أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - عن التدخل في سورية ملاحظات على ملاحظات














المزيد.....

عن التدخل في سورية ملاحظات على ملاحظات


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يثير الوضع السوري تساؤلات بلا شك، ويطرح الأسئلة، وأيضاً يفضي إلى التشوش. لهذا لا بد من توضيحات مستمرة. فقد أبدى الأستاذ حامد حموي عباس ملاحظات على مقال لي حول التدخل الدولي في سورية (حقيقة التدخل الدولي في سورية ( مداخلة مع الاستاذ سلامة كيلة ) حامد حمودي عباس ،الحوار المتمدن-العدد: 4105 - 2013 / 5 / 27). والملاحظات مبنية على "تقسيم المحاور" كما كان قبل سنوات، دون ملاحظة التغيرات التي طرأت على العالم خلال السنتين الأخيرتين.
وإذا كان الأستاذ حامد لم يجد ما يريد في المقال، فربما يجد ما يريد في مقالات اخرى، لكن أرى أن النقد الذي وجهه لي ينطلق من "التقسيم التقليدي" للمحاور في المنطقة، أي إيران، حزب الله، العراق من جهة، وأميركا، إسرائيل وحلفاؤهما في الخليج العربي من جهة أخرى، "ضمن صراع دولي وإقليمي يراد من نتائجه ان تكون لصالح احدى الجبهتين في نهاية الأمر". لهذا فالمعركة بالنسبة لحزب الله هي معركة مصير. ولهذا فهو يرى أن تدخل إيران وحزب الله في العراق أمر طبيعي لأنه من غير المعقول أن يجد حزب الله أميركا بديلاً في سورية.
وهو يعيد إلى مرحلة "أرسخ"، حيث يقوم الصراع السلفي ضد المد الشيعي.
لكن يمكن أن أبدي هنا ملاحظات على ما قاله، ينطلق من فهم مختلف للوضع العالمي وواقع الصراع. فأولاً يجب أن نلاحظ بأن الصراع الراهن ليس امتداد للصراع السابق، ولا علاقة له بالسلفية والتشيع، أو بالمحاور التي كانت قائمة قبلاً. فقطر كانت "زعيمة الممانعة" وفي تحالف وثيق مع النظامين في سورية وإيران. وتركيا كانت في حلف إستراتيجي مع النظام السوري وفي علاقة جيدة مع إيران. بالتالي لا بد من فهم مختلف لواقع الاصطفافات الجديدة لا يتأسس على الاصطفافات السابقة.
وثانياً لا يمكن أن نبقى نردد ما كان يقال عن دور أميركا خلال العقود السابقة، ليس لأنها لم تعد إمبريالية، بل لأنها لم تعد قادرة على الفعل كما كانت، فهي متأزمة إلى حد الانكفاء. وبالتالي فإن دعمها للموقف الروسي في سورية ليس نابعاً من خوف من حزب الله والحوثيين وإيران، هذه نظرة قاصرة جداً، بل نتيجة أزمتها العامة التي فرضت عليها التقاسم مع روسيا، ومن ثم التخلي عن الطموح في سورية (وهذا لم يأت الآن، بل كان واضحاً منذ بدء الثورة السورية، أو على الأقل بعد اشهر قليلة منها) ودعم الهنب الروسي لسورية. لا الحوثيين من يخيف، ولا حزب الله الذي يتعرض لأقسى الضربات في القصير (ربما مع الأسف)، ولا إيران. المسألة أكبر من ذلك وأهم بالنسبة لأميركا: وضعها الاقتصادي وأزمتها التي لم تستطع تجاوزها.
