أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - التفكير زمن التكفير .














المزيد.....

التفكير زمن التكفير .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 16:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إن ما رافق ملاحظة الأستاذ أحمد عصيد في موضوع التناقض الذي تحبل به مضامين المقررات الدراسية التي تروم ــ من حيث المبدأ ــ إشاعة ثقافة حقوق الإنسان واستبطانها في نفوس النشء ؛ من ردود فعل اكتست طابع "التحريض الجهادي" ضد شخص عصيد ، والطعن المقيت في وطنيته ، حيث اتهمه خطباء من أعلى منابر الجمعة بالولاء للصهيونية والعمالة للغرب ؛ ينبئ بأن المغرب لم يغادر زمن التكفير . فقد انبرى أعضاء وكتبة من حركة التوحيد والإصلاح إلى القذف في عصيد بما ليس فيه وتحميله كل الشرور التي تنخر جسم الأمة . بحيث غابت ، للأسف الشديد ، الأصوات المتزنة وخلت صفوف التيار الديني ( إسلامييه وسلفييه وجهادييه ) من رجل عاقل يضبط إيقاع الفهم على موجهة الهدوء وحسن الظن والتأويل على النحو الذي سلكه الدكتور طارق رمضان لما غلّب العقل على "العاطفة" ، واعتمد أسلوب الباحث بدل هيجان "الواعظ" ، بحيث طالب بالتسجيل الكامل لمداخلة الأستاذ عصيد حتى تتضح له الصورة ويتبيّن الحق من التضليل ، خصوصا وكما أشارت الزميلة سناء العاجي ، أن قلة قليلة هي التي شاهدت فيديو عصيد وهو يلقي كلمته ، بينما عدد المتحاملين أكثر بكثير من عدد المشاهدين . وهذه آفة الذهنية الإسلامية التي تستسلم للتبعية وتستمرئ الانقياد وتستطيب الوصاية . وجاءت شهادة د. طارق رمضان عادلة ومتزنة كالتالي" لما أرسل لي فيديو الأستاذ عصيد من دقيقتين وطولب مني إبداء رأيي طالبت بالتسجيل الكامل لمداخلته ولما اطلعت عليها كاملة وفهمت جيدا كلام السيد عصيد الذي كان واضحا لا يمكن إلا أن أشاطره الرأي الذي هو ضرورة عدم تدريس مالا يناسب أعمار التلاميذ والذي قد يفهمونه أن الإسلام يحرض على العنف. لكني لا أتفق مع شرح عصيد للرسالة وهذا غير مهم أكثر لأنها ليس موضوع النقاش فقط قدمها المحاضر كمثال). فهل ينسحب حكم "عصيد عدو الله " على طارق رمضان ؟ لا شك أن قول د. طارق رمضان يتناسب مع الحديث النبوي الشريف الذي أخرجه الأمام مسلم عن ابن مسعود قوله: (ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنه) .وكذلك ما روي عن علي بن أبي طالب قوله (خاطبوا الناس على قدر عقولهم أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله) . وكما أثارت ملاحظة الأستاذ عصيد أن رسالة النبي (ص) "اسلم تسلم" قد يفهم منها ناشئتنا ما يتعارض مع حرية الاعتقاد ويشي "بالترهيب" ، أثارت أيضا ملاحظات مماثلة في موضوع الفتوى التي تبيح زواج القاصرات حيت اتُّهم أصحابها "بالبيدوفيليا" لأنها فتاوى باتت شاذة ولا تنسج مع قيم العصر التي تصون حقوق الأطفال بعد أن رفعت سن الطفولة إلى 18 سنة . فالاتهام "بالبيدوفيليا" لا ينسحب على ما سبق من أزمنة لم تسُد فيها قيم الطفولة وضرورة رعاية حقوقها ؛ لكن لن ينجو اليوم من هذا الاتهام أي شيخ أو فقيه يجيز زواج القاصرات مهما تحصن بالنص الديني . وكذلك هو الحال في مسائل دينية "معلومة من الدين بالضرورة" وينص عليها صريح القرآن كإلزام غير المسلمين بدفع الجزية ، بحيث باتت خارج سياقها التاريخي