أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - على حسن السعدنى - للأهداف أجنحة المحاضرة السابعة والاخيرة فى ( التنمية البشرية)















المزيد.....



للأهداف أجنحة المحاضرة السابعة والاخيرة فى ( التنمية البشرية)


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 01:18
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


وضع الأهداف عملية هامة، فهي تركز أساسًا على ما يسمح لنا بتجميع أشعة الشمس المنتشرة في عدسة قادرة على إشعال حريق، وهي تجسيد للخيال المبدع والإرادة المستقلة، وهي العامل المشترك لنجاح الأفراد والمنظمات. ولكن رغم مزاياها الواضحة، فإن الخبرة والمشاعر حول عملية تحديد الأهداف تختلط، فبعضها يمكنه وضع أهداف طموحة، ويمارس انضباطًا هائلاً، وفي النهاية يدفع ثمن الإنجاز الكبير، أما البعض الآخر فلا يمكنه الالتزام بهدف عادي لمدة يومين، فالبعض يرى في الأهداف العامل الأول في نجاح الأفراد والأمم، والبعض الآخر يراها مجرد أوهام ليس لها تأثير على ما يجري في الواقع، وبعض الكتاب يقولون لنا: إننا إذا فكرنا بطريقة إيجابية يمكننا تحقيق أي شيء، بينما يقول بعض آخر: لا داعي لأن نرهق أنفسنا في تحصيل ما لا يمكننا الوصول إليه.

وعملية وضع الأهداف وتحقيقها تغدو بمثابة إضافة لحساب الكرامة الشخصية، حيث نشعر بالثقة في أنفسنا، ونشعر أننا ملتزمون حيال أنفسنا، وحيال الغير، ولكن عندما لا نحقق الأهداف، يصبح ذلك مصدرًا للألم الكبير، وبمضي الوقت، يسبب فقدان الثقة في قدرتنا على قطع العهود والالتزام، مما يحد من قدرتنا على وضع وتحقيق الأهداف المقبولة عندئذ، وعندما نحتاج القوة الذاتية لمواجهة التحديات الكبيرة في حياتنا لن نجد هذه القوة متوفرة.

وبناء قوة الشخصية مثله مثل بناء الجسم القوي، فعندما يأتي وقت الاختيار، فإنه ما لم تكن لديك الشخصية القوية فإن أي تجميل خارجي لن يغطي ضعف تلك الشخصية، فلا يمكنك إخفاء ذلك الضعف، بل لابد من توافر القوة لكي تضع هدفا كبيرا، أو لتحل معضلة كبيرة من النوع الذي لا يفلح معه المسكنات، وهذه القوة هي التي تضمن تماسكك عندما تسير الريح في اتجاه غير الذي تريد.

وهناك العديد من الأسباب وراء عدم وصولنا إلى أهدافنا، فأحيانا يكون ذلك لأن هذه الأهداف غير واقعية، وأحيانا لأننا نضع توقعات لا تعكس أي إدراك للذات، فعند بداية سنة جديدة نتوقع أن نعدل أسلوبنا في الأكل، وممارسة الرياضة، أو في معاملة الغير لمجرد أن هذه السنة الجديدة بدأت، ونحن في هذا مثلنا مثل من يتوقع لطفله الصغير أن ينتقل في يوم واحد مباشرة من مرحلة الحبو إلى مرحلة الأكل بالشوكة والسكين، وقيادة السيارة، هنا تكون أهدافنا مبنية على سراب، دون إدراك لقدرات الذات، ودون إدراك للقوانين التي تحكم النمو الطبيعي للأمور.

وأحيانا أخرى نضع أهدافا ونعمل على تحقيقها، ولكن قد تتغير الظروف، أو نتغير نحن، قد تظهر فرص جديدة، الاقتصاد من حولنا يتبدل، قد يدخل شخص جديد في حياتنا، وهنا يصبح السيناريو مختلفا، في هذه الحالة ومع الإصرار على هذه الأهداف نصبح نحن في خدمة هذه الأهداف بدلا من أن تكون هي في خدمتنا، ولكن عند التخلي عن هذه الأهداف نشعر بالذنب لأننا لن نلتزم بما تعهدنا به، فيصبح من الصعب علينا أن نتعرض لتغيير الأهداف باستمرار أو عندما نفشل في الوصول إليها.

