أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد مهدي - الإمام المهدي والحرب العقائدية الامبريالية !!















المزيد.....


الإمام المهدي والحرب العقائدية الامبريالية !!


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنظر لواقع الأزمة التي تعيشها الإمبراطورية الأمريكية ، فإن الحل العقائدي بات هو الورقة الآنية التي اضطرت مع حلفائها لاستعمالها في المنطقة لاحتواء إيران عبر تجييش العالم الإسلامي ضدها عقائدياً بعد العجز عن مواجهتها اقتصادياً وعسكرياً ..
إيران ، جمهورية الإسلام النووية ، ولاية الفقيه الامامي الشيعي ، التي تقود جبهة المقاومة والممانعة للمشروع الصهيوامريكي في المنطقة ، لم تستطع أميركا مواجهتها إلا بحربٍ عقائدية مضادة تقودها القاعدة والتنظيمات الإسلامية التكفيرية التي طالما اعتبرتها أميركا عدواً بعد نهاية الحرب الباردة منذ بدايات التسعينيات ووصول الإسلاميين السلفيين للسلطة في الجزائر عبر صناديق الاقتراع ..
في موضوع اليوم سنتحدث عن التوازنات الجيواستراتيجية بين إيران وحلفائها من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين من جهة أخرى التي جعلت من الحل العقائدي لطرفي الصراع ضرورة للهيمنة والسيطرة ..
الحرب العقائدية باختصار ، وبلغة الأرقام والاقتصاد ، هي الحرب التي تعتمد على حرق " الجماهير " بدلاً من براميل البترول عالية الكلفة في ظل الأزمة المالية العالمية العاصفة بالنظام الكوني والتي لم تعد الولايات المتحدة قادرة على صرفها من اقتصادها ودماء جيشها بعد حروب أفغانستان والعراق ..

لذا كان خيار الامبريالية المقيت الخبيث دفع العالم الإسلامي للإحتراق بهذه الفتنة الطائفية واستعمال الجيوش " المنومة مغناطيسياً " لأداء المهمة بدلا من جيوش الحلفاء ..
هذه الحرب العقائدية الجديدة بات لزاماً على طرفي النزاع فيها خلق " إيقونة " الخلاص الإسلامي السني أو الشيعي ممثلة بالإمام المهدي ، والذي هو خليفة المسلمين و أمير المؤمنين في المخيال الجمعي السني ، و الإمام المعصوم بن فاطمة بنت النبي في المخيال الجمعي الشيعي..
فما هو السيناريو المتوقع لمجريات الأحداث القادمة ؟

( 1 )

الجمهورية الاسلامية في ايران اليوم سلطة كونية ووجودها واقع حال مثلما هي اسرائيل ، فلماذا يعادي الحكام العرب السلطة الشيعية في العراق وايران ويقبلون بتسلط وعجرفة اسرائيل ؟
الجواب ببساطة هو شعور حكام الخليج بان إسرائيل وجدت في المنطقة لحماية عروشهم ..
الشعب اليهودي اليوم لا يسكن فوق حقول البترول المعروفة عالميا والمهيمنة على حصة الإنتاج والاحتياطي العالمي المعروفة ، لكن وجوده في المنطقة يشكل عاملا مطمئنا للغرب بإحداثه للتوازن العسكري للقوى في غرب آسيا ( الشرق الأوسط ) مع حكام الخليج وما يتحكمون به من ثروات ..

الفكرة التي تقول بان حكام الخليج عملاء لإسرائيل هي فكرة ليست صحيحة تماماً ، هناك وجه آخر للموضوع غائب عن القراءة الجيواستراتيجية بالمرة ، غاية تغييبه هي خداع الشعب اليهودي في إسرائيل بالدرجة الأساس ليستمر في أداء مهمته العسكرية في الشرق الأوسط وإظهار الحكام الخليجيين بمظهر الحمل الوديع الذي لا حول له ولا قوة ، ولعل تصريح حمد بن جاسم بان الحكام العرب نعاج ، ما هو إلا جزء من هذه البروباغندا التي تحفز الحكام في إسرائيل للاستمرار بدور " المحارب التلمودي " بدلا من رجل السياسة الذي قد يفكر بمد يد الصلح للولي الفقيه في إيران ..

