أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - قراءة في حوارات دكتور خضر مع أبيه سليم البصون.. -1















المزيد.....

قراءة في حوارات دكتور خضر مع أبيه سليم البصون.. -1


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أسابيع، قرأت حوارات هادئة ضمن" رؤيا " عراقي بلا كوابيس..!: ( حلم جميل.. "خضر " يقص حكاية لأبيه).. رؤيا ا لدكتور خضر نشرها في "ايلاف"(*1). حوار ذكي معاصر وبلغة بسيطة حاور بها شبح أباه. قصَّ لنا خضر من خلاله، حكاية "محاولات " عائلة عراقية امتد جهدها لأربعين عام، من أجل طبع مذكرات أب وطني، كتبها ومات نكدا ويأساً قبل ان يرى كتابه النور. أربعة عقود لطبع كتاب، أظنها كافية بما يؤكد أنه زمن عراقي بامتياز.! كتاب المذكرات المعني، هو: " الجواهري بلسانه وبقلمي" لوالده الأديب والصحفي الراحل سليم البصون .
عن عمد ! بدأ خضر حلمه بسؤال عراقي كوني ، وبلهجة عراقية : ( شكو..؟ ماكو..؟). ومن وقائع ذات الحلم، تعرفنا على ما استجد عن طبع الكتاب، وكذلك على سيرة حياة أب عراقي بار، هو المناضل اليهودي اليساري: الصحفي الراحل سليم البصون ( ت 1985). ولنعرف أيضاً، انه واحد من رعيل لامع من رواد الصحافة والأدب مِن يهود العراق الذين لم ينصفهم تاريخنا الوطني والسياسي، ومنهم أصدقاء الفقيد ( انور شاؤول ، نعيم طويق،مراد العماري، سمير النقاش وغيرهم ). لا غرابة ! فهل أنصفت ثقافة التهميش والموت والبداوة أحداً من علماءنا، أعلامنا ، أو مثقفينا الأبرار، الأحياء منهم والأموات ؟! يكفي ان جواهرنا العظيم اسقطت عنه الجنسية ودفن في الشام !

لعل مخرجات "شكو ماكو..؟" دكتور خضر (التي أعطبت حواسيب الغرب كما نتندر بفخر) ستحتاج منه لمزيد من الرؤى والأحلام، لسردٍ أطول يكفي لتغطية حكاية طبع الكتاب والغور في التاريخ، وشرح كبائر مشهدنا العراقي، ودور اليهود المؤثر والمغيب عبر تاريخه.. فنحن على انتظار .
ما يهمنا ، أنه وبعد أربعة عقود، حدثت المعجزة ! طبع كتاب البصون في بغداد وحسب وصيته ! . غرابة المعجزة ، ان الطبع تم ضمن مشروع: بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013.
وللمشككين، ليس ثمة غرابة في الأمر، فطبع الكتاب لا يعني بأي حال: تطبيع ثقافي رسمي . فقد تم طبعه بمبادرات شخصية بين اعائلة الفقيد وبين الزميل الشاب مازن لطيف صاحب دار النشر "ميزوبوتاميا " ، وبمساعدة ما تقدمه وسائل عالم الاتصالات من تسهيلات مذهلة.

بادرة مفرحة ومدعاة للتفاؤل حقا . فقد أثارت فرحة طبع الكتاب، قريحة استغراب ساخرة : ( يا لمفارقات القدر !!.. بدون رقابة ؟! كم عانيت منها..! ) أظنها جرأة تهكم بلا حق ! لصحفي يساري و يهودي، و عراقي يحلم أيضا !!

في حواره الاول(*1)، لم يكتف د خضر بإسعاد طيف حلمه بقصة نشر كتابه فحسب،بل دخل معه في حوار شامل أمتعنا فيه. حوار متخم بتبادل الأسئلة وطرح وتبني الأجوبة، كأفضل أسلوب لتوصيل رؤاه وقناعاته الفكرية المعاصرة لنا .. فقد تركنا نلاحق عدداً بلا حصر من استفساراته واستدراكاته وبعض من إسقاطاته الفكرية. كانت مجملها تتمحور حول عذابات كاتب المذكرات البصون كيهودي أولا، وكونه مناضل سياسي عراقي ثانيا، ومن خلاله، سردَ لنا رؤاه لأحداث المشهد السياسي العراقي، من دون التعمق في خفايا اخفاقاته ،ومسبباتها ، فما يعنيه حسب ظني، هو دور اليهود فيه وعبر تاريخه.
بكياسة محاور لبرالي هادئ، منح لاختلافهما الفكري والثقافي والسياسي ، بُعدا حضارياً: صراع بين جيلين مختلفين بالرؤى والعقيدة والتجربة، لذا راح يغذي حوار قناعاته هذا، بمعاييره الشخصية لإقناع والد ماركسي، مات قبل ان يشهد انهيار حلمه الأممي، والأمر عليه، ّْ قبل ان يرى حضيض ما وصل اليه وطن، كان قد سجن من أجل تحرره وسعادة شعبه.. يقينا فكون أبوه ماركسيا، فسيقنع بالتغيير لايمانه ب"ديالكتيك" الحياة والحداثة. وضمن تبدل وتوسع أوجه المعرفة، واختلاف المفاهيم الاقتصادية والاجتماعية و سرعة متغيراتها في عصرنا المذهل.
دأب خضر باستدراكاته المكوكية، ان "يرمم " الفجوة المعرفية بينه وبين روح فارقته قبل عقدين تقريبا. نقاش معرفي هادئ ، حرص خضر ان يمهد لنا عبر سرده التاريخي، درساً عن مفهوم " ـشعور المواطنة" حسب مفاهيمه المعاصرة للوطن والوطنية والمواطنة ضمن الدولة، وما نوع النظام السياسي: من يحكم وبأي نظام يحقق "شعور " ابيه بأمومة وطن رفضه!! فكرة رمزية كهذه يرفضها خضر بالاساس :الوطن الأم، وقد تحاشا الغرق فيها،عدا اشارات منه كانت كافية. وتحاشى السياسة أصلا، لعلها خلاصة لقراءة ما بين السطور. ( لديّ قراءة اخرى عن هذا الموضوع ) (*2)

