إمريء القيس