أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد السميع جميل - لماذا لا أحب رجال الدين ؟













المزيد.....

لماذا لا أحب رجال الدين ؟


عبد السميع جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 20:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



رى أن هؤلاء الرجال الذين من المفترض أنهم يقومون بتعليم الناس الدين هم فى الحقيقة لا يعلّمون الناس إلا ما يبعدهم أكبر مسافة ممكن عن الدين نفسه !! .. أننى اكره هؤلاء الناس جداً .. لا أحبهم .. لا أطيق كلامهم .. لا أستلطف حديثهم .. لا أصدقهم .. لا أعتقد أنهم يحملون خيراً , ولا يعرفون براً , ولا يؤمنون بديناً !! .. إننى أبغضهم وأمقطهم أشد البغض والمقط .



إن الأفكار الدينية التى يتلاعبون بها فى عقول الناس كلها تخلف وتطرف وخبث ولؤم وعنصرية وفجر وظلم وقلة أدب ووساخة !! .



أعلم ان هذا الكلام الذى أقوله غريب وعجيب عند بعض الناس الذين أعتادوا على تصديق هؤلاء المشايخ الخبثاء , وانا فى حقيقة الأمر لا أستطيع أن أثبت لهؤلاء وجهة نظرى هذه بالتفاصيل فى مقال صغير كهذا , فللأسف لا توجد كبسولات سريعة للشفاء من هذا الداء السرطانى الخبيث المسمى برجال الدين , ولكنى ادعو هؤلاء الذين يتعجبون مما أقول أنا وغيرى عن هؤلاء الشيوخ إلى التأمل فى حال هؤلاء الشيوخ أنفسهم .



صحيح إن هؤلاء الشيوخ يقولون أحياناً أشياء حقيقية , لكنها تبقى دائماً فى المنطقة الآمنة التى لا تصل بالناس إلى ما تخشى السلطة وصولهم إليه .



أن رجال الدين هؤلاء يقولون ما لا يخدش ما اعتاد عليه الناس من حواف وقشر وسطح الدين .. يظن الناس ان هذه القشور والحواف هى جوهر الدين وغايته وهى فى الحقيقة مجرد سطح .. يعتقد الناس أنهم يعرفون من هؤلاء الشيوخ حقيقة الدين وهؤلاء الشيوخ أصلاً يبعدهم أكبر مسافة ممكنه عن الدين نفسه من حيث لا يشعرون !! .



الشعب مضروب بلعنة الأمية , وأغلب الناس لا تقرأ , ونسبة كبيرة من الذين تعلموا من أبناء الشعب أصلاً يعانون من وباء الجهل الثقافى ، ولهذا تروج بضاعة رجال الدين هؤلاء المغشوشة للتديُّن المنقوص .



ان الخطاب الدينى الذى يقدمه شيوخ التخلف العربى هؤلاء من قبل الثورات العربية وحتى الأن كان تجسيداً حقيقياً لفكرة “الدين أفيون الشعوب” ! ؛ ففى الوقت الذى لا نملك فيه نموذج ديمقراطى واحد فى الوطن العربى يتم من خلاله تداول جاد وحقيقى للسلطة وتكون فيه الأمة مصدر تلك السلطة بحق .. وفى نفس الوقت الذى تكون فيه حجم المساحة المزروعة فى الوطن العربى كله لا تساوى حتى المساحة المزروعة فى الصين وحدها .. ونصل إلى درجة أن لا نأكل مما تزرعه أيدينا ولا نلبس مما تصنعه أيدينا ولا نساهم فى العطاء الإنسانى بإى إختراع أو إكتشاف أو تصنيع واحد .. ويكون مقدار الابحاث التى يساهم بها الوطن العربى كله علمياً خلال خمس سنوات ماضية يساوى مقدار ما ساهمت به اسرائيل وحدها (1.3%) .. وفى حياتنا اليومية لا نقدم أصحاب الكفاءات والمهارات والأمكانيات لقيادة الحياة .. وتحكم حياتنا الكوسة والمحسوبية والرشاوى والعنصرية والنفعية والنفاق والتحرش وقلة الأدب والوساخة والتخلف والتطرف والجهل والأمية .. .. ومع ذلك كله يصر رجال الدين الخبثاء هؤلاء على تقديم الطقوس والشعائر بإعتبارهما هدف الدين وغاية الدين ومراد الله من خلق الناس , ويجعلون الدين فى حد ذاته نموذجاً للتغيير وليس مجرد وسيلة من وسائل التغيير والتقدم والرقى والحضارة .. يبقا أكيد فيه حاجة غلط طبعاً وقطعاً !! .



