أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - اوقفوا الحقد ! اوقفوا حروب الاخوة 1















المزيد.....

اوقفوا الحقد ! اوقفوا حروب الاخوة 1


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 20:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تشهد منطقتنا بدولها و شعوبها و مكوّناتها صراعات عنيفة وحشية لم تشهدها قبلاً ، فبعد انقضاء مرحلة حروب الدول الجارة و الشقيقة التي تجمع بين شعوبها انواع الروابط، التي يشهد لها تأريخ شعوب و دول المنطقة . . الحروب التي تسببت بخسارة الملايين من شبابها و مدنيّها رجالاً و نساءً، و خسارات مليارات فلكية من العملة الصعبة، و تسببت بدمار المنطقة فكرياً و روحياً و ماديّاً و حضارياً، و ارجعتها الى منطق الغاب و العنف و الثارات و الاحقاد . . فيما يتقدّم المجتمع البشري الى آفاق الديجيتال و السايبر ـ Cyber ـ و الاتصالات العابرة للقارات، التي كانت تترائى في الخيال و الاحلام .
صراعات وحشية تعكس . . ماهيّة نتائج و تجليات نهاية الحرب الباردة فيها، من مراحل الذهول و الضياع و مراوحة الصراعات الطبقية الاجتماعية في كل بلد بذاته في مجاهيل ظلام يتكشف ببطء عمّا يحمل. بعد ان اعدّت الآلاف من معاهد البحوث و الساينس فيكشن، التي رُصدت لها مليارات فلكية . . اعدّت اساليب تجريبية متنوعة لقيادة و للتعامل مع المراحل التي نعيشها الآن، التي تطغي عليها حروب من نوع جديد تحاول اعاقة الصراعات الاجتماعية الجارية في سبيل التقدم و العدالة الاجتماعية
حروب تجري بضوء التغييرات الستراتيجية في موازين قوى المنطقة ذاتها و الاكتشافات الجديدة لثرواتها من جهة، و بضوء اعادة اصطفاف القوى المتعددة الجنسيات وفق التغييرات العولمية التي تتخطى حدود الدول، بسبب حرية تنقل رأس المال في ظل عدم فاعلية القوانين الدولية السابقة . . التي اخذت توجّه الفكر نحو تصاعد المخاوف من سقوط التعايش التأريخي لمكوّنات منطقتنا، و من تفكك دولنا ومجتمعاتنا وجيوشنا. و تحذّر اوساط كبيرة من الخبراء من مخاطر سقوط حصانة الحدود الدولية و من الحروب الأهلية إلإقليمية التي تجري بفعل التدفق السريع للمشاريع العابرة للحدود، التي يحذّر خبراء من الخشية من كونها طريق مؤدي إلى زمن مليء بالدويلات والميليشيات والمقابر والأقاليم (الطاهرة النقية).
فيما تتواصل بالنمو جُزُر التمدن الذي يجتاح مناطقاً بوراً قاحلة ـ وفق مفاهيم الحضارة ـ فيها . . و تتواصل تأثيرات الثورة التكنولوجية المعلوماتية الهائلة المستمرة التي تسود العالم، التي لايمكن عزل منطقتنا عنها . . و التي تشير و تشجّع على الضرورة الملحّة لتطوير مفاهيم التعايش مع الآخر، و مفاهيم المنافع المتبادلة على اساس تزايد معرفة الكينونة الذاتية للفرد و الجماعة و الامكانيات الجديدة للذات التي كانت غير واضحة ككينونة فاعلة بعيون الآخرين، و خاصة ادوار المكوّنات الثانية (قوميات او اديان و ملل) التي تنمو و تزداد نضجاً و فعْلاً في عالم اليوم و تغييراته العاصفة . .
يجري ذلك و غيره في منطقتنا . . التي بنوها لتكون منطقة للعواصف المتضاربة . . بثرواتها المتنوعة المتزايدة، و ثقافاتها و اديانها و مذاهبها، بالاعداد الكبيرة لشاباتها و شبابها في مجتمعاتها، و بعواطفها الجيّاشة في الحب و في الكراهية، على حد وصف اقطاب القوى الكبرى التأريخية التي شكّلت دول المنطقة على دراسة تلك الاسس، لأجل إدامة منافعها الانانية منها و ادامة سيطرتها عليها . . الاقطاب ـ و خاصة اقطاب النفط و السلاح و المال و السوق السوداء (*)ـ التي بعد سقطت من ايديها امكانية توظيف (حروب الدول) في المنطقة لمشاريعها اثر غياب ثنائية القطبية القائمة عليها . . وظّفت الفراغ السياسي و الفكري و وظفت الموجة الدينية الصاعدة التي نشأت اثر انتهاء الحرب الباردة . . و التي ابتدأت في العراق للحفاظ على السلطة الاستبدادية منذ الحملات الايمانية في زمن الدكتاتور المقبور و مروراً بالمحاصصة الطائفية . .
المحاصصة الطائفية التي رغم نجاحات قياسا بالدكتاتورية المنهارة، الاّ انها ادّت و تؤدي الى نشوء الميليشيات الطائفية المتحاربة التي تتعامل بعنف لاتحدّه حدود و لايبالي بأمن و سلامة المدنيين . . . و ادّت الى استمرارها في التفريخ حيث يعلن بلا انقطاع عن قيام ميليشيات جديدة بلا رادع قانوني عملي فعلي، بل وبضوء اخضر من كتل حاكمة، برغم تحذير مراجع عليا شيعية و سنيّة من المخاطر الهائلة لذلك الحقد و التطرف الذي تغذيّه، و الذي تسببت نزاعاته الطويلة بظهور عشرات الآلاف من ممتهني مهن العنف و السلاح، بل و الارهاب، زاد منه الصراع الدموي الجاري في الشقيقة سوريا . . حتى صار يخشى من ان يتحوّل الى مرض يستعصي على الحل .
و في الوقت الذي كشفت فيه احداث العقد الاخير في المنطقة، ان القوى الكبرى ـ و الاقليمية السائرة في افلاكها و في تناقضاتها ـ تشجّع و تفسح المجال لتحقيق نجاحات طائفية محلية بالعنف . . نجاحات تريدها هي مهما كانت شعاراتها، طائفية او وطنية و قومية تقدمية، ان اتفقت في الاخير مع وجهتها، و لكنها لاتسمح بتحقيق نجاحات كبرى قد تهدد امنها و سلامة مشاريعها . . كما في انتفاضة ربيع 1991 العراقية، انتفاضة الحجارة الفلسطينية اواخر الثمانينات، اضافة الى نتائج ثورات الربيع العربي في مصر و تونس و ليبيا مطلع العقد الجاري . .
فإن اوساطاً كبيرة من الشيعة و السنة ترى في تقسيم البلاد اضراراً خطيرة هائلة . . و يرى متنفذون حاكمون سواء من (شيعة السيد المالكي) ان صحّ التعبير، او من متنفذين من ولاية الفقيه الايراني (انّ عاماً او عامين من القتال يحقق اعادة رسم الحدود الفاصلة بينهم وبين السنة والكرد، ومن ثم سيحصل سلام وتفاهم اقليمي برعاية المجتمع الدولي، المحتاج للنفط الذي يملأ ارض (الجنوب الشيعي). و ان ذلك سيجنبهم العقوبات والعزلة، و بالتالي يجنّبهم المثول امام المحاكم المختصة بجرائم الحرب . . )، فقد فاتهم ان هذا التصور خاطئ تماماً و يعكس عدم تقدير واقع النفط والطاقة في عالم اليوم. لأن رأس المال النفطي قد ينسحب من جنوب العراق، ويتوجه الى المصادر الجديدة للطاقة التي اطلقتها التقنيات الحديثة، و ان نفط الجنوب الغزير يمكن ان يوضع “على الرّف” حتى لاكثر من عقدين وفق خبراء . . اخذا بالاعتبار توفر مصادر عراقية بديلة اخرى . .
و فيما سحبت الدول المتاخمة يدها من اعلان كيان سنّي (او دويلة سنيّة) في غرب العراق . . فإن السلام و التفاهم الاقليمي بعد سنتي حرب كما مرّ ذكره قد لن يحصل برأي اغلب المراقبين لأن الكيان (او الدويلة الشيعية) في جنوب العراق ستُعدّ سابقة لإعلان (كيانات شيعية على اساس طائفي) اخرى في الخليج، الذي سيؤدي الى ان توظّف انظمة دوله كافة مواردها لإحباط المشروع وافشاله، مهما تطلب الامر و مهما اهرقت من دماء، ولن يجد (شيعة العراق) في ذلك حليفا سوى ايران الفقيه المستنزفة بسبب الحظر الدولي عليها بقرار اممي . . كما يرون. (يتبع)


