أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - ما تفسير مشاعرالتعزية والرهبة التي تنتاب المسيحي ؟














المزيد.....

ما تفسير مشاعرالتعزية والرهبة التي تنتاب المسيحي ؟


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 03:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لسنوات عديدة كنت أرنم الترنيمة التي تقول ( يا روح الله... تعال برعش في كل عظامي.... روحك يملأ كل كياني ) حتى أندمجت روحيا ( أيدولوجياً) بمرور الزمن مع الترنيمة وبفعل الأيحاء ( والموسيقى) كانت تصيب بدني وعظام العمود الفقري القشعريرة حينما البدأ في ترنيم هذه الترنيمة تحديداً سواء داخل الكنيسة أو خارجها... منفرداً أو مع أخرين! وحينما كنت أشعر بذلك أحمد الرب وأهلل... هللولويا !!! لأن الرب عزاني ويعزيني بملأ روحه القدوس لكياني !!!

هذه الرهبة Awe تنتاب المتدين المسيحي ( والمسلم بل أي متدين بأي دين) الأمين في تعاملاته مع إلهه حينما يقترب من مكان العبادة... حينما يدخل هيكل الكنيسة... حينما يمثُل أمام محضر الله؛ أمام أيقونة، أو منفرداً في المخدع...! حينما يرنم أو يصلي... حينما يمسك ويقرأ الكتاب المقدس... حينما يقبل يدي كاهن وغيرها من المواقف المصطبغة بصبغة دينية !!! ويفسر المسيحي هذه الرهبة بأنها من تأثير حضور الله في المكان وتعزية الروح القدس للنفس والروح البشرية! وفي الأجواء البروتستانتية نجد إنطلاقة وتحرر في هذا الأمر... فحينما يشعر المتدين بشعور الرهبة أثناء الترنيم وغيرها من الأنشطة التعبدية... يصرخ مهللاً هللولوياً... أو مجداً للرب! وبعضهم يرقص في طرقات الكنيسة... وبعضهم ينخرط في نطق غريب (Glossolalia) وهي التكلم بألسنة (وقد عالجتها في مقال سابق لمن يود أن يقرأه بعنوان الرطن المقدس ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=355068 )


وهذه الممارسات يسمونها تعزية من جراء الأمتلاء بالروح القدس والمفروض أنها تأتي بصورة عفوية... ولكن ما كنت أراه أنها كانت تُستحضر قصراً ورغما عن الجميع من قبيل قائد الترتيل وعازف الموسيقى بل المتعبدين أنفسهم وينتهرون الناس حينما يكونوا هادئين... قائلين أفتحوا أنفسكم على روح الله... تصرفوا بعفوية... لا تكن عنيداً فالكتاب المقدس يقول (هنذا واقف على الباب و اقرع ان سمع احد صوتي و فتح الباب ادخل اليه و اتعشى معه و هو معي (رؤ 3 : 20)) ويظل يُحمس الناس حتى يترك الناس أنفسهم للموسيقى والرقص والتهليل والرطن وغيرها مما يدل على حضور الرب وأثر الروح القدس على المكان !!! حيث يُصاب الجميع بالرهبة والقشعريرة التي تنتاب الكيان والوجدان ويسمونها ( تعزية)... ويشترك في هذا الكبار والصغار، الرجال والنساء، الأغنياء والفقراء، الفرحين والحزانى! ولكني لاحظت أن أغلبية ممارسي أنشطة التعزية هذه من الفقراء والحزانى في حياتهم الشخصية ويبتغون من حضورهم الكنيسة بعض الفرح ( ولو كان مؤقتاً؛ ولو كان وهمياً) ولذلك يُقدرون بل يُقدسون الذهاب للكنيسة للعبادة، ويمرون على أكبر قدر ممكن من المعارف والجيران ليأتوا للكنيسة ليشعروا بالمثل معهم ويلمسوا ويتلامسوا مع روح الله الذي سيُعزي نفوسهم من الأحزان والمصائب التي يمرون بها... وكان الناس يأتوا ويشعروا بالفرح المؤقت والوهمي... الذي يُزال فور خروجهم من الكنيسة !!!


