أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - الكراهية المُكتَسَبة














المزيد.....

الكراهية المُكتَسَبة


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 14:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يستطيع الرجل العربي أن يكون حراً و ألا يشعر بالذنب، و أن يعطيه موروث المجتمع العربي -الثقافي و الديني- كل الحق؛ له و لكل ذكور العائلة بقتل النساء، خاصة فيما يتعلق بالشرق و الدول الإسلامية من عقوبات مرتكبي جرائم الشرف المخففة.. إن لم يشعر ضحايا العنف الأسري-غالبيتهن نساء و أطفال- بالذنب و كانت لديهن متلازمة ستوكهولم؛ فإنهن لن يجدن الكثير من القوانين التي تساعدهن على الانفتاح، و المطالبة بصياغة و تفعيل قوانين تساعدهن على تحقيق كرامتهن و احترام حقوقهن كحقوق إنسان.. الأمر يزداد تعقيداً، و ليس سوءًا في الأراضي المحتلة؛ لأن الأولوية في المجتمعات التي تتخذ طبيعة النضال فيها بعداً تاريخياً و أيديولوجياً؛ خاصة عندما يحاول البعض تلطيخها بمفاهيم دينية معقدة- تجعل الأمر مربكاً من كافة نواحي الحياة بالنسبة للفلسطينيات و الفلسطينيين.. إن الأداء الأضعف يكون بسبب غياب العمق التاريخي لنضال مؤسسات المجتمع المدني بعيداً عن تأطيرها حزبياً، أو تجميل صورتها بالأداء المتعلق بقضايا سياسية بحتة تجعل أداءها يبدو منحصراً على المناسبات الوطنية دون أن يكون لها عمقاً اجتماعياً أو حتى أثراً تطويرياً على المنحى الاقتصادي أو الأخلاقي للمجتمع.

بالطبع كلنا ندرك أنه ليس من السهولة أن تنقلب موازين المجتمع في ظل الترهل السياسي-عربياً- لعقود طويلة من خلال طاقم الممثلين و الممثلات في المجالس البرلمانية أو التشريعية، على سبيل الذكر و ليس الحصر النواب التشريعين في الأراضي المحتلة؛ خاصة و إن العطل الذي يؤججه الصراع و الانقسام الفلسطيني هو ليس وحده عذراً كافياً لسوء الأوضاع من ناحية مجتمع تحللت قيمه الإنسانية، و صار مجهوده اليومي هو الانتقام من الفقر في ظل غياب أوجه الحقيقة و العدالة.. و بشكل صريح، تصبح غالبية الأفراد تعلم أنها وحدها المسئولة عن ذلك دون إدراك أو قصد منها بأي من ذلك؛ مما يؤثر سلباً على الأفراد الذين يرفضون الاعتراف بالذل أو بالعار لأنهم غير سعداء، و لكن الأغرب من ذلك هو اكتشاف حقيقة أنهم مجبرين على الأداء، و أن هذا هو الطابع الوحيد الذي يجعلهم قادرين على البقاء هو خيار محبط و تقليدي و مجحف نتج بسبب التربية التقليدية في المجتمعات العربية و بسبب أن المواطنين/المواطنات اعتادوا على القيام بالأدوار السلبية ليلحقوا بنفسهم الأذى حسب تقديرهم، بدلاً من أن يسببه لهم الآخرون و هم لا يعلمون بذلك.. و الحقيقة تقال أن الشموع التي يضيئونها، و أن الأوهام التي يحللون ترسباتها في حياتهم لا تعطيهم الأمل بل تزيد من عمرهم أجيالاً أخرى تتحمل نفس الذل، و تعتصر قلوبها مرارة الإهانة و الخضوع للمعاناة في الحياة دون أن يكون هناك انفتاح فكري، أو تمدن على المنحي الأخلاقي لحياة المواطنين/المواطنات، الذين تتعلق حياتهم بين هذه المراوغات هدراً دون أي أمل بالإنقاذ من لعنة الجمود، و تكرار مصائب الحياة على نحو متقطع و دون إعادة النظر فيما يعانيه هؤلاء البسطاء من مشاكل في حياتهم، و هم لا يوجد لديهم أي فكرة عن ذنبهم فيما اقترفوه من حقهم لينالوا على هذا الجزء الغير مُرضِ من الحياة!

