أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - حكومة تكذب وشيوخ قبائل يصدقون!














المزيد.....

حكومة تكذب وشيوخ قبائل يصدقون!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكذب لا يوقف اقتتالا أهليا، ومع ذلك فالمصادر الحكومية وعلى أعلى المستويات تكذب ثم تكذب ثم تكذب ..! الأطراف الأخرى في النظام كالمؤسسة التشريعية "مجلس النواب" أسوأ من أن يكذب فقد تحول هذا المجلس إلى معرة ومنصة للسب والشتم والمشادات الفظة التي بلغت مستوى التضارب بالأحذية! رئيسه لا يخجل من القيام بأكثر المبادرات والزيارات إثارة للاستقطاب الطائفي والأحقاد في ظرف بالغ الحساسية والخطورة، بل أنه يشجع بتصرفاته وزياراته دول الجوار كتركيا وإيران على التدخل في الشأن العراقي ويتصرف دون شعور بالحرج كصاحب مزرعة خيول شخصية أو كممثل رسمي تكية دينية لا كممثل مفترض للشعب والسلطة التشريعية. نائباه كل يعني على ليلاه وعلى كتلته الانتخابية ولو احترق العراق من أقصاه إلى أدناه . رئيس الحكومة تحول منذ زمن بعيد إلى "فزاعة خضرة" لا تخيف أحدا إلا مستشاريه الخائفين على امتيازاتهم وهذا بعضٌ من ثمن الالتصاق بكرسي الزعامة! وهاهو أحد قادته الأمنيين يعلن وبغداد تغرق في دماء أبنائها : لا وجود للسيطرات الوهمية، لم تحدث اغتيالات على الهوية، كلُّ ما حدث كان جنائيا لا علاقة له بالسياسة!
ربما نفهم هذه الأكاذيب على أنها جزء من محاولة لعدم إثارة الذعر والانفلات، ولكننا لم نعد نعيش في ثمانينات وتسعينات صدام حسين حيث كان يذبح ويسلخ ويدفن في المقابر الجماعية دون أن يعلم به أحد، بعد أنْ حول العراق الى بستان خاص بعائلته وعصابته، بل في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين المفتوح إعلاميا وعلميا ومن المستحيل سيادة الكذب وكتم الحقائق فيه .. هاكم دليلا على ما أقول: البارحة شاهدت تقريرين مصورين خطيرين عن الوضع في العراق حول أحداث لها علاقة بردود فعل دموية على خطف وقتل مسافرين من المدنيين والعسكريين على الطريق الدولي المار في الأنبار : التقرير الأول بثته قناة البي بي سي البريطانية عن زيارة قام بها شيخ عموم قبيلة تميم الشيخ محمد خميس السهيل التميمي وهي قبيلة كبيرة وعريقة جدا و يشبهها البعض بشعب متوسط الحجم. زار الشيخ محمد يرافقه وفد كبير من المشيخة مناطق عديدة من بغداد واجتمع بأهالي الجنود والمسافرين المنتسبين إلى قبيلة تميم و الذين قتلوا ضمن من قتلوا على الهوية في الأنبار وقال بأنه جاء (بمهمة سلام و تهدئة لعدم تشجيع الثأر والانتقام القبلي ولطمأنة أهلنا من العرب السنة) الذين قدر الشيخ عديدهم في بغداد بأكثر من مليون عراقي، و أشار إلى هناك خوفا ورعبا بين السكان في مناطق معينة و انه سيزور بعض المناطق ذات الأغلبية العربية السنية بقصد طمأنة سكانها.