لماذا يصبح حكام الخليج عملاء لإسرائيل ، وما الداعي لذلك ؟
حين نعيد تحليل مركبات و أبعاد السلطة الأساسية لأي دولة :
الاقتصاد والقوة العسكرية و الدور السياسي التاريخي ( كمثال " مصر " ومركزيتها الثقافية في العالم العربي ، أو بريطانيا ومركزيتها في الحضارة الغربية ، لهذا السبب تم تكبيل " مصر " وسجنها ومنعها من ممارسة أي دور تاريخي بشتى الوسائل والطرق )

هكذا نفهم بان مشيخات الخليج و ممالك العراق وسوريا و إسرائيل بعد سايكس بيكو جميعها تشكل كياناً استراتيجياً موحداً وزعت الامبريالية الأدوار على أقطابه لحماية المصدر الأساس للطاقة الإستراتيجية للاقتصاد والنظام المالي العالمي الذي تقوده الحضارة الغربية :

فالمملكة العربية السعودية ، ذات العشرة ملايين برميل نفط خام يوميا مستخرجة من المنطقة الشرقية حيث يسكن الشيعة ، مع دويلة قطر تلك الجزيرة الصغيرة في الخليج و دويلة البحرين الشيعية والكويت التي نصفها شيعة ، نصل إلى نتيجة إن مشيخات الخليج شرطة محلية تحرس حقول النفط وتمنعها عن سكانها الأصليين المختلفين في المذهب ..

فيما إسرائيل تشكل الجيش الاستراتيجي الحامي لهذه الواحة البترولية من أي غزو خارجي ..

لهذا السبب ، كانت الجامعة العربية وما تمثله من دول تتعامل منذ اتفاقية كامب ديفيد مع مسالة الصراع العربي الإسرائيلي على انه صراع فلسطيني إسرائيلي داخلي ..!!
لان إسرائيل ووجودها هو مسالة كونية عالمية اكبر من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ..!!

العراق وسوريا و الأردن ، كان من المفترض أن تلعب دور الحليف مع الشاه في إيران لتعزيز هذا النفوذ والقوة الجبارة التي تقودها عشيرة وقبيلة عبرية تعداد أفرادها اليوم اقل من عشرة ملايين تسمى دولة إسرائيل ..
فإسرائيل كلها دولة تؤلفها قبيلة واحدة ، هي " بنو إسرائيل " ، تتماهى مع آل سعود وال خليفة وال ثاني وال نهيان وال مكتوم .. إلخ ..

فالتسلسل العائلي المقدس هو أساس السلطة التي وضعها " آل روتشيلد " اليهود البريطانيين ، حكام العالم الفعليين ، آل فرعون هذا الزمن ، مؤسسوا دولة إسرائيل ..
فمنذ وعد بلفور و سايكس بيكو نهاية الحرب العالمية الأولى ، كان مخطط السيطرة المحكم الذي وضعه فراعنة العصر متيناً للغاية لولا انه ارتطم بالنازية في الحرب العالمية الثانية ..
تلك الحرب التي أدت إلى خلق المعسكر الاشتراكي ، الند العظيم للامبريالية التي تتحكم بها كارتيلات الاقتصاد العالمي الكوني الذي يقع برأس هرمه هؤلاء ..

الامبريالية استغرقت كل هذه السنوات منذ الحرب العالمية الثانية " لتنظيف " العالم من اي عوائق وقفت بوجه المخطط العظيم لإنشاء نظام عالمي كوني شامل وحكومة عالمية قبل ان تظهر النازية ومن بعدها الاشتراكية والصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي ..

لهذا السبب ، بعد سقوط جدار برلين ، لم يبق أمام المخطط الماسوني القديم إلا الصحوة الإسلامية ومركزها الجمهورية الإسلامية في إيران ..
فكانت الحرب على الإرهاب " الإسلامي " في 2001 بداية الانطلاق نحو تحقيق الحلم العظيم بعد إزالة إيران و أي مظهر من مظاهر الإسلام السياسي في العالم العربي و الإسلامي و الذي أخفقت الولايات المتحدة وحلفائها في الوصول لهذا الهدف لأنها استنزفت ولم يبق أمامها إلا فلسفة الفوضى الخلاقة ، وخلق الحرب العقائدية الكبرى .. لإسقاط إيران ..