29 / 5 / 2013 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) الاقطاب التي ازدادت باقطاب اسواق السلع الاستهلاكية . . و بظهور اقطاب اقليمية مماثلة و متفاعلة معها في دول المنطقة و مكوّناتها .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثارات القديمة و التعايش . .
- مخاطر انفلات العدوانية الإسرائيلية
- الحويجة . . و المخاطر
- نعم للانتخابات، لا لحكومة المالكي !
- ماذا يعني تعويض (فدائيو صدام) و كوادر البعث ؟
- تحطيم السلطة الرابعة بالهراوات !
- الحزب الشيوعي ملتقى القوميات و الاديان و الطوائف!
- من اجل الوقوف امام كارثة التمزّق . .
- تحرر المرأة، تحرر المجتمع
- القائد الأنصاري - خدر كاكيل -
- لإيقاف تطورات مخيفة تهدد . .
- في الذكرى الحزينة لإنقلاب شباط الدموي
- هل الدكتاتورية افضل من الفوضى ؟
- طريق لولاية ثالثة، بزجّ الجيش ؟
- عن معادلة جديدة للحكم . .
- انفجار الغضب الشعبي و الدستور
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (3)
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (2)
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (1)
- من اجل عدم الانزلاق الى الدكتاتورية مجدداً !!


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - اوقفوا الحقد ! اوقفوا حروب الاخوة 1