التقرير المصور الثاني شاهدته في فضائية "العربية" وفيه تحدث محافظ الأنبار بالصوت والصورة عن عمليات خطف وقتل تقوم بها سيطرات وهمية ومليشيات في بغداد ضد طلبة جامعيين وموظفين من أهالي محافظة الأنبار وأن الموظفين الفاسدين في مشرحة الطب العدلي يرفضون إعطاء جثث الضحايا لذويهم إلا بعد دفع رشى وأنه كمحافظ (لا يشرفه بعد الآن أن يمثل الحكومة التي تتستر على هذه الفضائح) .. بعد المحافظ وهو ليس من أعداء ومناوئي نوري المالكي تحدث الشيخ ماجد العلي السليمان شيخ قبيلة الدليم المعروف باعتداله وبكونه من حلفاء المالكي ولكنه، هذه المرة تكلم بحدة وتشنج وهاجم المليشيات الطائفية في بغداد وتعهد بالرد (بقسوة وبيد من حديد عليهم وفي عقر دارهم)
الكذب والتكتم لا يوقف اقتتالا أهليا يذهب العراقيون من جميع المكونات ضحية له بل أن المطلوب هو الوضوح والشفافية ووضع المعالجات الصحيحة للأزمة وأول علاج لها هو في إنهاء العملية السياسية الأميركية الطائفية وإطلاق عملية مراجعة وتصحيح وطنية شاملة تتوقف خلالها كافة المناوشات السياسية وغير السياسية! ولكن في حل كهذا نهاية لامتيازات أمثال الرئاسات الثلاث وأعضاء الحكومة والبرلمان والمجالس المحلية فهل يمكن لهؤلاء أن يتحولوا؟ أن يخرجوا من جلدهم الطائفي إلى جلد وطني؟ هناك وطنيون ومستعدون للتضحية من أجل العراق ولكنهم أفراد ومبعثرون، خارج وداخل العملية السياسية، خارج وداخل البرلمان، و دون توحد هؤلاء وقيامهم بما ينبغي القيام به فالتقاتل سيستمر والتفجيرات والاغتيالات ستتفاقم !
اليوم فقط نشرت وكالة "سومر نيوز" المحلية خبرا عن العثور على جثتي طالبين جامعيين على قارعة الطريق شمالي غرب بغداد قذفت بهما عربة ذات دفع رباعي من دون أرقام ! الكذب والتكتم لا يوقفا قتلا بل يفاقمانه.. ما يوقف القتل هو العلاج السياسي والاجتماعي والأمني الصحيح وإلا فإن على المهيمنين على مقاليد السلطة أن يرحلوا !
شكرا للشيخ محمد السهيل شيخ عموم تميم وغيره من شيوخ على مساعيهم السلمية وعلى صدقهم فقد أشاروا إلى شيء من الحل و إلى ما كان على الحكومة والبرلمان والرئاسات الغارقة في البذخ والأحقاد الطائفية أن تقوم به، شكرا للشيوخ الصادقين رغم إننا نؤمن بأن مكانهم الطبيعي كشيوخ قبائل كمكان إخوانهم شيوخ ورجال الدين ينبغي أن يكون خارج دائرة السياسة والدولة وداخل دائرة المجتمع!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيح/ مشكلتنا ليست مع الله بل مع عبد الله !
- تسييس الدم البشري في العراق
- في ذكرى اغتيال رفيقي الشجاع حسن علي فليح !
- هل يصلح السيستاني ما أفسده غالبريث؟
- الوجه الآخر لابن خلدون في مسرحية -منمنمات تاريخية-!
- الدفاع عن الإقليم الطائفي على طريقة أفلام الكارتون /ج2 من 2ج ...
- الدفاع عن الإقليم الطائفي على طريقة أفلام الكارتون!
- الوهراني والسخرية الفنطازية من مثقفي زمانه
- الحكيم الديموقراطي عادل زوية !
- التشيع العراقي نقيض التشيع الصفوي وهازمه
- كُرد، كورد أم أكراد ولماذا؟
- المالكي وشركاؤه..دكتاتورية أم فوضى؟
- شيعة العراق من المعارضة إلى السلطة !
- تأسيس المحاصصة : دور الساسة الأكراد والعرب السنة
- ديباجة الدستور العراقي مقارنة بأربع ديباجات أجنبية!
- معركة مطار بغداد:مجزرة أم مأثرة؟
- صدام وضباطه : مَن خان مَن ؟
- أحمد القبنجي: مفكر مستنير أم هرطوقي صغير!
- أربعة مسلحين احتلوا وزارة، كم مسلحا لاحتلال بغداد!
- ويسألونك عن التمويل!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - حكومة تكذب وشيوخ قبائل يصدقون!