(2)

إسرائيل و مشيخات الخليج جميعاً هم حماة للمصلحة الامبريالية العليا التي تعتمد على البترول لا في توفير الطاقة فحسب ، بل بالدرجة الأساس في إسناد الدولار كعملة عالمية صعبة في التداول الدولي عبر التحكم بسعر البرميل الذي يغطي الدولار بدلا من الذهب منذ الخروج من معاهدة بريتون وودز عام 1971 ..
فالصراع الطائفي هو في الحقيقة مدفوع بدوافع سلطوية بحته ، حاكم قطر وحملته المسعورة على ما يسمى " محور المقاومة " يخاف على زوال تأثير الكيان الإسرائيلي في المنطقة أكثر من خشية جنرالات جيش الدفاع والموساد .. وليس في هذا مبالغة ..
فإسرائيل وبما تمتلكه من نفوذ اقتصادي عبر لوبياتها في العالم تمثل حالة من قلق ثقافي مستديم في نموذج النفس اليهودية قبل وبعد إنشاء هذا الكيان العبري " القلق " ، المستعد للرحيل عن الخريطة في أية لحظة والذي بدا يفقد قابليته على الردع بشكل متزايد كلما تقدمت به السنين ..

خصوصاً وان الشعب اليهودي رغم التصاقه بأرض الوعد " فلسطين " إلا انه يشعر بالاغتراب في هذا الشرق ، بل يتزايد شعوره بهذا الاغتراب أكثر كلما تقدمت الأجيال وهم يعيشون كأغرابٍ وسط مليار مسلم ..!

لعل التراجع في دور القوة الكبرى في الشرق الأوسط منذ 2006 وحتى 2013 عمق بوضوح هذا الشعور مع تعاظم جمهورية الإسلام النووية الشيعية الإيرانية ، و هو ما يقلق آل ثاني وال سعود مثلما يقلق القادة و الحاخامات في إسرائيل بنفس الوتيرة ..
فرجال الدين هناك يساورهم قلق فقدان إسرائيل " الحلم " ، لكن ما يساور حمد بن جاسم هو فقدان إسرائيل الجيش الحامي المدافع عن مشيخاتهم المغلفة بالقومية السلفية ، عقيدة قناة الجزيرة والعربية ، ضد التمدد الشيعي الذي لابد وان يضع يديه يوماً على كامل ثروة الشيعة ( حسب تواجدهم الجغرافي ) في الخليج والمنطقة الشرقية في السعودية والكويت بعد ان وضع الشيعة اليد على ثروتهم في العراق عبر سلطة " شرعية " باعتراف أممي ..

( وان كان وضع اليد هذا لا يزال مغلفاً بشكل الهيمنة الامبريالية الجديد لكنه على الأقل أفضل وضع للتحكم بثروة البلاد منذ أربعة قرون )

هاجس النفط والثروة على ضفاف الخليج هو أكثر ما يقلق هؤلاء المشيخات و أسيادهم الامبرياليين الذين ربطوا بمكر وخبث مصير إسرائيل والبترول بمصير هؤلاء الحكام , فلم يبق أمامهم من طريق إلا محاربة إيران بأقصى طاقة وبكل ما يتاح لهم من إمكانيات ، فكان سيناريو سرقة الثورة السورية من الشعب السوري ( الذي ثار كأي شعب مطالب بالحرية والحقوق ) هو البداية وصولا الى افتعال هذه الازمة في العراق الديمقراطي الحر ذو التمثيل البرلماني الشرعي ..
بالتالي ، قبول حكام الخليج العرب لهيمنة إسرائيل إنما يكون لقاء دورها في الحماية الذي تقدمه استخبارياً وعسكرياً مع الولايات المتحدة ضد اي نفوذ إسلامي يجعل الشيعة برأس الهرم في المنطقة ..
فإسرائيل يمكنها أن تحمي ما لا تمتلكه وهو البترول لأجل وكلاء تصديره في المنطقة وهم حكام الخليج ، لكن حكام الخليج لا يمكنهم طلب حماية إيران ضد إسرائيل أو أية قوة أخرى في العالم ..

