أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الغني سلامه - الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - دراسة شاملة 2-2















المزيد.....


الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - دراسة شاملة 2-2


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 10:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


أثر الإسلام السياسي على الثورة الفلسطينية

شهدت الخمسينيات من القرن الماضي بدايات مرحلة المد القومي واليساري، في تلك السنوات كانت جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين حاضرة، إلا أن مجموعات نشطة من داخلها وعلى أطرافها بدأت بالتفكير على نحو مختلف، متأثرة بالأفكار اليسارية والثورية، ومحاولةً القيام بعمل مضاد لقيام دولة إسرائيل. من بين هذه المجموعات "شباب الثأر" و"كتيبة الحق"، كان من أبرز مؤسسيها صلاح خلف وخليل الوزير وكمال عدوان. إلى جانب نشطاء كانوا قريبين من الإخوان أبرزهم ياسر عرفات وسليم الزعنون وأبو يوسف النجار. كما كان خالد الحسن عضوا في حزب التحرير .. التقى هؤلاء جميعا على أن العمل الدعوي والتربوي الذي يركز عليه الإخوان، أو الانشغال بالصراعات العقائدية والأيديولوجية، أو الصراعات الحزبية لا يخدم أي منها فكرة تحرير فلسطين، بل يعيقها، وأنه لا بد من أخذ زمام المبادرة والقيام بعمل مسلح .. وكانت هذه بدايات تأسيس حركة فتح، وانطلاقة الثورة الفلسطينية فيما بعد.

بعد انتصار الثورة الإيرانية (1979) كان لصعود الإسلام السياسي تأثيرا معاكسا على الثورة الفلسطينية بشكل عام. فإذا كانت فتح قد نجحت (منذ الخمسينات) في "فلسطنة" الشباب المنتمين للأحزاب السياسية (بما فيهم الإخوان المسلمين)؛ وتخليصهم من اغترابهم السياسي، ودفعهم نحو الهوية الوطنية، والانغماس في الهم الوطني، والنضال من أجل القضية الفلسطينية، بكل ما تقتضيه من عمل سياسي وعسكري وتنظيمي ... فإن صعود الإسلام السياسي في نهاية السبعينات أخذ يدفعهم نحو القضايا الإسلامية العالمية، ويغيّر من أولوياتهم وتوجهاتهم بما يخدم الرؤية السياسية والأيديولوجية لتلك الأحزاب بعيدا عن القضية الفلسطينية.

مع العلم أنه حين انتصرت الثورة الإيرانية، وأطاحت بالشاه فرح الفلسطينيون بها، وظنوا أنها ستعوض خسارتهم لمصر، وستعدّل من موازين القوى في المنطقة، لذلك كان ياسر عرفات أول من زار إيران وهنأ الخميني بنصره، ومن طهران أطلق عبارته الشهيرة: "عُمْقنا الإستراتيجي يمتد من صور إلى خراسان". لكن بعد وقت قصير تبين أن الرهان كان خاطئا، وأن الخسائر الفلسطينية ستكون أفدح من المتوقع.

الكاتب "د. شفيق الغبرا" - وهو فدائي عايش التجربة الفلسطينية في حقبة السبعينات - في كتابه "حياة غير آمنة" يصوّر طبيعة الأجواء التي سادت بعد انتصار الثورة الإيرانية، ويتحدث عن مدى تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على الثورة الفلسطينية؛ يقول "الغبرا": "مع عام 1979 كان التغير الكبير الذي وقع في الشرق هو انتصار الثورة الإيرانية". ويضيف: "جاء النموذج الإيراني ليقول إن الثورة في العالم العربي والإسلامي لن تكون ماركسية، أو اشتراكية، أو يسارية، أو قومية أو وطنية كما كنا نقول ونعتقد؛ بل إسلامية الاتجاه والهوى، دينية المضمون والعمق".

واعتبر الكثير من المحللين أن انتصار الثورة الإيرانية أعطى للإسلام السياسي في المنطقة العربية زخما إضافيا، ومنَحه القوة الإعلامية والجماهيرية التي كان يحتاجها، بل وقلَب كل الموازين، ومثّل بداية تراجع وانكفاء القوى القومية واليسارية والوطنية والعلمانية. إذْ بدأت شعارات الإسلام السياسي بالظهور بقوة.

