أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسحق قومي - سوريا ومستحقات ما قبل مؤتمر جنيف الثاني.















المزيد.....

سوريا ومستحقات ما قبل مؤتمر جنيف الثاني.


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 01:25
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سوريا ومستحقات ما قبل مؤتمر جنيف الثاني.
اسحق قومي
29/5/2013م.
إنَّ ما جرى في سوريا ويجري وسيجري لم يكن محض صدفة ٍ عابرة وإنما قد تمَّ تنفيذه بدقة ٍ محكمة ٍ ودراسة ٍ للواقع السوري من جميع جوانبه كما تأتي الأحداث الدامية كنتيجة منطقية وواقعية للانفجار السكاني مع قلة الموارد الطبيعية وسوء توزيعها واستغلال المناصب الحكومة والمحسوبيات والرشوة والمافيات المسيطرة على حركة السوق المحلية والمتحكمة بالتجارة الخارجية والداخلية وعدم وضع خطط فعّالة للزيادات في صفوف الفقراء وتهميش المكونات القومية للشعب السوري وتجويعهم على أساس التوازن الاستراتيجي الذي لم نرَ أنه قدم للقضية شيئاً ولا آخر.
كما أنها نتائج طبيعية للمخططات المرسومة للقضاء على الإرهاب والتي لم تنجز مهمتها حتى اليوم كما تشكلّ دوراً هاماً لتحريك الاقتصاد العالمي بعد الأزمة الاقتصادية للغرب و التي تكوّن أساس ومحرك للسياسات الغربية عامة ومن بين أهم أهداف لمَِ يُسمى بالخريف العربي هو التشرذم العربي والإسلامي ذاته وإظهار الإخوان ومن لفَّ لفهم القائلين بأنّ الإسلام هو الحل بالعجز عن قيادة تركات الأنظمة الدكتاتورية بحسب توصيفهم لتبطل مقولة (الإسلام هو الحل إلى الأبد) من خلال التجربة التونسية والليبية والمصرية....
كما أنَّ تدمير الدول القطرية خاصة تلك التي يعلو صوتها في النضال ـ وإن كان خلبياً ـ والتي وضعت منذ زمن طويل بدأ المخطط له بُعيد الانتفاضة الأولى في الأراضي الفلسطينية ولهذا ما أصاب المنطقة وفرّ على إسرائيل الكثير الكثير...
أجل قبل عامين وأكثر كانت سوريا تنعم بالأمن والهدوء والاستقرار وكان اقتصادها يقترب من الواقعية في نموه مع إقرارنا بحاجتها للعديد من التعديلات والإصلاحات الجوهرية في نظامها السياسي والحقوقي والقانوني والاقتصادي والاجتماعي ،تلك الأنظمة التي تقادم عليها الزمن وأصبحت عبأً وعائقاً أمام تقدم الأجيال وزيادتها المذهلة ــ علماً بأنّ وجود بلد ٍ (كجمهورية أفلاطون) هو المستحيل والخرافة بعينها حيث أنّه لا يوجد من بلد ٍ كامل ولا حكومة ولا رئيس لا يُخطىء والدكتاتورية أنواع وأجناس من رجس الأنانية في الحكومات المتعاقبة حتى في أمريكا ذاتها فالرئيس جورج بوش الأب والابن كلفا الشعب الأمريكي الدافع للضرائب أكثر من ترليون دولار وأكثر من 6000جندي قتيل وأكثر من هذا العدد بين معتوه ومعاق وباسم القانون وظلمه وديمقراطيتهم المزيفة لا يمكن لأحد أن يقدم الرئيس أو غيره لمحكمة عادلة تقتص منهم لقراراتهم غير الصائبة هذا ـ عدا خسائر في أرواح المدنيين والجنود من الدول التي اجتاحتها ودكتها صواريخهم والأرقام مرعبة ومخيفة فقد تبين بأنّ عدد الجنود العراقيين الذين قتلوا 10000جندي وعدد الجنود الأفغان 8800جندي و الباكستانيين 3500 جندي وعدد الموظفين في الشركات الخاصة (المرتزقة )الذين لقوا حتفهم خلال الحرب على الإرهاب 2300نسمة ولن نأتي على عدد العراقيين والأفغانيين والباكستانيين من المدنيين والصحفيين وغيرهم فالأعداد مذهلة ولو وقفنا لبرهة وهزتنا المشاعر البشرية الصرفة والوجدانية لتوقفنا عن الكلام وبدا لنا الإنسان وحشاً مفترساً لا يملك الرأفة ولا الرحمة ولا حتى أقل نسبة من إنسانيته...،
إذاً هي الحرب وآثارها المدمرة على البلاد والعباد ـــ والمشكلة كلها تكمن في تفاصيل الأطماع لأصحاب الكارتيلات والشركات العابرة للقارات حيث ترى في إشعال أتون الحروب فرصة في زيادة نموّ رؤوس أموالها وتوسيع في نتاجات أعمالها...
ولكن السؤال الهام هل تحقق أو سيتحقق حلم جميع المكوّنات السورية بعد هذا العدد الذي لا يصدق ممن قتلوا بأساليب متعددة وطرق مختلفة وبعد تدمير وطن بحاله وقتل الأرواح والأنفس وما لحق بالحرائر من ذلٍّ واغتصاب حدث ولا حرج وما جرى للناس من هجرة وتهجير وخوف ورعب وخسائر لا تقدر ، كم يلزمنا لنعيد الوطن إلى ما كان عليه قبل عامين ؟!!! حتى لو توفرت الإرادة والقدرة والفعالية فهل سيعود كما كان؟!!!
أشك في ذلك لأنَّ القبائل والعشائر والمذاهب والأقوام ستبقى في صراعات مستمرة ومن أشعلها لم يشعلها لتنطفىء إلا إذا جاءت على (الأخضر واليابس كما يُقال)..
ونعيد السؤال هل سيتحقق الحلم في التغيير المنشود الداعي إلى حكم ديمقراطي تعددي برلماني جمهوري...
من قال وهل نصدقُ الشّعارات التي لم تشبعنا ،وهل من يرفع شعاراته الجديدة العتيقة أليس هو سوري .؟!!! وهل تكفينا صورة العراق الجريح النازف المنقسم ؟!!!...
ومن هي الجهة التي لديها القدرة على السيطرة وحكم المجتمعات السورية المحتقنة والتي لم تعد تخاف الموت بعد اليوم ... ؟!!
