أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - هل أعلن السيد المسيح عن عقيدة لاهوته ؟















المزيد.....

هل أعلن السيد المسيح عن عقيدة لاهوته ؟


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 21:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتسائل البعض لماذا نؤكد دائماً على أهمية الإيمان بلاهوت السيد المسيح، رغم أنه موضوع ثابت ومحسوم بالكتاب المقدس، ولا ينكره المسيحيين حول العالم، وليس موضوع محل خلاف عقيدي بين الطوائف المسيحية في جميع كنائس العالم المسيحية، فلماذا نؤكد عليها إذا كانت عقيدة ليست محل جدالٍ؟!
في الحقيقة المسيحيين لم يقروا من أنفسهم الإيمان بلاهوت السيد المسيح، بل إن السيد المسيح نفسه هو من إهتم بإعلان أمور لاهوته وطبيعته الأزلية التي مراراً ما أعلنها على الملأ لليهود. وإنتظر أن يدرك الإنسان حقيقته الإلهية وأن يعترف وينطق بها بلسانه، وبالتأكيد كان الرب منتظر هذا الإعتراف أن ينطق بطرس بهذه الحقيقة التي ليست من لحم ودم..{ أنت هو المسيح إبن الله الحيِّ}«مت16:16»، فطوبه الرب..{ طوبى لك ياسمعان بن يونا، أن لحماً ودماً لم يعلنا لك،ولكن أبي الذي في السماوات}«مت16: 17 »

وإنتظر يسوع اليهود كي يدركوا بُعد طبيعته الإلهية ومهد لهم بسؤاله المحمَّل بملء إعلان حقيقة لاهوته ليفهموا سرِّ تجسده الإلهي..{ قائلا: ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود، قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح ربا؟ قائلا قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك، فإن كان داود يدعوه ربا، فكيف يكون ابنه، فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة}« مت22: 42-46»، كان سؤال يسوع لهم{ فإن كان داود يدعوه ربا، فكيف يكون إبنه}، يريدهم أن يتعمقوا في معرفة أزليته وإلوهيته قبل تجسده في ملء الزمان، فهو الموجود في كل مكان رغم أنه صار بالتجسد { إبن الإنسان}..{ وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، إبن الإنسان الذي هو في السماء}«يوحنا3: 13»
فالسيد المسيح هو من أسس عقيدة الإنجيل، وقبلها نبوآت و وعود تجسده الإلهي في التوراة، فلا يستطيع مسيحي أن يستهين بما سبق ورسخه السيد المسيح بخصوص عقيدة لاهوته.

فعقيدة الثالوث شرحها السيد المسيح بإستفاضة ، وشرح مدى علاقته بالآب والروح القدس، من خلال «1- وحدة العمل المشترك بين الآب والإبن2- وِحدة الإرادة المتحدة بينهما 3- قدرة الإبن الذاتية على إقامة الموتى، لأن له صفة الحياة في ذاته 4- سلطانه في دينونة العالم 5- طبيعته الإلهية المساوية للآب غير المنظور ووحدته معه 6- علاقته بالروح القدس وإن الآب سيرسل الروح القدس بإسم الإبن »

شرح إنجيل يوحنا لنا أزلية الإبن الكلمة وكيف أن الله الآب خلق العالم بالإبن الكلمة، وفي ملء الزمان، الكلمة صار جسداً وحل بيننا، وهذا الإبن الكلمة كيف أخبرنا بمجد الآب غير المنظور لأنه من حضن الآب "قد خرج"، ولأنه من الآب الذي أرسله:{ أنا أعرفه لأني منه ، وهو أرسلني} «يو7 :29» {{لأني منه}} فهو ينتمي لنفس جوهر الله الآب الذي خرج إلينا من حضنه متجسداً.

1- أما من خلال وِحدة العمل المشترك بين الآب والإبن قال: { أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل }« يو5: 17» قاصداً مساواته للآب في جوهره فأثار عليه غضب اليهود وأرادوا قتله قائلين{ لم ينقض السبت فقط بل قال أيضاً أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله}«يو5:18»، وفهم اليهود إعلانه لهم عن لاهوته ولكنهم لم يؤمنوا ولم يحتملوا أن يساوي ذاته بالآب في العمل الإلهي، فأرادوا قتله فلم يخشاهم السيد المسيح ولم يتراجع عن إعلانه لهم لاهوته وطبيعته المساوية للآب لأنه فعلاً معادل للآب في الجوهر الإلهي.

2- من جهة إتحاد المشيئة والإرادة الإلهية بين الآب والإبن، قال لهم" لايقدر الإبن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما نظر الآب يعمل، لأنه مهما عمل ذاك فهذا يعمله الإبن كذلك}«يو5: 10»، فهناك وِحدة وإنسجام في الإرادة والعمل الإلهي بين أقانيم الله.

