أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد ثامر - الممارسة العربية لحق الانسان في التجمع السلمي















المزيد.....

الممارسة العربية لحق الانسان في التجمع السلمي


محمد ثامر

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 18:44
المحور: حقوق الانسان
    



أن دراسة الممارسة العربية للحق في التجمع السلمي لتغيير أنظمتها السياسية يؤكد جملة من الحقائق منها : ـ
1 ـ أن هذا التجمع استخدم أجهزة ووسائل اتصالات حديثة فسخرها ولأول مرة ، وربما لم تكن مسخرة لهذا الغرض حتى في البلدان الأوروبية المتقدمة ، سخرها لغرض حشد الجمهور وتحديد موعد للتجمع والشعارات المرفوعة والمطالبات وقد أثبتت هذه الطريقة فاعليتها الى الدرجة التي فاجأت معها الدول المصنعة لهذه المعدات إذ لم تتوقع هذه الشركات يوما أن تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي عبر شبكة المعلومات الدولية لتنظيم المظاهرات والتجمعات السلمية وأن تؤدي دورها هذا بكل كفاءة وفاعلية . كما أن مستخدمي هذه الشبكة فاجئوا مجتمعاتهم وربما أنفسهم أيضا إذ أن أغلب هذه المجتمعات تنظر لهؤلاء الشباب على أنهم يقضون أوقات فراغ لا طائل من وراءها ولا قصد منها ألا للهو فهي لاتسمن ولا تغني من جوع ولكنهم أثبتوا درجة عالية من التنظيم والشعور بالمسؤولية وإذا كانت المظاهرات الأولى أو التجمعات الأولى بضع عشرات فأن الإعداد أخذت بالازدياد حتى وصل مئات الآلاف بل حتى الملايين .
2 ـ لا يمكن القول أن الفقر هو سبب هذه المظاهرات لأن تعليل التظاهر بالفقر أن كان يصح في بعض الدول فأنه لا يصح أطلاقا مع دولا أخرى إبعد ما تكون عن الفقر وحتى بالنسبة للدول التي تعاني من الفقر لم يرفع المتظاهرون فيها مطالب تتعلق بالفقر بل رفعوا لافتات وأقاموا سرادق كتب عليها شعارات تدعوا الى التغيير الشامل بمعنى أخرى تدل الشعارات والمطالب التي رفعتها هذه المظاهرات أن الحكومات لم تصادر الخبز وحده بل صادرت معه ما يعيش به الإنسان مصداقا للقول المأثور ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان أن هذه الحكومات صادرت حرية مواطنيها وانتهكت حرمتهم وأعدمت مستقبلهم ومسخت إنسانيتهم وظللت المتبقي من وعيهم عبر وسائل أعلام تصور كل شيء وتقلب كل حقيقة وتسير كل شيء من أجل السلطة .
3 ـ لقد امتازت هذه المظاهرات بدرجة عالية من التنظيم على الرغم من أنها غير معد لها سلفا فلم يصاحبها أعمال عنف وأن وجدت فهي أما من تدبير السلطة أو من أشخاص مندسين وسط المتظاهرين ولم يتم خلالها الاعتداء على الممتلكات العامة أو الأموال والممتلكات الخاصة بل سعى بعض المتظاهرين الى أقامة نقاط تفتيش لحماية هذه الممتلكات و أنفسهم من كلا الجنسين وأقاموا دروع بشرية حول بعض المعالم الحضارية المهمة في بلدانهم .
4 ـ أن أكثر المتظاهرين من فئة الشباب ومن الجنسين معا وهذا بحد ذاته يشير الى أن السبب في التظاهر أما أن يكون ان هؤلاء الشباب ملوا وسئموا تكرار المشهد السياسي وكل المشاهد الأخرى السائرة على نفس وتيرته حتى أنهم لم يشاهدوا أي تغيير حقيقي وأن الرتابة هي السائدة فأعلنوا التغيير لمجرد التغيير لمجرد كسر حاجز الرتابة والروتين وهذه نتيجة خطيرة لأنها تجعل من التغيير غاية والتغيير ليس غاية وما بعد التغيير هو الأهم منه ، وقد يكون الشباب على قلة الخبرة والتجربة وحداثة المعاشرة مع الأنظمة القائمة وتوفر أرادة الرفض والبناء رغبوا فعلا بأحداث تغيير حقيقي وفعلي يوظف طاقاتهم ويستلهم إرادتهم لبناء ما بعد التغيير فشرعوا بإسقاط مرتكزات الأنظمة القائمة وبدءوا من قمة الهرم حتى تكون عملية أعادة البناء منظمة ولا تسقط الأنقاض بعضها فوق البعض لتتلف وهذا هو السبب المؤمل والسبب الذي تستقيم معه الأمم والشعوب والدول والمجتمعات والحريات وتستقيم حياتهم معه خصوصا وأن الحياة القادمة ستكون لهم فليغيروها وليتحملوا مسؤولياتهم وليبتعدوا عن ديدن المعاشرة المذلة مع الأنظمة الفاسدة .