هل سنرى جهة أو حزب ما يستطيع أن يتكفل بتحقيق ما يلزم تحقيقه في قيادة الدولة والمجتمعات ويعلن أمام العالم وفي المحافل الدولية بأنه على قدر من الحكمة والدراية وأنه سيحقق الحرية والعدالة والكرامة لجميع المكونات السورية بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والمذهبية وأعددهم ؟!!!
وهل هناك من جهة تكفل لنا أن نعيش حتى كما كنا قبل عامين وأكثر...؟!!!
السؤال والأجوبة رهن قيد الدرس المؤجل عنوة ضمن رغبات اللاعبين من كلِّ الفرقاء ومن يآتمرون بأمرهم .إلا أنه لا يمكن لنا أن ننسى دماء جميع الشهداء على اختلاف مشاربهم من مدنيين وعسكريين من الجيش والشرطة والأمن ومن جميع فصائل المعارضات المدنيين والعسكريين فتحية إكبار وإجلال لأرواحهم إنَّ الوقت حان لنعامل العقل بدلاً من العاطفة الهوجاء...
نظاماً ومعارضات وعلينا كي نوقف نزف الدم السوري ونوقف التدمير الكامل والشامل للتاريخ السوري والبنية الروحية للسوريين، علينا أن نقبل بوقف فوري للنار في كلّ مكان وعدم إثارة الحجج لإشعالها لو نحن أوقفناها وأردنا الخير لوطننا.
كما علينا أن نتقبل ونقتنع بأنَّ طرح أكثر من موضوع جديد على الواقع السوري ليس بإعجوبة أو حالة مستحيلة لا بل إنَّ من مستلزمات ومستحقات الفترة القادمة أنه سيكون هناك مجموعة من البديهيات التي ستُطرح في أيّ اجتماع للمكوّنات السورية وقواها السياسية والمدنية مثل المطالبة بتغيير الدستور على أن يشمل اعترافاً كاملاً وواضحاً بجميع أطياف القوميات في سوريا وهناك موضوع التقسيمات الإدارية نرى في تطوير الصيغة والتسمية والحالة والصلاحيات والإقرار به خير من ضياع وطن لهذا نحن نؤيد طرح الشكل الفدرالي ـ فهو المخلص الوحيد لحالة لا يمكن أن يتوقف الصراع فيها خلال السنوات العشرين المقبلة على أقل تقدير من هنا نرى في التقسيم الفدرالي على أساس ما هو واقع حاليا وتجمع المكونات الاجتماعية والمذهبية الصيغة الفضلى لبقاء سوريا كدولة فدرالية في المنطقة هذا مع وجوب آخذ حقوق المكوّن المسيحي السوري بعين الاعتبار والذي أراه يعاني الموت السريري ما لم يتصدر الحكماء والعقلاء لموضوع الإقرار بذاك الحق وعدم ممارسة الإرهاب الفكري والسياسي ومصادرة الرأي المسيحي السوري في هذا الجانب لأنه لا يمكن للمسيحيين أن يقبلوا بعد اليوم على كونهم مجرد تكملة عدد يلعب بها الحاكم متى شاء والرعية متى ما أرادت تحقيق وتنفيذ أي ِّ احتقان ٍ كان فتقوم بقتلهم وترويعهم وابتزازهم وتدمر ممتلكاتهم كلما دار شكل من أشكال الصراع في المنطقة فهم يدفعون الثمن لو كان الأمر يتعلق بالسياسات الغربية بموضوع فلسطين وغير فلسطين بالرغم من أنهم لا يتخلون عن وطنيتهم ولا عن مصالحة أبناء محيطهم كما ويتضاعف الأمر حين تقوم الرعية على الحاكم فهذا الأمر لا يمكن أن يكون مقبولا أبداً ويشكل سابقة خطيرة تُظهر الأغلبية الدينية والقومية بأنها تمارس التطهير العرقي والديني في المنطقة على المسيحيين حتى في أشكال نشر الرعب والقتل فيما بين مذاهبها هي بالذات، إنَّ ما رأيناه ولمسناه من خلال وسائل الإعلام الذي جرى في سوريا يفوق العمل الوحشي وغير الإنساني فأيّ وطن الذي يسكنه وحوش وقتلة؟!!!
ولإنهاء الفكرة نعتقد أنَّ من سينهي الصراع ونزف الدم السوري حتى بعد ولاية الرئيس الأسد هو التقسيم الفدرالي لأنه حان الوقت لنتفهم بأنَّ الحياة الوطنية ليست زواجاً مسيحيا وحتى في الزواج يمكن فسخه لهذا لا يمكن أن تتعايش الأجيال المقبلة وإذا أردنا لتلك الأجيال أن تُبدع وتتطور وتبني وتتشارك في حقول الوطن علينا أن نطور تصورنا ومفهومنا لوحدة الوطن على توزيعه ...فألمانيا وحدات فدرالية يمكن أن تكون التجربة الألمانية أو النمساوية أو غيرها كحل موضوعي وواقعي .
إنَّ الواقع النفسي الأليم والاحتقان والثأر لا يمكن إزالته فيما بين المكوّنات المذهبية في سوريا بالعواطف المزيفة. لهذا فمن يريد وحدة سوريا على أساس التقسيم الفدرالي الذي يضمن أفضل أشكال وحدة التراب السوري . عليه أن يتبنى الفدرالية كأحد أهم طرق المؤدية إلى إطفاء الحرائق ولهذا نرى أن يتمّ طرح الموضوع عبر التفاوض أو الحوارات القادمة وأن يُعطى للأقليات الدينية والقومية حقوقاً مماثلة كالأغلبية فالمواطنة لا تكفي للأقليات التي لا يمكن أن يكون لها شأناً بين غالبية زياداتها تشكل رعباً في حد ذاته..
أجل سوريا قبل جنيف الثاني تشكل معضلة في العقل الراديكالي المتمثل والمتجذر في عقول الغالبية العظمى التي لا تقبل ولا تتفهم أهمية التقسيم الفدرالي وستقف كما وقفة في ضياع فلسطين حين طُرح موضوع التقسيم أو كما ضحى أجداد هؤلاء بلواء اسكندرونة قبل نصف قرن وأكثر ...
ولكننا نؤكد على أنَّ القادم أسوأ مما نتصور ربما ستتأقلم أجياله مع واقعها وتعيش مكره أخاك لا بطل لكنه ليس هكذا تعيش الشعوب ولا الأمم.
اسحق قومي
ألمانيا
www.ishakalkomi.com