بعدما زرت طبيبا نفسياً، يعمل في برنامج غزة للصحة النفسية، تأكدتُ أن الرجل نفسه بحاجة لطبيب نفساني.. كان يتعمق في تحليله الذكوري بأن المرأة هي سبب مصائب الكون.. شخصيتي الجريئة التي دفعت بي لحل الاكتشاف، و إدراكي المتواضع بأن لدي مشاكل تتعلق بتصوري عن جسدي، بعد أن تم الاعتداء علي بشكل متكرر.. مما جعله يحول كل كراهيته للحقيقة بأنه ينتمي بتفكيره لمجتمعات خاملة تعيش بالظلام؛ ليضع اللوم علي بأني كنت أنا من دعوتُ أخي ليقمعني و يعتدي علي.. الشعور بنكران الذات- من ناحيتي- و الغرق مجدداً بالشعور بالذنب جعلني أتعاطف مع الجميع، أولهم: من اعتدوا علي.. و كأنهم كانوا هم الضحايا، و ليس أنا.. و بواقع الأمر أفكر جدياً في بعض الأحيان أن ذلك الطبيب النفسي هو رجل مخصي( فكرياً و حتى أخلاقياً).. مثله مثل معظم الرجال الشرقيين.. كان بإمكانه أن يؤسس بناء على حقده مطعم أو كافتيريا للفول و الأكل الشعبي ليتخلص من حقده الدفين و كراهيته الذكورية، بدلاً من امتهان مهنة تتعلق بمصير الناس، و حياتهم المعنوية.. سأظل أتذكر ما قاله لي في إحدى المرتين اللتين زرت عيادته فيهما.. قال لي: الرجل الشرقي عادة لا يحب المرأة التي تكون مساوية له، فما بالك المرأة التي تكون أعلى منه؛ لذلك يجب عليها التعود على ملاغاة الرجل، و الاستكانة حتى تنال ما تريده، و كأنه مثلا يصف لي وضعاً مختلفاً لا علاقة لي به، أو بحالتي النفسية آنذاك.. و كانت نصيحته أحد أسباب تراجع حالتي النفسية، و الفكرية؛ لأنها نسفت بشكل دراماتيكي ما كنت أحاول جاهدة بنائه، و تعميقه في مكنونات ذاتي عن وجوديتي- وجودية المرأة!! كان ينبغي علي حينها أن أفهم- و أنا ضحية اعتداء جنسي- أنه رجل خبيث و دنئ.. و أنه هو أحد أسباب الكراهية المكتسبة في هذا العالم البطريركي الشرير! سأقولها لكم الآن: نعم، أنتم – كلكم- لكم أيضاً ذنباً في ذلك الأمر!



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يُحاكموا؟؟
- عندما لا نعلم
- الشعور بالحب و الحياة
- الحب و الوباء
- غزة.. جحيم من نوع آخر للنساء، و الأطفال
- هل يحتاج الرجل العربي لإعادة تعليم؟
- الثواب و العقاب من منظور ديني
- مدينة يحكمها الشيطان
- قسوة الأم
- لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة – 2-؟
- هل تكره بعض النساء الفلسطينيات أنفسهن؟
- عزيزي أيها الرجل الخائن
- لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة؟
- المحكمة الشرعية و ازدراء المرأة في الإسلام
- الزواج و الاشباع Marriage Satisfaction
- علاقة الجنس و الإنجاب بالنضال الفلسطيني
- هل تزداد نسبة الراحة و الطمأنينة في واقع المجتمعات المتدينة ...
- في الوجه الآخر عملة جديدة
- مثل أي شئ يُفقِد الشهية.. هلوسات غزية ممكنة
- الحقيقة المُرة.. لا أَمَلُّ من المحاولة


المزيد.....




- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - الكراهية المُكتَسَبة