إنهم يخرجون فى مظاهرات عارمة فقط ضد أى إساءة للدين وضد منع الدول الغربية الحجاب والمأذن , ويخرجون علي الناس بغزوات تلفزيونية للحديث عن فرضية اللحية وتقصير الثياب والحجاب والنقاب وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وقراءة القرآن وبناء المساجد والزوايا , ويشنوا الحروب الدينية على أصحاب المذاهب والديانات والافكار المختلفة .. فى نفس الوقت الذى لم نسمع لهم حساً يوماً ضد تزور الانتخابات وإنتهاكات حقوق الإنسان , ولا انبرت أقلامهم دفاعاً عن شرف شابة فى مظاهرة , ولا عن مال الأمة المنهوب , ولا عن إرادة الأمة المغلوبة على أمرها , ولا غضبوا وثاروا لإنحدار حال البلاد والعباد .



إنهم يثورون فقط لأن زواج عتريس من فؤادة “باطل” , وليس لأن عتريس طاغية وظالم وديكتاتور ويسم البهائم ويحرق المحاصيل ويقتل زهرة شبابهم ويستحل نساءهم ! .



وإذا كانت شعارات الثورات العربية هى “العيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية” فهؤلاء المشايخ المتخلفون أصلاً أخر علاقة التدين الذى يبعونه للناس بالعيش هو الدعاء لزيادة الرزق .. أما الحرية فهى أول أعداءهم ومنبع الشر من وجهة نظرهم .. والعدالة الإجتماعية عندهم تتعارض مع تقسيم الاله للناس طبقات ورفع بعضهم على رقاب بعض ! .. وكرامة الإنسان عندهم لا وزن لها مدام الحاكم يسمح بإقامة الصلاة وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع !! .



الحقيقة الإجتماعية والكونية التى لا فصال فيها أن خطب ووعظ شيوخ التخلف العربى هؤلاء لم تنتج ثورة ضد الظلم الواقع على الشعوب العربية , ولا قدموا مشروعاً حضارياً وسياسياً وإقتصادياً محترماً , ولا حتى عصمتنا أفكارهم من تزايد حالات الإنحراف والجريمة والإنحدار والدحدرة فى كل المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية , ولم نرى منهم إلا أعوناً للطغاة والبغاة ؛ يضربون ويلطشون ويشوهون ويتهمون فى خصومهم ومعارضيهم !! .



قد يرى البعض أن هؤلاء المشايخ نتيجة طبيعية للتخلف الذى تعيش فيه الشعوب العربية ؛ فهم كغيرهم من أبناء الأمة مصابون بقلة العلم والمعرفة بشئون الدين والدنيا , وهذا صحيح رغم اصرارهم على احتكار الدين والدنيا ! , ولكن الحقيقة أن هؤلاء المشايخ أنفسهم سبب فى ذلك التخلف وليس مجرد نتيجة له فقط ! .



إن حرفة هؤلاء الخبثاء التى لا يحترفون غيرها تقتصر على تخدير الناس وتبدبد شحنات الغضب لديهم ضد الحاكم بفتوى عدم الخروج على الحاكم الظالم واعتبار الحالة الإقتصادية السيئة التى يعانى منها الناس غضب من الإله بسبب قلة إيمانهم !! .



يقول الدكتور على الوردى فى كتابه الأشهر والأهم “وعاظ السلاطين” : “الواقع ان الوعاظ والطغاة من نوع واحد .. هؤلاء يظلمون الناس بأعمالهم ، وأولئك يظلمون بأقوالهم . فلو ان الواعظين كرسوا خطبهم الرنانة على توالي العصور في مكافحة الطغاة واظهار عيوبهم لصار البشر على غير ما هم عليه الان” ! .



لا شك عندى أن طغاة الوطن العربى يسعدون بهؤلاء الوعاظ ويدعمونهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة , كما



إن تحول الدعوة إلى الدين إلى وظيفة تجلب المال والربح والشهرة إلى صاحبها أمر دفع بنصابين كثر إلى هذا الميدان , فالتجارة بالدين مهنة سهلة جداً , ولا تحتاج الا الى حفظ بعض الآيات والاحاديث ثم ارتداء الالبسة الفضفاضة والقصيرة , مع لحية كبيرة كثة وغطاء للرأس . ثم يأخذ الواحد بعد ذلك بإعلان الويل والثبور على الناس , ويبكي ويستبكي حتى يؤثر على عاطفة الناس ويبث فى عقولهم سمومه بعد ذلك , ثم يأتي المترفون والاغنياء والحكام فيغدقون عليه ما يجعله مثلهم مترفا سعيدا .. انه يصلي بالأجرة ويصوم بالأجرة ويحج بالأجرة ويدعو الناس بالأجرة أن يكونوا مثله , حتى أحترف التجارة بالدين كل من فشل في الحصول على مهنة اخرى .



لكن المشكلة أن هؤلاء وجدوا لأنفسهم فى التراث ما يدعمهم ويقوى حجتهم ويدفعهم إلى تخدير الناس وتغيب وعيهم والنصب عليهم .



لذلك نريد مناقشة أفكارهم الخبيثة الضارة هذه , ولكن فى المقالات القادمة , فأنتظرونا…





#عبد_السميع_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد السميع جميل - لماذا لا أحب رجال الدين ؟