لا لان إيران شيعية صفوية وما شاكلها من ترويجات إعلامية فارغة من مضمون واقعي حقيقي ، ولكن البترول الذي يمكن أن تحميه إيران هو بترول واقع على أراضٍ شيعية أصلاً في المنطقة الشرقية من السعودية والكويت وجنوب العراق والبحرين ...!
فالشيعة لا يحمون بترولهم ، إنما يضعون يدهم عليه بالكامل ..

(3)

هل حقا أميركا تحارب التطرف في العالم الإسلامي ؟

نعم , اكتمال المشروع الامبريالي المخطط له منذ نهاية الحرب العالمية الأولى يتطلب عدم وجود إيديولوجيا لها القدرة على مسك الأرض والسلطة إسلامية كانت مثل إيران أو تقدمية مثل الصين أو أقطاب لدول عظمى تحكمها النزعات القومية مثل روسيا ، أو دول ذات نظم شمولية فردية مثل كوريا الشمالية يمكنها أن تعيق قيام نظام عولمي مالي – رأسمالي كبير وما يسمى " حكومة العالم " ..
لكن المرحلة الحالية تتطلب دعم التطرف السلفي الوهابي لإسقاط جبهة المقاومة والممانعة التي تقودها إيران وتدعمها روسيا والصين ..

فكيف يمكن تفسير استخدام الامبريالية للإخوان المسلمين ضد الحركات التقدمية في القرن الماضي ؟
كيف يمكن تفسير نجاح الغرب الباهر في استنزاف الاتحاد السوفييتي بحرب أفغانستان عبر دعمه وبنائه لتنظيمات الإسلاميين الجهاديين ؟
كيف يمكن تصديق إن أميركا تحارب التطرف فعلياً وهي اليوم التي تقوده لكسر الخط المتقدم في سورية ولبنان لمقاومة وممانعة المشروع الامبريالي ؟

بالرغم من أن أميركا تبدو منسحبة من المشهد السوري تاركة عبئ المواجهة المباشرة على الاتحاد الأوربي ، لكن من يعرف الامبريالية يدرك جيدا إن المحرض الأساسي والمخطط لكل ما يحصل هي العقول التي تدير الولايات المتحدة وتهيمن على مراكز صنع القرار فيها ، ولا بد للولايات المتحدة أن تعود و بقوة لهذا المشهد من جديد ، بل ولابد أن تتدخل عسكرياً في النهاية مهما طالت المماطلة والعاب الدبلوماسية الحالية ، لان المحور الذي تقوده إيران سيؤدي مستقبلاً لتشكيل جبهة من " دول " وليس مجرد حركات وميليشيات مقاومة فقط ..

هذه الجبهة ستعزل تركيا و الأردن عن الخليج ، وستهدد الكيان الإسرائيلي بشكل مباشر ، جبهة تهدد النظام المالي العالمي البترودولاري بالدرجة الأساس ومن الممكن أن تتحول على مدار العقد المقبل إلى نواة لمنظومة اقتصادية عالمية إذا ما تمكنت من تشكيل " بنك " عالمي للعملات الصعبة وصندوق إقراض دولي ينافس البنك الدولي و يتماهى مع صندوق دول البريكس الجديد اعتماداً على ما تملكه من ثروات نفطية ، وقد ظهر دور البترول في الربيع العربي وما يمكن أن يحدثه " الإقراض " أو " الإيداع " من تأثير على القرارات السياسية للحكومات ..

أميركا في مرحلة لعق الجراح بعد معارك ثقيلة في أفغانستان والعراق ، البعض يتصورها خاسرة ، لكنها في الحقيقة أدت مهمتها على أتم وجه حين انتهت إلى أحداث هذه الفتنة المذهبية العاصفة بالأمة الإسلامية ..
أميركا فقط بحاجة إلى بعض الوقت لترميم الرأي الشعبي العام والاقتصاد الداخلي الأميركي ، و هي الآن تراهن على المماطلة و إطالة الأزمة إلى أقصى حد ممكن كي تعاود رعونتها من جديد لتتدخل عسكريا لحماية إسرائيل والدخول في حرب مع إيران أو حزب الله بشكل مباشر ..

