أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - باسم المرعبي - الفرق بين سردشت عثمان وفخري كريم














المزيد.....

الفرق بين سردشت عثمان وفخري كريم


باسم المرعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 15:09
المحور: الصحافة والاعلام
    


"في مثل هذا الشهر قبل ثلاث سنوات اختطف وعُذِّب وقُتل الكاتب والصحفي الشاب الكردي سردشت عثمان بسبب آرائه وكتاباته الشجاعة".


تقدّم سردشت عثمان الى موته بشجاعة، كما لو انه بطلٌ من الأساطير
لم يطلب سردشت موتاً مجانياً، موتاً لأجل الموت بل كان موته طلباً للحياة لكأنّه تمثّل فهم الجواهري العميق بقوله "حبّ الحياة بحبّ الموت أغراني".
يقول: "في الايام القليلة الماضية قيل لي انه لم يبق لي في الحياة الا القليل، وكما قالوا ان فرصة تنفسي الهواء أصبحت معدومة. لكنني لا أُبالي بالموت أو التعذيب. سأنتظر حتفي وموعد اللقاء الاخير مع قتلتي. وأدعو ان يعطوني موتاً تراجيدياً يليق بحياتي التراجيدية. أقول هذا حتى تعلموا كم يعاني شباب هذه البلاد وان الموت هو ابسط اختياراتهم. حتى تعلموا ان الذي يخيفنا هو الاستمرار في الحياة وليس الموت".
وهو لم يجانب الحقيقة حين كتب، "لهذا سأحاول أن أكون صادقاً في أقوالي بقدر صدق السيد المسيح". وكان حقاً كذلك، صادقاً و واضحاً كالبراءة، كالطهر.
طهرٌ كهذا كان لابدّ أن يخرّ مدمّى وسط دنس مجموعة غارقة في أوحال الاستحواذ والمصالح والتآمر.
سردشت الذي أودى به موقفه الكبير
كان في مقتبل الحياة والكتابة ـ لم يتبق وقتها سوى شهر على تخرجه من الجامعة ـ
لكتابته نكهة حيّة.. مقالاته الثلاث المترجمة الى العربية تشير الى موهبة حقيقية في كتابة مختلفة، غير متكلفة، تدخل القلب لأنها تصدر عن وجدان نازف. مقالاته تلك تشير الى امكانية كبيرة في الكتابة لكنها أُطفئت قبل أوانها بكثير.
وكان مترجماً عن الانكليزية يستعين بما يتقاضاه عن ترجماته تلك لمواصلة دراسته. وقد صبّت ترجماته في ذات الموقف الذي اتخذه من السلطة، إذ عمد الى الموضوعات التي "تعرض أوجه فساد الأسرة الحاكمة في كردستان العراق". كما جاء في تقرير اخباري عن حادثة اختطافه وقتله.

شجاعة وطُهر سردشت استحضرتها عند مشاهدتي لحوار تلفزيوني أجراه الاعلامي سعدون محسن ضمد مع فخري كريم على قناة الحرة. فبخصوص سؤال يتعلق بتركّز المسؤوليات الكبيرة، الأمنية والحكومية، في اقليم كردستان بيد عائلة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، ردّ فخري، مستنكراً وغاضباً ومُستفَزّاً، ومبرّراً طبعاً، بالتالي:
أنا لا أريد أن أدافع عن ظاهرة غير صحيحة، إذا تريد أن تتحدث عن ابن مسعود بارزاني، فهو كان في عمر الـ 16 التحق بالحركة الكردية في الجبل وظل طوال عمره في ذلك الموقع، أبناؤه الذين يتحدث عنهم كانوا مرافقين له، أما الآن أن يحتل هذا الموقع أو ذلك الموقع.....هذا شيء آخر...."

هذا هو الفرق بكل بساطة بين سردشت وفخري
سردشت الذي ذهب الى موته ببسالة لا تُضارع، وهو على أبواب المستقبل في كلّ شيء، لأنه لم يخش عواقب كلمته وموقفه المنسجم مع ضمير أبيض.
وفخري رغم سنينه التي تدق على أبواب قبره، لكن ذلك لم يردعه أن يعمى ويصم عن الحقيقة وقولها، فاتخذ الجانب المظلم من التاريخ.

انه الفرق بين المجد والعار.
..................
وفي الختام لا دمعة تُذرف عليك يا سردشت وان كنت تستحق ان تذرف العين دماً على غياب من هو مثلك، لكن الدمعة علينا نحن، إن لم نستطيع النهوض بواجب "ان نقول الحق مادمنا أحياء". كما في جملتك هذه في واحد من مقالاتك الثلاثة.



#باسم_المرعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات/ مواقف وتأملات نقدية
- حين يُفيق الرئيس فلا يجد نفسه رئيساً أو أما آنَ للرئيس أن يم ...
- أما آنَ للرئيس أن يموت..؟
- أعوامُ الفلول هل حدثت الثورة، حقاً!
- دعوة الى تأسيس البرلمان الثقافي
- عن ثقافة التضليل والشعارات وفصائل المرتزقة من الكتّاب والمثق ...
- بلاد بين شارعين
- بغداد عاصمة لأي شيء؟ عن تداعيات مقال الكاتبة لطفية الدليمي، ...
- الرؤوس الكبيرة تتهاوى... فمَن يُدير آلة القتل في سوريا؟
- صورة لأطفال المزابل مع ضيوف المربد
- صفّحوا ضمائرَكُم قبلَ أن تُصفّحوا سياراتِكُم
- صوَر بالأبيض والأسوَد
- الجُناة يتضامنون، فمتى يتضامن الضحايا؟ عن قضية المفصولين من ...
- حتى لو اختفت امريكا من الوجود، القتل لن يتوقّف في العراق
- شمس صغيرة
- اعتذار الى الشعب السوري العظيم وجُملة أسئلة الى نوري المالكي
- الإعلام العربي: مرايا الضمائر الميتة
- اسلام في خدمة الطغيان
- مصائر الشعراء انطباعات واستذكارات متناثرة عن كمال سبتي


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - باسم المرعبي - الفرق بين سردشت عثمان وفخري كريم