أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - العلماء والمسؤولية . في الميزان















المزيد.....

العلماء والمسؤولية . في الميزان


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 20:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلب الشاعر أفزع لاصياد عصفور
وبعقل المفكر .توجد حسبات أخري ..

نشعر بألم سيدة عمرها 90 سنة لا تزال تحمل صورة بيتها ومدينتها التي هدمتها الحرب العالمية الثانية , وصور ذويها الذين دفنوا تحت الأنقاض .. نشاركها بشدة ألمها وفجيعتها التي لن تنساها الا بالموت ..ولكن :
ليست فجيعة تلك السيدة هي القصة من أولها لآخرها . حتي نتوقف تماماً عندها . بل فجيعتها . مجرد حرف في رواية مأساة الانسانية كلها في الحرب العالمية الثانية ..
ومأساة قرية دمرت وذبح أهلها ..هي سطر في الرواية .
ومأساة مدينة دمرت بأكملها.. هي صفحة من صفحات رواية الحرب العالمية الثانية .
ومأساة دولة وشعب فقد 20 مليوناً من أبنائه – روسيا – هي فصل في الرواية .

وهناك من يتوقف عند بشاعة القتل بصرف النظر عن عدد الضحايا . فنجده وقف عند ربع مليون فقدهم اليابانيون في هيروشيما ونا جازاكي . وقد لا يلتفت ل20 عشرين مليوناً فقدهم شعب روسيا . وعشرات أخري من الملايين . من مختلف دول العالم ..

يمكن ومن حق القاريء العادي للرواية . أن يتوقف ويدور ويلف ولا يكف عن البكاء . عند سطر لا غيره أو فصل وحيد . بتلك الرواية الضخمة ..
أما المؤرخ أو الناقد , أو المفكر السياسي . فمن المفروض أن مثل هؤلاء . لهم , وعندهم حسابات أخري . أكبر , بقدر ضخامة حجم الحدث . وان وجد بين هؤلاء من يفكر أحياناً , بعقلية القاريء العادي - !

اذا اعتبرنا عالماً مثل " الفريد نوبل " . مجرماً لأنه اكتشف الديناميت .حتي وان أبدي ندمه . واعتبرها سيئة كفر عنها برصد مبلغ لجائزة سنوية لمن يعملون لأجل السلام
فان هناك حسابات أخري . سواء فطن إليها نوبل , او لم يفطن .
فكم عدد الطرق التي كان للديناميت فضل شقها في الجبال والصخور . ووفر عذاب البشر في هذا العمل – خاصة من قد يستخدمون بطريق السخرة - ؟
وكم عدد المناجم والمحاجر . التي سهل الديناميت حفرها , او تفتيت صخورها وأحجارها . رحمة بالانسان - بكافة دول العالم - من عذاب هذا العمل الشاق ؟
هذه حسابات .. يجب ألا نسقطها او ننساها ..سواء قدرها مخترع أو مكتشف الديناميت – أو اغفلها . وسواء عميّ عنها المثاليون . أو أبصروها ..

ومن يصر علي أن الفريد نوبل . قد أجرم .. فعليه اعتبار صانعي السكاكين , التي لا يمكن أن يستغني عنها بيت أو فندق أو مطعم ..هم أيضا مجرمون . ألا تُستخدم السكاكين في عمليات القتل . بين الافراد .ً بجميع انحاء العالم !؟
لعل القول الصواب : لا نوبل . مجرم . ولا من يصنعون السكاكين . بل من يستخدمونها في القتل هم المجرمون من يستخدمون الديناميت في غير راحة الانسان ومصلحته
هم القتلة المجرمون .

نحن نفزع عندما نعرف عدد ضحايا القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية . والدمار الذي لحق بمدينتين كبيرتين .
ولكن حتي ولو ندم وبكي كل من أينشتاين . وأوبنهايمر – العالمان اللذان كانا وراء الذرية والنيترونية .- علي فعلتيهما . أو حتي حرضا الرئيس الأمريكي . علي استخدام القنبلة الذرية في الحرب .. فهناك حسابات أخري :

