أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - ورود الأمل.














المزيد.....

ورود الأمل.


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 18:55
المحور: الادب والفن
    


كيف تستطيع وردة الأمل أن تبقى فائحة في قلوب السوريين، رغم كلّ هذا الموت والدمار المهول، لو سألنا الطبيعة والحياة! سألنا رفات البيوت، عيون الأطفال المفقوءة وأطرافهم المبتورة، لو سألنا الأمّهات كيف تحتمل قلوبهنّ نصال الفقد الباترة!؟ لو سألنا الصبايا اللواتي ما زلن يوقّتْن قلوبهنّ على خفقات العشق التي توقفّت إلى حين، الآباء وهم يودّعون الشهيد تلوى الشهيد، العجائز والشيوخ كيف يحتملون كلّ الذي لا يُحتمل وهم يلوذون بخيمة في المنفى أو بقايا جدار مهدوم في الوطن؟ لوسألتُ نفسي: كيف لوردة الأمل أن لا تغادر كل هذه القلوب التي تشرشر دماؤها في المغاور والأقبية وعلى حواجز العسكر القتلة المقامة في كلّ مكان؟ كيف لها أن تبقى نضرة رغم شبح الموت الذي يحتلّ كلّ شيء؟ لما وجدتُ إجابة أو بعض إجابة، تقنع طفلاً صغيراً واحداً، طفلاً يركل ضمير العالم كما يركل حجراً صامتاً في الطريق.

أمّهات

"لستُ الوحيدة التي فعلت ذلك، بل أنا أقل الأمّهات اللواتي قدمّن تضحيات للثورة" هذا ما قالته امرأة سوريّة لم تبخل بالمال والأولاد وهي تتكلّم عن بقيّة النساء السوريات: "رحاب احميدي، كانت تصرخ في وجوه بعض النساء الخائفات عليها من نتائج اصطفافها مع الثوّار منذ بداية الثورة، حين يسألنها: "لم تفعلين ذلك؟ ما الذي ينقصك؟ لديك كلّ شيء" كانت إجابة "رحاب" الوحيدة: ينقصني كرامة، والكرامة أعزّ ما يملك الإنسان!" رحاب لن يتاح لها أن تشاهد وتعيش في زمن كرامة السوريين القادم، طلقة قناص غادرة أخذت روح رحاب هذه المرأة السوريّة الحرّة، ولكنها لم تستطع أن تسلبها كرامتها، كرامتها التي هي رمز وأيقونة لجميع السوريين الذين ثاروا من أجل هذه الكلمة الخالدة "الكرامة"، الكلمة التي لا يفهم معناها العبيد والمتخاذلون!

أمّ زياد

أم أحمد، لا تتباهى بما قدمّت لشعبها، رغم كلّ ما قدّمت، وحين تتحدث، تتابع حديثها عن نساء الثورة الأخريات: "أمّ زياد عملت "جمعيّة" لأنها لا تملك نقوداً كافية من أجل أن تشتري السلاح لابنها الوحيد زياد، بعد أن ضاعف النظام قتله للمتظاهرين السلميين! وبعد أن استشهد زياد لم تتوقف أم زياد عن مشاركة الثوّار ودعمهم بكلّ ما تستطيع.

هل نفهم لماذا تستمرّ الثورة السوريّة رغم كلّ جرائم النظام التي يقف العالم متفرّجاً عليها؟ هل نقدّر المرأة السوريّة التي شاركت في الثورة وضحّت بالغالي والغالي: المال والأولاد والبيت، لم تبخل ولم تأسف على شيء، هل سنعرف ونستطيع في زمن الحريّة القادم؟ كيف نحتفي بالمرأة السوريّة: أمّا وأختاً وابنة وصديقة، وكيف لورود الأمل أن لا تفوح بحنان وطيب الأنوثة، كي تتجمّل الحياة ويندثر الموت في أرواح الناس!


أم أحمد تحدّثت عن الكثير من الشهداء وتحدثت عن ابن أخيها "حاتم خضر" عن عينيه الزرقاوين وعن شبابه وتبكي، تعجز كل القصائد والكلمات أن تكون بليغة، كما هي دموعها! ما الذي تركته أم أحمد ولم تجرّح قلبي به؟ فعن ماذا سيتحدّث الشاعر؟ وعن من يكتب القصائد؟

يتكاثر اسمك يا أمل
وعدد زوّار المقابر يتناقصون
يتكاثر الشهداء والأرامل
تتناقص العيون التي ترتفع إلى السماء
ويتكاثر دمعها في بلاد غريبة
فكيف لي أن أحسب الخسائر:
طفل مضروب بقذيفتين
يساوي: قدماً في الشمال ويداّ في الجنوب
وجسد ينظر بحسرة إلى أعضائه المتناثرة
فمن أيّ جزء
سيقطف "عزرائيل" وردة الروح؟
**
لا تجرحي اسمكِ المقدّس يا أمل!
لم يمرّوا مروراً عابراً عليه الشهداء
ذكرياتهم.. صور من الطفولة
تتقافز في العيون قبل إغماضة الأبد
لمّة العائلة في عشائها أخير
هذه خطوات دمهم.. أسماؤهم
تواريخ الولادات العسيرة
عناوين قلوب الأمّهات
حرقة قلوب باقات الزهور والحدائق
ابتهال طفلة صغيرة: يا الله!



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمود
- الذي يحدث ليس قابلاً للتصديق!
- هذه سوريتنا يا أولاد الضّباع.
- يحقّ لها أيضاً أن ترتاح الجسور
- رسائل
- أحوال عينيكِ هذا المساء
- زيد الرحباني طلع فالصو يا محمود.
- أمكنة
- كيف ستكون ذاكرتنا القادمة؟
- لا تشبهني هذه القصيدة تماماً
- وجوه
- ماذا بعد؟
- أيّها العيد، قف على باب قلبها.
- قصيدة -استشراف- والثورة السورية بعد عشرين عاماً
- تغريبة السوريين
- غبار الأصدقاء.. غبار المدن
- على وسادتها ينام التاريخ قلقاً
- ميونيخ بيضاء بلا قطرة دم واحد.
- امرأة ورجل وثلاثة أطفال
- نساء سوريّات في الثورة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - ورود الأمل.