ولكن تأثيرات أطروحات الإسلام السياسي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية لم تكن بأهمية أثرها على الواقع السياسي؛ فمثلا التركيز على مواضيع الحجاب ومصافحة المرأة ومنع الاختلاط وغيرها ليست بمستوى التغيير الحاصل في منهجية التفكير لدى الشبان والمتأثرين بخطاب الإسلام السياسي الجديد، فقد صار للدين مساحة أكبر على حساب القضايا الوطنية، وبدأ الإسلام السياسي يغزو المساجد، ويستقطب المزيد من المريدين والأتباع، وإذا بالحجاب يتحول من مسألة فقهية أو شخصية إلى رسالة سياسية بامتياز، تدل على مدى قوى حضور الأحزاب الدينية في منطقة معينة، وإذا بالناس المتدينين يتحولون إلى طبقة سياسية اقتصادية قوامها رجال الدين وقادة الأحزاب السياسية الدينية، وإذا بصورة المجاهد الأفغاني تستقطب جيلا بأكمله، وتستحوذ على فؤاده بدلا من صورة الفدائي الفلسطيني.

وعن تأثير ذلك على الثورة الفلسطينية خاصة في فترة وجودها في لبنان كتب "الغبرا": "مع بروز الإسلام السياسي بصورته الجارفة بعد الثورة الإيرانية، بدأ الشيعي منّا يتحول إلى شيعيّته، والسنّي بدأ يكتشف سنّيته الإسلامية، أما الدرزي فبدأ يتساءل عن موقعه في المشروع الإسلامي الجديد، ما يدفعه إلى الانضواء في ظل طائفته، والمسيحي الذي وهب حياته للقضية الفلسطينية بدأ يكتشف أن المشروع الإسلامي الجديد لا يقدم له الحل؛ بل ينظر له بوصفه مسيحي، أو من أهل الذمة، وصار البعض منا يتساءل هل هذا هو المشروع الذي ناضلنا من أجله ؟ هل يُعقل أننا كنا على خـطأ طوال هذه السنوات ونحن نتبنى أفكار اليسار والطرح اللاطائفي والعقلاني الثوري ؟ وماذا حصل للمفهوم العروبي والوطني الذي يجمع ما بين المسلم والمسيحي والدرزي والشيعي والسني والعربي والكردي".

وفي نفس الكتاب يتساءل الغبرا على لسان صديقه خالد (المسيحي الفدائي): "هل بهذا الفكر الطائفي الضعيف سنحرر فلسطين ؟ ونتقدم وننجح في استيعاب تنوع مجتمعنا ؟ أم بهذا الفكر سنـزداد طائفية وقبلية وانغلاقا وتفتتا واقتتالا ؟ هل كانت مشكلتنا في الأساس قلة الصلاة والصوم وغياب الحجاب؛ أم مشكلتنا في غياب الجدية والاستعداد للبذل وضعف حرية التفكير ؟ هل بدأنا نتخلى عن فكر "فتح" المرن الذي يعترف بالتعددية والتنوع وحق الاختلاف لصالح فكر منغلق يفرق الناس بين مؤمن وكافر، ويركز على طقوس شكلية ؟ هل بدأ الفكر الوطني يموت لصالح فكر طائفي فئوي ؟ هل هذه بداية هزيمتنا وانتهاء حلمنا ؟".

ومن بين التأثيرات أيضا بدء حالة من تفكك الروابط التنظيمية الفتحوية، وتراجع قوة التيار اليساري الذي كان يتسم بالطرح العقلاني الثوري غير الطائفي، وتشتُّت القاعدة الفتحوية بين منبهر بالنموذج الإيراني، ومتفرج ومراقب، ومنتقد ومتخوف. ويعدد الغبرا عددا من الأمثلة التي تأثرت بالثورة الإيرانية: "فمنير شفيق الذي كان يرمز لعمقنا الفكري، وهو مسيحي المولد يساري الفكر، ذهب إلى إيران، وهناك أعلن إسلامه، بينما حمدي وأبو حسن ومروان، وهم من أعمدة الكتيبة الطلابية، ساروا على الدرب الإسلامي ولكن في إطار فتح، أما خالد فقد بدا متألما مصدوما يعيش خيبة أمل، وهناك مثله الكثيرين من المسيحيين الذي تركوا عائلتهم وانسلخوا عن خلفياتهم المسيحية والمارونية لصالح القضية الوطنية ووجدوا أنفسهم فجأة مكشوفين وبلا أي سند، وأيضا أنيس النقاش المفكر المنفتح الذي ترك فتح لصالح العمل في الثورة الإيرانية، لدرجة أنه تورط في اغتيال شاهبور باختيار في باريس، وكذلك عماد مغنية الذي تحول إلى حزب الله (يقال أنه تورط في خطف طائرة كويتية لصالح إيران)، وغيرهم الكثيرين من كوادر فتح الذين رجعوا إلى طوائفهم وانضموا لأحزاب طائفية".