#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيباً على ما جاء في مقالة للسيد ميشيل كيلو وما ردَّ عليه س ...
- اسحق حنا قومي
- كتابنا القصور والقصوارنة في الزمن المقهور.
- قصيدة بعنوان: حبيبتي من سليكون...
- أسئلة للنقاش والحوار....
- اللوتس المهاجر يقول كلّ عيد فطر وأنتم بخير
- قصيدة بعنوان: الروح تصهل بالموت.
- رسالة من اسحق قومي إلى الأستاذ ميشيل كيلو.
- قصيدة بعنوان: الجريمة...
- لنستيقظ جميعاً قبل فوات الأوان
- الربيع العربي وسقوط آخر خلافة عربية....
- السريانية الآرامية مكوّن قومي وليس دينياً في سوريا.
- رسالة إلى السفير الأمريكي بدمشق
- خطاب الرئيس الأمريكي السيد باراك حسين أوباما
- مابعد تونس...استثناءات
- أنا لستُ منتمياً.....
- سهوتُ عن مُضِيِّ العمر
- ألا تخجل أيُّها الشرقُ ....كفاك تهجّرُ العصافير؟!!!!
- دليلة تصبغ ُجدائلها بالقصيدة ِ
- إشكالية الوجود المسيحي في الشرق.....بقلم اسحق قومي


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسحق قومي - سوريا ومستحقات ما قبل مؤتمر جنيف الثاني.