لهذا فإن كل الكلام عن "ان المحرك الرئيسي للصراع الدائر في سوريا حاليا هو من نتائج السياسة الامريكية والتي بدأتها في العراق ، ثم رعت بعدها عملية خلق الأسباب الداعية لما سمي بالربيع العربي ، وكل ذلك الهدف منه هو مقاومة المد الشيعي في المنطقة ، الأمر الذي خلق تحالفا سنيا عريضا دخلت فيه القاعدة كطرف دخيل عملا بمبدأ ( عدو عدوي صديقي )" لا معنى له، وهو من مخلفات الفهم الماضي للصراع العالمي. أميركا الآن ليست فاعلاً في الصراع السوري، وما تقوم به الآن هو الضغط على "حلفائها" للقبول بالحل الروسي. وأن أكثر الدول التي تدخلت هي قطر (الحليف السابق للنظام) وتركيا (أيضاً الحليف السابق للنظام) وفرنسا التي كانت تجهد منذ زمن لإيجاد موطئ قدم في سورية. ومن ثم السعودية التي دعمت النظام بشكل مباشر، وبأشكال غير مباشرة، لأن أولويتها لا الصراع السني الشيعي ولا الممانعة والتحالف مع إيران بل كيف تواجه الزحف الثوري الذي بدأ من تونس وتوسّع بسرعة شديدة إلى كل البلدان المحيطة بها (اليمن والبحرين وسورية، وجزئياً الأردن والعراق).
أميركا بالتالي كانت تراقب من بعيد (كما كتبت منذ أكثر من سنة)، ولقد "باعت" سورية لروسيا منذئذ. وكان ضعفها يجعل تركيا تتحالف مع نظام تفرض كل أشكال الحصار عليه سابقاً، هو النظام السوري. وتجعل قطر تسير نحو التحالف مع فرنسا، وتزيد من استثماراتها في أوروبا. وأيضاً تجعل السعودية تتعامل بما يناسب وضعها هي. أما حين تدخلت أميركا فها هي تفرض على "حلفائها" القبول بما لا يريدون: الحل الروسي، وسيطرة روسيا على سورية.
أخيراً، لا أريد أن أذكّر بأن في سورية ثورة، وشعب يريد التحرر من سلطة مستبدة ناهبة. بالتالي فإن أولوية المواقف تنطلق من هنا وليس من أي مكان آخر. من هذا المنظور ستكون الثورة ضد النظام وحلفاء النظام، وكل القوى التي تريد تدمير الثورة أو استغلالها من أجل فرض سلطة تابعة، سواء لقطر وتركيا وفرنسا أو لروسيا وإيران.
كل هؤلاء يخوضون صراعاً من أجل تقاسم السيطرة والنفوذ. وبالتالي فهم ضد الثورة بكا صراعاتهم "الطائفية" أو السياسية أو أي شكل آخر. الأساس هو أن الشعب يخوض ثورة من أجل التغيير، وكل من يقف مع النظام أو يلعب من أجل مصالح ضيقة، أو يخرّب لكي لا تنتصر الثورة، هو عدو الشعب السوري.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخل الدولي في سورية
- الاشتراكية والثورة في العصر الإمبريالي
- التوافق الأميركي الروسي و... نظرية المؤامرة
- عن «جبهة النصرة» وإنسانيتها وانضباطيتها
- عامان من الثورة
- لماذا يسيطر الإسلاميون؟ لكن أين اليسار؟
- هذه ليست حرباً ضد عصابات بل حرب انتقام من الشعب
- رهاب النخب والخوف من الإسلاميين؟
- وضع الثورة المصرية وإستراتيجية العمال والفلاحين الفقراء
- «المنطق الفلسطيني» وفهم الثورات العربية
- لماذا أخفق اليسار في فهم المسألة السورية؟
- هل من حل بغير رحيل السلطة؟
- «هدنة العيد» وإدارة «الأزمة» السورية
- أي معنى للشعب وأي منظور له؟
- الثورة السورية في عالم جديد
- الوضع السورى .. المعقد
- الماركسية وطريق انتصار الانتفاضات في البلدان العربية
- عن الخطاب السياسي للمعارضة السورية
- الإمبريالية: كسياسة أم كاقتصاد سياسي؟
- الثورة ستنتصر والأسد سيسقط


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - عن التدخل في سورية ملاحظات على ملاحظات