وبينما يرتب الفشل في تحقيق الأهداف آلاما، فإن لتحقيق الأهداف أيضا آلام من نوع آخر، فأحيانا ما يكون تحقيق أهداف معينة على حساب جوانب أخرى هامة في حياتنا، أي أننا وضعنا سلم النجاح على الحائط الخطأ بالنسبة لحياتنا. وعندما يستوعبنا هدف واحد نصبح مثل الحصان المعصوب العينين، غير قادرين على رؤية أي شيء آخر، تاركين الكثير من الضحايا في الطريق، فغالبا ما تكون هذه الأهداف محددة بطريقة جيدة، ولكن تحقيقها قد يترك خلفه آثارًا غير طيبة.

نحن نضع الهدف متوقعين أن الوصول إليه سيحقق نتائج إيجابية معينة ترفع من جودة الحياة، ولكن أحيانا لا تتحقق هذه النتائج الإيجابية، ويتسبب تحقيق الهدف في ترتيب سلبيات معينة، لذلك نصبح في حيرة بعد تحقيق تلك الأهداف، لعل سبب عدم الراحة التي نشعر بها عند وضع الأهداف هو أننا نكون أمام معضلة من نوع خاص، فعندما تتحقق الأهداف قد ترتب آثارا سلبية، أما إذا لم تتحقق هذه الأهداف فإن ذلك يخلف الألم والحسرة.

ولكن هل هناك سبيل للإفادة من قوة الأهداف، دون أن نتعرض لهذه المشكلات؟ هل يمكن زيادة رصيد حساب الكرامة الشخصية القوية من خلال عملية تحديد الأهداف ثم تحقيقها بشكل منتظم؟ هل يمكن التخلي عن الأهداف أو تعديلها، أو حتى الفشل فيها، مع بقاء رصيد حساب الكرامة الشخصية غير منقوص؟ هل هناك ضمان لأن نضع سلم تحقق الأهداف مستندا إلى الحائط الصحيح؟

يؤكد "ستيفن كوفي" مؤلف كتاب "العادات السبع لأكثر الناس فعالية" أن ذلك ممكنا، بل من الممكن أن يكون في هذه العملية دعم لقدرتنا على تحقيق الأهداف، والسر في ذلك كما يرى كوفي هو في استخدامنا لملكاتنا الإنسانية بشكل متفاعل، عند قيامنا بتحديد وتحقيق الأهداف شريطة أن تكون هذه العملية مبنية على مبادئ.

الملكات الإنسانية الأربع
وتعتمد عملية وضع الأهداف عادة على اثنتين من الملكات الإنسانية الأربع وهما: الخيال المبدع والإرادة المستقلة. فنحن نستخدم خيالنا المبدع لكي نتصور الفرص الممكنة إلى أبعد من خبرتنا المباشرة، ونستخدم إرادتنا المستقلة لاستشفاف الخلفية والظروف، فعندما نضع هدفا نقول: "أنا أرى شيئا مختلفا يحدث حاليا، وسأستخدم جهودي لجعل هذا الشيء ملموسا" فنحن نستخدم خيالنا لكي يكون الهدف حاضرًا في الذهن، ونستخدم الإرادة لكي ندفع ثمن الوصول إليه.

وقوة هاتين الملكتين قوة هائلة، فهما بمثابة القوة وراء العيش بهدف، أي عملية التغيير الواعي، ولكن هاتين الملكتين تمثلان فقط جزءًا من القوى التي نملكها، فهناك قوة الملكتين الأخريين من ملكاتنا، وهما:

الضمير: ونقصد به تلك الصلة العميقة التي تربط الأهداف والرسالة الشخصية، والحاجات، والمبادئ.

وإدراك الذات: وهو التقييم الدقيق لقدراتنا، والرصيد المتوفر لنا في حساب الكرامة الشخصية.

وهنا يمكن النظر بعمق إلى هاتين الملكتين لنرى كيف أن حضورها يمنحنا القوة لكي نضع أهدافا ذات معنى.

