أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - شوفوا بلدي!!!...














المزيد.....

شوفوا بلدي!!!...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 00:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شــــوفوا بـــلـــدي!!!...
أرسلت لي هذا المساء صديقة غالية لفيديو قصيرة على اليوتوب للمطربة السورية الكبيرة ميادة بسيليس منقولة عن حفلتها التي أقيمت بدار الأوبرا الرائعة بدمشق, بتاريخ 16 آذار 2013, وختمتها بـأغـنـيـة شـــوفو بــلــدي...
أنا لست من عشاق الأغنيات العربية بشكل عام, ولا الأغنيات الحماسية بشكل خاص. لأنني أعتبر أن الأولى قـد ميعت المجتمعين السوري والعربي, والثانية تثير المزيد من العواطف العنصرية والعنتريات التاريخية التي لا وجود لها على الإطلاق.
ولكن السيدة ميادة بسيليس وبهذه الأغنية بالذات, ونظرا للظروف الحالية التي يــمــر بها بلد مولدي, بما فيها من نكبات وتفجير وقتل وتدمير وملايين المهجرين ومئات آلاف القتلى الأبرياء... أبكتني... أبكتني السيدة ميادة بسيليس... وعادة من الصعوبة أن أبكي... فيضيق صدري فقط.. وأشعر بالحزن المكبوت... ولكنني عادة لا أبكي... ولكنني بكيت في منتصف الأغنية... وخاصة لما رأيت الصالة تــغــص بألاف الحضور, رغم خطورة الأحداث والتجمع والانتقال... آلاف الحضور, نساء و رجال... تجمعوا وقوفا Standing ovation, يصفقون للمطربة الكبيرة, مشاركين معها كلمات الأغنية التي تتحدث عن سوريا وطن الجميع.. وطن السلام... بينما أصوات الرصاص والتفجيرات والموت, كانت تلعلع بشهر أيار في غالب المدن والقرى والضواحي السورية... نعم بكيت.. من بين من هذه الصورة الرائعة في أوبرا دمشق, وما يتوازى معها من موت وخراب وتمزق بلد.. وترهيب شعب طيب آمن... وأفكر بكل ما يحاك ضد هذا البلد الطيب وهذا الشعب السوري المعطاء الصامد الخير من تخطيطات آثــمــة إجرامية عربية ـ عالمية!!!...
***********
نعم... نعم كل أفكاري وأحاسيسي ومشاعري تنتقل لهذا البلد, الذي ولدت فيه... وينقبض صدري المتعب لما يحضر له من تجمعات ومؤتمرات ومؤامرات.
أنا لا استطيع أن أصدق, وخاصة بعد ان استمعت لهذه الأغنية, أن هذا البلد الحضاري المدني المثقف المعطاء, يمكن أن يحكمه ويسود به جماعات ملتحون قاعديون او جبهتنصريون او جنوديرموكيون وإسلاميون وسلفيون, وكل هذه التجمعات الهيتروكليتية الملتحية العجيبة الغربية. والرافعون لكل هذه الشعارات العجيبة الغريبة, والمركزة على عقائد مختلطة مما قبل العصور الحجرية, يمكنها أن تدخل في عقول شعبنا السوري وتحكمه... مــســتــحــيــل.. مستحيل!!!...
لا يوجد اي تطابق او تفاهم أو أي تقابل مع هذه الجماعات العجيبة الغريبة التي جاءت من كل أصقاع الأرض, بقصد الجهاد أو غير الجهاد, لتغير مفاهيمنا وعقائدنا المسالمة والتي نبعت وترعرعت عبر اختلاط وتفاهم جميع الأديان والعقائد والإثنيات المختلفة, بكل تــآخ ومحبة واتفاق, بانية حضارة جميلة تسامحية راقية إنسانية, توزعت لدى كل سكان المشرق. ولا يمكن أن تتسرب إليها العناصر المشبوهة الغريبة التي لا تعرف سوي شريعة القتل والتهديم والحقد ونبش القبور, وفتح الصدور ونهش القلوب...
سوريا وشعب سوريا, لا يحملون أي شيء من فكر النصرة والقاعدة, وما شابه من هذه الانحرافات الطالبانية. مسلمو سوريا ومسيحيوها وجميع المعتقدات المتعددة.. من مئات السنين وأكثر.. شــعـب منصهر واحد.. منصهر في حب سوريا وحضاراتها وعاداتها وفنها وجمالها ومطابخها وفنونها وحاراتها وسكناها... ولا يمكن لشعرة خلاف أن تعبر بينهما.. وكل هذه الخلافات التي طبل لها فقهاء مزورون عجز, يعيشون في قطر والسعودية.. يبيعون الشهادات والفتاوي بالدولارات القطرية والسعودية, لا يمكنهم بيع بضاعاتهم المغشوشة في سوريا.. إنهم غرباء عن حضارتنا وعن جمالنا وفنوننا وفكرنا وعلمانيتنا وتآخينا ووحدتنا. مهما زرعوا الحقد والفتنة, ومهما دفعوا وتآمروا... وأتــمــروا... ســــوريــا صامدة........
***************
هذا المساء.. وبعد استماعي للعديد من محطات الإعلام الغربية والعربية, والتي تدس أخبارا محرضة مخربة.. سأسمعها بشكل سـادو ــ مازوشي, عن آخر أخبار سوريا على الأرض... ولكنني لن أنام قبل استماعي ولو مرة واحدة لأغنية ميادة بسيليس : شـــوفـوا بــلــدي... حتى يـعـود لخاطري نسمة وبلسم طمأنينة عــابــرة...............
وللقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون ــ فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهرجات دمشقية
- بانتظار جنيف 33؟؟؟!!!...
- لوموند و الفيغارو الفرنسيتان
- رسالة إلى صديقتي ربا*
- مات جورج موستاكي
- بعد مقال البارحة...تتمة...
- ماشي الحال... كلو تمام ياخالتي...
- الخروف والثعلب
- فظائع... وبرابرة.
- تصريحات مستر كيري.. ومصير سوريا
- هذا المساء... مناقشة... واختلاف...
- كيري و لافروف... لافروف و كيري...
- شر البلية ما يضحك...
- كتاب فرنسي عن دولة قطر
- يا بائعي الموت... دمشق لن تستسلم.
- وعن الحوار...
- أبناء عمنا.. باراك حسين.. حمد.. آل سعود.. وعبدالله
- على الأرض السورية... الإرهابيون (الشيشان) يخطفون الرهبان وال ...
- مشكلة إنسانية.. أية إنسانية؟؟؟...
- سوريا.. مأساة اليوم؟!...مأساتنا اليوم


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - شوفوا بلدي!!!...