أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - الشعوب العربية ومحنة الابداع














المزيد.....

الشعوب العربية ومحنة الابداع


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 00:25
المحور: حقوق الانسان
    


عندما أسافر للبلدان المتقدمة وأعني بذلك الدول العظمى أما لغرض التجارة او السياحة او للمشاركة في مؤتمر فكري أوسياسي او اعلامي ،تلك الدول قطعت اشواطاً طويلة من الزمن واختصرت المسافة لتصل على ماهي عليه الان،فالنهضة فيها على مختلف الصعد سواء الرقي في العمل السياسي او الاقتصادي او العلمي، فيشدني قبل مشاهدة ناطحات السحاب التي تعانق الغمام ،والمولات العملاقة الكبيرة التي يجد المر فيها ما يحتاجه كما يقولون (من الابرة للطيارة ) وفعلاً هو كذلك ،أنني اجد نفسي التي ابحث عنها في زحام الفوضى بعد ان ضاعت بين شعارات الامبريالية ،والدفاع عن الحقوق العربية المغتصبة وغيرها من الاوهام التي زرعتها الانظمة الاستبدادية في مخيلة شعوبها ،كما أرى النظام وسلطة القانون التي تفرض نفسها في اية من تلك الدولة ،وتكفل للجميع العيش بروح الاخوة والوئام ،بعيداُ عما يقوله السياسيون في بعض الأنظمة عن حديث الإقصاء والتهميش وسلب الحقوق واللجوء لخيار طبول الحرب ،تنتابني تساؤلات عديدة ويتصدرها سؤال جوهري لماذا لا تستطيع البلدان العربية من اللحاق بهم ومسايرة ركب التطورالذي تشهده ساحاتها العلمية والانسانية ؟وما تقدمه للعالم من بحوث تفيد بها الشعوب العالمية باسرها ، فالحيرة بعدم الاجابة تحاصرني ولا احد يجيب والسؤال ذاتها يتفرع لعدة اسئلة وكلها مثيرة للجدل والنقاش ومن يتجرأ ليشخص العلل والعلة الموجودة فالحكمة ليس بالذهاب للطبيب وانما بالكشف الصحيح عن الداء وإعطاء الوصفة المناسبة ،فالدواء متوفرة في جميع الصيدليات لكن غير متوفر في ذهن الطبيب الماهر.
فالوطن العربي من أقصاه شماله الى جنوبه غني لدرجة التخمة بالخيرات الطبيعية وفي مقدمتها (البترول) فهو رحمة اذا استغل بالشكل الصحيح في إسعاد الشعوب وحفظ كراماتهم وحقوقهم وبناء كل مايحتاجه المرء من بنى تحتية ،وجامعات ومدارس ومستشفيات ومجمعات سكنية تنقذ البشر من رذالة العيش بالعشوائية ،وهو نقمة لاستخدامه في اضطهاد الناس وتعريضهم للاحتقار والتحكم بقوتهم وسلب حرياتهم وشراء الاسلحة المتطورة الفتاكة لقمع الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية الافراد المجتمع والتقاتل مع الدول الأخرى بسبب نزاعات شخصية بين الحكام والملوك دفع ثمنها الجماهيرالي تنظر بعين الرحمة لولي امرها ، الذي يفضل البذخ والترف لنفسه والكفاف للآخرين وكان الزينة والحياة الجميلة هي مباهج الشيطان .
فالطاقات البشرية موجودة ومهيأ للانتاج والابداع لكنها تفتقرللطريق الصحيح التي تسلكه لتمضي بسلام وتحريرها من عقد الخوف فالحضارة تبدأ من حيث ينتهي الاضطراب والقلق ،لانه اذا ما آمن الانسان من الخوف تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الابادع والانشاء ،وبعد ئذ لاتنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه الى فهم الحياة وازدهارها .
فالامم السابقة علمت بحضاراتها البشرية القراءة والكتابة ووضعت لها القوانين لتنظم حياة الإنسان وتستبدله عن حياة الغابة التي تسودها القوة ومصادرة حقه ،فماذا أصابها اليوم ؟
ان محنة الابداع التي تعيشها الشعوب العربية والقيود التي تكبلها،لم تاتي من فراغ او من صدفة وانما بسبب تعسف الانظمة التي غطرست على صدورمواطنيها ،وعقدتها الدائمة من المبدعين والمفكرين لانهم لديهم القدرة بتغيير المجتمع ،واستخدام ابشع الاساليب المروعة بحق حملة العقول والفكر ،مما اضطرهم للسفر(الهرب) خارج بلدانهم والبحث عن اوطان اخرى تعرف قدرهم وتحترم مكانتهم العلمية .
المواطن العربي نجده مسلوب الارادة يعيش حالة الخمول والاستهلاك المستمر لما تقدمه الدول الصناعية من منتوجات مختلفة ،وكأنه مقدرعلى هذه الشعوب ان تكون خيراتها بيد حكامها الذين يتمتعون بازدواجية قل نظيرها ،فهم يثورون على الظلم ويقمعون شعوبهم ويتحدثون عن الفضيلة ويرتكبون الرذيلة ،وينادون للمنطق ولغة الحوار وهم متعطشون يرتوون بدماء أبرياء والى متى ستبقى هذه الشعوب مطالبة بدفع ضريبة انظمة فاسدة ومستبدة ؟وعزلة الانتاج والابداع والرقي اسيرة بيد الجهلة يطبقون عليها فلا حياة متطورة اقتصاديا ولا ارتفاع في مستوى دخل الفرد ولاكرامة للانسان فعين تنظر للثورات التي تهدرعلى ليالي حمراء وخضراء وجلسات الطرب ،وعين تتابع وتراقب عن كثب التكنلوجيا التي تتطور وتتقدم وهم جالسين يندبون حظهم العاثر وقدرهم المؤلم في ان يتسنم اقزام مقدراتهم ويتلاعبون بحرياتهم ،فالمدرعات والدبابات والصواريخ والاسلحة المتوسطة تشترى بحجة الدفاع عن فلسطين والذود عن حرمة الوطن،وعندما تنتفظ الشعوب لتعبر عن رفضها للمظلومية التي لحقت بها نجد ترسانة الأسلحة وعديمي الضميريسحقون افراد مجتمعهم ،ويردد الشعب لا نريد أبداع وتطور نريد ان لا نموت ونرضى بالعيش بخضوع .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الحوار وادب المناضرة
- المعلم بين سطوة المستبد وبناء الدولة
- اخلاقيات رجال الاعمال والتحول الديمقراطي
- عمائم رحمة ،وعمائم نقمة
- دماء جديدة ،ودماء قديمة
- قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي
- علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟
- ثورة هادئة وثورة صاخبة
- سيارات مفخخة وخطابات ملخمة
- وعاظ وطغاة من يصنع من ؟
- خطوط ساخنة وخطوط شائكة
- القرار العراقي والقرار الامريكي والاقيلمي
- فساد اخلاقي وفساد سياسي
- العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟
- سلطة المثقف وسطوة المستبد
- بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة
- قيادات قبل وبعد التغيير
- العلم والجهل وجها لوجه
- الاديان والفساد وجها لوجه
- دور وسائل الاعلام في مكافحة الفساد


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - الشعوب العربية ومحنة الابداع