أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - ردة الحقوق وسلامة المواطن في المغرب














المزيد.....

ردة الحقوق وسلامة المواطن في المغرب


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 14:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ردة الحقوق وسلامة االمواطن في المغرب
******************************
أمن المواطن في دولة مواطنة أمر لا يحتاج اليوم الى تأكيد ، بل صار مسلمة العصر ولغته المتداولة . لكننا في المغرب نرصد تراجعا وردة في أمن المواطن واعتداء غير مبرر الا من وجهة الدولة الظالمة تحت ذريعة واهية ، وهي فرض هيبة الدولة . مع ملاحظة أن دستور 2011 يكرس بما لايدع مجالا للاختباء وراء أي أسباب حقوقا غير مسبوقة للمواطن في سلامته وأمنه وحرية تعبيره ، بل انه يذهب بعيدا الى تجريم الاعتداء عليه . لكن الدولة عبر أجهزتها القمعية تخرق مقتضيات الدستور جهارا دون أن تحس بأي وخزة ضمير أو يردعها دستور ، وكأن العرف هو دستورها والحفاظ على تاريخها القمعي هو منهجها .
والأدهى من ذلك ان تشريعا قانونيا تم تمريره في الظلام من قبل حراس الظلام يضمن ويحمي رجال الجيش وأسرهم من أي متابعة قضائية وهو ما يتعارض مع المواثيق والمعاهدات الدولية . فالفصول 20 -21--22--23--24 ، من هذا الدستور كرست حماية مطلقة للمواطن ابتداء من حفظ حياته ، الى الحق في الدفاع عن نفسه ، كما ان ديباجة الدستور تتقاطع مع الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، وكذا البروتوكول الاختياري لنفس المعاهدة ، مما يجعل نص الدستور منفتحا على القوانين الكونية ، ويترك ما يحدث في الواقع منكمشا على ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بالمغرب ، وهو ما يضعنا أمام اشكالية التعارض بين النصوص الدستورية رغم سموها القانوني ، وبين الممارسة الأمنية لمؤسسات الدولة وسموها الترهيبي باسم امتلاك قوة الردع .
فما معنى أن تنص مقتضيات الدستور المغربي على حماية أمن وسلامة المواطن ،بينما تعمد الدولة دون رحمة او شفقة الى التنكيل وضرب واحداث عاهات مستديمة بجسد مواطن خرج ليعبر عن مواقفه سلميا ويطالب بحقوق مثبتة في الدستور ؟ ، سؤال لا يجد جوابه الا في طبيعة البنية العتيقة للنظام المغربي ، وغياب الحصانات القانونية الكفيلة بوضع حد لهذه الخروقات القانونية الصريحة . والخطر من ذلك هو غياب الجمعيات الحقوقية عن هذه الاشكاليات ، بل الأدهى أن يتعرض بعض ممثلي هذه الجمعيات الحقوقية الى السحل والضرب والتعنيف ، وكأن لسان حال الدولة ما زال يردد أمام العالم المنفتح أفعل ما أشاء ، وقولوا ما شئتم .
هي ردة اذن على مستوى تطبيق مقتضيات القانون ، وتكذيب لجميع العهود التي التزم بها المغرب الرسمي ، وهذا لا يعفي رأس الدولة -الملك - من تحمل المسؤولية ، كما يسجل نقطة سوداء في جبين حكومة بنكيران ، ويضيفها الى نقطه السوداء التي استطاع أن يراكمها في وقت وجيز محطما أرقاما قياسية في عدم الوفاء ولو بجزء بسيط من التزاماته الانتخابية والحكومية .
والسؤال لماذا استطاع النظام عبر آلية تشريعية أن يمرر قانون الحصانة لرجال الجيش ، بينما أخفق منذ اول دستور مغربي 1962 في قانون تنظيمي يهتم بحق التظاهر والاحتجاج والاضراب ، فهذا ضرب مجاني لحق مكرس دوليا للشعوب الحية ، ولايمكن تعويمه الى ما شاءت ارادة النظام لتصنع ما تحلو لها من قمع وانتهاك غير مبرر لحقوق المواطنين . ان سوء النية في تأخير هذا القانون مثبتة صراحة في المدة الطويلة التي راكمها قانون الحق في التظاهر والاحتجاج والاضراب . بينما نلاحظ ان كل القوانين التي تحصن النظام وزبانيته تخرج في اقل من اسبوع وتمرر في غفلة عن المجتمع رغم الاعتراضات القانونية والحقوقية الشعبية والأكاديمية عليها .
يجب تفعيل حقوق المواطن جميعها ككل وليس كجزء ، فالحقوق تمارس بجماعها ، ولاتمارس عبر التقطير والتجزيئ ، خاصة ونحن نعيش مرحلة تسمى بعصر العولمة .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أغنية - مالي ومال الشمعة -
- قصة : لم أتعلم الندم
- الى السيد عبد العالي حامي الدين*
- تلبيس ابليس لباس القديس
- ليس دفاعا عن العلمانية -2-
- أثر الدلالة
- البحث عن الغائب الحاضر-12- رواية
- تذكرة السيرك
- ليس دفاعا عن العلمانية
- عاشق الفوضى
- عرق الريح.......
- الخوف من انبعاث الحضارة العربية ثانية
- البحث عن الحاضر الغائب -11- رواية
- ابتسمي
- هاري كريشنا
- المغرب وعلامات استفهام كبرى وعديدة
- البحث عن الغائب الحاضر -10-رواية
- سليل النار
- رعشات تائه
- البحث عن الغائب الحاضر -9-رواية


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - ردة الحقوق وسلامة المواطن في المغرب