والتغيير الآخر المهم، حصل في الطائفة الشيعية التي كانت تقف بأكملها إلى جانب الثورة الفلسطينية، لكنها بعد تأساس حركة أمل ما لبثت قليلا حتى بدأت بالصدام مع الحركة الوطنية اللبنانية، ثم في مرحلة لاحقة قادت حركة احتجاج كبيرة على الوجود الفلسطيني، حتى تصادمت مع فتح (بدعم سوري)، لكن التغيير الأهم حصل في الجنوب اللبناني ذو الأكثرية الشيعية، الذي بدأ يضيق ذرعا بالمسلكيات التخريبية وغير المنضبطة للعديد من أفراد القوى الوطنية والفلسطينية، وبدأ يعاني أكثر من تبعات احتضان المقاومة من جراء القصف الإسرائيلي، هذه القاعدة الشعبية العريضة التي شكلت الحاضنة الأهم للثورة الفلسطينية بدأت بعد الثورة الإيرانية تتململ وتعبر عن استيائها بصوت أعلى؛ الأمر الذي جعل فتح وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية تواصل عملها العسكري بعد العام 1982 تحت اسم "المقاومة الوطنية اللبنانية"، ثم وفي مرحلة لاحقة بعد صعود نجم حزب الله في أواخر الثمانينات تحولت المقاومة إلى مسمى "المقاومة الإسلامية" التي تفرد بها حزب الله.

وستتأثر الطائفة السنية بنفس الشكل والطريقة، ولكنها ستحتاج مزيدا من الوقت، حتى بدايات القرن الحالي، حيث انتشرت في المناطق السنية (وخاصة طرابلس وصيدا والمخيمات الفلسطينية) ظاهرة الحركات الأصولية، التي أخذت منحى طائفي متطرف، وانشغلت في قضايا ثانوية وصراعات مذهبية.

مستقبل الإسلام السياسي في فلسطين

من الصعب جدا التنبؤ بأي مستقبل لحركات الإسلام السياسي سواء في فلسطين، أم خارجها، وكل ما نستطيع عمله رسم معالم عامة لصورة متخيلة عن الغد القريب، انطلاقا من الإرث التاريخي لتلك الحركات، واستنادا لما حصل مع نظيراتها في المنطقة العربية في إطار الربيع العربي.

على المدى القريب ستصطدم حركات الإسلام السياسي بعقبات كثيرة، وستنشب في المناطق التي تسيطر عليها صراعات أهلية بدرجات متفاوتة الحدة والخطورة. وفي الغالب ستتهم تلك الحركات الغرب والعلمانيين والصهاينة بتدبير المؤامرات لتقويض ما اكتسبوه من سلطة ونفوذ، بدلاً من الاعتراف باصطدام تأويلاتهم الأيديولوجية مع واقع لا يحتمل التبسيط، سواء ما تعلّق منه بمعنى ومبنى الدولة الحديثة، أو بالإدارة السياسية للعلاقات الإقليمية والدولية.

يرى الكثير من المراقبين أن الأنظمة العربية دعمت في البداية نشوء حركات الإسلام السياسي، وضخمت من وجودها إعلاميا، وأنها وظفتها لقمع قوى المعارضة اليسارية والوطنية، واستخدمتها فزاعة لإخافة الغرب من "الإرهاب الإسلامي". كما تغاضت إسرائيل عن نشاطات حركات الإسلام السياسي الفلسطينية، بل ودعمت ظهورها لإضعاف منظمة التحرير وضرب شرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني. لكن انخراط حماس في الكفاح الفلسطيني بشكل أوجع إسرائيل، والنجاحات الكبيرة التي حققها الإسلاميون، خاصة بعد فوزهم في الانتخابات التي جرت في تونس والمغرب ومصر، دعت إسرائيل وأمريكا لإعادة حساباتهما مع ظاهرة الإسلام السياسي من جديد.