3- من جهة قدرته على إقامة الموتى، لأن له صفة الحياة في ذاته: فقال لهم{ لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الإبن أيضاً يحيي من يشاء}«يو5: 21»، فالإبن يحيي من يشاء لمشيئته الواحدة في الآب، فما يفعله الآب يفعله الإبن أيضاً. فصفة الحياة صفة إلهية ذاتية في الآب كما في الإبن ولا يمنحها الله لكائن من مخلوقاته.
هنا أكد المسيح على لاهوته المحيي في ذاته بقوله:{ لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الإبن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته}«يو5: 26 »

4- سلطانه في دينونة العالم: { لأن الآب لا يدين أحدا، بل قد أعطى كل الدينونة للإبن، لكي يكرم الجميع الإبن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الإبن لا يكرم الآب الذي أرسله}« يو5: 22- 23 »

5- أكد السيد المسيح أن الآب غير المرئي وغير المنظور{ لم تسمعوا صوته ولاأبصرتم هيئته}«يو5: 37»، وهذه الحقيقة أكدها يوحنا الإنجيلي بقوله:{ الله لم يراه أحد قط }« يو1: 18»، وأيضاً في رسالته :{ الله لم ينظره أحد قط}«1يو4: 12»، ولكن السيد المسيح أعلن أنه وحده الذي عرف الآب:{ أنا أعرفه لأنى منه وهو أرسلني}«يو7: 29»، فمن رأى الآب ويعرفه لابد أن يكون من نفس طبيعته الإلهية،{ لأنه منه} وخرج منه { خرجت من عند الآب و قد أتيت إلى العالم و أيضا اترك العالم و اذهب إلى الآب}« يو16: 28 »

- أيضاً الآب يعرف الإبن والإبن يعرفه.. { كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب}«يو10: 15»، وكذلك { كل شيء قد دُفع إلىَّ من أبين وليس أحد يعرف الإبن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الإبن، ومن أراد الإبن يُعلن له}« مت11: 27» ، فهو والآب واحد كما أخبرنا والمعرفة بين الآب والإبن هي معرفة جوهر وطبيعة إلهية واحدة بين أقنومي الآب والإبن:{ أنا والآب واحد}«يو10: 30 ».
لهذا شرح لنا يوحنا الإنجيلي عن هذه المعرفة بين الآب والإبن وبأن الإبن الذي كان {في حضن الآب} هو من{ أخبرنا عن هذا الآب} الذي لم يراه أحد، فالإبن أزلي وخرج إلينا من حضن الآب فهو يعرفه { لأنه منه}.
لهذا لم يحتمل اليهود أن يعلن لهم حقيقة لاهوته" إلوهيته" الواحد مع الآب، حين قال لهم:{ أنا والآب واحد} فأرادوا قتله لأعتبارهم له أنه مجدفاً على الذات الإلهية قائلين:{ لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فأنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً }«يو10: 33 » .

لم ينفي يسوع لهم ما فهموه عن حقيقة لاهوته بل أكدها لهم مما أثار حفيظتهم أكثر بقوله:{ إن كنت لست اعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنت اعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا و تؤمنوا إن الآب فيَّ و أنا فيه}«يو10: 37- 38«
يا إلهي..! كيف يجرؤ وهو مجرد إنسان في نظرهم كما يعتقدون، أن يطلب منهم أن يؤمنوا أن { الآب فيَّ وأنا فيه} ؟! فإن كانوا فهموا كلامك بطريق الخطأ يارب في قولك لهم { أنا والآب واحد} فكيف تعود لتؤكد هذه الحقيقة بكل سطوع ووضوح وتعلن على الملأ لاهوتك الواحد مع الآب وتطلب منهم أن يؤمنوا أن الآب فيك وأنت فيه؟! بأي منطقٍ تسألهم أن يؤمنوا بحقيقتك الإلهية والأزلية وهم يرون أمامهم إنسان كامل الطبيعة البشرية ؟!

6- أما علاقة الإبن بأقنوم الروح القدس، فوصفه بأنه الروح «المعزي» حتى لايتركهم يتامى، وأنه سيمكث في المؤمنين إلى الأبد، وأنه غريب عن العالم:{ و أنا اطلب من الآب فيعطيكم معزياً أخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه و لا يعرفه و أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم و يكون فيكم}« يو14: 16- 17»
وأن الآب سيرسل الروح بإسم الإبن، والروح القدس هو من سيتولى مهمة تعليمنا وتذكرينا بكل شيء:{ وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب بإسمي،فهو يعلمكم كل شيء،ويذكركم بكل ما قلته لكم}«يو14: 26 »
وأن هذا الروح المعزي الذي سيرسل إلينا " بإسم الإبن" سينبثق من الآب: { ومتى جاء المعزي،الذي سأرسله أنا إليكم من الآب،روح الحق الذي من عند الآب ينبثق،فهو يشهد لي}» يو15: 26»
أزلية الإبن الكلمة وعلاقته بالآب وأنه الخالق، تكلم عنه يوحنا وعن هذه العلاقة الأزلية بين الآب والإبن: { في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله، هذا كان في البدء عند الله،كل شيء به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان، فيه كانت الحياة و الحياة كانت نور الناس}«يو1: 1-4» ، وأن هذا الكلمة هو الخالق ومكوِن هذا العالم:{ كان في العالم وكوَّن العالم به ولم يعرفه العالم }«يو1: 10 »

جميع السرد والتفسير الذي أعلنه لنا يوحنا الإنجيلي، وما أعلنه لنا السيد الرب بنفسه عن البُعد اللاهوتي العميق لجوهره الإلهي الواحد في الآب والروح القدس هو التفسير المستفيض لعقيدة الثالوث الإلهي الواحد لجوهر الله، وأن الذين يشهدون في السماء ثلاثة:{ فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة:الآب، والكلمة، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد}«1يو5: 7»
فكيف بعد كل هذا نجرؤ أو نتجاهل نحن المؤمنين ما سبق وأعلنه لنا السيد المسيح عن جوهر لاهوته الواحد في الآب وروحه القدوس؟!



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كانت ثورات بريئة.. وماذا بعد السقوط ؟!
- الإسلام وعلاقته بالنُصرانية والمسيحية {1}
- حمادة يقلع .. حكاية تعرية وإغتصاب شعب
- الحاكم بأمره، وشعب البلاك بلوك
- أخي المسلم، أنت لستُ كافراً


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - هل أعلن السيد المسيح عن عقيدة لاهوته ؟