فالضمير له قوته، لأنه يوجد الصلة بين الأهداف والرسالة الشخصية والمبادئ، وهذا يعطي الرشد المطلوب عند لحظة الاختيار والقرار، عندما نضع هدفا ما، وهي اللحظة التي نقرر فيها، بكامل وعينا، أن نركز طاقتنا نحو هدف معين، هي في الحقيقة لحظة اختيار، ما الذي يحدد هذا الاختيار؟ هل يحدده ما تفرضه المرآة الاجتماعية، أم ما يفرضه علينا الآخرون، أم مبادئ صحيحة تركز على العطاء النابع من الداخل؟

إن الأهداف المتصلة بالذات من الداخل لها قوة العاطفة والمبدأ، إنها مشحونة بالدافع الداخلي، ومبنية على الإدراك للشمال الحقيقي، الذي يحقق جودة أعلى للحياة. ومن أحسن الطرق للتأكد من حصولك على هذه القوة هو أن تسأل نفسك ثلاثة أسئلة رئيسية: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟

ماذا؟
ماذا أريد تحقيقه؟ ما هي الإضافة أو العطاء الذي أريد أن أصنع؟ ما هي الغاية التي أنشدها من وراء ذلك؟ إن ماذا؟ المبنية على المبادئ تركز على النمو والعطاء، إنها ليست مجرد تحديد أهداف وتحقيقها، لقدد حدد الزعيم الألماني هتلر أهدافا، ووصل إليها، كذلك حدد الزعيم الهندي غاندي أهدافا ووصل إليها.

العبرة في النهاية بنوعية الأهداف التي نركز عليها، في هذه الحياة نجد أن ما تسعى إليه تصل إليه، فإن كانت أهدافنا نابعة من وعينا، ومن المبادئ، التي تحقق جودة أعلى للحياة فنحن نسعى إلى الأفضل وسنحصل عليه.

لماذا؟
لماذا أسعى إلى هذه الأهداف؟ هل تنبع أهدافي من رسالتي الشخصية، ما حاجاتي، من المبادئ الصحيحة؟ هل هذه الأهداف تمنحني القوة على العطاء من خلال الأدوار التي أقوم بها في الحياة؟ ومن خلال الرسالة الشخصية والرؤية الصحيحة قد يجد المرء أن من السهل تحديد ماذا عن تحديد لماذا وكيف.

ودون هذا الاتصال العميق بالذات من الداخل، سنستمر في الحياة مكبلين ذواتنا بأعباء تحقيق أهداف معينة، مصممين للوصول إلى خط النهاية بكل الآلام والجراح، حتى لكانت آخر ما نقوم به في هذه الدنيا، في هذه الحالة نجد أن الاتصال بالذات من الداخل حيث مصدر الطاقة والعقيدة والخبرات، فإننا نعمل ضد مصالحنا، نعمل ونحن غير متأكدين، لماذا نريد الوصول إلى هدف ما؟ إن العهد الذي نقطعه في لحظة حماس لا توجد له القوة الدائمة المتدفقة التي تحملنا على تحقيق أهدافنا بنجاح.

إن المفتاح للحماس هو الدافع، إنه كلمة لماذا، إنه الشيء الذي يجعلنا أقوياء لحظة الشدائد، إنه القوة التي تجعلنا نقول لا في حين أن نعم تحترق داخلنا بفعل الضغوط الاجتماعية.

إذا لم يكن الهدف مرتبطا بأعماق كلمة لماذا الموجودة داخلنا، فغالبا لا يكون الهدف الذي نسعى إليه هو أفضل الأهداف، حتى لو كان يبدو هدفا جيدا، نحن في حاجة إلى تحليل الهدف، فاتصال هذا الهدف بأعماقنا يعني أ، نفكر فيه،ونحسه داخلنا، أيأن نفتح قناة تربط بين هذا الهدف وبين البصيرة الداخلية لدينا، ولكما كان الاتصال قويا كلما بقى الحماس لتحقيق هذا الهدف متقدا.

كيف؟
كيف سأقوم بذلك؟ ما هي المبادئ الأساسية التي ستمكنني من الوصول إلى الهدف؟ وما هي الاستراتيجية التي سأستخدمها لتطبيق هذه المبادئ؟

عندما نوجد الارتباط بين ماذا ولماذا يبقى الانطلاق إلى كيف. إن عملية اختيار الكيفية موجودة عميقا في منطقة بين ما نسميه بنمطي التحكم والانطلاق في الفكر أو الإرادة، فلو كان النمط هو نمط التحكم لكان معنى ذلك أن الفرد يجب أن يكون تحت الإشراف الدقيق حتى يمكنه الإنتاج وتحقيق المطلوب، والعكس، فإذا كان النمط هو الانطلاق فإن الأساس أن الحرية تجعل المرء يعمل ويقدم أفضل ما بداخله ويحقق المعجزات.