بعد الربيع العربي صار واضحا أن جماعة الإخوان أبرمت صفقة مع الولايات المتحدة لتسهيل وصولها للسلطة خاصة في مصر وتونس، فقد صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الإخوان في مصر لن يلغوا اتفاقية كامب ديفيد، ولن يعرضوها على الاستفتاء العام. وهذا ما حدث فعلا؛ بل وامتدت حملة التهدئة لتشمل المغرب العربي حيث قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية أمام مركز للأبحاث تابع للوبي الصهيوني "الايباك" أنه لن يسن قانونا يحرم فيه قيام علاقات مع إسرائيل.

وفي إسرائيل بدأت الأجهزة الأمنية تبحث إمكانية التوصل لتفاهمات سياسية وإيجاد قنوات اتصال واقعية مع حركة حماس، وتتضمن بعض هذه الاقتراحات إمكانية طرح حل مرحلي على حماس من دون الاعتراف بدولة إسرائيل، ويكون الحل الجديد شبيه بهدنة حرب عام 1948، وهو الحل المحبب لدى حماس. وهذا التحول في الموقف الإسرائيلي يأتي في سياق قناعتها بأن "دولة حماس" في غزة تتحمل مسئولياتها الأمنية كما يجب، وتتصرف بطريقة أفضل من تصرفاتها خلال عهد مبارك، وهي ضابطة للأمور في على الحدود وفي داخل القطاع أكثر من السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية، وتتراكم لها مصالح، يلتقي بعضها مع المصالح الإسرائيلية.

حماس تعول على نجاح الإخوان في مصر في ترسيخ قوتهم وقيادتهم للمرحلة المقبلة، وتأمل أن ينجح إخوان سوريا في تغيير النظام لمصلحة المشروع الإسلامي بطبعته وصبغته الإخوانية. ومع أنّ آمال حماس في حكم الإخوان في مصر انكمشت وتواضعت.

مقابل حركة حماس، هناك الجهاد الإسلامي وحزب التحرير، وكلاهما يطرحان رؤية مختلفة عن «حماس» ويقفان موقفاً متبايناً عنها، وكلاهما أيضاً مختلفان. إذْ يمتاز طرح حزب التحرير بانضباطه للأسس الفكرية التي قام عليها، ومع أن الحزب وقف مع التغيير في البلاد العربية، إلا أنه رفض النتائج التي جاء بها هذا التغيير، فهو لا يوافق على ما يقوم به الإخوان في مصر وتونس ويطالبهم بإعلان فوري للخلافة، وتطبيق حازم للشريعة الإسلامية، ويرفض كل الشعارات المرفوعة مثل الدولة المدنية أو الديموقراطية. وفي سوريا، يقف الحزب ضد النظام وضد الإخوان في نفس الوقت، وقد عقد تحالفاً مع جبهة النصرة في سبيل الوصول للخلافة. أمّا في فلسطين، فيقتصر دور الحزب على العمل الإعلامي من دون أن يكون له أي تدخل فعلي في مجريات الصراع مع إسرائيل، وبسبب هذا الطرح، فإن تأثير الحزب في الواقع الفلسطيني يظل هامشيا، أما حركة الجهاد الإسلامي، فقد التزمت بمنهجها الفكري، واعتبرت أن الصراع مع الصهيونية هو قضيتها المركزية، وتشير استطلاعات الرأي إلى تصاعد شعبيتها على حساب حماس. أما حركات الإسلام السياسي الصغيرة التي نمت على هامش حماس، فستبقَ بوضعها الحالي؛ تثير بعض المتاعب دون أن تتمكن من إجراء تغيير كبير في مستقبل الصراع.

