أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الخويلدي - العدل والمساواة والإنصاف














المزيد.....

العدل والمساواة والإنصاف


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 15:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"العدل أساس العمران" ابن خلدون
يعتقد البعض أن مفاهيم العدل والمساواة والإنصاف تتنزل في السجل السياسي ولها تطبيقات قانونية وتخص القضاء وفن الحكم وتفيد نفس الشيء وتدل على معان متقاربة ولذلك يتم الاستخفاف بالفروقات القائمة بينها ويتم تداول هذه المصطلحات في استعمالات متشابهة. لكن المقصود بالعدل؟ وما الفرق بين العدل والعدالة؟ وكيف يتم التعامل مع قيمة المساواة؟ ولماذا يتم الاستنجاد بمفهوم الإنصاف؟ وهل يتعلق الأمر بعسر تطبيق المساواة أم يتم الاعتناء بالعدل؟ وما تأثير ذلك على جدلية السيادة والمواطنة في الاطار الوظيفي للدولة؟ وهل يمكن الحلم بنظام سياسي يكون في نفس الوقت عادلا ومنصفا ويساوي بين الأفراد في الحقوق والواجبات؟
العدل justice :
لغة: العدل خلاف الجور والظلم، وهو القصد في الأمور، وما قام في النفوس أنه مستقيم، مِن عَدَلَ يَعْدِلُ فهو عادل من عُدولٍ وعَدْلٍ، يقال: عَدَلَ عليه في القضية فهو عادِلٌ. وبسط الوالي عَدْلَه.
اصطلاحا: العدل هو عبارة عن الاستقامة على طريق الحق بالاجتناب عما هو محظور، وكلك هو استعمال الأمور في مواضعها، وأوقاتها، ووجوهها، ومقاديرها، من غير سرف، ولا تقصير، ولا تقديم، ولا تأخير.
فلسفة: العدل هو القسط والميزان باعطاء كل ذي حق حقه ، والعدالة ملكة راسخة في النفس تحمل صاحبها على ملازمة المروءة والاعتدال بامتثال المأمورات والابتعاد عن المنهيات.
كما أن العدل يختلف عن العدالة ، فالأول مبدأ سياسي له تفريعات اجتماعية واقتصادية ، في حين أن العدالة مفهوم أخلاقي له تفريعات قانونية قضائية.
المساواة Egalité:
لغة: ساواه: ماثله وعادله. بالتالي هي المماثلة والمعادلة على خلاف التفاوت والاختلال في الدرجات والتوزيع،والسوي أو الاستواء هو أن يكون اللفظ المعبِّر عن المعنى المراد مساويا له لا ينقص ولا يزيد.
اصطلاحا: أن يتساوى الناس جميعا فى الحقوق والواجبات دون تفرقة أو تمييز بسبب جنس أو طبقه أو مذهب أو عصبية أو حسب أو نسب أو مال... إلخ.
فلسفة: المساواة بين الجنسين والمساوة الاجتماعية ومساواة جميعى الناس أمام القانون.
ومما تقدم من التعريف اللغوي يتبين لنا أن ثمة فرقا بين المساواة والعدل فالمساواة تعني رفع أحد الطرفين حتى يساوي الآخر أما العدل فهو إعطاء كل ذي حق حقه.
الانصاف Equité :
لغة: مشتق من نصف أي شطر الشيء الى شقين متساويين، وتناصف القوم أي تعاطوا بالحق وتعاملوا بالعدل والقسط. والتنصف هو طلب المعروف ودرء المنكر بعد استواء المحاسن والمساوىء.
اصطلاحا: هو الشعور التلقائي الصادق بما هو عدل أو جور، والإنصاف،حقوقيا، التقيد بنص القانون لأنه عدل طبيعي، لا عدل شرعي، و هو أسمى من القانون الوضعي و أكثر مرونة منه. وهو كذلك هو العدل في المعاملة بأن لا يأخذ من صاحبه من المنافع إلّا ما يعطيه، ولا ينيله من المضارّ إلّا كما ينيله.
فلسفة: الانصاف هو أن يعطي صاحبه ما عليه بإزاء ما يأخذ من النّفع، وهو استيفاء الحقوق لأربابها واستخراجها بالأيدي العادلة والسّياسات الفاضلة. زد على ذلك الانصاف هو أن تعطي غيرك من الحقّ مثل الّذي تحبّ أن تأخذه منه لو كنت مكانه ويكون ذلك بالأقوال والأفعال، في الرّضا والغضب، مع من نحبّ ومع من نكره.
نستخلص مما شبق أن النظام الديمقراطي المشروع هو الذي يعتمد العدالة الاجتماعية والمساواة القانونية والانصاف الاتيقي كقواعد تنظيمية للعلاقات بين الأفراد وتدبير الشأنى العام وأن ثلاثية العدالة والمساواة والانصاف هي الكفيلة بجعل السيادة شرط ضمان المواطنة والحق في المقاومة والنظر الى المواطنة كمصدر شرعية سيادة الدولة ومصدر هيبتها وسؤددها زمن الثورات. اذا كانت المساواة قد ارتبطت بنظرية العقد الاجتماعي عند جان جاك روسو ونظرية الارادة العامة وإذا كانت العدالة الاجتماعية قد ظهرت بالخصوص مع كارل ماركس ونظرية دولة الطبقة العاملة فإن مفهوم الانصاف ظهر مع جان راولز ومفهوم الدولة الليبرالية التي يحكمها مبدئا الحرية والاختلاف وينظم المجتمع الليبرالي قانون العدالة التوزيعية أين يتم تقسيم المنافع والمساوئ على المواطنين بشكل يحمي الأفراد الأكثر عرضة للتضرر عند الأزمات.
لكن الى أي مدى يسمح الاستنجاد بالإنصاف في اطار العدالة الانتقالية من جبر الأضرار والتعويض للمتضررين وتحقيق الصفح والمصالحة؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة اليوم : حوار مع زهير الخويلدي
- أفكار فلسفية حول مشروع الدستور
- نظرية الهابيتوس والرأسمال الرمزي عند بيير بورديو
- بوليفارية تشافيز ومناهضة الامبريالية
- الحاجة الى تثوير فلسفة التربية والتعليم
- مبادىء أولية في الثورة الثقافية
- فن السياسة وحسن التدبير
- من الثورة الى التثوير، حول أطياف 17 ديسمبر والثورة الثقافية
- تشذر الخطاب الفلسفي
- شذرات ثورية في زمن مؤقت
- شذرات ثورية
- الإرادة والإختيار والعدل عند الفارابي
- منهج التربية: من الاستبداد الى الديمقراطية
- معركة الإعلام بين المعارضة والسلطة
- ما معنى أن يكون المرء على اليسار حسب جيل دولوز؟
- ورقة فلسفية عن الثورة العربية
- ثلاثة نماذج معيارية للديمقراطية عند هابرماس
- طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد في مرآة التراث والذات والآخ ...
- من التنمية الاقتصادية الى الترقي الاجتماعي
- وداعا أنور عبد الملك فارس الثقافة الوطنية


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الخويلدي - العدل والمساواة والإنصاف