على فكرة، فحين ذهل ضيف حلمه مما أفرزته التكنولوجيا والعولمة من تغيرات بالمفاهيم، وضاق صدره ذعرا وألما وهو يسمع مآسي احداث وطنه ، و الموت المجاني وتهجير الملايين من شعبه وكل مثقفيه ، أدار وجهة الحوار، لعل في خلوة عودة الروح من جنان خلدها، باتت غير آبهة ومكترثة لكل تلك التفاصيل. أرادت الاستغراق في دقائق حلمها، فما يهم روح سليم الوطني الغيور، هي تلك الوجوه التي شاركته كفاح وهموم الحياة وأمانيه الطيبة، وشاركته شقاء نضاله والسجون من اجل عراق حر سعيد. فراح يسأل عنهم بأسى ومرارة عن: (أحرار العراق الأباة .. أين ذهب الشرفاء الوطنيين ؟؟ ).. لا أدري بماذا سيجيب ساستنا الحمقى على آلام خضر ؟ عن ملاييننا الموزعين بالشتات ؟
هذا هو خلاصة حوار خضر الأول مع روحه، فالاثنان قرءا التاريخ الانساني جيدا، إشراقاته، لدغاته التي لا ترحم ، متاهات منعطفاته، مساخره، مكرهُ. ولعلهما عرفا أهمية التحرر من " طوق التاريخ ومكرهُ الإلهي" !! وهل عصر المعرفة الخلاق واختلاف المفاهيم، يغير من قناعات " روحيهما" الإنسانية الحرة بشيء ؟ أو من ثوابتهما من جوهر الوجود: الإنسان المفكر الحر .؟ لا أعتقد .
إن اختلاف القناعات و المفاهيم لا يفسد في الود - الوجدان الانساني- قضية.! لعل حواره يعد مدخلا لديالكتيك التطبيع الثقافي الذي على ما أظن، سيرى النور حتماً، بعد قرن.! حسب تفاؤل اليائسين !
خوفنا الوحيد نحن اليائسون المستغرقون بالهم والدم، كوننا نعيش في عش للمجانين، وان العصر يتخطى بسرعة كونية، كل معتوهي وحمقى زمانه. عصر مذهل وأحمق في آن واحد . أليس عُتهاً فرض رقابة في ظل عالم الاتصال الرقمي المذهل ؟؟

يقينا ان ثورة المعلومات والاتصالات التي وحدت العالم بقرية، واجتاحت كوننا المرئي، تشابكت عظمة منجزاتها، مع هوس وجنون مصالح و مطامع سلطة المال والنفوذ ، لإغراقنا بنتاجها العرضي المسخ: أجيالاً من الحمقى والمعتوهين، ومزيدا من جبابرة وصناع حروب، أشد حماقةً وفتكاً وبلوى!
وأخيرا، عسى ان لا أكون قد أغرقت حلم خضر الهادئ، بوابل من كوابيس " شكو.. ماكو ؟" مأزقنا العراقي . فعذراً . ..

دمت يا أخي الحر النبيل خضر، ودامت أحلامك. فنحن تواقون للمشاركة بحلم عراقي آخر أكثر عذوبةً..

يتبع -2-
(*) –- ايلاف-حوار مع والدي - د. خضر سليم البصون
http://www.elaph.com/Web/Culture/2013/4/805737.html#

(*2) – ملاحظة :أعدت كتابة هذه القراءة عدة مرات، بعد قراءتي لحوار الدكتور خضر الثاني" هل نحن مكون أو جالية"



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية للمفكر-الجاسوس- أحمد القبانجي !؟
- هل تستحق الاعتقال، تساؤلات السيد أحمد القبانجي..!؟
- تظاهرات السلطة، نهج طائفي!!
- حزب الدعوة .. تحولات فكرية لقيادة المرحلة!!
- الدكتور العيساوي،، وتطييف السياسة
- بدل كتم أفواه المفسدين، كُتم صوت -البغدادية- !!
- - شرف الله - بين النزاهة والتكليف الشرعي!
- تسقيطات سياسية، أم تحسين سمعة!؟
- على مَن وماذا ! تراهن حماس !؟
- للفضائح أجنحة وسلة واحدة !!
- مع إلغاء -فساد- البطاقة التموينية، لكن بلا مجاعة!!
- نادي الثلاثاء وعفيفة اسكندر!
- -اريد الله يبين حوبتي بيهم- وداعا عفيفة اسكندر !
- -عروس الانبار وقدس كردستان- قنابل دستورية موقوتة !
- الطفلة روان و- ديوجين- مصباح الفكر- (*)
- في -المفاخذة - فقط، تلتقي أفخاذ أولاد العمومة !
- التمرير واللعب في الوقت الضائع!!
- قانون العفو العام و-دولة القانون-، سلة واجدة !
- نداء مثقف: تبني يوم ل- شارع المتنبي- !؟
- إعادة إنتاج أفلام ومساخر - مطايا -التطرف !


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - قراءة في حوارات دكتور خضر مع أبيه سليم البصون.. -1