وحتى يحين ذلك التاريخ ، هي بحاجة الى السلفية التكفيرية التي احرقت ورقتها في افغانستان ومالي وشمال افريقيا مما اسهم في دفع الارهابيين الدوليين لترك " الجهاد " في تلك المناطق وارغامهم على " الجهاد " في مناطق اخرى ما دامت مشيخات الخليج وتركيا العثمانية المريضة المعاصرة قادرة على " الدفع " و تفعيل فتاوى شيوخ السلفية العميلة المتنوعة المتلونة التي تقود " المجاهدين " و " المجاهدات " إلى العراق وسوريا ..عبر دوائر ومنظومات صناعة الفتوى ..

(4)

السيناريو الامبريالي المعد في مطابخ صنع القرار في الغرب بما يتعلق بالشرق الأوسط وكما ظهر عبر التسريبات الصحفية خلال الشهرين الماضيين يمكن إيجازه بالآتي :
دولة خلافة إسلامية قوية على غرار الخلافة الطالبانية تضم الضفة الغربية و الأردن وسوريا والمنطقة الغربية من العراق تشكلا جداراً نارياً fire wall قابل للاتساع شرقاً لحماية إسرائيل والبترول في الخليج .
وقد أعلنتها إسرائيل صراحة ، إن دولة إسلامية متطرفة ستكون أفضل من نظام الأسد ...

هذه الدولة الافتراضية ستجمع المجاهدين و" المجاهدات " من كل أصقاع العالم ، ستشكل اكبر حاوية لنفايات السلفية التي تسعى أوربا ودول كثيرة للتخلص منها ، ناهيك عن إمكانية إقناع الكثير من الفلسطينيين بالعودة إليها ما دامت تضم الضفة الغربية ..
وهو يعني منحهم حق " العودة " ، لكنها ليست العودة إلى كل تراب فلسطين ..!!

ومن خلال قراءة عابرة على واقع نفوذ دولة العراق الإسلامية على الإرهاب في سورية نفهم بان العنوان العريض " دولة الخلافة في العراق والشام " الذي أطلقه إرهابيو العراق على أنفسهم له دلالة واضحة على طبيعة السيناريو الذي اشرنا إليه أعلاه ..
ومقترح تجنيس الفلسطينيين بالجنسية العراقية أو البحرينية قديم منذ أيام صدام حسين لاحتواء مشكلة حق العودة لدى إسرائيل من جهة ، وتحقيق التوازن الديموغرافي بين المكونات السنية والشيعية في العراق والبحرين من جهة أخرى ..
هذا السيناريو المعد من قبل تحالف الصهيو سلفية المعاصر هو " الهدف " المراد بلوغه في رأس حمد بن جاسم و آل سعود و اردوغان ومراكز صنع القرار في إسرائيل لضرب عشرة عصافير بحجر ، وهو سيناريو ينتظر فقط .. سقوط نظام الأسد في دمشق ... ليبايع " أمير المؤمنين المهدي " للسلفية إماماً في دمشـق ، فيكون الوعي الجمعي الإسلامي مقتنعاً بإمامته كخليفة للمسلمين ويستميتوا في حربه المقدسة ضد إيران ..
فهو امامٌ مهدي بمواصفات " سلفية " وهابية ، يمثل " الدجال " و " السفياني " لدى الشيعة ، لن يكون همه سوى " إيران " وتحطيم الشيعة في جنوب العراق وجنوب لبنان ..الذين باتوا مقتنعين بأنه ابن آكلة الأكباد نفسه بعد حادثة أكل أكباد الجندي السوري من قبل احد " الثوار " .

(( الامام الصادق يذكر حوادث اخر الزمان وظهور المهدي والسفياني كما تروي روايات الشيعة اذ يقول : حتى يخرج ابن آكلة الاكباد من الواد اليابس في الشام ... إلخ ))

في المقابل ، هناك سيناريو " المقاومة " المضاد ، الذي ابتدأ بتشكيل " لواء أبو الفظل العباس " في ريف دمشق ، حول مقام السيدة زينب ، الذي سينمو في بضع سنين على غرار نمو حزب الله في الثمانينيات من القرن الماضي في لبنان إبان الاجتياح الإسرائيلي ..