إن الطريقة التي نرى بها إرداة الغير في شكل تحكم وانطلاق تنعكس أيضا على الطريقة التي نرى بها أنفسنا، فمن منظور التحكم، نحن نريد من أنفسنا الالتزام، متى أردنا تحقيق هدف ما، أما إذا كنا نرى الذات من منظور الانطلاق فإننا نرى أن المهم هو إيجاد الظروف التي تسمح بإنطلاق الذات والطاقات الكامنة، على عكس التركيز على الملكة الخاصة بالإرادة المستقلة، لكي تتحكم في الذات، وتنفيذ المطلوب مهما كانت الظروف فهذه علامة على أن منهجنا هو منهج التحكم.

أن نكون محلا للثقة له نفس أهمية رصيدنا في حساب الكرامة الشخصية، ولأن كرامتنا هي أساس الثقة بالنفس والثقة بالغير تصبح الحكمة في بناء هذا الرصيد هي تجسيد لقيادة الذات، نحن نبني ذلك من خلال ممارسة الإرادة المستقلة في قطع العهود والحفاظ عليها، ولكن دون الوعي بالذات لن يكون لدينا الحكمة الكافية لإدارة هذا الحساب. قد نضع أهدافا أكبر من طاقاتنا بشكل يحيل رصيدنا الإيجابي إلى رصيد سلبي عندما نفشل في تحقيقها، قد نضع أهدافا أقل من طاقاتنا بشكل يجعلنا نضيف إلى هذا الحساب رصيدا صغيرا، بدلا من الرصيد الكبير الذي كان يمكن إضافته لو وضعنا الأهداف المناسبة، قد تفوتنا الكثير من الفرص للإضافة إلى هذا الحساب يوميا، لأننا مشغولون، ثم نلوم والظروف والآخرين لفشلنا في تحقيق أهدافنا.

إن إدراك الذات يشمل في العمق الأمانة الشخصية، وهذه تأتي في سؤال النفس الأسئلة القاسية التالية:
هل حقيقة أني أحب أن أقوم بذلك؟
هل أنا مستعد لدفع ثمن ذلك؟
هل لدي القوة الكافية للقيام بذلك؟
هل أتحمل مسؤولية تنمية ذاتي؟
هل كان أدائي ضعيفا بينما يمكنني القيام بالأداء المتميز؟
هل أنا ألوم الآخرين على عدم قدرتي على وضع، وتحقيق الأهداف؟

إن إدراك الذات يجعلنا نبدأ من الموقع الصحيح حيث نحن بلا خداع ولا أعذار، ثم يساعدنا على وضع أهداف حقيقية واقعية، من ناحية أخرى فهو لا يسمح لنا بالانخراط في التافه من الأعما، إنها عملية تساعدنا على احترام حاجتنا إلى النمو خلف الحدود، وطالما أن معظم إحباطاتنا في الحياة تأتي من خيبة الأمل من عدم تحقيق التوقعات، فإن القدرة على وضع الأهداف الواقعية، تساعدنا على تحقيق الأمن والنمو في حياتنا.

إن إدراك الذات هو سماع صوت الوعي، إنها عملية تساعدنا على التعرف على أن هناك مبادئ مستقلة عنا، وتساعدنا على فهم خطئنا عندما نكون رقباء على أنفسنا، وتساعدنا على أن نتواضع وننفتح بهدف النمو والتغيير، تساعدنا على إدراك أننا لا نملك قوة لا نهائية، ولا معلومات لا نهائية، عندما نضع الأهداف، فقط يمكننا وفق ويعنا في لحظة معينة ومن خلال أقصى المستطاع من الأشياء أن نختار أفضل الأهداف، وفق أحسن الأسباب ونخطط للقيام بها بأفضل السبل، قد يتغير الموقف، قد نتغير نحن، كما أننا لا يمكننا التصرف بكرامة دون أن نكون معرضين للتغيير.