فلو لم تَحسم القنبلتان الذريتان الحرب وتوقفها - بعد رفض اليابان للاستسلام , وعزم روسيا علي دخول الحرب ضدها بجانب أمريكا وحلفائها .. فكم كان يمكن أن يصل عدد المدن التي ستدمر باليابان وبغيرها , وكم مليوناً أخراً من القتلي والجرحي والمصابين . كان يمكن اضافتها لضحايا الحرب . بدون الحسم الذري ؟
وكان هناك سباق للوصل لتنفيذ القنبلة الذرية قبل هتلر .
فتري لو كان هتلر قد سبق . وصنعها واستخدمها . فالي أي مدي كان سيفعل !؟
بالطبع لسنا مع استخدام الذرة في الدمار والخراب والكوارث . لا علي يد أي من أمريكا أو هتلر , ولا غيرهما ..
ولكنها حسابات .. لنري بها الصورة من كافة جوانبها..
فهناك من اذا ذكروا كارثة الانسانية في هيروشيما وناجازاكي . لا يشيرون اطلاقاً لما تتحمله من المسؤولية : القيادة اليابانية التي كانت حليفاً لهتلر في الحرب ! .

كم عدد من قُتلوا في الحرب العالمية الثانية . بدون القنبلة الذرية ؟ وكم عدد المدن التي دمرت في القارات الثلاث - أوربا وأسيا وافريقيا - ؟
عرفنا أن القنبلتين الذريتين دمرتا مدينتين يابانيتين وحوالي ربع مليون قتيل- ربع مليون . أما باقي ضحايا تلك الحرب العالمية فكان فقط ولا غير يتراوح ما بين - 50 مليوناً : 70 مليونا ! - حسبما تقول التقديرات ! وقرابة 90 مليون جرحي ومعوقين ..
هؤلاء الضحايا ... القنبلة الذرية بريئة من أرواحهم و دمائهم ..
أما المدن التي ُدمرت بمختلف دول أوربا وآسيا وافريقيا .. فنصيب السلاح الذري , فيها : مدينتان ! .

ان العلم يدفع الانسان لأن يجرب .. يجرب النافع والضار . ليري ويعرف النتيجة .. ما لا نجد له نتيجة سوي الضرر. اليوم . من الاكتشافات العلمية . قد نجد له أعظم النفع في المستقبل . أي أن المعرفة واجبة ومطلوبة

اليابان نفسها التي أفجعتها القنبلة . استخدمت الطاقة الذرية لتوليد الكهرباء ولفائدة الأغراض المدنية . وحدثت كارثة بسبب انفجار المفاعل النووي الياباني , منذ سنوات قليلة مضت , ولا نظنه سوف يثنيها عن استخدام الطاقة الذرية ( للأغراض مدنية ).. . وهي الدولة الوحيدة في العالم التي ُضربت بالذرية !؟
وماذا عن علاج الأمراض المستعصية . باستخدام الذرة ؟! وهل يمكن لليابان أن تتخلف عن استخدام العلاج بالذرة ؟!
فهل نشكر- آينشتاين و أُوبنهايمر -.. أم نضيف تلك النعمة لجرائم العلماء !؟

فليمض العلم في طريقة . ويخوض كافة مغامراته . تستخدم تارة لصالح الشر , وتارات كثيرة لصالح الخير ..
وعلينا تطويع الاكتشافات الضارة . وتحويلها من الضرر للمنفعة .
لن نستطيع ايقاف الصراع بين الخير والشر بداخل الانسان ( الا بالعلم , ولهذا حديث آخر , ومشوار . قد لا يطول كثيراً
فلماذا نوقف الصراع بين العلم والجهل . بدعوي السلام ؟ فلنكن مع العلم . ونضع كل أدوات السلامة . لدرء أقصي ما نستطيعه . من مخاطر الاكتشافات العلمية . وعيوبها الجانبية , لأجل أقصي ما يمكننا من السلام ومن الرخاء والرفاهية .

************************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروف والرياضة
- مصحف ديجول
- الخروف والأهرام
- اليابان لا تؤمن بأكذوبة -عبقرية المكان-
- ويبقي لبنان شمعة بين دول المنطقة
- الهكسوسي
- مصحف ساركوزي
- من حوارات أقباط المهجر
- نبوءات من ثقافة العدس
- برقية من المسلمين المصريين . الي الله
- معجزات أولياء الله
- برقية عاجلة جداً - 3
- ما الفرق بينهما ؟
- إحتفال بالنصر والصمود
- برقية لكل الآلهة - علي ضؤ المأساة الدينية بمصر
- الهاكرز والمبدعون . في عصر الالكترون
- المشاريع اللفظية القومية
- عروبيون واسلاميون
- أهكذا الثورات والثوار ؟!
- انسانيات


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - العلماء والمسؤولية . في الميزان