وحسب الفكر الجهادي الشيعي المعاصر الذي مركزه قم والكوفة وجبل عامل ، فإن الامام المهدي بالمواصفات الشيعية هو الذي سيقود جيش " الامة " ويفتح اورشليم – القدس ويصلي بالناس إماماً في المسجد الاقصى بحدود الاعوام 2020 – 2024 م ..
هذا المهدي ، هو " دجال " السلفية القادم من الشرق حسب البروبوغندا الصهيو الوهابية المعاصرة .

العمق الاستراتيجي لمهدي الشيعة هي الجمهورية الاسلامية في ايران وحرسها الاسلامي الثوري وجيشها النظامي ، اما العمق الاستراتيجي لمهدي السلفية ، الخليفة امير المؤمنين ، فهو الموساد وجيش الدفاع الإسرائيلي ومن ثم جيش الولايات المتحدة ..
مهدي السلفية لن يحرر من فلسطين إلا " الضفة الغربية " بدون القدس ومسجدها الاقصى ، و سيناريو تحرير الضفة الهوليوودي قد يكون معداً سلفاً ..
وهو سيناريو عقيم لن يؤدي لاقناع الوعي الجمعي الاسلامي بامامة الخليفة دون الاقصى ...

فيما لو تمكن إمام الشيعة المهدي من احتواء الحرب السلفية عليه في الشام ومن ثم تمكن من فتح جبهة الجولان السوري فعلياً ، قبل تحريرها كما فعل حسن نصر الله بجنوب لبنان ، حينها ستجد اسرائيل نفسها محاطة باقوى واعتى جيوش الشيعة في الشرق الاوسط ، ولن يبق امامها حينها إلا القبول بتسوية سياسية باعادة نصف القدس مع الاقصى ، او الدخول في حرب طاحنة كبرى تنتهي بهزيمتها وتدميرها للابد ...!!
باعتقادي ، " الإمام المهدي " الشيعي لو نجح في تحرير الجولان بــ " جيش الامة " ، فسيكون هو من سيقرر مصير الكيان العبري الحارس للبترودولار في الشرق الاوسط ، والاكثر من هذا ، ربما نجح في اقامة نظام مالي عالمي جديد قائم على " البترو دينار الاسلامي " ..

لهذا السبب اقول دائما ان الولايات المتحدة الاميركية ستجد نفسها في النهاية مضطرة للتدخل المباشر لحماية نظامها المالي العالمي من التحول الى نظام مالي اسلامي يحكم العالم ويكون الشيعة برأس هرمه ..
في كلا السيناريوهين ، وبغض النظر عن المنتصر ، خلق شخصية إمام المسلمين المهدي بات ظرورة تاريخية ملحــة ، وحين يدرك جيدا هذا " المهدي " اهمية البترودولار في الاقتصاد العالمي ( بيع البترول بالدولار حصراً ) سيكون بوسعه إعادة تاسيس نظام مالي عالمي جديد قائم على البترو دينار الاسلامي ( بيع البترول بالدينار حصراً ) ، وربما حضارة اسلامية جديدة صاعقة وناهضة في التاريخ ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي السياسي العربي بين قبول التسلط الاسرائيلي ورفض السلطة ...
- الوعي السياسي العربي بين قبول التسلط الاسرائيلي ورفض السلطة ...
- الكعبة , الرمز والدلالة
- شيء عن الحب
- شرقاً عبر المحيط ..
- نحن والهوية : مقارنة في سيمولوجيا البناء الثقافي بين العرب و ...
- التقمص و الذاكرة The Reincarnation and Memory
- ذاتَ مساءٍ في تشرينْ
- اجنحةُ الفراشةْ
- رسالة للسيد هنري كيسنجر : العقلانية و مراحل التضاد الخمس
- الشيعة و السنة قراءة ديالكتيكية – عقلانية (2)
- الشيعة و السنة قراءة ديالكتيكية – عقلانية (1)
- ذاكرة الفرد وذاكرة الامة : المعنى الميتافيزيقي للحضارة والتا ...
- الثقافة البشرية – رد على مالوم أبو رغيف
- مع الله في ملكوته (5)
- مع الله في ملكوته (4)
- مع الله في ملكوته (3)
- مع الله في ملكوته (2)
- مع الله في ملكوته (1)
- رؤية في استراتيجية الهيمنة الاميركية و دراسة علاقتها بازمة 2 ...


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد مهدي - الإمام المهدي والحرب العقائدية الامبريالية !!