إدراك الذات يمكننا من أن نسأل: هل نحن نترك الأفضل لكي نرضى بالعادي؟ قد يكون هذا الأفضل هو الهدف الذي نضعه، أو قد يكون فرصة غير متوقعة أو معرفة جديدة، أو فرصة ستتاح مع مزيد من فهمنا للموقف، لو كان التغيير يعود فقط غلى الطوارئ أو الانفعال، أو المعارضة، فإن كل ذلك سيبعدنا عن الأفضل، أما إذا كان التغيير مصدره الذات كافيا لمعرفة الفرق بين الأفضل والعادي، وعندما نتصرف على أساس المبادئ والضمير والرسالة، نضيف إلى رصيدنا في حساب الكرامة الشخصية، إن الكرامة معناها أكبر من مجرد الالتزام بهدف ما، أيا كانت الأسباب، إنها كرامة نظام، أي عملية متكاملة توجد الصلة ما بين الرسالة واللحظة التي نحياها.

كيف تضع وتحقق أهدافًا مبنية على المبادئ؟
لن تحقق لك الأهداف حياة أفضل من غير مبادئ، فقد تكون أهدافك جيدة وأسبابك جيدة، ولكن دون المبادئ الصحيحة سوف تتعثر، إن الهدف المبني على مبادئ له ثلاثة جوانب: أن يكون الهدف جيدا، والأسباب جيدة، والمبادئ جيدة. إن عملية وضع الأهداف المبنية على المبادئ هي عملية ايجاد التفاعل بين ملكات الإنسان:

- من خلال الضمير، نحن نتصل بالرؤية والرسالة والمبادئ.
- من خلال الخيال المبدع، نحن نرى الإمكانية والتفاعل والطرق الجديدة للوصول إلى الهدف.
- من خلال إدراك الذات، نحن نضع الأهداف الواقعية الطموحة مع بقائنا مستعدين للتغيير بإخلاص.
- من خلال الإرادة المستقلة، نحن نختار الاختيار الهادف وننفذه وتصبح لدينا الكرامة لأننا ننفذ ما نقول.
-
وعملية وضع الأهداف المبنية على المبادئ تصبح فعالة متى شملت وضع أهداف بمثابة إطار، وضع قائمة للاحتمالات، وضع أهداف أسبوعية.

1- وضع أهداف طويلة الأجل بمثابة إطار.
يجد الكثيرون أنه من المفيد ربط أهدافهم الأسبوعية بالإطار الذي تحدده رسالتهم الشخصية، باستخدام أهداف طويلة ومتوسطة الأجل، ولكن استخدام مصطلحات طويلة ومتوسطة الأجل تجعل هذه الأهداف اسيرة البعد الزمني. بينما يكون التوقيت جانبًا هامًا من جوانب تحديد الأهداف، إلا أنه أخذ جوانب أخرى في الحسبان مثل العلاقات مع الناس، ومع الأهداف والأحداث الأخرى، يتحقق بطريقة أفضل من خلال الأهداف العامة ذات الإطار، وكلمة الإطار تذكرنا بأن القيادة الذاتية ليست مجرد رؤية طويلة الأجل، بل إنها فهم شامل.

ونموذج ماذا، لماذا، كيف، هو النموذج الفعال في حصر الأهداف، على سبيل المثال
ماذا:
هدفي هو الاحتفاظ بجسم صحي منضبط.
لماذا:
لكي: - يكون لدي القوة والاستمرارية في إنجاز رسالتي بفاعلية.
- أصبح قدوة لأبنائي والآخرين في الحفاظ على اللياقة الصحية.
- يمكنني بناء الشخصية القوية.
كيف:
من خلال: - غذاء صحي، سأزيد من تناول الخضروات والفواكه الطازجة والمواد الكربوهيدراتية والحبوب واللحوم والأسماك، وسأقلل من كميات السكر والملح واللحوم الحمراء، وسآكل وجبات أصغر على مرات أكثر.

- الرياضة البدنية: سأتدرب تدريبات لياقة لمدة 30 دقيقة لمدة 4 أيام في الاسبوع، سأنضم إلى فريق كرة السلة، سأنام لمدة 7 ساعات مبكرة وأستيقظ مبكرا.

- الاتصال بين العقل والبدن: سأفكر بشكل إيجابي تجاه جسمي وصحتي، سأقرأ وأحضر الندوات المتعلقة بالناحية الصحية لأتعلم أكثر في هذا الجانب.