و إذا كانت الدعوات لهذه المظاهرات تتكرر وفي فترات زمنية منتظمة وفي نفس المكان ولكن هذه التظاهرات لم تسبب أي عبث بالمكان الذي أقيمت فيه ولم يشاهد أحد من المتظاهرين يحمل سلاحا أو يهدد به بل بالعكس كان الصوت الهادر لها أنها سلمية حتى وأن امتدت الى ساعات متأخرة من الليل قد تصل حد الفجر ولكن المتظاهرين كانوا ينهون تظاهراتهم بحملة صيانة وتنظيف لأماكن تجمعهم وهذه دلالة أخرى على أن هذه المظاهرات ليست منظمة وحسب وإنما واعية لما تريد ليست واعية على سبيل الدقة ولكنه الوعي العام وهو مصلحة الوطن وحقوق المواطن فيه .
5 ـ لقد أدى الإعلام العربي وخصوصا الفضائيتين العربيتين قناة الجزيرة من الدوحة وقناة العربية من دبي دورا جوهريا وحيويا في تأجيج الشارع العربي نحو استخدام حقه في التجمع السلمي والتظاهر الى الحد الذي أصبحت كل الحكومات العربية تتواتر على التشويش على هاتين القناتين خصوصا قناة الجزيرة التي تعرضت ليس للتشويش أثناء مظاهرات مصر بل سارعت الحكومة المصرية الى إنهاء خدمات البث الفضائي على القمر نيل سات على باقة الجزيرة برمتها ويذكر أن للجزيرة ومنذ زمن بعيد حراكا أعلاميا في هذا المجال تمثل بشكل واضح في البرامج الحوارية خصوصا الاتجاه المعاكس الذي طالما شن حملات إعلامية ساخنة على الأنظمة العربية , جميع الأنظمة العربية , وهذا يؤكد أيضا أن الأعلام العربي إذا أتيحت أمامه فرصة الابداع وتوفرت مقوماتها ومستلزماتها فأنه يخلق مناخا إعلاميا رائد يناقش ويضاهي ويتقدم على الإعلام الغربي فلم نشهد أن شبكات الإعلام الغربية رغم أنها ضاربة العمق في العمل الإعلامي لم نشهد أنها أطاحت بأنظمة سياسية في منطقتها أو خارج منطقتها في حين تستطيع قناة الجزيرة الآن أن تزعزع أي نظام سياسي عربي .
6 ـ أن المظاهرات كانت تبدأ بمطالب بسيطة ومحدودة وغالبا ما كانت هذه المطالب بعيدة عن القضايا السياسية ولكنها سرعان ما تتصاعد فتطرح شعارات تمس جوانب سياسية وحقوق معينة وإعادة هيكلة جزئية للحكومة كما أن هذه المطالبات تجد استجابات تصاعدية من قبل الحكومات حتى تصل المطالب ذروتها برحيل رأس النظام وتغيير شكل نظام الحكم ثم بعد أن يتنحى الرئيس ويغادر , تزداد المطالبات بملاحقته ومحاسبته وحجز واسترداد أمواله ولا تملك الحكومات في كل ذلك ألا أن تستجيب ولكن درجة الاستجابة تختلف من نظام الى أخر وهي درجات تتعلق بالاختلاف في سرعة الاستجابة فقط دون أن تتعلق برفض تلك المطالب فكل مطالب المتظاهرين تتحقق دون استثناء .
7 ـ لقد كشفت المظاهرات عن خمول وتردد وعجز الأحزاب السياسية التي تشكل المشهد السياسي في الدولة سواء الموجود منها في الداخل أو الخارج وحتى صحف هذه الأحزاب والحركات ووسائل أعلامها وشخوصها عجزت عن مسايرة هذه المظاهرات بل تأخرت عنها وحاولت أن تجرها الى ما تتقوقع فيه من فتات مائدة السلطة ، وهكذا فلم تساهم أحزاب المعارضة أو الأحزاب أو النقابات أو التجمعات القائمة في هذه المظاهرات بل ترددت كثيرا قبل الاشتراك فيها هذا إذا لم تكن قد انتقدتها وشككت في جدواها وبواعثها ومصادر تمويلها وهذا ما يؤكد أن السياسة في هذه البلدان ليست سوى وسيلة للارتزاق قبلها قبل أي مهنة أخرى قائمة على التداول والمضاربة وليست عقيدة وأيمان واختيار ومسؤولية فقد تغافلت هذه الأحزاب أن هذه المظاهرات جاءت لترفضها وترفض السلطة معا بالاتجاهات والأيدلوجيات والأشخاص رفضا كاملا وهي تشكل بعفويتها وحيويتها نمط جديد يؤكد هذه الحقيقة حقيقة أن الشعب بعفويته يصنع التنظيم .