الكاتب إبراهيم إبراش يرى أن وصول وإيصال الإسلام السياسي المعتدل للحكم سيكون في إطار أكبر مخطط استراتيجي (غربي / إسلام سياسي) عبر التاريخ، تشارك فيه حركة حماس باعتبارها امتداد لجماعة الإخوان في فلسطين، ستدفع القضية الفلسطينية ثمنه. مضيفا بأن مؤشرات التنسيق بين الطرفين تعود لسنوات خلت، وأن هدف هذا التحالف يتجاوز إسقاط أنظمة دكتاتورية أو تأسيس أنظمة ديمقراطية، بل وتتجاوز مواجهة الإسلام المتطرف والإرهاب كما هو معلن. دون أن ينفي أن هذه أهداف جزئية أو مرحلية لخدمة هدف أكبر. حيث تريد واشنطن توظيف فزاعة التطرف الإسلامي لتحقيق أهداف أكبر، هي إعادة ترتيب الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة بحث تكون منطقة نفوذ لواشنطن ولحلف الناتو ولإسرائيل، من خلال تجديد أنظمة الحكم والتحالفات في المنطقة بما سيعزز ويؤمن مصالح الغرب لسنوات قادمة، وهي سيطرة ستؤدي أيضا لتعزيز مكانة الغرب في صراعه الاستراتيجي مع منافسيه وخصومه الدوليين الحاليين والمستقبليين كروسيا والصين وأية قوة اقتصادية أو عسكرية صاعدة، ومع إيران إن ساءت العلاقة بينهم. لو اقتصرت نتائج هذه الإستراتيجية أو المعادلة الجديدة في المنطقة على إسقاط بعض الأنظمة الدكتاتورية التي انتهت صلاحيتها لهان الأمر وربما وجدنا عذرا لقوى الإسلام السياسي في التنسيق مع واشنطن، إلا أن الخطورة أن هذه الإستراتيجية تستهدف القوى التحررية والوطنية والقومية والديمقراطية الحقيقية، وتستهدف المشروع الوطني التحرري الفلسطيني سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر.

ويتساءل إبراش: "أليست مفارقة خطيرة، أنه في زمن الربيع العربي يتزايد النفوذ الأمريكي والغربي في المنطقة العربية بحيث لم تعد ولو دولة واحدة خارج إطار هذا النفوذ، ويزداد الاستيطان الإسرائيلي والتهويد في الضفة والقدس بشكل غير مسبوق، كما يزداد الوضع المالي والاقتصادي للشعب الفلسطيني تدهورا، بل حتى جهود المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام توقفت !!

الدراسة كاملة نشرت في مجلة شؤون فلسطينية الصادرة عن مركز الأبحاث الفلسطيني - منظمة التحرير الفلسطينية - رام الله - العدد الأخير ربيع 2013.