والاجتماعي والسياسي في ظل الدولة المدنية التي تتأسس على قيم المواطنة ودستور يساوي بين جميع المواطنين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم، وقوانين تضمن الحقوق لكافتهم دون تمييز عرقي أو جنسي أو مذهبي . ولا يجد المسلمون حرجا ولا غضاضة في المطالبة بالمساواة أمام القانون وتشديد العقوبة على السارق أو القاتل دون تفريق بين الذكر والأنثى أو بين المسلم والكتابي ، أو بين المسلم والكافر ، علما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "عقل الكافر نصف دية المؤمن ." رواه أصحاب السنن.وقال أيضا " دية المعاهد نصف دية الحر ". وفي السنن أن النبي (ص) جعل دية الذمي نصف دية المسلم. وجاءت السنة موضحة ومؤجرئة للقرآن الكريم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى) البقرة 178 . ما يهم من هذه الأمثلة هو بيان مساحة الاجتهاد ومنطقة العفو التي يتوجب على المسلمين بذل الجهد الفكري لجعل النص الديني يساير حركية المجتمعات الإنسانية ويستوعبها الفقهاء وهم يشرحون للناس ويبينون لهم أمور دينهم بما لا يجعل المسلمين في صدام مع القيم الإنسانية النبيلة . وقد انتبهت وزارة التعليم ، بعد أحداث 16 ماي 2003 ، إلى مضامين المقررات الدراسية ، خاصة في مادة التربية الإسلامية ، التي كانت تنص على قتل المرتد / الكافر . الأمر الذي وضع تلك المقررات موضع اتهام بالتحريض على التكفير والقتل والكراهية ، فيما دستور الدولة يقر بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا . إن بناء الإنسان السوي الذي يعيش عصره ويتشبع بكل القيم النبيلة والمبادئ السامية التي صاغتعا البشرية وتوافقت شعوب الأرض على سموها ، ومنها حرية الفكر والاعتقاد التي لا تكسر كل رقابة على الضمير وتمنع تصنيف المواطنين على قاعدة التدين ؛ إن بناء هذا الإنسان الكوني يستوجب القطع مع ثقافة الغلو وفقه القتل . ولعل الفتاوى التي تطارد الأستاذ عصيد ومناخ الكراهية الذي أشاعته ، لا تستهدف عصيد فقط ، وإنما المشروع المجتمعي الديمقراطي والحداثي الذي يناضل من أجله . فكان سلاح التكفير لمواجهة حرية التفكير . والآن وجب قلب المعادلة "التفكير في مواجهة التكفير" .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب الردة تدق طبولها في المغرب .
- المغاربة لسانهم مع الديمقراطية وقلبهم مع قوانين الشريعة .
- ذكرى 16 ماي وأجواء الشحن الإيديولوجي .
- فتوى قتل المرتد عنوان الردة الفكرية والثقافية .
- طالبان بين ظهراني علمائنا فلا تبحثوا عنها هناك .
- سعيد الكحل - باحث في قضايا الإرهاب والإسلام السياسي- في حوار ...
- الإسلاميون مفترون.
- أين المغرب من روح خطاب تاسع مارس ؟
- سقطت الأنظمة فسقطت الأقنعة .
- الذكرى الثانية لحركة 20 فبراير : نجاح أم إخفاق ؟
- الزحف الأصولي وخطر تكميم الأفواه .
- شاكر بلعيد يفدي تونس بروحه.
- المغرب ومالي
- معركة عزل الأئمة وضرورة مساندة وزير الأوقاف.
- برلمانيون بدون ضمير أخلاقي ولا حس وطني أو إنساني.
- مواطنو الدرجة الممتازة
- شكرا لشجاعة الشيخ الفيزازي الابن .
- أزهار الربيع التونسي تصبح أحجارا.
- مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .
- 2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - التفكير زمن التكفير .