8 ـ أنها أشرت موقفا جديدا حقا لقوى الأمن الداخلي وعناصر القوات المسلحة إذ أنه كان من المعتاد سابقا أن تقوم هذه القوات بقمع المتظاهرين وتفريقهم والقبض عليهم وزجهم في السجن , في أحسن الأحوال , أن لم تقم بقتلهم أو جرحهم . ولكن الذي حدث مع هذه المظاهرات أن هذه القوات خصوصا الجيش لم يكتف بجانب الحياد فقط وإنما أنحاز الى جانب المتظاهرين وسارع في حمايتهم وأمن في ذات الوقت الحماية اللازمة للمتظاهرين والممتلكات العامة .
والسؤال هنا ما الذي جعل الجيش يتخذ هذا الموقف المغاير ؟
الإجابة المحتملة واحدة من ثلاثة : ـ
الأولى : خشية كبار ضابط الجيش وقادته ومنتسبيه من مواجهة تهم بالإبادة الجماعية شأنهم شأن ما تعرض لهم نظرائهم في العراق بعد 2003 إذا ما هم قاموا بقمع المتظاهرين أو استخدام الذخيرة الحية ضدهم .
الثانية : أن منتسبي الجيش وعناصر الأمن هم في الحقيقة مواطنون عاديون سرعان ما يعانون ما يعاني منه المواطن البسيط بمجرد ان يخلعون ملابسهم العسكرية ورتبهم ليبدأ معهم المشوار المعتاد بالفقر والعوز وانعدام الحقوق وانتهاك الحريات الذي يدعوهم جميعا للمناداة بالتغير والعمل من أجله .
الثالثة : أن منتسبي الجيش وعناصر الأمن يعانون حتى داخل مؤسساتهم العسكرية من فساد السلطة السياسية جراء التحايز الطبقي بين كبار القادة ليس على أساس المهنية بل على أساس الولاء الحزبي وأنعدام البنى التحتية في المؤسسة العسكرية وقدمها وتهرئها وتؤخرها عن مثيلاتها وأنخفاض مستويات الدخول فكل هذه الامور تجعل العسكري محبذا لفكرة التغيير ومساندا لها أن لم يكن مشارك فيها .
9 ـ لقد وضعت هذه المظاهرات الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي في مفترق طرق بين الاستمرار في دعم مؤسسات السلطة القائمة والتي تربطها معها علاقات متينة قائمة على أسس ثلاث هو : ـ
1 ـ الحفاظ على عملية السلام .
2 ـ مكافحة الإرهاب .
3 ـ الحيلولة دون وصول أحزاب دينية الى سدة الحكم .
وبين مساندة حق الشعب في التجمع والتظاهر السلمي خصوصا وأنها تعلن نفسها الراعي والحامي لهذه الحقوق والمدافع عنها أخذة في الحسبان أن هذه الصورة قد اهتزت وتآكلت كثيرا في الآونة الأخيرة . وقد حزمت رأيها واختارت الوقوف مجبرة ربما مع المتظاهرين وحتى في هذا الوقوف بدت التصريحات التي تصدر من مفوضية الاتحاد الأوروبي أو الخارجية الأميركية والفرنسية والبريطانية متفاوتة وأحيانا متضاربة خصوصا في التعامل مع ليبيا وهذا يؤكد ما كنا قد أشرنا إليه من أن هذه الدول لا زالت لم تحسم أمرها بعد نهائيا وأنها لا تزال تقف في المنتصف حتى تطمئن من أن البديل الجديد سوف لن يغير شروط اللعبة بأسسها الثلاث المشار إليها أنفا .



#محمد_ثامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتواصوا بالحق
- المعاهدات الدولية المتعلقة بالبيئة
- حق الانسان في بيئة نظيفة
- نصف القمر الاخر
- الصدقات والانفاق
- الحبس لكل من استخدم حدثا لم يبلغ 15 سنة من العمر
- عيناه مفتوحتان
- حق الانسان في المشاركة في الحياة الثقافية في الدولة
- ليل الجنوب
- اوجه الحماية القانونية لحقوق الانسان
- الطابق الرابع
- مشكلة المنهج في تدريس مادة حقوق الانسان
- حقوق الاقليات
- السلم المجتمعي في سورة الاحزاب
- الاتكيت في سورة الروم.
- موقف الطلاب من تدريس مادة حقوق الانسان
- محجبة في منتصف الثمانينات
- حق الانسان في الرفاهية
- شكيرة المغربية
- التعددية الحزبية


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد ثامر - الممارسة العربية لحق الانسان في التجمع السلمي