هوامش الجزء الأول والثاني

بيان نويهض الحوت، القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948، بيروت مؤسسة الدرسات الفلسطينية. 1986. ص 504.
مجدي عيسى، المشاركة السياسية لحماس بين التماسك الأيديولوجي والبراغماتية السياسية . رسالة ماجستير نالها من جامعة بير زيت، إشراف د. هشام فرارجة. 2007. ص 6.
مجدي عيسى، المشاركة السياسية لحماس بين التماسك الأيديولوجي والبراغماتية السياسية. مصدر سبق ذكره. ص 21.
مجدي عيسى، المشاركة السياسية لحماس بين التماسك الأيديولوجي والبراغماتية السياسية. مصدر سبق ذكره. ص 25.
زكي شهاب، حماس من الداخل، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2008، لندن، عن مجلة أقلام ثقافية. http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=17714
مهيب النواتي، حماس من الداخل، دار الشروق للنشر والتوزيع، 2002، ط1، غزة، عمان. ص 14.
مهيب النواتي، نفس المصدر السابق. ص 15.
مجدي عيسى، المشاركة السياسية لحماس بين التماسك الأيديولوجي والبراغماتية السياسية . رسالة ماجستير نالها من جامعة بير زيت، إشراف د. هشام فرارجة. 2007. من المقدمة.
خالد زواوي، مرجعية الخطاب السياسي الإسلامي في فلسطين، المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية، مواطن، رام الله 2012. ص 74-76.
مجدي عيسى، المشاركة السياسية لحماس بين التماسك الأيديولوجي والبراغماتية السياسية . رسالة ماجستير نالها من جامعة بير زيت، إشراف د. هشام فرارجة. 2007.
مجدي عيسى، المشاركة السياسية لحماس بين التناسك الأيديولوجي والبراغماتية السياسية. مصدر سبق ذكره. ص 37-39.
سميح حمودة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت.ملحق فلسطين - جريدة السفير . العدد 34 - 15 شباط 2013 - السنة الرابعة. http://palestine.assafir.com/article.asp?aid=1245
خالد زواوي، مرجعية الخطاب السياسي الإسلامي في فلسطين، مصدر سبق ذكره.
في استطلاع رأي أجراه مركز رام الله لحقوق الإنسان في نيسان 2012، كان التأييد الأكبر بين المستطلعين لحركة فتح (27%)، تليها حماس (11%)، ثم حركة الجهاد الإسلامي (8%)، أما في قطاع غزة فكانت فتح هي الأولى، (24%)، والجهاد الإسلامي هي الثانية (16%)، والثالثة هي حماس (13%). http://www.fpnp.net/ar/news/92445.
الموقع الرسمي لحزب التحرير، منتدى العُقاب. http://www.alokab.com/forum/
بيان صادر عن حزب التحرير سنة 1964، موقع الجزب الرسمي، منتدى العُقاب http://www.alokab.com/forum/
بيسان عدوان- بانوراما عربية، البلقنة الفلسطينية .. خطوات نحو بدائل للحركة الوطنية، الحركات السلفية في غزة. 25-2-2011.
http://www.journal-ap.com/--print--.aspx?AID=1729
محمد أبو علان، شبكة أمين الإعلامية، تقرير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان - ديوان المظالم، يناير 2010، http://blog.amin.org
أ.د. يزيد صايغ، ثلاثة سنوات من حكم حماس في غزة، تقرير صادر عن مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط – جامعة برانديز، ترجمة مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات – بيروت، أيار 2010. ص 6.
حسن خضر، ابن عثيمين وصل، جريدة الأيام، العدد: 6147 - 2013 / 2 / 19
http://www.al-ayyam.com/article.aspx?did=210097&Date=2/19/2013
عليان الهندي، إسرائيل والإسلام السياسي، شبكة أمين الإعلامية، http://blog.amin.org/alianalhindi/2012/09/12/
صالح النعامي، محددات الموقف الإسرائيلي من الحركة الإسلامية في فلسطين 48، الموقع الرسمي للكاتب، http://www.naamy.net/view.php?id=1030
الحركة الإسلامية في إسرائيل، http://ar.wikipedia.org/wiki
مجدي عيسى، المشاركة السياسية لحماس بين التناسك الأيديولوجي والبراغماتية السياسية . رسالة ماجستير نالها من جامعة بير زيت، إشراف د. هشام فرارجة. 2007. ص 15-17.
شفيق الغبرا، حياة غير أمنة، جيل الأحلام والإخفاقات، دار الساقي، بيروت ، 2011. ص 341 -342.
شفيق الغبرا، حياة غير أمنة، جيل الأحلام والإخفاقات، دار الساقي، بيروت ، 2011. ص 347- 349.
شفيق الغبرا، حياة غير أمنة، جيل الأحلام والإخفاقات، دار الساقي، بيروت ، 2011. ص 349-350.
شفيق الغبرا، حياة غير أمنة، جيل الأحلام والإخفاقات، دار الساقي، بيروت ، 2011. ص 349-353.
حسن خضر، ابن عثيمين وصل، جريدة الأيام، العدد: 6147 - 2013 / 2 / 19. مصدر سبق ذكره.
ايهود يعاري، عام على الثورات العربية، محاضرة عن الأخوان المسلمين في إسرائيل، ضمن يوم دراسي عقد في جامعة تل أبيب 25-2-2012. المرجع مدونات أمين. الكاتب أمين الهندي. http://blog.amin.org/alianalhindi/2012/09/12.
ايهود يعاري، عام على الثورات العربية، نفس المصدر السابق.
سميح حمودة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت.ملحق فلسطين - جريدة السفير. مصدر سبق ذكره.
د. إبراهيم أبراش، هل المشروع الوطني الفلسطيني كبش فداء وصول الإسلام السياسي إلى السلطة؟ الحوار المتمدن، ‏29‏/8‏/2012 . http://palnation.org/vb/showthread.php?t=648



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو علي شاهين .. فارس ترجل
- الحيوان والإنسان .. أيهما أنبل وأذكى
- الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - درا ...
- القضية الفلسطينية - نصف قرن من التحولات
- 65 سنة تكفي
- كزدورة عَ الرصيف
- قلعة الشقيف .. وقلعة متساداة
- صواريخ أرب أيدول
- كلمة بحق سلام فياض
- باسم يوسف .. ظاهرة إعلامية خطيرة
- أبو تغريد .. صيحة الاحتجاج الأخيرة
- لو لم تكن السوريات جميلات ؟!
- مئويات .. خرائط .. ومخططات
- تحولات الزمن
- هل المرأة ضحية للتحرش الجنسي ؟
- الثقافة الوطنية في مواجهة الحركات السلفية
- موقف حماس والحركات السلفية من الثقافة والجمال
- أمريكا اللاتينية .. نماذج فريدة من الزعامة
- اقتراح بشأن عيد الحب
- لماذا أخفقت الثورة الفلسطينية !؟ مراجعة شاملة مختصرة


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الغني سلامه - الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - دراسة شاملة 2-2