- التركيز: سأعتني بالمشكلات لاصحية التي لدي.

هذا المنهج الخاص بجوانب ماذا، لماذا، كيف، يوجد الاتصال بين المبادئ، والرسالة، والأهداف، فعندما نبدأ في الإعداد لأهدافنا الأسبوعية يمكننا مراجعة هذه الأهداف العامة حتى يحدث الاتصال بها، وبالتالي يمكن تحديد المهام التي لو قمنا بها لتقدمنا في اتجاه هذه الأهداف.

وننظر إلى الهدف بهذا الشكل حتى ندعم الاتصال المتداخل بين عناصر حياتنا، على الرغم من أن هذا الهدف هو هدف خاص بالجانب المادي، فمن الواضح أن ذلك الهدف متداخل مع كل الأدوار الأخرى.

فعلى سبيل المثال، يقول معظم الناس: إن أعظم المنافع التي نجنيها من ممارسة الرياضة بانتظام ليست المكسب المادي والعضلي، ولكن المكسب الروحي، حيث يزداد الإحساس بالكرامة وقوة الشخصية، أما المكسب العقلي فهو معرفة المزيد عن الجانب الصحي، والتفكير بشكل صحي، وتخفيف الضغط النفسي، كل ذلك يؤثر في فاعلية هذا الهدف المادي، أما ممارسة الرياضة بمشاركة من الأسرة أو الأصدقاء فهي تحقق مكسبا اجتماعيا، بجانب المكسب العضوي المادي، إن تحسن الصحة يقوي فينا الأبعاد الروحية والاجتماعية والعقلية، ويؤثر إيجابيا في كل الأدوار الأخرى في حياتنا، إن إدراك وجود هذا التداخل يزيد من طاقاتنا الفكرية، ويساعدنا على تحقيق التفاعل الإيجابي بين كل أدوارنا.

2- إعداد قائمة باحتمالات "ربما".
من المشكلات التي تواجهنا عند تحديد الأهداف، أنه عندنا نقرأ كتابا أو نحضر دورة تدريبية، أو نجري حديثا مع شخص ما، نخرج من ذلك بفكرة عن شيء نريد تحقيقه فعلا، ولكننا لسنا جاهزين بعد لتحديد هدف، وفي نفس الوقت، لا نحب أن نفقد تلك الفكرة، وتكون النتيجة أن نترك هذه الفكرة طائرة في الهواء، تدخل وتخرج منطقة الإدراك، وتعيقنا عن التركيز على ما نقوم به من عمل، وتوجد حالة من عدم الراحة بأن أمرا ما لم ينجز بعد، وقد نكون قد كتبنا الفكرة على قائمة الأعمال التي يجب القيام بها، وهذه القائمة تشمل الأمور التي يجب إعطاؤها أولوية التنفيذ مختلطة بأمور أقل أهمية لمجرد تذكيرنا بالأعمال التي لم تتم.

الأجدى من ذلك هو إعداد قائمة "ربما" وهي قائمة توضع أسفل الدول المتعلقة به لتنفيذها في المستقبل، وكتابتها هنا لا يعني أنها دور أو التزام،ولكن معناها أنك قد تنفذها أو لا تنفذها، إنها معطيات توضع محل الاعتبار في التخطيط مستقبلا، وهنا كرامتك ليست محل اختبار لأن هذا المطلوب ليس ملزما فهو تحت بند "ربما".

إن تسجيل الأفكار تحت قائمة "ربما" يخفف من وطأة الالتزام والقلق، ويجعل هذه الأفكار مطروحة للتنفيذ في المستقبل، ومن خلال التخطيط للأسبوع يمكنك النظر إلى هذه القائمة وترجمة أي بند من بنودها تجده مناسبا وتحويله إلى هدف لذلك الأسبوع، ثم اترك ما تبقى من القائمة أو احذف ما تجده غير مجد.