ولكن هل هذه التعزية أو الرهبة Awe قاصرة على المسيحيين فقط سواء كانوا من الارثوذكس أو البروتستانت؟! لا! فهي موجودة في كافة الأوساط الدينية من كافة الأديان والمذاهب... فهي توجد في أوساط المسلمين سواء سنة أم شيعة... وخاصة بين الصوفيين حيث توجد هذه المشاعر بكثرة وهي ما يُميزهم !! لذلك فتفسير هذه المشاعر ليس ديني على الأطلاق بل نفسي! فحينما يُقدس الأنسان أمر ويُجله؛ نجده يصاب بالرهبة حينما يراه أو يسمعه أو يتلامس معه بل حتى التفكير فيه!!!


والدليل على ذلك؛ إننا نجد ذلك الشعور بالرهبة والقشعريرة التي تسري بالكيان بين الجنود في الطابور العسكري وحينما يُنشد النشيد الوطني... من جراء الحماسة والإيمان التام بالوطنية والتقاليد العسكرية... التي تنال درجة من القدسية داخل نفوسهم !!! ومما يُضحك فقد رأيت حينما كنت في المدرسة الثانوية وأثناء طابور الصباح حينما كان يُنشد النشيد الوطني؛ أحد الزملاء رشم الصليب على جسمه عند الأنتهاء من النشيد الوطني! فقد إندمجت قدسية النشيد الوطني مع قدسية الصلاة الربانية عنده والتي تنتهي برشم الصليب على البدن !!! ولا شعورياً أعتبر النشيد الوطني صلاة !! فالنفس لا تُفرق بين الرهبة الدينية والعسكرية ...! إنها رهبة ناتجة عن الاحترام الكامل لما يُقال أو يُنشد !!!


بل أتمادى وأقول أن هذه الرهبة والقشعريرة والاحساس بالفرح الذي يملأ الكيان هو ذاته ما نشعر به حينما نكون في إحتفال زفاف أحد الأصدقاء حيث ينخرط الجميع في الأغاني والرقص!! وهذا الشعور... هو ذاته شعور الراقصة أثناء الرقص! وذاته شعور الراقصين في البارات وقاعات الديسكو... فالموسيقى والرقص هو ما يجعل هؤلاء الناس تحضر الافراح وهذه الأماكن إبتغاءً لذلك الاحساس المقدس بالنشوى والفرح!!! بنفس قدر المتدين الذي يواظب على العبادة وحضور الكنيسة لنفس السبب وهو الاحساس بالرهبة والنشوى والفرح المؤقت الذي يبتغيه مسمياً إياه بالأمتلاء بالروح القدس !!! وهذا الشعور بالرهبة والنشوى في أي وسط – سواء ديني أم دنيوي – لهو مثل الأدمان! يقبل عليه ويُدمنه من يفتقد الفرح في حياته ويبحث عما يملأ نفسه بالسعادة. ولذلك لا نجد الأقبال على حضور قاعات الرقص والديسكو ودور العبادة.. من قبل السعداء الذين يمتلكون ما يفرحهم في حياتهم الشخصية من أعمال ومال وأولاد وشريك حياة... الذين يستمدون سعادتهم من داخل أنفسهم بإنجازاتهم الشخصية للفرد والمجتمع وبالحياة والتعايش مع ما يمتلكون ومن ينتسبون اليه !!! فهم بغير حاجة الى ( كبسولات) الفرح المؤقت الزائف الزائل الذي يُستمد من حضور الاجتماعات الدينية أو قاعات الرقص !!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوامل تعرية حصون المتدين الذهنية !!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -8- التوائم الملتصقة !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -7- الخنثى والعاجز جنسيا ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -6- ضحايا الكوارث الطبيع ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -5- الحيوانات !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -4- المعوق !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -3- الأجنة والاطفال الرض ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -2- المثلي !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -1- أبن الزنا !
- عقل المتدين المُجزء !!!
- الإله الذي يُشمخ عليه !!!
- الإله الشحاذ !!!
- التدرج السُباعي نحو الإلحاد الواعي !!!
- إلحاد ... أم ... إستلحاد !!!
- الاعجاز الرقمي والعلمي في النصوص المقدسة
- المرآة والأزدواجية في المجتمع المصري !!!
- إبداع أم هرطقة !!!
- عمق عينيكي !!!
- نصارى ... أم ... نتذارى ... أم ... مسيحيين ؟!!
- خطة مقترحة من محشش للتعليم ما قبل الجامعي الالزامي!


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - ما تفسير مشاعرالتعزية والرهبة التي تنتاب المسيحي ؟