أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الكارثة المحدقة ... كيف يواجهها الشعب؟















المزيد.....

الكارثة المحدقة ... كيف يواجهها الشعب؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 21:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دلائل الوضع كلها تشير إلى توجه منظم ومقرر من جانب قوى أساسية في التشكيلات السياسية القائمة والحاكمة بالعراق صوب المزيد من تسعير الوضع وصولاً إلى تفجيره, وهي ترى في ذلك الطريق الوحيد لبقائها الطائفي السياسي "الشيعي!" على رأس السلطة, أو للوصول بقواها الطائفية "السنية!" إلى رأس السلطة. وهي تدرك جيداً مخاطر هذا الوضع الطائفي وعواقبه الوخيمة, ولكنها مستعدة لخوض غمار هذه المغامرة المدمرة لوحدة الشعب العراقي والحياة الاقتصادية والاجتماعية, وهي تعتقد بوجود قوى سياسية ودول مجاورة مستعدة لمساندتها ومدِّها بما يسهم في مواصلة هذه المغامرة القذرة. وغالبا ما كانت وتكون حسابات المستبدين في العراق غير إنسانية وغير دقيقة وغير محسوبة العواقب, وبالتالي تقود إلى نهايتها غير المشرفة, وغالباً ما وجد ويجد هؤلاء الناس في المحصلة النهائية أنفسهم في حفرة شبيهة بحفرة الدكتاتور الأهوج الذي أوصل البلاد والشعب إلى ما هما عليه الآن.
لقد لعبت سياسة رئيس الحكومة الحالية دوراً كبيراً في تأجيج الطائفية السياسية, ولعب الحليف في الحكم والمعارض في آن واحد دوراً مماثلاً للوصول إلى موقع رئيس في السلطة بنهج وأهداف طائفية وليس لأهداف تخدم مصالح الشعب والوطن.
وكلنا شاهد على إن فاجعة الحياة السياسية الراهنة عكست واقعها السيء على الحياة الاقتصادية, والحياة الاقتصادية المتزايدة تعقيداً تجلت في التدهور المستمر لحياة ومعيشة الناس الفقراء والكادحين اليومية. وكل المؤشرات تؤكد إلى استمرار التفاقم في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الراهنتين وإلى تراجع في سعر صرف الدينار وإلى تدهور شديد في القدرة الشرائية للدينار العراقي والمزيد من البطالة والفقر وعواقب ذلك على مستوى حياة ومعيشة الناس وتوفير حاجياتهم الأساسية.
إن النداءات الحماسية ومطالبة المسؤولين بمراجعة ضمائرهم والعودة إلى العقل لم تعد تنفع مع من وفر أو ساهم في توفير مستلزمات الأزمة السياسية الراهنة وعواقبها على بقية مجالات الحياة العامة, لأنه كان راغباً في نشوء هذا الوضع المأساوي, وإلا لكان قد فكر بذلك قبل البدء بتوتير الأجواء واستخدام أجهزة الأمن والشرطة والجيش والقوات الخاصة لخوض المعركة ضد الحليف السياسي المعارض بدلاً من الحوار والمساومة للوصول إلى نتائج إيجابية.
كلنا شاهد بأن رئيس الحكومة قد بدأ بتوتير الأجواء مع حكومة الإقليم, رغم التحفظات على بعض سياسات الإقليم, ليسعى إلى كسب ود القوميين والأحزاب الإسلامية السياسية المشاركة في الحكم, وبعد نجاحات بسيطة, أدرك بأن هذا لن يساعده على تحقيق غاياته, فبدأ بتهدئة الأوضاع مع حكومة الإقليم ليشددها بزخم متزايد مع القوى القومية العربية اليمينية والإسلامية السياسية ليصعد المعركة ويمارس مغامرته بعيداً عن الكرد كمرحلة أولى. وضاعت في خضم هذه التكتيكات الفاشلة مصالح ومطالب الناس العادلة واقترب الوضع من كارثة فعلية محدقة.
إن رئيس الحكومة الراهنة يمثل الأحزاب السياسية الشيعية المتصارعة في ما بينها والتي لا تزال عاجزة عن إبعاده لأنه يجد التأييد والمساندة من إيران أولاً وقبل كل شيء, وتخشى, وهي الطائفية بامتياز, على وجودها الطائفي على رأس السلطة, وهي بهذا مستعدة حتى الآن على قبول التضحيات الكبيرة التي يتحملها الشعب من جراء سياسة ممثلها الواقف على رأس السلطة. وستكون العاقبة عليها جميعاً شديدة ومدمرة بعد حين.
إن نداءات السيد عمار الحكيم بعقد اجتماع رمزي لكل القوى السياسية العراقية أمر كان مفيداً لو استجاب رئيس الحكومة لنداءات رئيس الجمهورية قبل ستة شهور أو سنة أو حتى قبل سنتين وقبل أن تصل الحالة إلى حدود الكارثة المحدقة! ولكن لا أتصور إنها ستكون نافعة اليوم لأن رئيس الحكومة وقد أبدى موافقته على حضور هذا الاجتماع,
هدد في الوقت نفسه بالويل والثبور لمن يتجاوز على الأمن العام, علماً بأن الأمن العام مفقود والموت يومي تمارسه قوى الإرهاب بمختلف هوياتها بكل حرية وتأتي على حياة المزيد من البشر يومياً. إن رئيس الحكومة وحزبه هما الكارثة الراهنة في عراقنا "الجديد!".
ليس أمام القوى التي تريد الخلاص من هذا الوضع البائس والمخاطر الجدية التي تهدد الشعب بحرب طائفية قذرة سوى التوجه للعمل بأربعة اتجاهات ثلاثة:
1. تكثيف وتوسيع العمل مع الفئات الاجتماعية الشعبية التي تعاني من الواقع الراهن ومع منظمات المجتمع المدني والدفع باتجاه التظاهر وتنظيم المسيرات والاحتجاجات ضد السياسات التي تمارس حالياً. إنه الطريق الأضمن والأكثر أهمية في مجمل العملية السياسية الجارية. وإذا تطلب الأمر التفكير الجاد بمدى إمكانية تنظيم تدريجي لاعتصامات وعصيان مدني.
2. السعي لتشكيل جبهة أوسع من جبهة قوى التيار الديمقراطي الراهنة, من كل الذين يدركون مخاطر الأزمة الراهنة وعواقبها على المجتمع, سواء من يعمل مع الحكومة أو خارجها والضغط على قوى التحالف الكردستاني لتمارس بدورها الضغط على الحكومة وليس مساومتها على أهداف آنية تسهل عليه الهجوم على الآخرين, وحين ينتهي منهم يتحول إلى مكافحة الكرد, تماما كما لعب صدام حسين هذه اللعبة القذرة في أوائل حكم البعث الثاني بالعراق.
3. تعزيز وتطوير دور المثقفين والمثقفات بالعراق لتلعب دورها المحفز للإنسان العراقي والرافع من الإحباط الذي يعاني منه الآن والساعي إلى انتزاع حقوقه من مضطهديه, من النخبة الحاكمة الراهنة.
4. التوجه إلى الأمم المتحدة والرأي العام العالمي لتحريكه باتجاه مساندة الشعب العراقي والوقوف بوجه السياسة الطائفية المغامرة والمدمرة التي يمارسها الحكم الطائفي والقوى الطائفية السياسية بالعراق والذي جاء بسبب مهادنتها وسكوتها على ما يجري بالعراق, وهي المسؤولة عن البند السابع وعن مسيرة العراق, إضافة إلى الدور السيء والمشين الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية بالعراق والمؤيدة بهذا الشكل أو ذاك لسياسة المالكي المُشرذِمة لقوى الشعب والمفرقة للصفوف والمبعثرة لموارد البلاد المالية والجاثمة كالغول على صدر الشعب العراقي, وكأنها سياسة مبرمجة ومقصودة من جانب الإدارة الأمريكية ومراكز القوة فيها.
لا تنفع النداءات مع من تسبب بنشوء هذا الوضع وهو غير راغب وغير قادر إيديولوجياً ولا يفكر بحل الأزمة, بل يري تصعيدها, رغم ما يبديه أحياناً من تخفيف مع هذه المجموعة أو تلك أو مع هذا الشخص أو ذاك, إذ سرعان ما يطلق تصريحاً أو يرسل من يدلي بتصريح لينسف الوضع كله ويعود إلى ما وراء المربع الأول ليزيد من الصراع ويعمقه ليجني, كما يعتقد, ثمار ذلك, وهي ثمار مرة للشعب العراقي كله, ولكنها حلوة للمفسدين والمستبدين والطامعين في المزيد من الحكم والسحت الحرام ولو مؤقتاً.
إن على الشعب وقواه السياسية غير المتورطة بالصراع غير الإنساني الجاري إدراك عمق وشمولية الأزمة, إداك حقيقة المستنقع والدرك الأسفل الذي يخطط له الحاكم بأمره رئيس الحكومة الحالية ويدفع بالوطن والشعب للسقوط فيه. إن على من يؤيد الحكم الراهن أن يعيد النظر بحساباته وأن ينطلق من مصالح الشعب والوطن وليس من حساباته المالية المصرفية الوقتية والتي تكلف الشعب المزيد من الأرواح البريئة والمزيد من الدمار والخراب.
30/5/2013 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الراهن في العراق والتحدي ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات
- مقارنة معبرة عن الفوارق الحضارية بين مسؤولي ألمانيا إزاء شعب ...
- لمحات من عراق القرن العشرين - فهارست أحد عشر مجلداً
- اشتكى المالكي من الطائفية.. والشكوى لله!!
- تحريم تشكيل الميليشيات المسلحة لمواجهة القوات المسلحة العراق ...
- جلال ذياب ضحية النضال في سبيل الحرية والمساواة
- حصاد عشر سنوات بعد الحرب والاحتلال ونظام المحاصصة الطائفية
- شباب قلعة دزه كانوا هدف البعثيين العنصريين الأوباش
- إن كان المالكي صادقاً ولا يكشف ملفات القتلة فتلك مصيبة, وإن ...
- قراءة مكثفة في كتاب وكاتب: بغداد حبيبتي ... يهود العراق... ذ ...
- مرشحو التيار الديمقراطي بناة المجتمع المدني الديمقراطي الجدي ...
- المأساة والمهزلة في آن حين يكون الحاكم مستبداً و... !!
- هل من سبيل لإيقاف العدوانية الإجرامية في السياسة العراقية؟
- لقاء في النادي الثقافي الكلداني بعنكاوة ... هموم وطموحات مشت ...
- تحية إلى الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراق ...
- الكارثة المحدقة ... هل يمكن تجاوزها؟
- عيد نوروز الخالد... عيد المحبة والسلام .. عيد النضال ضد الطغ ...
- 19 آذار ... يوم بغداد الدامي والدامع والمريع..
- رسالة مفتوحة إلى السيد نوري المالكي رئيس مجلس وزراء العراق


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الكارثة المحدقة ... كيف يواجهها الشعب؟