3- وضع أهداف أسبوعية:
عندما نضع أهدافا أسبوعية، يصبح نموذج ماذا، لماذا، كيف، أسبوعا للتفكير حول أدوارنا وأهدافنا، عندما نضع الأهداف ننظر إلى كل دور ونفكر لحظة للإجابة عن هذا السؤال:
ما هو الشيء الأهم الذي يمكن تحقيقه في هذا الدور هذا الأسبوع، ويكون له أعظم تأثير إيجابي.
إن الإجابة عن هذا السؤال قد تكون في شعور أو انطباع يظهر عندما نراجع رسالتنا أو أدورانا، فمثلا يقول أحد الأشخاص:

عندما أراجع أدواري كل أسبوع، يأتيني الشعور بضرورة القيام ببعض الأشياء، خاصة في دوري كأب، فقد يطرأ على ذهني أمر ما يتعلق بأحد أبنائي، هنا أحد نفسي أكثر إدراكا لحاجات أبنائي الشخصية، وأكثر حساسية، وانفتاحا، للفرص التي تساعد على الاستجابة الفعالة لتلك الحاجات.

الإجابة قد تأتي أيضا نتيجة لمراجعة أهدافنا العامة بالنسبة لدور معين، أو من فكرة ما وضعناها على قائمة "ربما". فعندما نراجع هذه الجوانب، فنحن حقيقة نوجد صلة عميقة بين الذات من الداخل والمواقف التي نواجهها، وكذلك نوجد الإطار الذي يوجد المعنى لأهدافنا.

صفات الأهداف الأسبوعية الفعالة:

لا تنس وأنت تضع أهدافك، الصفات الخمس التالية للأهداف الأسبوعية الفعالة:

• أنها تنبع من الضمير: الهدف الفعال يكون منسجما من الأحاسيس الداخلية، إن هذا الهدف لا يجب أن ينبع من حاجة طارئة، أو رد فعل، أو ضرورات المرآة الاجتماعية، إنها شيء نشعر به في أعماقنا، ونحتاج إلى تنفيذه، ويكون منسجما مع رسالتنا ومع اتجاهنا نحو الشمال الحقيقي، يجب أن نكون حساسين حيال صوت الضمير القادم من داخل ذواتنا، خاصة عندما نختار الأهداف التي تتعلق بأدوارنا التي نبدع فيها، ونحقق فيها أقوى تأثير، كذلك نحتاج إلى الإبقاء على التوازن، فليس من الضروري أن يكون هناك هدف لكل دور كل اسبوع، قد تكون هناك أوقات لعدم التوازن القصير الأجل عندما يفرض اختيارنا الواعي عدم وضع أهداف مؤقتا في أدوار معينة.

• هي غالبا أهداف توجد الاتصال العميق تلقائيا بين ماذا ولماذا، ونتيجة لذلك، تصبح الأهداف التي نختارها أهدافا هامة وليست أهدافا طارئة، قد يحدث أن نختار أهدافا ملحة تعد هامة وعاجلة في آن واحد، ولكننا نختارها أساسا لأنها هامة وليس لأنها عاجلة.

• أنها تعكس حاجاتنا وملكاتنا الأساسية، الأهداف الجيدة قد تتعلق بالجانب المادي، ولكنها تتعلق أيضا بالجانب الروحي والاجتماعي والعقلي، بعضنا يشعر أحيانا بعدم الرضا الناتج عن عدم التوازن بسبب أن أهدافنا غالبا ما تكون متعلقة فقط بالجانب المادي، وذات ضغط زمني،ويعد هذا تجاهلا للابعاد الحيوية في حياتنا ويحرمنا من التفاعل الإيجابي الخلاق بين الأهداف والذي يشمل كل الأبعاد.

• أنها في بؤرة تركيزنا، كلنا لديه بؤرة تركيز ذهني يقع فيها كل ما يشغلنا، وتتدرج التركيزبين الاهتمامات العامة كالصحة والمواعيد الهامة وخطط الأبناء، والأحداث السياسية الهامة في العامة، ودائرة التأثير، وهي تشمل الأشياء التييمكننا التأثير فيها، وبالطبع ليس كل ما يقع في هذا الدائرة تستطيع التأثير فيه مثل قرارات الحكومة أو الأحداث السياسية العالمية، ولكننا يمكننا التأثير في نواح أخرى مثل الصحة وخطط الأبناء والاجتماعات، أما الدائرة الأخيرة فهي ما يسمى ببؤرة التركيز وتشمل كيفية استخدامنا لوقتنا وطاقتنا كما يجب، وترتبط أكثر برسالتنا في الحياة وتحتاج هذه الدائرة إلى معالجة حالية.

• كلها إما تعهدات أو تطلعات: والتعهدات نعقد بها تلك الأمور التي نلتزم بأدائها أيا كانت الظروف، أما التطلعات فهي المجالات التي نركز جهودنا حولها بغرض الوصول إليها، وعندما نحدد التعهدات فنحن نضع كرامتنا في الميزان، ويحدث ذلك عندما يكون من اللازم أداء أمر ما للوفاء بالعهد، أي أن نوفي بما قلنا أننا سنعمله، إن السبب الوحيد لعدم تنفيذك هذا التعهد هو أنك تبينت أنه لم يعد له الأهمية الأولى، كما كان عندما وضعته كهدف، في هذه الحالة يمكنك إحداث التعديل بحذفه مع بقاء رصيد حساب كرامتك دون نقصان.

أما عندما نضع أحد التطلعات فإننا نحدد مجالا لدينا الرغبة في تركيز الوقت والجهد عليه، وهنا ننتهز الفرصة للقيام به، ونحن هنا نتحرك تجاهه دون أن نضع كرامتنا الشخصية في المحك، ومحلا للمخاطرة فعند عدم الإنجاز نحن نخسر الوقت والطاقة التي ضاعت، ولكننا لا نخسر الثقة بالنفس، أو بمعنى آخر يبقى رصيدنا في حساب الكرامة الشخصية غير منقوص.

تذكر أنك لا تحتاج إلى كرامتك الشخصية في المواجهة كلما وضعت هدفا أسبوعيا، في الحقيقة يجب أن تدير التزاماتك الفعلية بعناية تامة من خلال أن تكون حكيما في بناء رصيدك من حساب الكرامة الشخصية، ولكن حرصك لا يجب أن يمنعك من التقدم بثقة حيال أهدافك.

الثقة والشجاعة:
عندما نضع وننفذ هدفا ما بشجاعة، لأن الهدف ينسجم مع الضمير والمبادئ، فإننا غالبا ما نحقق نتائج إيجابية، وبمضي الوقت، نبني إحساسا متزايد بالثقة والشجاعة، هنا تصبح التزاماتنا أقوى من أحاسيسنا، وتصبح كرامتنا في أمان، وتنمو داخلنا الشجاعة على أن نضع أهدافا طموحة وبطولية، إن هذه عملية نمو، حيث نصل إلى أقصى ما يمكننا الوصول إليه.

من ناحية أخرى، عندما نمارس شجاعتنا في وضع الأهداف التي لا تتصل بالمبادئ والضمير فإن النتائج السيئة التي تتربت عليها تنقص من الشجاعة وتثير في النفس الشك، وهنا تكون الدورة عكسية، وفي النهاية، نجد أنفسنا بدون شجاعة على غير شيء، حتى في أصغر الأهداف.

إن قوة الأهداف المبنية على المبادئ تنبع من قوة المبادئ، وتحقق الثقة بأن هذه الأهداف ستحقق حياة أفضل، وأننا وضعنا السلم على الحائط المناسب، إنها القدرة على وضع وتحقيق الأهداف الفعالة بانتظام، والقدرة على التعديل عندما نجد أن الهدف لم تعد له الأهمية التي كنا نظنها، إنها القوة النابعة من تفاعل الملكات الإنسانية مجتمعة لكي توجد فينا الحماس والرؤية والضمير والإبداع وقوة الشخصية، بما يدعم نمونا العام.

وكما يقول "ستفين كوفي" فإنه عندما نبعث هذه القوة داخلنا سوف نحقق اتجاها صعوديا في أحاسيسنا.



#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعود للقمة المحاضرة السادسة للنتمية البشرية
- الطريق الى الامل المحاضرة الخامسة تنمية بشرية
- الجيش المصرى خط احمر
- فتامين الثقة المحاضرة الثالث للتنمية البشرية
- الهروب من الغضب المحاضرة الرابعة فى التنمية البشرية وتطوير ا ...
- الخروج من الكهف, المحاضرة الثانية ( تنمية بشرية )
- النمط الإستراتيجي الأميركي في إدارة الأزمات الدولية ( ادارة ...
- رحالة الى الذات محاضرة تنمية بشرية
- حل المنازعات عن طريق التحكيم


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - على حسن السعدنى - للأهداف أجنحة المحاضرة السابعة والاخيرة فى ( التنمية البشرية)